قضايا وآراء
ألسياسة ألأميركية في ألشرق ألأوسط .. متى تتعلمون ألدرس؟ / طعمة ألسعدي
سياسة خاطئة بإمتياز. وسبب ذلك يعود بالدرجة ألأولى إلى عدم إستخدام نفوذها ألهائل للجم وتحجيم ألدول التي تشجع ألإرهاب وألإرهابيين، بل تدعم وتساند ألدول ألمارقة ألتي تتدخل في شؤون ألدول ألأخرى، وألتي تنتهك حقوق ألإنسان إنتهاكا" صارخا"، أو تشجع ألتنظيمات ألسلفية ألمتخلفة ألتي تنتهج نهجا" معاديا" للإنسانية وشديد ألتعصّب إلى حد ألجنون، ولا يعترف بالرأي ألآخر، ويكفّر ألآخرين جميعا" . وتحاول هذه ألتنظيمات ألقضاء على مخالفي تفسيرها ووجهة نظرها في ألدين بكل ألوسائل ألإرهابية وأبشع جرائم ألقتل ألجماعي ألذي لا يميز بين طفل أو شاب أو شيخ، رجل أو إمرأة، مسلم أو غير مسلم، بشكل همجي لم تعرف له ألبشرية مثيلا" من قبل. وعلى رأس تلك ألدول ألساندة لهذه ألتنظيمات دويلة قطر ألصغيرة في كل شيء إلّا ألثروة ألهائلة ألتي حصلت وتحصل عليها من إستخراج ألنفط وألغاز بفضل ألشركات ألغربية، حيث قامت بتصدير أول شحنة للنفط في الحادي وألثلاثين من كانون ألأول سنة 1949 بفضل شركة نفط العراق ألبريطانية ألتي كانت تساهم فيها بعض ألشركات العالمية الكبرى وقامت بإكتشاف وإستخراج ألنفط في قطر وعمان وأبو ظبي وعدن، وأعطت مشيخة قطر إعتبارا" من أيلول 1952 50% من أرباح ألنفط ألمستخرج من أراضيها، بعد أن كانت هذه المشيخة تعيش بفقر مدقع معتمدة على صيد أللؤلؤ ألذي إنتهى عصره وهبطت قيمته بظهور أللؤلؤ الصناعي ألذي إبتدع طريقة زراعته الياباني ميكيموتو كويتشي في تموز سنة 1893، وبدأ بزراعته وإنتاجه بنطاق تجاري سنة 1920. وتتّبع قطر سياسة جنونية هستيرية في ألعالم ألعربي وفي ألمنظمات وألمؤسسات ألدولية بسبب ثروتها ألهائلة . وصار حكامها مهووسين من كثرة أموالهم وموارد مشيختهم ألتي جعلت منهم من أغنى أغنياء ألعالم ويتصرفون كألمحروم ألذي فاز بجائزة يانصيب بمبلغ يزيد على مائة مليون دولار ففقد صوابه وأخذ يتصرف بأمواله بصورة جنونية قصد ألحصول على إهتمام ألناس ونيل مكانة إجتماعية بها، لا بحسن ألتصرف وألمساهمة بتحقيق ألسعادة لمن حوله وألمجتمع بألأعمال ألخيرية، بل بالأعمال ألتخريبية وألفساد .
