نصوص أدبية
باقر الموسوي: سري للغاية

في هذه المدينة المجنونة
حيث الظلام يلد الظلام
لم أعد حافياً على جمر الغباء
وأشواك الطرقات المؤلمة
تدمي وتحفر قدميَّ بجراح لا تندمل
أصنع نعالاً من قصائد حمقاء
واخترت منيلاً من برقيات المخبرين
لأمسح فمي من السيل
قد تقيأت الخجل، لا أكترث
لشيء، فكل الأشياء تدعوك
للثتاؤب والملل
والنوم صار عذاباً
حتى أسواق المدينة
لم تعد مغرية تصفعك
بيد نتنة تضج بالخيس والنفايات
والأطعمة المتعفنة ورائحة
الموت تنبعث من كل البسطيات
والنهار العجوز يسعل
برطوبة وينفخ بحرور دبق
بخار الباعة
المتجولين كأنهم
ينفثون سمومهم في الهواء
قيامة من النار، ضياؤها
انعكاس طفولتهم الضائعة
يلهثون بعويل مثل ضجيج
الثرثرة خلف أبسط الأحلام
تخلط الرياح الساخرة قشور
البصل وريش الدجاج
وترميها بلا خطأ على وجوه المارة
كأنها
ترمي وجوهنا بالحقيقة المرة
تبحث النساء عن الزيت
والحرمل والخروع لتداوي
السعادة المتآكلة من خرافات
الأقدار، ولكن لا شيء يشفي جراحنا
لا شيء... لا شيء يحسن مزاجك
المذبوح بهوامش التافهين
والمراهقون البغاة
يعمون في وطني الخراب، يخلقون
المواعيد الكاذبة باحتراف
ويقتلون ورد البساتين
ببساطيلهم الموحلة
يقتلعون أظافر المعارضين
ويغرسون أصابعهم في أعينهم، كأنهم
يغرسون بذور الكراهية في قلوبنا
ما أجبنكم! ما أحقركم! ما أغباكم !
خسئتم يا أحجار أن اطبق شفتي
ولا أفضحكم
سأكتب على جدران
المدينة، بدموع الغضب
والسخرية واللعنة:
ما أغباكم، يا أوغاد السلطة! ما أحقركم،
يا لصوص الوطن! ما أحمقكم
يا قتلة الأحلام!
أدوس على رماد أحلامكم
وأصلي فوق جثث آمالكم
مسبحًا كلا لكم... كلا لكم... كلا لكم
أيتها الكلاب والخنازير
***
باقر طه الموسوي