قضايا وآراء

تابوت العهد .. ومبررات الشعر / سعد الصالحي

هل أطلب الإذن من أحد إذ أعود لذلك التساؤل الذي اقترحته الوجودية عقب الحرب العظمى؟ أم ترى هي محض لحظة بائسة حتمت هذا التوقف ألأكثر بؤسا ..؟!

لا أشك لحظة واحدة أن تغير الإنسان العربي يتخذ شكلاً معتاداً لم تختلف تمثلاته منذ مايسمى بعصر النهضة القومية في أواسط خمسينيات القرن العشرين ولحد الآن إلا مع مؤشر إستثنائي خجول حدث في تونس على مضض إذ هرب الرئيس قبل أن يتيح لشعبه الإنضواء تحت راية البربرية الإنتقاموية الشرق أوسطية كما عودنا تاريخ المنطقة، (أقتله .. ولا تنتظر انتخابات زائفة) .

ولكن هل كانت أوروبا أقل بربرية أو أكثر تقدماً يوم قتلت قيصر روسيا وعائلته، يوم قتلت شاوشيسكو وزوجته، يوم قطعت رأس لويس وماري انطوانيت ؟ وكل ذلك حصل عبر معطيات الحداثة وما بعدها .

إنما لابد من قراءة تاريخ هذا الحوض الأوسطي بمعزل عن (الهووية) العنصرية للأعراق المختلفة من أقصاها إلى أدناها كي لا نجتزيء هذه المعطيات الحداثوية عبر ما يتناسل من أحداث في الوطن (العربي) .. وكي لا يعود التساؤل ثانية عن الدين والولاء للعشيرة .. (إنا أنزلناه قرآنا عربيا) .. وآبتلينا بذلك لغة وقومية حتى تنازعتنا الهوويات المجاورة والبعيدة بلا أي حياء، فراح أحدهم من أوروبا يفتي في دمنا، وراح آخرمن غرب آسيا يتولى أمر أمتنا كبعض من أمة هو حاكمها وولي أمرها، ولا غرو أن سؤال القومية لا علاقة له بلغة القران أو أي كتاب مقدس وإلا لكانت الآرامية هي الأبدى بذلك من حيث سبق القصب التاريخي عبر ادعاء اليهود لإبراهيم، ولسان السيد المسيح، ولكان من المنطق أن يلي أمرنا أحد أنسال من خرجوا من مصر لنمرر تيهنا المتواصل حتى هذه اللحظة . لكننا نحمل تابوتنا، ونطلق الرصاص على أنفسنا كي نبرر مواصلة الشعر .. حتى في مصير أجيالنا القادمة .. لذلك .. دعوني أتساءل فقط .

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2022 الأثنين 06 / 02 / 2012

 

 


في المثقف اليوم