آراء

الحركة المقتدائية والتبريرات الترقيعية

يحاول البعض ان يُّرقع ما فتقه زعيم التيار المقتدائي، فمرة أحدهم يلقيها على حسن نوايا الزعيم وآخر على توتر الوضع الامني وانزلاقه للهاوية ومتهافت آخر يسندها لذكاء السيد في كشف ما يرمي اليه المالكي للعودة الى رئاسة الوزراء.

وفي اعتقادنا هذه التبريرات لا تستند على قراءة الواقع العراقي ولا على العقلية التي يتمتع بها هذا الرجل وعدم امتلاكه القدرة على التمييز والحكمة والتحرك المنضبط وفق خطة تبدأ من الألف وتنتهي بالياء.

فهذه القفزات من اقصى اليمين الى أقصى الشمال والمتناقضات الطفولية بين (الـ نعم والـ لا)، بين التأييد والرفض، بين انا معك وانا ضدك انما هي عبارة عن انفعالات تتولد من عقل غير متزن، تحرج متبنيها وتوقعه في إشكالات قد يعجز عن إيجاد ما يناسبها من تحليل.

لذا وجب علينا تنبيه الاحبة

من بعض الاقلام التي تجعل من المسلمات مادة جدلية تشوّش عقل الانسان البسيط وتعيده لدائرة الانقياد مرة اخرى حول وهم وسراب اسمه السيد والزعيم.

والمتتبع لحركته ودراستها سيعلم ان هذا الرجل لا يمكن التعويل على مواقفه والسائر معه كالباحث عن حقيقة في غير موضعها.

انطلقت اعتصامات البرلمان بعد صدور ما تسمى وثيقة (الشرف) وتهميش دولة القانون والتيار المقتدائي وكان لابد لردة فعل من الاثنين فكان البرلمان ساحته فسارع التيار المقتدائي في ارباك ما اتفق عليه الآخرون ورفضه لما يدور في الكواليس ودون علم زعيمه مستندا على كلام سابق لزعيمه (لا احد يمثلني) فاعلنوا تمردهم وأنهم يمثلون انفسهم ولا يمثلون كتلهم وعلى لسان كبيرهم (حاكم الزاملي) بل وحرضوا الاخرين المعترضين على التهميش من كتلة دولة القانون الرافضين لوثيقة الشرف ان يكونوا معهم وبعض الأصوات الوطنية السنية والكردية الرافضة للمحاصصة ولخوفهم من عدم استمرار دولة القانون معهم اطلق كبيرهم مقولته المشهورة (جبان وخائن من ينسحب من الاعتصام) لذلك هم من أطلق الاعتصام ولولا وجود الاخرين معهم لفشل اعتصامهم منذ اليوم الاول لذلك فمقولة ان اصحاب الولاية الثالثة ركبوا الموجة لا أصل لها بل هم ركزوا على انهم قد خرجوا من كتلهم ولا يأتمرون بأمر رئيس الكتلة، وإلا بماذا نُسميّ المؤتمرات الصحفية التي إشترك بها جنباً إلى جنب معتصموا الكتلة المقتدائية مع معتصموا كتلة دولة القانون؟! بمعنى ان المالكي خارج اللعبة التي طرحوها فمقولة ركوب الموجة انما هو تبرير للكارثة التي أحدثها زعيمهم لذلك كانت صدمة كبيرة جدا لكبيرهم الذي ذرف الدموع وعلّل انسحابه بانه امتثال لاوامر الحوزة وطاعتها ولم يقل لدخول اصحاب الولاية الثالثة لعلمه بما جرى منذ اللحظات الاخيرة.

اذاً مالذي حصل ولماذا جمّدَ زعيمهم الكتلة التي يدّعي انها لا تمثله؟ ولماذا سكت في بداية الاعتصام ولم يبدي اي رأي؟

نحن قلنا منذ اليوم الاول ان التأخير ليس بصالح المعتصمين وكلما أسرعوا بالخطوات كلما تغيرت الأحداث لصالحهم ولكن ايضا كان الطرف المتضرر يريد ان يطيل مدة الاعتصام لكي يستطيع ان يناور بما يملكه من اوراق ضغط.

كان زعيمهم غير راضٍ على تهميشه في وثيقة الشرف لذلك عندما طرحوا الاعتصام كان مؤيداً له وداعمه وقد بارك لهم ذلك ولو كان رافضاً له لما اقدم هؤلاء العبيد على الاعتصام ولكن مقتدى هذا يحب النفخ والمدح ويحب ان يقال له انت الوحيد القادر على إنهاء هذه الازمة ولان المتضرر يفهم عقلية زعيم هذا التيار سارع الى:

أولاً: مخاطبة الدول الفاعلة في المشهد العراقي والحصول على دعم سفاراتها.

ثانيا: الموقف الايراني والأمريكي والسعودي (الخليجي) الرافض لتنحية السيد الجبوري.

لماذا توافق الجميع في الرفض؟

لان البديل مرفوض من قبل هذه الدول فالمطلوب ان يبقى العراق دولة المكونات والنزاعات وان لا يعود لممارسة دوره كدولة إقليمية لها قدرتها على لعب دور في المنطقة فمن مصلحة الجميع ان يبقى العراق ضعيفاً تتلاعب به هذه القوة فلا رأي له.

ثالثا: تحرك الكرد والسنة والشيعة على زعيم هذا التيار وبالنفخ والمديح والإغراءات وتحذيره من عودة المالكي في حال إسقاط الرئاسات الثلاث لان المالكي يمتلك اكثر المقاعد البرلمانية دفع مقتدى لتجميد الكتلة واظهار اتباعه عبارة عن دُمى يحركها كيفما يشاء

ولو كان يمتلك قليل من الحكمة والذكاء لكان اليوم هو سيد التغيير والقضاء على المحاصصة وإعادة بوصلة الدولة العراقية.

ولكان قد انهينا شيء اسمه عودة المالكي الى الأبد لماذا؟ لان المالكي ايضا قد رفض ما يطرحه الجماهير عبر خطبة محاربة المشروع الاسلامي ومقالته (لماذا تكنقراطهم مقبول وتكنقراطنا غير مقبول) وقد نسىيَ أنّ الشعب قد اختبر تكنقراطهم (١٣ سنة) ولم يحقق شيء وما مطالبة الجماهير بالتكنقراط المستقل الا بعد ان يأس الشعب من تكنقراط الاحزاب.

اذاً التسويق للزعيم وإيهام الجماهير انه يتحرك بذكاء انما هو استغفال للعقول وإهانة لقيمة اي تحرك بالاتجاه الصحيح.

ان هذا الزعيم دائماً يظهر في المكان الخطأ ويتحرك في المكان الخطأ ويسرق مجهود الاخرين ويقتل حلم الجماهير بالتغيير

 

في المثقف اليوم