آراء

توهم اردوغان في تقديراته

عماد علياخر ما توصل اليه الرئيس التركي التفكير والعمل من اجل ايجاد خطة او عملية لاستيعاب الخسارة الكبيرة والضربة القاتلة اليت تلقاها في نعش طموحاته هو الانتخابات الاخيرة في اسطنبول وقرار الشعب على انه لا يمكنه ان ينفذ كل ما اراد واصراره على ان  يعيده الى نصابه ووعيه بخطوة جبارة في اسطنبول، ورغم ما تلقاه الا انه يمد في غيه محاولا تناسي ما يحصل بافعال وعمليات عسكرية عسى ولعل يعيد من شعبيته لدى الشوفينيين باسم محاربة المتشددين والارهاب  يحاول ترضية انصاره كي لا تنقلب عليه الطاولة نهائيا في هذه المرحلة على الاقل.

خارجيا، ما يريد ان يستغله هو موقف ايران الضعيف في المنطقة الان وهي في جدال وصراع شديد مع امريكا ومحصورة في زاوية لا يمكنها ان تتخذ موقفا انيا في قضايا المنطقة بما يناسب موقعها وحتى مصلحتها البعيدة المدى، انها الان تريد عبور المرحلة دون اي استفزاز او خطوة سلبية تجعل من تركيا رهن اشارة امريكا. وهي تحاول تطبيق ما اتفقت مع اردوغان ابان الاستفتاء في كوردستان الجنوبية والاجتماعات التي تمخضت عنها خطط  استراتيجية ازاء القضية الكوردية ومحاولات منع اي تقدم في تحقيق مصير الكورد في اي جزء كان، مستغلين المواقف العالمية في حينه لاضعاف اقليم كرودستان بشكل تدريجي وهم يستمرون في خطواتهم ومستغلين ضعف الحكومة والاحزاب والقيادة الكوردية المنشغلة في امورهم الخاصة دون اي التفاته لما يحصل حولهم.

بعد تكتيات ومناورات ايديولوجية اردوغان مستندا على الاسلام السياسي ومواقف مظهرية متخذا القضية الفلسطينية مطية  نواياه السياسية ومحاولا تحقيق اهدافه بناءا على نرجسيته الفاضحة. والمعلوم انه اراد مرارا ان يصبح سلطان العصر ولقى ما يمكن ان يستغله سواء مجيء داعش ومساعدته بشكل مباشر كان او غير مباشر او مستغلا الربيع العربي وناويا امتطاءه ومرشدا كما توضح في مسير الربيع العربي الاخواني و كيف استغله الاخوان وشاركهم اردوغان معتبرا فرصة مثالية لتنفيذ حلمه المكشوف متناسيا ما يفرضه العصر ليس لصالحه ودخل بنفسه الى متاهات كثيرة وعلق ارجله في وحل ما فرضته عليه خطوات خدعته بها طموحاته الشخصية وانانيته بعدما استند على قادته وعض ايدي من اوصله الى ما هو عليه وسانده في نهاية الامر.

الباطل يخطا اكثر ويقع في حيرت امره اول ما يرى من الحقيقة خوفا وفزعا من كشفه، ومن يبني على الباطل متسللا على اكتاف الضعفاء سيجد حفرة في نهاية السلم الذي يصعد عليه. وهكذا وصل اردوغان الى واقع قد تبين امامه الحفرة الكبيرة التي لابد ان يعبرها محاولا تخطيها ولكنه دون جدوى ولا يجد امامه تراجعا والا سقط في محاولة عودته الى ما كان وتهاوى من فوق سلمه. اليوم وبعد موقفه الضعيف جدا والذي لم يمر به من قبل منذ تسلقه السلطة، يريد ان يوجه الانظار الى خارج الحدود كي يطمان من عودة الهدوء بعد عاصفة اسطنبول  الانتخابي السياسي ويراجع اوراقه محاولا السير بتاني لحين مجيء فرصة التواصل على نهجه السابق الا انه برز امامه وقريب من باب داره اكبر العوائق مما يفرض عليه التفكير بنهايته خوفا من مصيره مما يفرض عليه اتخاذ خطوات متراجعا عن طمعه الشخصي، وهذا يمكن ان يكون بعيدا نسبيا  لانه ركب فيما فرض عليه هواه السياسي او ما يفرض نفسه هو الانتحار السياسي بطرق ليس لها نهاية،  ولا ثالث يمكن ان يسلكه. وفي نهاية الامر فان قبضته الحديدية قد تتراخى وتصطدم بجدار صلب بداية ومن ثم يكون مصيره الانكسار ولا يمكنه عمل غير ربط قبضته المنكسرة على العنق، اي مترجيا من رفاقه القدماء السماح والعودة الى العمل المشترك وهذا قد يقف على هؤلاء ان يثقوا به ام لا يمكن ان يتامنوا منه.

كل الطرق تودي الى اسطنبول، وتركيا بجميع محافظاتها تيقنت بان اردوغان يوصلها الى باب النفق المظلم بعد ان شهد  في بدايات استلامه زمام الامور تقدما بخطوات في كثير من النواحي، وما دعمه فى خطواته هو ظروف المنطقة الملائم لنجاح افعاله والتلاعب على عاطفة الشعوب الشرق الاوسطية المسلمة من حركات بهلوانية ليجعل نفسه بطلا ورقيا بمواقف مزيفة تكتيكية. وسريعا ما توضحت نياته في تلك الحركات والممارسات المقززة باسم الاسلام وهو في اوج شعبيته التي انكسرت ببيان جوهره ونواياه وطموحاته مستنداعلى نرجسيته.

اليوم، وبعد ان ساعدت الظروف الموضوعية للمنطقة على دعمه فان النسبة الاكبر من نجاحاته الاقتصادية قد يواجه عقبات صنعها بيده وعليه ان يتذوق مرارة افرزات ألاعيبه  بين اوربا وشنغهاي، والاسلام كفكر وايديولوجيا والسياسة المجردة ،و النوايا السلمية اللفظية فقط والحقيقة الشيطانية التي يمتكلها في افكاره واستراتيجيته الفكرية والسياسية. لقد بان نهاية مسيرته ولكن لم يستوضح بعد كيفية وشكل سقوطه ولكنه سيكون مخزيا حتما.

 

 عماد علي

 

في المثقف اليوم