تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

قضايا وآراء

نعي فوق التراب لريم قيس كبة

باللغتين العربية والانكليزية وعن دار مركز المحروسة للنشر والخدمات الصحفية والمعلومات في القاهرة  ويقع الكتاب في 98 صفحة من القطع المتوسط .ولديها العديد من الاصدرات منها "نوارس تقترف التحليق "1991 بغداد  "احتفاءً بالوقت الضائع " 1999 بغداد "اغمض اجنحتي واسترق الكتابة "1999 القاهرة " متى ستصد ق اني فراشة "2005 بيروت .

أنها شاعرة عراقية واثقة من نفسها وهي تصدر ديوانها الأغترابي الجديد "بيتنا" فكرت بكل الإحتمالات القائمة أمامها وهي تستحضر جميع خسائرها الماضية والحاضرة والقادمة منطلقة من مجموعة أسئلة أولها ماالذي يجب أن تضحي من أجله؟ أليس الوطن في غرفة  إنعاش وهو ممد على السرير؟ وهو نصف جالس؟ والاعداء يرتبون له ترتيبات قديمة وبالية جلبوها عبر محيطاتهم بعد أن تعلموا السباحة وأصطادوا بعض الخونة متناسين صدق أحساسنا محاولين وضعها في عجلاتهم الهمرية التي ألتهمت  كل شوارعنا الجميلة .

بيتنا ألفته الحروب

فهلاً تعطلت البوصلة؟

لا شمال لنا ...

لا جنوب

لاسياج نسد به بابنا

لاسرير يغير الشظايا

ولا سقف يعلو

بغير الشهيد

الروح والجسد تتعاقب عبر سنين عجاف وهي تنتبه الى الزمن القديم وبوصفها شاعرة اجتماعية تسعى الى تهويد ألم المجتمع وهي تمارس دورها كطبيب من ألم طفح على ارواح أبناءنا  مستخدمة لغة بتعابير جديدة مخترقة كل التقاليد والاعراف حاضرة بيننا بثوبها العلماني معبرة عن عالمها  الخاص بقصائد متجانسة الملاحظة الروحية بما يحيط بها .

وما من جديد

سوى بعض حرب

على رأس حرب

وبوصلة البيت تبقى تشير

لسرب الحمام

فديتك قلبي

متى ستعود؟

وهي على حد كبير على قدرتها على مواجهة التحديات التي تواجهها في الغربة نتيجة ضياع وطن بأكمله فإنهالت تكتب قصائد ذات النزعة " الحوارية " لتجد من يشاطرها عبر ربط حواريتها بالحوارية " الهيرمنيوطيقية " وعلى ما أعتقد قراءتها المتكررة المستنبطة من مدرسة " بوبر " او عند " غادامير " لأهمية اللحظة التي تتفاعل معها في  إتحاد المكان والزمان .

هنالك

كنت أنام بكامل موتي

لكي لايفاجئني الموت

كل صباح

وصرت هنا

لا أنام

وصار السرير قلق

ففرصتها الوحيدة التي تبيح بها للمرء أن تجسد خارج موطنها الذي عشقته منذ طفولتها وهو " العراق " وهي في عمق القاهرة أن تلقي ضوءاً جديداً على الحياة العراقية التي تسنشقها من بعيد لتضيف لنا عبر قصائدها صوراًًَ حقيقية ومفهومانية بديلة ينبغي على الحياة أن تتبناهما .

كيف اقولك يابلدي؟

اه يوجعني ....

كل هذا العراق !

وأخيراً الشاعرة تطلب من المتلقي في أمسيتها الأولى في القاهرة أن يشاركها عن وعي في عملية إبداع القصيدة والاستمتاع بالشمولية الكاملة حينما يجدها في القصيدة . فظل التوتر هو المسيطر على همومنا التي ما عادت تنتهي وسط أجواء الغربة .

 

قاسم ماضي – القاهرة

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1228 السبت 14/11/2009)

 

 

في المثقف اليوم