آراء

الإرهاب: خدعة غربية ماكرة مكشوفة!

alhasan alkyriيبدو أنه من أصعب الأسلحة الفتاكة التي اخترعتها المخابرات الأمريكية والإسرائيلية في الألفية الثالثة وباركتها كل الدول العربية بدون استثناء، ذلك السلاح المسمى بالإرهاب. وقد وظفت جحافلها الإعلامية وطبلت وزمرت في الأبواق والأسواق ومولت في الخفاء أشخاصا لهم أجنداتهم الخاصة كذلك من أجل أن يرعبوا ويرهبوا إنسان القرن الواحد والعشرين، هذا الإنسان المسحوق في هذا الزمن القاسي والموحش جدا. مخطئ وضال للطريق ومجانب للصواب كثيرا من يعتقد أن ما يجري في العالم اليوم في هذا لاتجاه حقيقة وحقيقة بريئة. إنها خدعة ماكرة خلقت بها اللوبيات اليهودية والشركات المجهولة الاسم سوقا نشيطة جدا ومربحة بطريقة لا تتصور: يباع فيها السلاح والمنتوجات الاستهلاكية حتى المنتهية الصلاحية وتهدم المعالم الأثرية العالمية وتسرق اللوحات الشهيرة والكتب النفيسة والقطع الأثرية وما تبقى من الشرف العربي في الدول العربية التي قبلت قبولا عاهرا أن تكون أراضيها ميدانا تقام عليه هذه السوق الدموية مع الأسف. وكل الوثائق المسربة والفيديوهات والصور وغيرها تثبت بما لا يترك مجالا للشك على أن الغرب هو من صنع هذا السم الزعاف ونفثه في الدول العربية والإسلامية، وإلا، فلماذا لا تكون هذه الدول الغربية هي ساحة هذه السوق/المعركة الجديدة؟ نقصد الإرهاب طبعا، هذا دون أن ننسى العداوة التاريخية بين المسلمين واليهود والنصارى نتيجة معارك تاريخية مشهودة بالسيف والقلم. ويبدو أن هذه الخدعة الإرهابية في حد ذاتها يمكن أن تدفعنا كي نسمي هذه الحرب التي قادها جورج بورش الابن سابقا ولا زالت تديرها أمريكا بتنسيق مع حلفائها ستكون بعيدة الأمد وبمخلفات وخيمة سيكون أكبر متضرر منها هو الجنس البشري. وهي معركة كونية وبالتالي فهي في اعتقادنا حرب عالمية ثالثة بكل ما تحمله الكلمة من معنى. طرفها الأول الغرب أما الطرف الثاني فهو المسلمون الدراويش. وهي كذلك حرب صليبية جديدة بهذا المعني. ونبغي هنا أن نذكر أمريكا والكراكيز التي تهلل لها بأن الغرب هو الإرهابي الأول وصانع الإرهاب والمروج له منذ أزيد من مائة سنة: فالإرهابيون أنتم من قتلتم 20 مليون من الأستراليين الأصليين، الإرهابيون أنتم من قتلتم 100 مليون هندي أحمر في أمريكا الشمالية و50 مليون في أمريكا الجنوبية، الإرهابيون أنتم من قتلتم مليوني فتنامي، الإرهابيون أنتم من ضربتم اليابان بالقنبلة الذرية، الإرهابيون أنتم من قتلتم ملايين المسلمين في أفغانستان والعراق، الإرهابيون أنتم من ذبحتم مليون مسلم في البوسنة واغتصبتم نساءها، الإرهابيون أنتم من ذبحتم الأطفال والنساء في صبرا وشاتيلا، الإرهابيون هم أكلة لحوم البشر ومصاصو الدماء الذين حرقوا المسلمين في بورما وإفريقيا الوسطى. التاريخ شاهد عيان ولا يمكن أن تنطلي حيلكم فيه على الأحرار من رجاله ونسائه؛ والتاريخ يعيد نفسه فباستفادة أمريكا من الحرب العالمية الثانية كثيرا، لأنها لم تجر على أراضيها؛ فهي تعيد الكرة من أجل حرب عالمية ثالثة بنفس السيناريو لكن بأرباح دبلوماسية ومادية ومعنوية تفوق كل التصورات والتوقعات؛ أما المقهور والمطحون والمعجون، فهو الأطفال والنساء والشيوخ المستضعفين وكل الإنسان بل حتى الحيوان. وإلى خدعة ماكرة ومدمرة غربية أخرى.

 

بقلم: ذ. لحسن الكيري

كاتب وباحث في قضايا الترجمة والتواصل – الدار البيضاء – المغرب.

في المثقف اليوم