قضايا وآراء

حول الأديبة العراقية سارة السهيل

 ومن الأعراض الأكثر شيوعا بين المعالجين..المحاولون مد جسور العقل للحكمة...الأدباء أصحاب الكلمة ومعناها.. هي الانحراف المعرفي لهذه الذات المعاصرة، أملا في كونها مازالت تقرأ على الأقل تلك الوصفات فسيعتبر جهلا الأمل بتطبيقها وحال الإنسان..والعربي خاصة.. في استنفار جاذب لكل الأمراض والانحرافات المعرفية، ومن ذا الذي يجرأ إن يبشر القارئ العربي بجدوى انتظار الليلة بعد الألف من الكتاب !

 

يقال إن معرفة المرض هي نصف العلاج وترك لنا الكتاب وصفات كثيرة، وهذه الكاتبة اليوم تهدينا إحداها، تكشف أولا الانحراف المعرفي، بكونه مهم لتقييم امتعاض الذات المعاصرة حينما تصادف للوهلة الأولى بالصورة التي أقامتها لنفسها..فتشعر بالاغتراب عنوة !، هذا يحدث حينما يبني الفرد ذاتا مثالية يتماه معها، ويتغنى بها صباحا ومساء بكونه صاحب امتياز حضاري معين، حتى إن تمادى في التماهي مع الصورة الإعلامية هذه لطفو أخيرا على شاطئ الاستلاب ..مكتشفا انه هذا هو الاستلاب الذي يثير خيبته النابعة من إدراك محو الذات ألقصدي!..لماذا الاغتراب هو ردة الفعل على اكتشاف استلاب الذات دوما ؟! ..انحرافا معرفيا قاسيا لا يتم تعويض الفرد عنه حتى بعجائب الدنيا السبع التي يتغنى بها !

 

هي أسطورة صينية من ضمن الخطاب الشعبي لذاك البلد العريق في حضارته الممتدة لقرون خلت وتبقى منها ارث فاعل بما له من تأثيرات مستمرة على مسار حوار الثقافات القريبة والبعيدة منها، قصة حب لم يفتقد من شعرية الحالة الأسطورية الخاصة بثقافة الصين ألا لحظة، فأجادت الأديبة العراقية سارة السهيل استثمار هذه اللحظة لتصور لنا كيف رأتها ثقافة إنسانية أكثر منها صينية وقدمتها للقارئ العربي والصيني على حد سواء في طبعة تشمل اللغتين معا، قصة السور الحزين حكاية حب صينية، تقع القصة في منظومة تصحيح معرفي كإحدى الدعوات الأدبية لرؤية أكثر جدية للشخصية التي تمثل حضارة معينة دون غيرها، فشخصية المرأة المضحية مينغ تؤكد للقارئ فيما يقارب 20 حوار أنها على حد قولها "...ثم اذهب للبحث عنه انه يحتاجني أنا لا اشك في ذلك..انه يصرخ..يصرخ ويصرخ.."أنها تكن لشيليانغ زوجها المجبر على ترك عروسه في أول أيامها في استجابة غير طوعية لحرس الإمبراطور..لكي يبني سور الصين الذي تفتخر به الصين وإذا به ينتهي عند السور كأي من الحجارة التي يرصفها هؤلاء الملايين من رجالات الصين المنكوبين برغبة إمبراطورهم..انتهى وبقى السور! ..لذلك تؤسس الأديبة العراقية سارة السهيل لهذا البقاء معنى غير ما توافر في وريقات تعظيم عجائب الدنيا السبعة، ومن خلال عمود القصة البطلة الضحية، أن شخصية مينغ في صياغتها أصلا كانت محور أسطورة تريد أن تحي روح أنثى كتعويض لجسد الصين المنتهك أملا في عدالة مستقبلية يكون الحكم فيها مناطا بالأجيال المبتهجة بعظمة السور الذي يعتصر صراخ هذه الأنثى، وبالتالي فهي لا تخرج من الإطار الخاص بالميثولوجيا وهي التي تعني الأساطير أو حكايات خرافية نشأت منذ فجر التاريخ وتلعب فيها الأدوار الخيالية والأبطال الأشداء من البشر وكون مهمتها الأولى هو إن تقوم بتوضيح وشرح الظواهر المختلفة للطبيعة فليس من الغريب إن تتناول القصص المرتبطة بالمجتمع بصورة خرافية إذا كان يعاكس الطبيعة التي جبلوا عليها البشر، بحيث تحتاج تفسيرات منطقية لو غابت لحلت مكانها ..وبشكل طبيعي..أمثال هذه الميتافيزيقيا التعويضية، أن ما قدمته الأديبة العراقية سارة السهيل على انه ميثولوجيا قصصية يلاءم إطار الزمكانية، والتي امتثلت أساسا لطقوس العلاج الواعي المنشود دوما لتلافي المرحلية ضيقة الإطار، فجاء حوار الشخصيات ذو قصديه واضحة المعالم لا يتوه القارئ معها في ثنايا الأسطورة، ولكي ننصف في نظرتنا إلى زاوية التناول نؤكد كون ما تم في هذه القصة الميثولوجية بامتياز والتي تحاكي عصرها الصيني ..العربي على قدر مكفول من العدالة الأدبية، لا تتم محاكمتها بأقل من النقد الموجه لا المتوجه !، للكاتب السومري.. شين ئيقي ئونيني ..والذي وجد توقيعه على ملحمة كلكامش بحيث يعتبر البعض هذه القصة..لا الأسطورة ..أول قصة عرفها الإنسان، وبما انه المصدر الوحيد لأسطورة كلكامش فشفع له ذلك أمام مقصلة النقد الأدبي، فهل يكون ذات الحكم واردا على مصدر قدم أسطورة صينية للأدب العربي، والصيني، في شكل قصصي كما فعلت الكاتبة ؟!، وهي حفيدة هذا القاص ومن ذات حضارة أول حرف يقدم للتاريخ..وأول قصة !

