نصوص أدبية

مالكة حبرشيد: الفاظ الاعصار‎

المخاض يعصرُ رحم الوقتِ

المساءاتُ تُهييءُ نفسَها

لاستقبالِ موتٍ جديدٍ

الزّغاريدُ تنحّت

قرب حقلٍ مضمخٍ بنيرانِ الوعيدِ

ها هي القابلةُ تُعلنُ

انبثاقَ الزّهرِ من أرضِ الخريفِ

حملتِ الدّمعةُ الوليدَ بكفّي هباءٍ

تلقفتُه الطّيورُ الجوارحُ

لتردّدَ في أذنيه ألفاظ َالإعصارِ

كيما يرتعبَ كلما استبدتْ به الرّيحُ

*

من شروطِ البقاءِ

أن تُعلنَ انسحابَك لحظةَ الانبعاث

تتنازلَ عن لبنِكَ

لأن الثّدي الّذي ستنهلُ منه

ملكُ سدنةِ النّارِ

عليك أن تكون بريًّا

حين يُمعنُ القهرُ في تجفيفِ بحيراتِك

استحلابِ جسدِك

أن تكون بحريًّا

كلما زحفَ القيظُ على بقايا جذورِك

وأن تكونَ رخوًا قابلاً للتعليبِ

ليتمَّ إعادةُ إنتاجِك

هَمّا يُصدّرُ إلى حدودِ الخذلانِ

عليكَ أن تحافظَ على الهدوءِ

وألّا تعلنَ العصيانَ

أن تمتهنَ الصّمتَ

ترشّه في كلِّ النّواحي

لتبعدَ عن المكانِ عفاريتَ اليقظة

*

من فرائضِ الاستمرارِ

أن تنكّسَ أمانيك

تنصبَ الحدادَ على روحك

إلى أجلٍ غير مسمى

وعلى امتدادِ دورةِ الظّلام

تذبح حواسَك المشتعلةَ

كلما أمعنَ الحضورُ

في طرقِ أبوابِ جُمجمتِك

تعلمْ كيف تُخاتلُه

انتحلْ الغيبوبةَ...واركبْ الغيابَ

ففي ذلك عبرةٌ لمن يهوى الحياةَ

وفيه سرُّ البقاءِ

*

من سنن.........العيشِ

أن تتكيّفَ على التّنفسِ وسطَ الرّمادِ

تروّض أطرافك على الرّقصِ

داخل حمائمِ النّارِ

عليك أن تخيّطَ العتمةَ على مقاسِك

بل اجعلها أكبرَ حجمًا منك

لتمدَّ ساقيك كما تشاء

وتجوبَ أرجاءها...أنَّا تشاءُ

هكذا فقط ...تكسبُ الرّضا

وتنعمُ بكراماتِ الخفافيش

*

بيتُ النّار مفتوحٌ

على بابه نقشتِ الوصايا العشرُ

والأفقُ يرفعُ كفّيه

علّ النّورَ يطلعُ

من نجمةٍ .... لا تنجلي !

***

مالكة حبرشيد - المغرب

 

في نصوص اليوم