كما أنّ لأميركا علاقة وطيدة ومميزة مع حكام أولاد سعود المتخلفين ألذين يقطعون رؤوس ألبشر بهمجية في ألساحات العامة وينشرون ألمطاوعة لترويع ألناس وإرهابهم وإضطهادهم وتنغيص حياتهم، ويحرمون النساء من حقوقهن ألإنسانية وويجعلون منهنّ، مثل بعض بقية دول ألخليج، أكياس فحم دون أساس ديني أو أخلاقي على ألإطلاق، حيث كانت ألنساء في زمن الرسول (ص) سافرات كاشفات لشعرهن، ونزلت آيات قرآنية في نساء ألنبي فقط ليغطين صدورهن في الآية التي طلبت منهن أن يضربن على جيوبهنّ (أي فتحات ملابسهّنّ ألتي كانت تكشف صدورهنّ حتى وقت نزول ألآية) مما يعني أنّ فتحات ألملابس كانت كبيرة لعدم وجود ألسحّاب أو ألأزرار في ذلك الوقت، ولم تشر أي آية إلى تغطية ألشعر وألوجه كما يجبر ألسلفيون ألسعوديّون وألخليجيون نساءهم ألمظلومات على ذلك . وهذا تناقض واضح في سياسة اميركا ألتي تزعم أنّها رائدة ألديمقراطية وحقوق ألإنسان في ألعالم . فهل أنّ أميركا لا ترى أو تعرف مدى ألظلم وألتعسّف في إستخدام ألسلطة وإنتهاك حقوق ألإنسان في نجد وألحجاز وبقية ألإمارات ألتي إحتلّها عبدألعزيز آل سعود بسيوف ألبدو وأموال بريطانيا أم ألديمقراطيات في العالم ألتي ساهمت بشكل أساسي في تأسيس أسوأ حكم إستبدادي عائلي فاسد حتى ألنخاع في ألشرق ألأوسط وألعالم أجمع ؟ ولم تكتفي ألسعودية بذلك، بل نشرت ألمذهب ألوهابي ألسلفي المتحجر عدو ألبشرية ومفرّخ ألإرهابيين في كافة أنحاء ألعالم بأموالها ألتي يجب أن يتم مراقبة أوجه صرفها من قبل ألأسرة ألدولية عموما" وألدول ألكبرى عصوصا"، ليس هي فحسب وإنما أموال قطر وبعض أثرياء وشيوخ ألإمارات وألكويت وكل دول ألخليج كذلك.
أميركا قائدة ألعالم في ألعلوم وألتكنولوجيا والطب وألصناعة بشقيها ألمدني وألعسكري، وعلوم ألفلك وإرتياد ألفضاء وألنزول على سطح القمر في عام 1969، وإنزال أول معدات علمية لإستكشاف كوكب ألمريخ قبل فترة وجيزة، وعدد كبير من ألبعثات ألفلكية ألألكترونية ألمجهزة بأحدث ألمعدات ألعلمية وألتلسكوبات لإستكشاف ألفضاء وألكون على متن مركباتها ألفضائية ألتي أطلقتها لإنجاز مهمات إستكشافية مختلفة ضمن مجموعتنا ألشمسية وخارجها، هذه الدولة ألعظمى ناجحة في كل ذلك، لكنها فاشلة في رأيي في سياستها في ألشرق ألأوسط بشكل لا يتخيله ألعقل مقارنة بذلك ألتفوّق ألمدهش في ألميادين ألأخرى. نعم، كلنا نعلم أنّ أميركا في أمسّ ألحاجة إلى نفط إمارة ألإحساء ألتي أطلق عليها أولاد سعود ألمنطقة ألشرقية ألتي كانت جزءأ" من ولاية البصرة حتى ما بعد الحرب ألعالمية ألأولى حين تمّ تقسيم ألوطن ألعربي على يد ألمنتصرين ألغربيين، لكن أولاد سعود في حاجة أكثر إلى بيع ألنفط للأميركان ألذين إكتشفوه لهم بواسطة شركة ستاندارد أويل أوف كالفورنيا Standard oil of California في ألثالث من آذار سنة 1928 وعلى عمق 1441 متر ضمن ألطبقة الجيولوجية ألعربية، في حين كان ألنفط معروفا" في العراق منذ عصور ما قبل ألتأريخ وألشعلة ألأزلية في بابا ?ر?ر في محافظة كركوك خير شاهد على ذلك . ولولا ألأميركان لبقي ألنجديّون يصطادون ويأكلون كل ما يرونه متحركا" على ألأرض أو أي طائر متناهي في ألصغر من ألجراد وغيره من دبيب مما يقزز ألنفس إلى ألحيوانات والطيور بكافة أشكالها كما ذكر لي أحد معارفي ألنجديين من مديتة حائل بسبب فقرهم ألمدقع وغزو بعضهم بعضا" من أجل نهب ما يملكون من مال وطعام وجٍمال.