 

تدفعنا كالاتبة في نهاية القصة التي تحولت بنا من نهايتها المأساوية بانتحار المرأة الناجم عن شعورها بالذنب حيال قرارها بالزواج من الإمبراطور الذي هو أيضا صاحب قرار طاعة أحلام مجده من قبل الشعب عنوة، هذا الرجل الذي خطف زوجها من فراشه في ليلة الزفاف، انتحرت بعدما تجاذبت معه أطراف الحديث كزوج وزوجة !، الإمبراطوترمز لملايينيل روحها الباكية بما أغراه من جمال الجسد المنتحب على زوج فارق حياة بدون أدنى معرفة بالسبب، انتحرت لشعورها بالذنب رغم إن سبب قبولها الزواج كان جنازة مشرفة لهذا الفرد..المواطن . .المحب و اترمز لملايين !، بجنازة ولو متأخرا.ملايينمتأخرا. يدفعها بنك الشعب ضريبة أحلام إمبراطور..، انتحرتينها ذو أنياب الفحولة على الطلب طلعا،، فيحرتت فلم تقتنع بتسليم الجسد ثمنا عادلا لجنازة زوجها، انتحرت خوفا من تسليممتأخرا.ا يجمعها وحبيبها لقاء، فيي حوالي سبع حوارات بعد هذه النهاية للقصة الأسطورة تبين الكاتبة على لسانها "إن سور الصين العظيم بقي واقفا كشاهد تاريخي على مر العصور على دم العمال وجهد الشباب وتضحية المواطنين ومعاناتهم.."، وكان هذا الحوار في تتمة لقصة خارج القصة الأسطورة تبين كيف إن الكاتبة اختارت زاوية التناول في للأسطورة في أثناء سيرها فوق السور، ونقف هنا لنلاحظ كون أسلوب الكاتبة المبسط في شرح أسباب الشرخ بين القصتين لم يأتي بوصف بل بتبرير لزاوية التناول أكثر منه مدخلا ..و لو متأخرا ..للقارئ وفق كونه لا يمتد على مراحل تسل، حيثرائي معين، حيث تم مباغتة القارئ، وما يهم التأكيد الحاصل فعليا بكون تماشي خطى الكاتبة مع انحراف السور عن مغزاه المعرفي بوصفه احد عجائب الدنيا السبعة..ومن وجهة نظر أدبية..ألا تأكيدا على الذات القارئة المعاصرة، ولا ضير من انخراط الذات الصينية تماشيا يساريا شموليا في وجهة النظر النقدية هذه..لأن الانحراف المعرفي لا يخشى حتى استقامة سور الصين !..هكذا بينت صور ما بين سطور هذه القصة خارج الأسطورة برأينا وبلسان حال معاصر هي الأديبة العراقية سارة السهيل. بامتياز ! .

 

على مر الصفحات التي أتقلب فيها ضمن أوقاتي المسماة فارغة عنوة !، يأتيني أحيانا هذا المسمى بالحدس وفق تحديد بريخسون لينقلني خارج إطار الصفحة إلى سطور تكتبها الشمس على الأشياء من حولي، فتعمل مخيلتي الواجب المناط بها من حيث لا ادري ولن يتضح يوما حتى يستمر السؤال ونتشبث بهذه العملية دليلا على الحياة النقدية !

