آراء

حيوا معي النائب الكويتي عبد الحميد الدشتي

ayad aljasaniنشرت بعض الصحف بالامس الخبر المتعلق "بالهوشة" حسب تسميتها بالعامية في الكويت اي المناوشة او العركة بالعقل في البرلمان الكويتي بعد ما صرح النائب عبد الحميد الدشتي منتقدا الحرب السعودية على اليمن ومن يقرأ الخبر في صحيفة المسلة والبيان الاماراتية ان صح بالفعل يتوقف عند عمق مشاعر بعض النواب الكويتيين الذين هم من اصول ايرانية دليلا على ولائهم لوطنهم الكويت قبل غيرها وليسوا طائفيين جميعا كما يصورهم الاعلام في الدول العربية الاخرى. وللحقيقة وكدليل على ذلك اذكر اني عملت في الكويت لسنوات طويلة منها كمدير اداري وسكرتير لمجلس ادارة في مؤسسة مساهمة كبيرة تعود لمجموعة من اكبر الشخصيات التجارية في الكويت وعلى راسهم رئيس مجلس الادارة كذا الدشتي ولم اشعر يوما انه او من يزوره في مكتبه او في ديوانيته في المساء ان ولاءهم لايران بل مجتمع عربي كويتي متجذر في الكويت محبين لاخوتهم العرب الذين يعيشون معهم ويدافعون عن حقوقهم وبدون شك كان هناك استثناءات قليلة خلافا لذلك في المجتمع الكويتي ايضا . لقد وجدت كل الاحترام والمودة والتقدير وذلك حتى خلال الاعوام الثمانين اي الاعوام السوداء التي شن دكتاتور العراق صدام حسين حربه غير العادلة على ايران بدعم خبيث من دول الخليج وعلى راسها السعودية والتي لا بعيدة عنها المقارنة بحربها الحالية على اليمن التي ورطت وقادت بها دويلات الخليج كالخرفان للمشاركة فيها، تلك الدويلات التي سميتها بالهجينة في احدى دراساتي . كان الاولى برئيس مجلس الادارة الدشتي ان يبعدني عن العمل في المؤسسة لاني عربي عراقي والحرب كانت تدور رحاها على ايران اليس كذلك ؟ اذن ان تصريح النائب عبد الحميد الدشتي الذي يقول انه كويتي ايراني سوري عراقي نابع من محبته لمجتمعه العربي في الكويت بالذات اولا الذي يعيش فيه وان تصريحه في البرلمان ضد الحرب في محله وان انتقاده انتقاد انسان عقلاني وعادل لا لبس فيه ولا مجاملة ولا تحيز ولاطائفية ولا انتهازية . ان القادة الذين لا يتعلمون من دروس التاريخ جهلة فاشلون فهل سال السعوديون انفسهم عن الدرس الماساوي الذي تلقاه عبد الناصر في اليمن وما وصل اليه فيما بعد ؟ امر غريب ان يعيد السعوديون نفس الاخطاء . ثم هل انهم فعلا يقاتلون اليمنيين كلا انهم يمطرون قنابلهم و يدمرون في مؤامرة يحاولون منها جر ايران للحرب ومن ورائهم اسرائيل بالوكالة . انهم جهلة لا يعرفون عمق تاريخ ايران في المنطقة وحضارتها وعلاقاتها مع العرب على مر العصور . كان الاولى ان تكون للسعودية علاقات متينة مع ايران من اجل ازدهارشعوب المنطقة ولكنهم بالعكس تقربوا من اسرائيل وسخروا دولاراتهم من اجل التدمير وخلق الفتنة والطائفية وحشد الارهابيين ضد الدول العربية كما في سورية والعراق ولكن خيبة الامل قادمة لا محالة لان الحرب التي لا تقوم على اسس عادلة تكون حتما فاشلة . اشترت السعودية بعض من الطائرات بفضل دولارات النفط لزجها في الهجوم على اليمن وتدميره الذي هو بالاساس مدمر دون دخول جيش سعودي هذه الحرب اي انه استعراض للمقاتلات الامريكية ومن يقودها ربما من الطيارين الامريكان والاسرائيليين على بلد فقير ليجربوا حظهم في ان تكون حربهم ناجحة وهنا اتذكر المثل الذي يقول : " يتعلمون الحجامة بروس اليتامى " . حيا الله النائب عبد الحميد الدشتي الشجاع المثال للنائب الوطني بحق المدافع عن كرامة اهل الكويت ومطالبته باحقية البرلمان اولا في تقرير اشتراك الكويت بهذه الحرب القذرة المفروضة بالقوة امام الراي العالمي وامام صمت الامم المتحدة ومجلس امنها . وحيا الله الدشتيين واخوتهم الكويتين الشرفاء النبلاء الذين يعرًون حكومتهم وعمالتها مع السعودية وامريكا واسرائيل. ان النصر قادم لليمنيين لا محالة هؤلاء الابطال الذين يطالبون بحقوقهم وبناء دولتهم دون اي تدخل خارجي وكما يقول ناصر قنديل : " الحوثيون يعرفون ما يفعلون، حكماء هم، وهم لا يخافون، يسقطون مئة تلو مئة ويكملون الطريق إلى يثرب، وبعدها تعود رسالة نبي العرب رحلة في الصيف ورحلة في الشتاء، وتستقيم البوصلة إلى الشام " . كما ان النصر قادم للعراقيين على يد ابناء الحشود الشعبية ابطال الانتفاضة الشعبانية الذين حرروا تكريت وجيشهم ومن ابناء العشائر لتحرير الرمادي والموصل ولالحاق الهزيمة بالدواعش والبعثيين المدعومين بدولارات نفط السعودية وقطر بلا شك . وما النصر الا من عند الله ، مع التحية .

 

في المثقف اليوم