آراء

لماذا اصبحت قطر قبل غيرها قبلة لرؤساء البرلمان العراقي؟

ayad aljasaniقبل الحديث عن زيارة سليم الجبوري رئيس البرلمان العراقي الحالي الى قطر، كلنا يتذكر مثل نفس الزيارة التي قام بها اسامة النجيفي رئيس البرلمان العراقي السابق الى هذه الدويلة في فبراير 2013 وحواره المشحون بالطائفية ضد شعبه وحكومته العراقية ودفاعه عن الطائفة السنية في العراق. ارجو ان اذكر القارئ بما جرى. لقد نقلت لنا الصحف في حينه كيف دعا السيد رئيس مجلس النواب العراقي السابق منتقدي زيارته لقطر إلى "الالتفات إلى أنين الشعب وجوعه وتشرده بدل تربص الفرص بالشركاء ووصف منتقديه وما عبروا عنه من انتقادات "بالجعير". ليس الغرض هنا الحديث عن تلك الزيارة من جديد او ان كان من حق السيد النجيفي ان يزور اية دولة وباي مناسبة ويحضر المؤتمرات ويلقي الكلمات ولكن من حقنا ان نعرف لماذا تصبح قطر قبلة لرؤساء البرلمان العراقي بالذات دون غيرها من العواصم العربية او دون غيرهم من مسئوولي الدولة كوزير الخارجية مثلا حسب الاعراف الدبلوماسية؟. كما اردنا ان نعرف ان ما طرحه النجيفي خلال زيارته هل كان على حق ام باطل او ان كان هجوما مبنيا على الموضوعية ام انه هجوم استفزازي وانتهازي ومغرض وفيه روح طائفية؟، اوان كان ظهوره في قناة الجزيرة بالذات هو ما يشرف شخصية عراقية مثله ام لا؟ كل هذا هو الذي دفع منتقديه ان يعبروا عن آرائهم دون التهجم على شخصه وانما انتقادا على ما ورد منه من اوصاف والنزول الى منحدر غير مقبول بصفته كان، نعم ان منصبه الحالي كنائب لرئيس الجمهورية قد الغي، من شخصيات العراق الكبيرة قبل مجئ سليم الجبوري خلفا له. ولا شك ان ما صرح به في وقته كان لا يخلو من عوامل ادانته كسياسي لا يريد الخير للعراقيين وهو يظهر على شاشة قناة الجزيرة في حوار متشنج اقل ما يقال عنه انه كان هستيري يذكرنا بتهديدات الارهابيين كابن لادن سابقا والظواهري لاحقا والقرضاوي الذي افتى بقتل العراقيين من على نفس شاشة هذه القناة المغرضة اللعينة اهدافها بالذات . ولقد ذكرت بان تصريحاته في القناة المذكورة جاءت ايضا في سلسلة تصريحاته المقيتة والمشبوهة السابقة عند زيارته الى المملكة المتحدة التي طالب بتقسيم العراق اضف الى انه دعا إلى جعل الطائفية بند رسمي في قانون الجنسية العراقية و حتى في عملية التصنيف ببطاقات رسمية، مثلما اكد على ذلك اثناء حواره في قطر باجراء احصاء سكاني ليرينا ان السنة اكثر من الشيعة في العراق . ان مثل تلك التصريحات للاسف الشديد لم تكن لائقة بشخصية عراقية كانت تشرف على عملية تشريع القوانين!..

