قضايا وآراء

قراءة هادئة لكوابيس عبد الساده جبار ورصانة الشخصية العراقية / فهــد عنتـــر الدوخــي

إذ استل من قاموس محمود رويش نبضة شعر وضعها في مستهل مشروعه المسرحي جاء فيها (شكرا لكل سحابة غطت يدي أو بللت شفتي)..

ونحن نتوغل في مجريات أحداث مرحلة عصيبة من حياة العراق وثقها الكاتب بصبر مفتوح ورصد بارع، ورغم ان أغلب الذين عالج موضوع الصراع الطائفي البغيض والذي تقجر على أثر تراكمات سياسية وفكرية وأجتماعية جثمت على صدر البلد لعقود عده، إلا أنهم لم يلامسوا الوقائع ولم يحددوا مسمياتها بشكلها الواقعي والتي تاخذ المتلقي الى حيث الوقوف على حقيقة الأمر وفق رؤية موضوعية متوازنة لتعطيه صورة حقيقية وإنطباعا واضحا مستلا من قعر اللهيب الذي كاد يحرق الأرض ويرديها بلقعا،إذ أن الصراع الذي حل بعد أن دخل العراق في خانة الإحتلال تلك المرحلة السوداء التي عصفت بكل القيم والمثل والأمجاد التي يتميز بها المجتمع العراقي، هذه الصنعة التي أتقنها المحتل سخر لها كل سبل التفوق بإستخدام التقنيات العسكرية والعلمية مستفيدا من التفوق الإقتصادي والتكنولوجي والعولمي.إذ خلق الأدوار وأختار من يؤديها ، إذن وفق تلك المعطيات إستطاع عبد الساده جبار أن يلملم كل اوراق التشظي في المشهد السياسي والإجتماعي العراقي وأن يضعها على طاولة العرض بفتحه ملفات هذا الصراع من منابعها، ويقودنا لنواكب أحداثا تركت أثرها المؤلم في نفوسنا ،وعندما نتفحص حالنا بالرجوع الى سالف الازمان ونحرك عقارب الزمن عودة الى الماضي ولعقود خلت نعثر على نسيج هادئ ومستقر ومتوائم مع بساطة النظرة وفعلها في صفاء مناخ خالي من مظاهر العنف والبغضاء والتشاحن، وقد رصد الكاتب لهذا العمل أبطالا تنوعت مهنهم وإختصاصاتهم وتوجهاتهم وهذا شئ بديهي وهي محاولة لتقوية اواصر العمل، هؤلاء صورة مصغرة اوشريحة طبيعية من المجتمع اوعينه مختارة للدلالة على تتابع حيثيات المرحلة...

الدكتور سعيد عالم بايلوجي ثم الأب الفلاح عبد الجبار حسن، الأم والدة الدكتور سعيد، الدكتور جعفر عالم عراقي، خالد استاذ عراقي،زيجلر بروفيسور اوربي،كيروساوا عالم ياباني...

في الصفحة (10)..تقسم رحبة المسرح الى جزأين غير منفصلين ، الاول صالة جلوس وإستقبال، كراسي متواضعة تتوزع في المكان، نباتات ضلية في أصص، على الجدران علقت صورعائلية.. الجزء الثاني يحتوي على حاسوب، منضدة، وهياكل علمية، خرائط وتصاميم مصغرة، أرضية الرحبة مفروشة بفراش قديم.. الخ

خالد هنا يرمز الى نبرة تفاؤل لمستقبل تبدوا ملامحه مضيئة والدكتور جعفر يلفه هاجس الإحباط، يبدو يائسا من اي تغيير، ويقترح السفر خارج البلد ويضع الهجرة النهائية هدفا يحلم بتحقيقه كما يقول في صفحة(11).. أنتظر إنجلاء الغبرة سارحل قبل أن تخنقني الى حيث هرب ولدي.سالتحق به لأجرب أنا الغربة.. يقابل ذلك الأستاذ خالد الذي يضع السؤال بوجهه..

