آراء

هدنة أم إستسلام أمريكي غير مُعلن لصالح الشيعة..؟

athir alshareeذكرنا في إحدى مقالاتنا السابقة، إن تغييراً إستراتيجياً أمريكياً سيطرأ في المنطقة، وإن هناك مباحثات أمريكية- إيرانية، تكاد تنتهي بعد فترة قريبة، لتفضي إلى إتفاق، سيدخل المنطقة عموماً في مرحلة جديدة، شاء الملتهبون أم رفضوا!

قال كبير موظفي البيت الأبيض دينيس مكدونا: "إن الولايات المتحدة الأمريكية تتوقع أن تُنهي الحكومة الإسرائيلية المقبلة، قرابة 50 عاماً من الاحتلال وأن هذه الحكومة، ستفسح الطريق أمام إقامة دولة فلسطينية" وقبل ذلك ذكر وزيرالخارجية الأمريكي جون كيري: إن الأوضاع في المنطقة ستجعلنا نتجه نحو تغيير الخطط و قواعد اللعبة؛ وأشار إلى إن أمريكا ستتجه للحوار المباشر مع الرئيس السوري بشار الأسد، ماذا يعني ذلك..؟

إن الأحداث المتسارعة، تجعلنا أمام تأكيدات وليس تصورات؛ إن المنطقة ستتجه نحو بناء علاقات جديدة، وتغيير ديموغرافي وجيوغرافي، وربما سيعلن الإتفاق قريباً بين، أمريكا و إيران لقيادة المنطقة نحو التهدئة، ومدّ جسور للتعاون الإستراتيجي، الذي قدْ ينهي الصِراع القبلي والمذهبي بحلول قد تتجاوز مشروع بايدن.

يحاول المتأسلمون، تشويه التعاليم الإسلامية وجعلها متشددة، في حين إن الإسلام متسامح، متجدد ومفاهيمه الحقيقية معتدلة، عكس ما تتصور الأديان الأخرى، من إن الإسلام متشدد، إن العلمانية التي يدعي بها بعض السياسيين، إنبثقت مفاهيمها أصلاً من الإسلام، وإن الإسلام يدعو إلى التسامح والإعتدال، ولا يدعو إلى قطع الرؤوس.

إتخذت المرجعية الرشيدة في النجف الأشرف، موقفاً واضحاً من المعارك والأزمات المؤدلجة لصالح الغرب، وأفشلت المخططات الرامية لتمزيق العراق، عبرفتوى "الجهاد الكِفائي" التي دعت اليه المرجعية لمواجهة العدو المشترك للشيعة والسنة وباقي المكونات، ودأبت المرجعية بزيارة المناطق التي تعاني من معارك شرسة بين التنظيمات الإرهابية، والقوات المسلحة والحشد الشعبي؛ لتقييم الإحتياجات لأبناء تلك المناطق المحررة.

لَعِبَ الأمريكان وحلفاؤهم، على وترالإنفعالات الداخلية للمواطن العربي، وزرع بذرة تكاثرت وإنتشرت في عموم البلاد العربية، وحتى أفريقيا وأوروبا، إبتعد الشعب العربي عن الشعور الوطني والإنتماء القومي، وولج إلى الإنتماء العقائدي و المذهبي، وتعرضت البلدان العربية التي تتميز بتعدد الأديان والمذاهب، إلى توترات طائفية، تحولت إلى صراعات خطيرة وإنفلات أمني خطير، خرج عن السيطرة؛ بسبب التمدد الغير متوقع للتنظيمات الإرهابية التي تنفذ أجندات أمريكية، حسب إعترافات مسؤولين بريطانيين، ثم أخذت هذه التنظيمات، بتهديد المصالح الخارجية والداخلية لأمريكا وحلفاؤها.

بعد تمدد داعش وجبهة النصرة، وإنضمام بوكو حرام إلى داعش وإعلان الولاية، يخشى الأمريكان التمرد المتوقع لهذه التنظيمات، التي تدربت فعلاً بإشرافهم؛ ومعاودة ضرب المصالح الأمريكية، بل ضرب المصالح في العمق الأمريكي كما حصل في، 11 سبتمبر 2001 والهجمات التي استهدفت برجي التجارة العالميين.

 

في المثقف اليوم