نستنتج من ذلك أن هنالك مصالح إقتصادية كبرى تربط ألولايات ألمتحدة وبلاد نجد وألحجاز وألإحساء ألتي تمت تسميتها السعودية بإرادة رجل واحد (عبدالعزيز) سيطر على الحكم بالسيف والدم والتقتيل، لكنّ هذه ألمصالح لا تعني أن تغض ألنظر أميركا، قائدة ألعالم ألحر وألداعية ألكبرى لنشر ألديمقراطية فيه، عمّا تفعله هذه ألدولة بأموال النفط ونشرها للفكر ألسلفي ألإرهابي ألذي تسبب بخسارة أميركا وأوروبا وبقية دول ألعالم عشرات، بل ألمئات من مليارات ألدولارات سنويّا"، وتسبب في مضايقة كل سكان ألأرض والحد من حريّاتهم ومضاعفة وقت إجراءات سفرهم في ألمطارات وألمعابر ألحدودية والموانئ ألبحرية عدة أضعاف، وحرمانهم من كثير مما يريدون حمله معهم عند سفرهم من بلد إلى آخر، أو حتى داخل ألبلد نفسه وإخضاعهم إلى عمليّات تفتيش مهينة لم تعرفها ألبشرية قبل إنتشار ألإرهاب ألسلفي ألوهابي ألممول من قبل ألسعوديين وأولاد خليفة في قطر وبعض مشايخ الخليج وأثريائهم . لقد حان ألوقت لإفهام هؤلاء وتلقينهم درسا" بليغا" (متأخّرا" جدّا" ) لجعلهم يحترمون حقوق ألناس. إنّ ألوقت ألضائع في مضاعفة ما تتطلبه إجراءات ألسفر ألأمنية وحده يكلّف ألبشرية عشرات المليارات من الدولارات سنويّا"، ناهيك عمّا تصرفه كل دول ألعالم، بما فيها ألسعودية وقطر نفسهما، في إجراءاتها ألأمنية ألإحترازية لمكافحة ألإرهاب ولشراء ألأسلحة وأحدث ألمعدّات ألألكترونية لكشف ألمتفجرات، وتوظيف مئات ألآلاف من رجال ألأمن لضمان أمن وسلامة مواطنيها، وكل ذلك بسبب إرهابيي ألوهابيين وألسلفيين ألذين موّلتهم وتموّلهم ألسعودية وقطر ومشايخ ألخليج حيث لم تعرف ألبشرية مثل هذا ألإرهاب قبل إنتشار هذا ألسرطان ألذي يجب أن يستأصل بأسرع وقت ممكن.
ولم تكتفي أميركا وبعض ألدول ألغربية بما موجود من ألدول الداعمة للإرهاب، بل أخذت تساند حركات ثورية ضد حكام مستبدّين ظالمين دون تحصين تلك ألحركات أو منعها من مشاركة الإرهابيين وألإصوليين في نشاطاتها أو قتالها ضد سلطات ألطغاة. فلهذه ألحركات كل ألحق في كفاحها ضدّ مثل هؤلاء ألحكام، لكنّها أصبحت عسلا" مخلوطا" بالسمّ ألزعاف بسبب تعاونها مع ألسلفيين وألإرهابيين ألمتعطشين للدماء وإفساحها ألمجال لهم للمشاركة بالقتال معهم ثم الوصول إلى مراكز إتخاذ ألقرارات، وتنفيذ أعمالهم ألإرهابية ألهمجية كما حصل في ليبيا وتونس ومصر وأليمن ويحصل ألآن في سوريا حيث لم يعرف هذا ألبلد ألمتفجّرات ألتي تقتل وتدمّر بدون تمييز إلّأ في ألآونة ألأخيرة حيث ركب ألسلفيّون ألوهابيّون قطار ألثوّار، ووجدوا ألفرصة لممارسة هوايتهم ألمفضلة في ألتنكيل بالمواطنين وتحويل جثثهم إلى أشلاء متطايرة وبيوتهم وبناياتهم إلى ركام وخراب، فنال ألشعب ألسوري بعض ما كان حكامه ينشرونه في ألعراق على يد حلفائه ألسلفيين ألسابقين ألذين إنقلبوا عليه وأخذوا يقاتلونه مع ألآخرين . ومن ناحيةٍ أخرى تتيح هذه الحركات ألثورية ألتي تدعمها أميركا والدول ألغربية ألكبرى ألفرص لفايروسات قاتلة للنفاذ إلى أجسامها لتقضي عليها نفسها فيما بعد، فهل تفهمون وتستوعبون وتفقهون ما أقول؟
إنها سياسة يجب إعادة النظر فيها بأسرع وقت ممكن ودون تأخير، وأأمل أن تتعلم أميركا فن ألسياسة وعلومها مثلما أتقنت ونجحت في كل الميادين ألأخرى نجاحا" ساحقا" يثير ألتقدير وألإعجاب بفترة زمنية قصيرة في كل المقاييس.
أللهم إهدهم للتي هي أحسن.
طعمة ألسعدي / لندن 30 أب 2012
تابع موضوعك على الفيس بوك وفي تويتر المثقف
............................
الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2215 الخميس 30/ 08 / 2012)