-هل تترك البلاد في هذا الوقت، يجب أن تسعى لإعادة من هاجر في ظروف الظلام، كلنا بحاجة الى قدراتك يادكتور.. أنت ثروة الجميع)..

 غير أن الدكتور سعيد الذي تحمل لائمة الأستاذ خالد رد..

- أنت محق نعم ماحدث لم يكن في حساباتنا طال الإنتظار للحلم..

- ويواصل الدفاع عن معتقده اوفكرته لكنا صمدنا ب(بطولات مستورده تسوروا اسوارنا ليلقوا بالتحية علينا عبر نيران صديقة قرب شبابيكنا)....

- وعندما نترجل خارج لعبة الحوار الذي جسد الادوار كافة بآمال وأهداف مختلفة والكل كان لديه اهداف مختلفة ايضا ولكن القاسم المشترك هو الوطن الذي يوحد الجميع، غير ان البيئة والمحيط الذي إستحال الى ساحة قتال من نوع غير مألوف إشترك فيه الزقاق والمحلة والجيران وحتى داخل الاسرةو والجميع لم يدرك خطورة هذا التشنج وهذا التصعيد وماهي الاسباب التي تقف وراءه الأاستثناءات قليلة ونلحظ ان البعض كان يتصفح اوراق الماضي ويتغنى بأمجاد ربما عفى عليها الزمن وقد تطايرت اوراقها في رياح التغيير المزعوم الذي رسخ ثقافة الخنادق والتحزب والعودة الى العشيرة والطائفة والى ذلك، في الوقت الذي جلب لنا ا تجاها جديدا لابد أن نجرعه مرغمين...

- في المشهد الأول الذي عنونه الكاتب ب( اللقاء) تبرز لنا لغة الحوار بشكلها الواقعي من خلال تنوع اصحابها واختلاف وجهاتهم وتوجهاتهم فهم اصلا نسيج طبيعي لمجتمع في دائرة رسمية من مكونات بيئة تزينها هذه الألوان، الآراء، المعتقدات، الأنتماءات ، الأفكار، الإختلافات، الإهتمامات، التطلعات.. الخ.

- بالتأكيد هي صورة مجتمعنا العراقي الذي يتميز بقوة صلاته ودرجة التراحم التي تميزه عن كثير من مجتمعات المعمورة بمافي ذلك عظم الأرث الذي يختزنه ورصانة الشخصية التي تعد ثروته المعنوية، وفي خضم هذه التداعيات يؤشر مقتل الدكتور جعفر دلالة مسرحية وبعدا آخرا لقراءة المستقبل بنفس تشاؤمي إذ يحيل الآمال والتطلعات والحلم بالتغيير الى عكس إتجاه المبتغى.

- وفي المشاهد اللاحقة الذي صنعها الكاتب عبد الساده جبار وحدد مسمياتها

- هل أنا موجود؟( السلطان)( خطوات الى الخلف)( غزل وهمس وصمت)( اليقظة والبيان)...

- المشهد الثاني .. هل أنا موجود؟ نطالع في أوله: يخفت الصوت الغنائي ،يضاء المكان، الأثاث بسيط، سرير، وكرسي واحدفقط من الجريدو في فضاء المكان وعلى إرتفاع منخفض تتشابك حبال على شكل تلافيف نخاعية مشدودة الى أعمدة البناء تتقاطع وقد علقت عليها صورا لعلماء عراقيين وعرب وأجانب..الخ

- صورة الغرفة التي رأيناها وقد وصفها الكاتب بدقة بالغة إذ استطاع أن يسخن مشاعرنا ويشدنا بإتجاه مادار بين القاطنين فيهاو الدكتور سعيد، المراة الخادمة، وكيف إختبئ الدكتور سعيد عن أنظار وأبطال المداهمة التي أصبحت حرفة شبه يومية وبحركة مسرحية.. يسأل الجمهور.. هل أنا موجود؟ يرمي الصورتين على المنضدة.. كان صوته مؤثرا.. لوح لي بقطع لساني، أو رأسي إن أطلقته.. عمدت لأبتلاعه لأحمي الرأس وأعيش بعقل دون اللسان..

