قضايا وآراء

زيد الحــلي اصغر صحفي محترف عرفته / طلال معروف نجم

وكان مصطفى امين وشقيقه علي ومحمد التابعي واحسان عبدالقدوس وأنيس منصور وجليل البنداري اساتذتي عن بعد. بالرغم من ذلك كنت اتابع الصحافة العراقية، الا اني لم اجد نفسي فيها لأيماني بأن مصر هي مرتع الصحافة . والصحافي يستطيع ان ينتشر هناك انتشار نجوم السينما. تعاملت مع الصحافة العراقية عن طريق نشر القصص . الا ان عملي كمدير لمكتب النشر والاعلام بوزارة التجارة، اتاح ليّ الفرصة للتعامل مع الصحفيين العراقيين، وبالذات المندوبين "في مصر يسمون بالمخبرين" . التقيت بالعشرات منهم من الكبار في العمر الى الصغار في العمر. اقسم بأني لم اقتنع بواحد منهم، انطلاقا من كوني اقارن تمكنهم من تمكن الصحفي المصري . الا زيد الحلي هذا الشاب الصغير في العمر. كان اقرب قريبا من الصحفيين المصريين المتعددي المواهب. فهو صحفي وكاتب منوعات ومعد برنامج اذاعي صباحي من اذاعة بغداد، يرصد ما تنشره الصحافة العراقية كل صباح. ومدرس صحافة بدون معهد او مدرسة . من يقترب منه يتعلم الكثير الكثير في فنون الصحافة. واعترف بأني اكبر منه عمرا وأمتلك اكثر من شهادة دراسية عالية . ومكانتي في العمل الاعلامي بالوزارة متقدم، ولطالما كنت قريبا جدا من كبار المسؤولين . الا اني وعندما التقي بزيد الحلي أجد بأني امام صحافي محترف بكل معنى الكلمة . اتعلم منه مالم اعرفه  يوما. وكان هو بالذات يكن ليّ حبا متبادلا.  لايبخل عن نشر قصصي ويطري عليها. وذات مرة أذاع في برنامجه الاذاعي الاخباري خبر انتهائي من كتابة أحدى قصصي . كنت قريبا منه في عمله الصحفي مع صحافة الجمعيات والنقابات . واتعلم منه كيف يدير عمل السكرتير الصحفي . في وقت كنت المسؤول الفعلي تحريريا وادارة لصحافة وزارة التجارة  كمجلة الاقتصاد وجريدة الاسبوع الاقتصادي . واعدادي لبرنامج اقتصادي من تلفزيون بغداد . الا ان عملي مع زيد في مجلة "الساهرون" ومجلة "المساح"  كانت الفرصة الميدانية لتعلمي كيف اقوم بكفاءة بعمل سكرتير التحرير . ويوم ترك زيد العمل بمجلة الساهرون، كلفت بأن اقوم مقامه في اعداد العدد القادم . احسست بخوف حين تلفت ولم اجد زيدا بجانبي . خاصة وان المجلة تعود للشرطة العراقية. وهي مهمة ليست بالهينة بعد ان طلب مني اللواء عبدالخالق عبد الرحمن مدير الشرطة العام وقتذاك، ان اكتب له افتتاحية العدد القادم مؤكدا لي بأن الافتتاحية ستكون له نقلة نوعية في عمله الحزبي . واذكر ان زيدا ترك العمل ايضا في مجلة المساح التي تصدر عن نقابة المساحين العراقيين . وايضا وجدت نفسي اقوم بمهمة اصدار العدد اللاحق . انذاك اكتشفت سبب ترك زيد المساح، فنقيب المساحين وقتذاك وليد السامرائي بخيلا لايدفع فلسا واحدا لأي صحفي . ويوم طالبته بأجوري انا و المخرج الفني الصديق العزيز علاء القريشي،  رد علينا بأن ما نأكله ونشربه من بيرة في نادي النقابة هي أجورنا.

زيد الحلي صحفي من زمن لن يتكرر لا هو ولا الزمن الجميل .. لأنه الوحيد الذي وجدته خلافا على ما كنت أؤمن به، من ان النجاح الصحفي مكانه الاوحد مصر فقط . فكان زيد الحلي صحفيا محترفا لايقل شأنا عن اي صحفي مصري محترف. نجح في بلاده نجاحا ايما نجاح.

تحية لصديق أتمنى ان التقي به يوما ..

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1528 الاثنين 27/09/2010)

 

 

في المثقف اليوم