 

لا يريد كاتب أي سطور ما، أن يبني عالما آخر وفق ادعاء أي سطور لكاتب ما أيضا، إنما القصد من وراء الكتابة للآخرين هو ترشيد استهلاك الحياة !، ولكن حسب ادعاء البعض فأن الكتاب الذين نقرأ لهم يتكلمون وصفا وشرحا لسطورهم أكثر من كلماتهم ذاتها..لذاتها، أليس هذا نوعا آخر من الإبداع ؟، ولكن هل يا ترى إن كان لوعي الكاتب المعلن عنه شخصيا أثرا في تدعيم كلماته، وفعلا ايجابيا في ترفيع هذا الكاتب دونا عن غيره ضمن التصنيفات ..الروتينية..لقائمة الكتاب وربما الكتبة أحيانا!..لوكان الجواب بالإيجاب لاتخذنا أول الشروط التي تولد لنا الكتاب النوادر، فن التمثيل وفن الإلقاء أيضا..أليس كذلك؟!، لن تنتهي عند هذا الحد لو بدأنا في اتخاذ شخصية الكاتب مرآة كلماته، إلا إن هذه المرحلة انتهت فعليا بما يسمى السيرة الذاتية للكاتب المبنية أساسا وفق التحديد الكرونولوجي لأعماله وتراتبها الزمني بتقدم موازي لقائمة أخرى تصنفه ضمن تيارات ومدارس أدبية معينة دون غيرها .. من المنطق أن يحتسب تقدم الزمن إلى الوراء في العملية النقدية لو تم بناء الحكم التاريخي فعليا على هذه التصنيفات !، ومن ذا الذي يستغني عنها في انتقائه لكتاب معين لكاتب متعين وفق كرونولوجيا الكم لا النوع ..القارئ المستهلك الذي يطالب بضمان جودة المنتج الذي يقتنيه فيكتفي بماركة مسجلة من الخبراء، أم الناقد الخبير الذي هو جزء من المشكلة التي لن يحلها فيحل عقدة وضعته في محله..ومن ذا الذي يستغني عن محله..الكاتب الناقد القارئ ؟ ولا احد من الثلاثة بالحقيقة يفعل !

صدفة نوعية أخذتني إلى الكاتبة العراقية سارة السهيل، وديوانها دمعة على أعتاب بغداد، والتي أتابعها مع الشاعرة العراقية فيفيان صليوا وقد نالهما نصيب من الهم العراقي أتصوره واضح جدا في نتاجهم الإبداعي، وقد يتبادر للذهن سهولة تناول هذه الأعمال الأدبية وفق أطار النقد النسائي الذي ظهر في الستينات، لكني أتحدى ايلين شوالتر القائلة بالنقد ألجين أنثوي الذي يعنى بنتاج المرأة خاصة أن تحدد أطارا ممكنا لكذا مشروع في نتاج سارة وفيفيان..فالمشكلة اكبر من مجتمع الذكر وسلطة الرجل في إنتاج المرأة العراقية الأدبي والفني، تشابكت عندي أفكار معينة عن جيل جديد من الكتاب واختلط الأمر علي بصراحة، وإذا بالسؤال هل المطلوب جيل جديد من القراء؟! .. يفهم كون الفن هو هويته !

 

في الشيء وكل شيء الشيء !