- هذه الرمزية المباشرة التي وظفها الكاتب في خطابه المسرحي لغرض تناول ثمة وقائع غريبة وجديدة لم تشهدها تلك الأمكنة، إذ ان التعامل مع أصحابها كان عشوائيا وغير منضبطا ولايخضع لقانون إنساني أو سماوي، لذلك ولدت بؤرا وفجوات وإصطدامات وتقاطعات ومصالح فردية على حساب الآخرين وتغلغلت فيها عناصر نفعية تدفعها نوازعها الإنانية، إذ استخدمت كأدوات لتنفيذ مشاريع جاهزة ومعدة ومهيئة منذ عقود، تبنتها مراكز قوى عملاقة وقوية أقتصاديا وسياسيا.

- ومن خلال العودة الى المنابع الأساسية للبيئة الريفية وكما أسلفنا نرى الدكتور سعيد يكلم الجمهمور ص30

- هل تراجعوا أم إنسحبوا؟ ربما سيعودون سيكرون مرة أخرى... ويواصل لقد سرقوني ولكن لم يكتشفوا كل شئ ربما تعمدوا ذلك ينفذون مايؤمرون به.. لماذا لم يغتالوني كما حصل للدكتور جعفر؟ وهنا يتقاسم المشهد الطبيعي والواقعي أناس يقبعون تحت أحلام وآمال بسيطة، الفلاح الذي يكبر في داخله حب الأرض وهي تسارع نحو الإخضرار، المعلم البسيط الذي يقطع الفيافي ويعبر الأنهار حتى يقدم الحرف على طبق من ذهب، الأم الريفية وواجباتها المتعددة في محيط الأسرة والأكاديمي الذي أنهى تحصيله بتسخير كل مقدرات الأهل حتى وصل الى هذه المرحلة..

- في الصفحة(40) يخاطب الدكتور سعيد والديه بلغة متحضرة وبتحليل سلوكي جمعه من خلال دراسات ومتابعات وقراءات لأفكار هؤلاء الغزاة.. قائلا( يعتلون صهوة العلم لتوسيع رقعة التخويف، يشترون الرأس الأبيض ليصهروه في سبائك الترهيب ويهزمونا بمركب عجزنا..

- وفي المشهد الثالث والذي إختارله الكاتب(سلطان) يتوغل في البيئة الريفية إذ يضع أمام المتلقي أدوات التخيل المكاني والتي تعبر بسموا عن هيبة الريف ومكوناته . غير أن تفكيك الرموز كان جليا في حوار الأب مع الدكتور سعيد(لاياولدي إنتهى دور سلطاننا عند هذا الحد نحتاج لسلطان آخر لابد من مواراته بجانب النخلة) صفحة45 ونحن ندرك تماما البعد المخفي لمواراة النخلة التي تمثل الشموخ العراقي رغم أننا لانفصح بالهزيمة التي لحقت بنا فهذا هو التاريخ كر وفر، نصر وكسر، وتلك اللغة المباشرة رغم كل التداعيات والإنقسامات والأختلافات التي فعلت كل مافي وسعها من عنف وبؤس وفقدان للأمن وإختلاط الأوراق وضبابية المستقبل وعدم وضوح الرؤى وتفاقم الصراع بين المكونات الإجتماعية والسياسية واللهاث وراء المصالح الفردية، وهذا ماكان مدونا في نهج من استولى على الأدوار ووزعها وفق مشيئته في مسرح الجريمة الدولية المنظمة.. وفي خضم مراجعة الأب لأوراقه، بعد أن بدت عليه الشتخوخة وأخذ منه المرض. نقرأ في صفحة 45( هربت من القبيلة لأجدها تعشعش في حقائب الطلاب، في الأزقة، في الأسواق حتى معاقل القانون، وجدت الماشية ترتع في المتنزهات، في النفايات، إرجعني الى القرية ياولدي).. هذه الصورة أصبحت ظاهرة مألوفة في مدننا وبشكل واضح والذي يؤشر مدى حجم الضياع الذي لفها.. ولاننسى السمات الطبيعية التي تميز الريف حيث البساطة والعفوية وسهولة التواصل والأجواء النقية والبيئة الجميلة التي تنعش حياة أهلها. وبالمقابل فأن المدينة فقدت مواصفاتها المدنية وأصبحت مرتعا للجريمة والإقتتال وخسرت في ميدان السباق كل مقومات العيش الهانئ والمستقر.بعد أن تكدست على أرصفتها وساحاتها العامة اكوام النفايات، وتقطت أواصلها بفعل الحواجز الكونكريتية وغلبت ظاهرة العسكرة على مراكزها ومؤسساتها البحثية والتعليمية والخ...

