نصوص أدبية

ليث الصندوق: كلمة حق

في البلدان المرعوبة من الكلام

يبتر المواطنون ألسنتهم بأيديهم

مخافة أن تلدغ أحداً

أو ربما يقتلعونها من جذورها

لضمان ألا تنمو عليها براعم سامة

أما في بلداننا الحُرّة

فنحنُ آباءُ الكلام وأبناؤه

لا نبتلع الضفادع لتنُقَّ من بطوننا

أما ألسنتنا

فالسلطات الحكيمة تحُثّنا على تكثيرها

بالانشطار، أو بالترقيد

**

لكلّ مواطن ببلداننا الحُرّة

عشراتُ الألسنة في فمه

بعضنا يُرقّمُها

أو يُلبِسُها أحذية وطاقيات

وبعضنا يربطها بالسلاسل

كي لا تهرب من فمه

منخدعة بنظرات العُشّاق العابثين

**

عندما تمتلئ الأفواه بالألسنة

يفقد بعضنا القدرة على تمييز فمه

فيحشر لقمته في أذنيه

لكننا جميعاً حريصون ألا تتعفّنَ ألسنتنا من الصمت

لذلك يتخذ بعضنا منها أحزمة

لضمان عدم سقوط كرشه منه عند الركض

وبعضنا يحصد منها ما يفيض عن حاجته

فيطبخها

ويولم عليها المحرومين من النطق

أنا اتخذتُ من لساني مجرفة

أحفر بها في جوفي

أملاً في العثور على كلمة حق

***

شعر: ليث الصندوق

في نصوص اليوم