نصوص أدبية
مجيدة محمدي: "الفصل الخامس"

الطبيعةُ تكتفي بأربعةٍ ،
رعشةُ الندى في ربيعٍ أخضر،
لهيبُ يوليو حين يغضب،
خريفٌ يُسْقِطُ الأملَ عن الأغصان،
وشتاء...
يشحذُ الريحَ كي تنحتَ الوحدة في النوافذ.
*
أما أنا،
فلي فصلٌ خامسٌ
لا يُذاعُ في نشراتِ الطقس،
ولا يراهُ القمرُ حين يُدوّنُ ملاحظاته على صفحةِ البحر.
*
فصلي الخامسُ
هو طابوري السريُّ
في الوطنِ الذي يختبئُ في صدري،
هو الجهةُ الخامسةُ
حين تتصارعُ الجهاتُ الأربعُ على قراري.
*
فيهِ أدفنُ ما تبقّى من أحلامي
التي لم تجدْ مأوى في ربيع،
وأحملُ فيه رمادَ طموحي
الذي أطفأهُ القيظُ قبل أن يصيرَ نارًا.
*
فيهُ...
أشربُ مرارةَ الفشلِ
من كؤوسِ الانتصاراتِ المبتورة،
وأعيدُ رسمَ ماضيّ
بألوانٍ لا تراها العين،
وأكتبُ مستقبلًا
على هامشِ دفترٍ ممزّق.
*
الفصلُ الخامسُ...
هو يومُ عطلةِ الزمان،
حين ينزوي القدرُ في زاويةٍ معتمة
ويتركُ لي القيادة.
*
فيه أنا،
أنا فقط،
بعيدًا عن ترتيبِ الطبيعةِ
وصخبِ البشرية.
أنا بصيغتي المجردة،
خارجَ اللغةِ،
خارجَ المواعيدِ،
خارجَ كل شيء...
إلا داخلي.
***
مجيدة محمدي - تونس