نصوص أدبية

مَقَامَةُ: أَنَا وحِمَاري وسَرِقَةُ القَرْنِ

فِي يَوّْمِ شِّتَاءٍ البَرْدُ فِيْهِ يَقّْرِصُ الأَعّْضَاءْ.

رَأَيتُ حِمَاري وَاقِفَاً بِجِنّْبِ صَخّْرَةٍ صَمَّاءْ.

حَزيْنَاً كَئيْبَاً قَدّْ أَرّْهَقَهُ البُكَاءْ.

قُلّْتُ:

يَا حِمَارَنا العَزيْزِ مَا الخَطّْبُ ولِمَ ذَا العِوَاءْ؟.

قَالَ حِمَاري، بنَبّْرَةِ مُنكَسِرٍ فِي الهَيّْجَاءْ:-

يَا سَيّدَنَا يَا (ابْنَ سُنّْبَهْ)، لَقَدّْ طَفَحَ الكَيّْلُ واشّْتَدَّ البَلاءْ.

قُلْتُ:

ما الخَبَر؟.. هلّْ مَاتَ أَحَدُ الزُعَمَاءْ ؟.

هَلّْ احتَرَقَ الرَّئيسُ، ولَمّْ تُدركّْهُ شُرطَةُ الإِطّْفَاءْ ؟.

أَمّْ مَاتَ أَحَدُ السِّياسِييّْنَ، حَتّى نُقيْمَ عَليّْهِ العَزَاءْ؟.

أَمّْ انتَحَرَ أَحَدُ الفَاسِدينَ ونَزَلَ بهِ القَضَاءْ؟.

قالَ حِمَارُنَا المُبَجَّلُ:-

لا.. يَا (ابنَ سُنّْبَهْ)، لقَدّْ كُنّْتُ بَليْداً مِنَ البُلَدَاءْ.

وكُنّْتُ أَحْسَبُ هَؤُلاءِ السُّرَاقِ مِنَ الأَحِبَّاءِ النُجَبَاءْ.

وَ أَنَّهُمْ مُخّْلِصِيّْنَ وتَرْعَاهُمّ إِرَادَةُ السَمّْاءْ.

لقَدّْ سَرَقُوا أَمّْوالَ الشَّعّْبِ سَرِقَةً شَنّْعَاءْ.

يَحّْسَبوْنَ أَنَّهُم  حَرَرُونَا مِنَ الطُّغّْمَةِ الطَّغْمَاءْ.

كَلّا.. إِنَّهُم بَاعُونَا بَيّْعَ الأَدّْعِيَاءْ.

سَرَقُونَا.. وسَرِقَاتُهُمّْ أَوّْجَعَتّْ كُلَّ الفُقرَاءِ والأَغنيَاءْ.

سَرَقُونَا.. وسَرِقَاتُهُمّْ أَبّْكَتّْ حَتّى مَلائِكَةَ السَّمَاءْ.

وَيّْلٌ لَهُمّْ.. ثُمَّ وَيّْلٌ لَهُمّْ، مِنْ غَضَبِ رَبِّ الخِلائِقِ جَمّْعَاءْ.

قُلّْتُ يَا حِمَارَنَا المُفَدّْى:-

لا تَثّْريْبَ عَليْكَ.. لَقَدّْ أَبْكَيّْتَ عَيْنَيَّ دِمَاءْ !.

فَأَنّْتَ تُحِبُّ العِرَاقَ وشَعّْبَهُ.. حُبَّ الأُباةِ الشُرفَاءْ.

وَهؤُلاءِ الفَاسِدونَ.. للعِراقِ أَعدَاءٌ أَلِدّْاءْ.

حَفِظَكَ اللهُ يَا حِمَارَنَا النَّبيّْهِ مِنْ كُلِّ سُوءٍ ولأْوَاءْ.

وَ دُمّْتَ يَا عَزيْزِي.. للعِراقِ وشَعّْبِهِ مِنْ أَوْفَى الأَوّْفِيَاءْ.

خِتَامَاً..

دَعّْنِي أُقَبِلُ خَدَّيْكَ وأَكونُ لَكَ فِدَاءْ. دَعّْنِي أُقَبِلُ خَدَّيْكَ وأَكونُ لَكَ فِدَاءْ.

***

مُحَمَّد جَواد سُنّْبَهْ

في نصوص اليوم