- ولانلوم الدكتور سعيد الذي أدهشه امر تعيينه بغير مكانته العلمية بعد أن فوجئ بإعتلاءه منصبا رفيعا لكنه ربما يجهل العمل الموكل اليه لأنه يمتلك حيازة بحثية وعلمية فريدة وهو يمثل الأبيض الذي رمز له الكاتب بعنوان المسرحية،لايريدون هذه البحوث يابروفيسور) الصفحة 50.

- وفي المشهد الرابع( خطوات الى الخلف) يواصل الكاتب عرضه المسرحي بشكيل لوحة مدهشة بتعابيرها الرمزية، وتضم عناصرها، رجل من قبائل الهنود الحمر، يخشى سطوة الأبيض،وهو الرمز الكبير الذي سيطر على حيثيات التلاقم الدرامي، وهو الذي يتخذ جانب الخير دائما، ومع كل الإيغالات والتصورات والأفكار التي وظفت لتمحي جذوة هذا التناقض فقد سخر الكاتب المفعول فيه( ظرف الزمان والمكان)ليصبغ المرحلة بتلك الصبغة وليفرقها في تقاويم الزمن.

- ومع التنوع في تناول مجريات التاريخ فقد تناول الكاتب بعض الأسماء التي أضاءت الذاكرة الإنسانية بنبوغها وماقدمته للبشرية من خدمات( إنيشتاين، فولتير، ترومان، عروة إبن الورد، بدر شاكر السياب...) هنا تظهر ميول وشطارة أبطال هذا المشهد عندما يتناوبون الى التحديق في مقتنيات المكان، البيئة الداخلية، وهم في ثورة ربط إيحاءات بدر شاكر السياب وهو يزين ادواته الشعرية ويمنحها هذا التفرد، المرأة، القرية، الجدول، العراق، المطر، الخليج، المحار، وفي صفحة69 يدعم ذلك بقول السياب( ياخليج ياواهب اللؤلؤ والمحار.. والردى فيرجع الصدى، كأنه النشيج..والدكتور سعيد يكلم صورة السياب ويستأذنه ليقول( ياخليج ياواهب البترول والحروب والردى فيرجع الصدى.. كانه النشيج)...

- وفي المشهد الخامس( غزل وهمس وصمت) يتناول الكاتب العلاقة الإنسانية التي تشكل الرابطة المقدسة بين الرجل والمرأة والذي يزينها الحب والإحترام والمودة تقول أمل:( أريدك أن تضمني.. إقترب وإختم على تاريخنا قبلة تنفذ الى الوريث عبر مشيمة الروح.. ألا ترغب بتقبيلي؟ لوني شاحب، لم أعد هيفاء.. ليس ذنبي.. وتؤشر على حملها..

- دعونا نتخيل شكل المسرح والإضاءة وتقنيات العرض المباشر من خلال رسم مشهد إنساني مثيرو الدكتور سعيد يتعثر في إختيار كلمة يستعيرها من قاموس الحياة(لاارى شكلا وحدودا لجمالك) صفحة 78..ومع تزامن هذا الحوار تنفذ الى أسماع الجمهور موسيقى ويتم الرقص..وهنا الغرفة تمثل صالة ولادة وأمل ينتابها القلق والألم لما سيؤول اليها حملها، ولابد أن تتجلى صورة المستشفى الذي يواكب الأحداث خارج عتبته، في إسعافات الجرحى والمصابين من جراء العمليات العسكرية..