كمواطن عراقي على الحياد نصحت السيد النجيفي رئيس البرلمان العراقي آنذاك ان يعيد حساباته على ضوء مجريات الاحداث في العراق وان يخفف من عنفوانه وغطرسته . لقد كان طرحه لارائه ممقوتا وان من يردد مثل تلك الافكار والالفاظ والتشبث بها هذا اليوم لامجال له الا السخرية والسقوط الى الحضيض . ولكننا راينا تصريحات خلفه سليم الجبوري بشان الحشد الشعبي التي انتقدتها في مقالتي بعنوان " لماذا يستمر السيد رئيس البرلمان سليم الجبوري على اطلاق تصريحاته الطائفية ومن يستطيع محاسبته ؟ " المنشورة في عدة صحف بتاريخ 25 اغسطس الماضي - لقد كان من اهم واجباته ان يكرس العمل بنجاح في منصبه من اجل الانجاز الاكثر وللاسراع في اقرار القوانين ورفع سمعة العراق عاليا حتى يسجل له التاريخ عملا مميزا في هذه الدولة التي تحيط بها الاطماع والمخاطر وان يبتعد عن المهاترات التي اصبحت تثير السخرية والزيارات المشبوهة ويكفيه والاخرون ما كانوا يتمتعون به من امتيازات خرافية على حساب آلام وحرمان العراقيين وان يضع يده بيد بقية المسئوولين في الدولة العليلة لتصحيح المسيرة المتعثرة . وبهذه المناسبة نسأل هل حقق النجيفي شيئا مميزا من خلال عمله للعراق وهل اتعض من اخطائه والانتقادات التي وجهها له منتقدية ؟ بالطبع لا لانه شد الرحال من جديد الى قطر مع رفيقه وخلفه سليم الجبوري، ووافق شن طبقه، الى نفس الدولة المشبوه حضورهما اليها وانهما لم يتعضا بما حصل لزيارة النجيفي لان هؤلاء القوم لا تنفع معهم النصائح للاسف الشديد . ان حضورسليم الجبوري الرئيس الحالي للبرلمان العراقي في مثل هذا الوقت الى مؤتمر يعقده الحاقدون على وحدة العراق والملطخة ايديهم بدماء ابنائه بحجة المصالحة العراقية امر يثير الغرابة جدا وان كان في العراق من رجال سياسة قادرين للتصدي والمحاسبة، فما على حيدر العبادي رئيس الوزراء الذي كتبت عنه في مقالتي بعنوان " هل سيمجّد العراقيون حيدر العبادي كما مجّد النمساويون برونو كرايسكي؟ ". والتي جاء في مقدمتها: " حيدر العبادي عاش وتعلم واشتغل في بريطانيا الدولة العريقة كما هي السويد واصبح اليوم رئيسا للوزراء في العراق بعد عودته للوطن عام 2003، وهو على خلق حميد وصفات ومؤهلات علمية نادرة كما نسمع ونرى بوصفه من الشخصيات التكنوقراط التي لا تقل درجة عن الصفات التي كان يملكها برونو كرايسكي رئيس وزراء النمسا الاسبق الذي كما عرفنا كان لاجئا في السويد وعاد الى الوطن ليساهم في بنائه وخلاصه من الدمار والانهيار بعد الحرب العالمية الثانية . ندعو الله العلي القدير ان يعين العبادي على دحر الارهاب وتحرير كل المدن العراقية من الدواعش واعوانهم البعثيين المتآمرين والخونة الطائفيين المعروفين المدعومين باموال وارهابيي دول الجوار وان يحقق النصرالكبير وفضح الخونة والعملاء بسواعد ابناء العراق الغيارى من متطوعي الحشد الشعبي ورجال القوات المسلحة وابناء العشائر الذين يسجلون اروع ملاحم البطولة في جبهات القتال ضد عصابات الارهابيين حتى تتاح للعبادي واخوانه المخلصين الفرصة للعمل بقوة في القضاء على الفوضى التي تعم العراق والخلاص من حرامية بغداد لتحقيق العدالة الاجتماعية وانصاف المظلومين واعادة بناء الامن والاستقرار والرخاء والكرامة الى ابناء الوطن من اجل ان يعيدوا للعراق وجهه الحضاري المشرق ووحدته الوطنية ويرفعوا رؤوسنا عاليا بعد الانكسار الكبير الذي يعاني منه العراق " .  

لقد اكد المستشار الاعلامي لرئيس مجلس النواب احمد محجوب من ان زيارة الجبوري الى قطر كانت مطروحة باجتماع الرئاسات الثلاث وانه تم اطلاع رئيس الوزراء حيد العبادي عليها وكذلك ما جاء في الحوار المنشور في صحيفة بوابة المشرق القطرية بتاريخ 4 سبتمبر حول تصريح النائب " الدكتور أحمد المساري رئيس كتلة تحالف القوى العراقية بالبرلمان العراقي عن مبادرة لإطلاق حوار وطني بين كافة مكونات الشعب العراقي في الدوحة تتبناه دولة قطر بمباركة خليجية وترعاه الأمم المتحدة وأطراف دولية ". ومن هنا ندعو النواب جميعا ان يبينوا للعراقيين صحة ما جاء في هذه التصريحات وما قاله سليم الجبوري من ان زيارته هي بناء على دعوة موجهة له وبموافقة الحكومة العراقية علما ان وزارة الخارجية اعترضت على هذه الزيارة حسب ما نشريه الاخبار وأكدت على "أنها بانتظار توضيح من الجانب القطري بشأن أسباب مشاركة مطلوبين للقضاء العراقي بمؤتمر الدوحة، مبينة أن الكشف عن أسمائهم من مسؤولية الأجهزة الأمنية الوطنية وليست من مهامها" . وكما قالت صحيفة الاخبار "كي لا نتحول الى (ولاية بطيخ) ولا ندري من اين تهب الريح؟!. وفي الختام نسال اين الحقيقة يا سيادة رئيس مجلس الوزراء؟

 

بقلم: د. اياد الجصاني

عضو نادي الاكاديمية الدبلوماسية فيينا - النمسا

 

 

في المثقف اليوم