تجادل سارة السهيل بمقدمة قصيدتها هذه التي تهديها تحت عنوان الجحيم عيون الآخرين، فيلسوف الوجودية وآخر رجالات الفلسفة _الموقف بمعناها الكلاسيكي، الفرنسي جان بول سارتر وتزيح غموض استعارتها مقولته الفلسفية الشهيرة كعنوان قصيدتها بعنوان فرعي يبين تركيزها على جانب معين من هذا الجدل بينها وبين سارتر..في حصار الحرية وضياعها ..هذه القصيدة اخترتها لتجسيدها حالة نهضة عراقية أتصورها متمثلة بنتاج هذا الجدل بين الشاعرة وسارتر لتوازي توازنا مطلوبا في الأدب العراقي بل والعربي في البحث عن جذور انفصاليته ومستقبل اتصاليته المنشودة مع واقع مرير للفرد وقدرة هائلة للانخفاض أثبتت جدارتها مؤسسات صناعة ذاك الشعار وهذا العار !..أن جوهر الشيء عند سارة يحدد إطار الكلي في التعامل مع قضية الذات وفق سمة لو تم وصفها ..بالشيء..فهي غير ما هي عليه لو لم تكن الشرطية التالية متحققة..وكل شيء الشيء.. وهنا أسجل نقطة انطلق منها لتواصل الشاعرة مع هذا المفهوم الفصل..تتضح من أخر ما تقول في قصيدتها..حتى في أدق التفاصيل .. هي معادلة لتلافي الانشطار الحاصل للذات أمام الخوف من الآخر ..الغرب ..المجهول..الحقيقة ربما..كثيرة هي المخاوف العربية المعاصرة، من هذا نفهم كيف إن من غير المبرر أن لا نعترف بمنح الإنسان نفسه لنفسه بنفسه في وقت تتأكد فيه واقعية النظرة إلى وجود الآخر وتقبله..هنا تستدرك سارة كون الجوهر العربي المتسامي على الذات الإنسانية نفسها أحيانا لن يتمكن من إكمال عملية بناء الذات وفقا لانطلاقة سليمة من نفس الجوهر دون التماهي مع الحالة المصاحبة لهذه الولادة وتعزز بالقول..في المكتوب والمقروء وما لم يكتب والممحو..كونها تجربة تتخذ من الآخر السارتري مفهوم مغاير لكونه معالم انقطاع وفصل يحاول تاريخ الفرد العربي تناسيه ليمني الذات بالاستمرار..على غرار كلمات مثل الصمود والتحدي..وبهذا ينشأ الخلاف جدليا ليحدد اطر تعامل سارة المنطلقة أساسا من بنية مجتمعية تعزز التوجس السارتري من الآخر كأي بنية عربية..إلى انعطافة غير متوقعة على صعيد المفهوم العام لحوار قلما ينجح تأويله، فهي أي سارة تنادي في الشيء إن اعرف نفسك من الآخر، فلما سهل عليك تصنيفه بالآخر كيف يصعب تحديدك لذاتك..أليست توصيفات العيادة المؤسساتية المقيتة تتكسر على صخور هذه الشهادة عن حال الضياع العربي المعاصر، بما يحول دون شك بين أي مفهوم سارتري في القصيدة بل بالعكس فهي اقرب لجاك دريدا باعتباره حتى اللغة عبارة عن حضور الآخر، ولكن كم نوعا من الآخر تخاطب سارة السهيل !..أو الأصح كم جزءا من شيء الشيء يحتاج لأن تخاطبه..في وقت يستحضر الفرد العربي الآخر الرمزي ..ماضيه..في خطابه اليومي، تستقرا سارة السهيل..العراقية.. بعد 2003عملية تقويض الذات المكتسبة نحو تقبل نقد ممكن ..لذات عربية تواجه صوتا يولد الملل من تكرار..كم تاجا زال من رأس بركان وخلف حمما فضلت عليها شعوبا كوتها سكر الكذب ولا مر الحقيقة !

 

لو كان المعنى حقيقة يجب العثور عليها في ثنايا سطور الكاتبة أسلوبا متبعا في القراءة فهو الذي جعل الحاجة إلى الكتلوج الفني ووسائل الإيضاح كالسيرة الذاتية للكاتبة والتيار الذي ينتمي إليه العمل الأدبي ترافق المنتج الإبداعي من لحظة تسويقه في الصفحات الأولى من الكتاب المعين التي تسمى مقدمة وهي مؤخرة على أدق ما في الوصف من معنى ..تبعا لموضوع المقال..إلى عقلية القارئ المتعين بهذا النوع من التلقي !.. ما من حاجة لدفع التجربة الجمالية التي يدركها القارئ ضمن التعايش مع المعنى حينا بشكل كلي أو مع أجزاءه المتناثرة في العمل الفني..مع إقرارنا بوجوده عند سارة السهيل..إلى توالد محسوب الأثر وفق الرؤية الشمولية للتلقي وفق الكرونولوجية !.. المعنى وليد التجربة ذاتها ومتعرض للتغير وفق ظروفها الحيثية..وهذا ما خلد الأعمال المسماة بالروائع الأدبية والشعرية على مر التاريخ وليست مقدمة الناشر في طبعة ديوان دمعة على أعتاب بغداد للأديبة العراقية سارة السهيل !.. وبالتأكيد لا نعرف أي قصيدة يقصد حينما يصف قصائد الديوان برمتها بأنها ذات منظور تاريخي ذاتي ! بل وكيف وصل بنا إلى هذه الضفاف النقدية التي يعجز تاريخ النقد على إدراكها وفقا لتعدد مواضيع القصائد لا بل تباعد فتراتها الزمنية..فأي تاريخ وأي منظور ذاتي بالتحديد ..على إن القطب التاريخي وكذلك الذاتي من المتغيرات البديهية فكيف اقتنص اللحظة التي توافقت معه ..تجاريا..على ما يبدوا.. هذه النتيجة المذهلة..فأنتقص من قيسلفا.يوان ..ودفع بالأديبة إلى قائمة المصنفين سلفا ..وقلص إطار تجربة القارئ إلى أضيق ما في عملية البحث عن الذات من معنى ! ..، بالرغم من ذلك لم تذهب جهود سارة السهيل ومساهمتها في إيجاد جيل جديد من القراء سدى كما يتضح ضمنيا من التزامها بالتفكير كمتلقي عراقي فنجحت كأديبة عربية ..في الدعوة لترشيد استهلاك الحياة !

 

الكاتب

سرمد السرمدي

العراق

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1140  السبت 15/08/2009)

 

 

في المثقف اليوم