- زيجلر وكيروساوا، قطبين يمثلان حلفاء الغازي وفي قرارة النفس يلتقيان عند رأي راسخ وهو شعورهما بسطوة هذا المتجبر على مقدرات الشعوب لذلك يرمز الكاتب الى تجاذب الصراع الجدلي بين المكونات والعقائد والأفكارو ونقرأ في صفحة 82(الدكتور سعيد: أنتم لاتفعلون شيئا.. لاتجيدون غير الكلام وتقديم النصائح والوصايا، لم تمدوأ يدا واضحة لنا أنتم معوقون... معوقون) وكيروساوا يعترف بذلك(نحن آسفون لا نستطيع إننامحكومون.. ربما سنفعل شئ في وقت لاحق.)

- وفي المشهد الأخير من المسرحية( اليقظة والبيان).. تتكرر الأحداث وفي كل يوم تشهد الحياة صعوبة أكثر، قلق، خوف، صعوبة العيش، في صفحة88( يستخرج قرصا ليزريا من خلف صورة أمل.. يحدق طويلا يلقم القرص داخل الحاسوب) وهنا يخترق هشاشة الصمت المتعثر للمكان بصوته..(الى بقايا المدنية أنا سعيد عبد الجبار حسن من بلاد هي سرة الأرض بذلت جهدا خاصا في بحوث مدنية لم تجد طريقها الأ الى المحرقة... الأمر لايعنيني فقط بل كل أبيض، وثمة سعي لإعادة الهمجية بحق المدنية الى الأبد وإشاعة الفوضى بأغطية شرعية..)

- حتى يختم الدكتور سعيد صفحة 93..(الى كل أبيض، الى كل أبيض ومن يؤازره.. يتكون مشروعنا المدني من، مرحلة الإنجاد، مرحلة الإعداد، مرحلة الإتحاد...ليسدل الستار).

- إن مايميز رؤية الكاتب المجيد عبد السادة جبار في رحلته المسرحية وصناعته التي وفر لها كل تقنيات الجذب،تشكل مناخا نستطيع فيه أن تقرأ ملامح مرحلة صعبة ومعقدة من تاريخ العراق الذي وقع تحت طائلة وجور الإحتلال في زمن التحولات العالمية والتي تتنافس فيها الدول لتقدم شيئا مفيدا للبشرية، من إختراعات، بحوث، تطوير ثقافة منظمات المجتمع المدني، بناء نظم معلوماتية تتماشي مع روح العصر التكنولوجي، لذلك يذهب الكاتب ليقول أنه من السذاجة أن يصدق العالم مزاعم دولة الإحتلال ومراميه وخططه والجميع يدرك أن هنالك فواتير حساب مؤجلةلابد من دفعها وقد توفرت الفرصة للسداد..

- إن هذا العرض الذي قدمة الأستاذ المبدع عبد السادة جبار يعكس لنا بصورة جلية وواقعية معطيات مرحلة الإحتلال والتي أرادت أنم تشوه القيم العريقة التي يتحلى بها المجتمع العراقي ورغم مارافقها من أعمال عنف بكل مظاهرها المقيته والتي تمثلت بعمليات الإبتزاز والخطف والتسليب وقطع الطرق والقتل على الهوية وهي ثقافة غريبة إخترقت جسد المجتمع العراقي، ولانذهب بعيدا وعندما نتصفح أوراق الماضي ونضعها على طاولة التحليل والتقييم وبعيدا عن التحزب نعثر على أواصر راسخة وثابتة، وهي نفس الصفات التي يتميز بها مجتمعنا من قيم وأخلاق كالشجاعة،والكرم، والتراحم، والتسامح، ورغم التنوع في المعتقدات فأن اللوحة تتزين بألوانها وهي مصدر قوة للتماسك رغم كل محاولت التشويه..

 

تابع موضوعك على الفيس بوك  وفي   تويتر المثقف

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2163 الثلاثاء 26/ 06 / 2012)

في المثقف اليوم