آراء

التأويلات المختلفة لتفسير أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 م (5)

محمود محمد عليفي هذا المقال الخامس نعود لحديثنا عن التأويلات المختلفة لتفسير أحداث الحادي عشر من سبتمبر، حيث نستكمل مناقشتنا للفرضية الثالثة السالفة الذكر؛ حيث نستشهد بما قاله "هشام كمال عبد الحميد" في كتاب له بعنوان "11 سبتمبر صناعة أمريكية الخطوة الأولى نحو تغير خريطة العالم وتنفيذ المشروع الأمريكي للقرن الجديد"، عن بعض الأدلة التي تثبت تورط المخابرات الأمريكية في أحداث 11 سبتمبر، حيث نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:-

1- تعطيل أجهزة الدفاع الجوي لتسهيل مهمة وصول الطائرات المختطفة إلي أهدافها: فقد ثبت أن أجهزة الدفاع الجوي التي تنطلق أتوماتيكيا" علي أى طائرة تخرج عن مسارها لم تنطلق علي هذه الطائرات الأربع المختطفة، وثبت بعد ذلك أن هذه الأجهزة تم تعطيلها عمدا" بأيدي مجهولين، كما أن بعض الطائرات الأربعة ظلت تحلق في سماء الولايات المتحدة، بعد أن خرجت عن مساراتها لمدة ساعة ونصف دون أن تعطي وزارة الدفاع الأمريكية أي أوامر للطائرات الحربية المقاتلة بمطاردتها، أو إجبارها علي الهبوط، أو إسقاطها إذا لم تستجب للأوامر، وكأن وزارة الدفاع الأمريكية لا ترغب في مطاردة وإسقاط هذه الطائرات بل تسهل لها مهمتها للوصول إلي أهدافها .

2- تدريبات عسكرية غريبة ومريبة صباح 11سبتمبر تؤدى إلي حالة من الارتباك والتضليل لأجهزة الرادار والعسكريين: هنا فجر الكاتب هشام كمال مفاجأة من العيار الثقيل عن أسباب عدم انطلاق المقاتلات الحربية لملاحقة الطائرات المختطفة؛ حيث كشف عن الأسباب الحقيقية التي تعمدت الإدارة الأمريكية التعتيم عليها حتي الآن، حيث تسربت معلومات مؤكدة عن تدريبات عسكرية تمت صباح 11سبتمبر 2001 اشتركت فيها القوات الكندية مع القوات الأمريكية وكانت وحدات المراقبة الجوية المدنية والعسكرية علي علم مسبق بهذه المناورات التي تهدف للتصدي لمجموعة من طائرات الركاب المدنية التي سيتم اختطافها من قبل مجموعة من الإرهابيين لضرب مجموعة من المنشآت المدنية والعسكرية، لذا لم يتعامل المراقبون الجويون مع الطائرات المختطفة في الحقيقة والتي خرجت عن مساراتها المحددة لها باستغراب فقد اعتقدوا أن هذه الطائرات جزء من التدريبات العسكرية وبالتالي لم يتخذوا ضدها أي إجراءات وكانت هذه هي الخدعة الكبرى والتي تشير بأصابع الاتهام للإدارة الأمريكية لأن الموضوع لا يمكن اعتباره مجرد صدفة .

3- تعتيم إعلامي علي الأحداث وعرقلة لجهات التحقيق تثير الكثير من الشبهات: من الأمور المثيرة والغريبة التي ألقت بظلال من الشك علي دور المخابرات الأمريكية في التورط في أحداث 11سبتمبر وتسهيل نجاح العملية تعمد الإدارة الأمريكية التعتيم علي الكثير من المعلومات، والأدلة، والمستندات المتعلقة بحقيقة هجمات 11 سبتمبر والفاعلين الحقيقين وعرقلتها لعمل العديد من جهات التحقيق التي تم تشكيلها من الكونجرس الأمريكي،

بالإضافة إلي ممارسة العديد من الضغوط علي المراقبين الجويين ومسئولي شركات الطيران .

4- اصطدام الطائرات بالبرجين ليس سبب انهيارهما: أما أسباب انهيار البرجين فأكد هشام كمال أن اصطدام الطائرتين بهما ليسا السبب في انهيارهما فقد صرح لي " روبيرتسون" المهندس المصمم للبرجين للصحفيين عقب الهجمات لا يصدق ما حدث فقد صمم أبراج مركز التجارة العالمي بطريقة تسمح باصطدام طائرة عملاقة بأي برج دون أن يؤدي ذلك لانهياره لأنه مصمم لمقاومة الأعاصير، والرياح العاتية، والتفجيرات الداخلية، واصطدام الطائرات ببعض أدواره. أما ما قيل في التصريحات الرسمية من أن وقود الطائرات المشتعل، هو السبب في انهيار البرجين، لأنه أدى إلي إذابة الأعمدة الحديدية الصلبة للبرجين، فقد فند بعض الباحثين، هذه المقولة من الناحية العلمية والمنطقية وأثبت أن درجة الحرارة الناتجة من احتراق الينزين المشتعل تصل في أقصي درجاتها إلي 815 درجة مئوية في حين أن الحديد الصلب لا يذوب إلا عند درجة حرارة 1538 درجة مئوية (2800 فهرنهايت)، وبالتالي فلو ظل الحريق مشتعلا" لعدة أيام فلن يؤدى ذلك إلي ذوبان الأعمدة الصلبة للبرجين، هذا بالإضافة إلي انطفاء النيران بعد وقت قصير بدليل خروج سحب كثيفة من الدخان الأسود لعدم وجود أكسجين كاف لاستمرار اشتعال النيران بالطوابق التي حدث بها الاصطدام . أما الأسباب الحقيقية للانهيار فتعود لنسف قواعد البرجين وأماكن أخرى استراتيجية في المبنى بالديناميت وأشعة الليزر بمعرفة المخابرات الأمريكية وهذا ما جعل المبني ينهار عموديا" ولا يتساقط كالشجرة، وهذه هي نفس الطريقة التي يستخدمها الخبراء عند إزالة المباني المحصورة وسط أبنية مزدحمة، وأستشهد في ذلك بآراء مجموعة من الخبراء والفنيين الذين أكدوا هذه الحقائق. أما مبنى البنتاجون فأكد من خلال مجموعة من الصور التي التقطت لمكان الحادث قبل وبعد اصطدام الطائرة المزعومة به أن المبنى لم تصطدم به أي طائرة وتفجير الجزء المنهار منه تم بمتفجرات داخلية أو بضرب المبني بصاروخ أرض جو خاصة أن الجزء المنهار من المبني ليس به أى أثر يدل علي اصطدام طائرة به .

5- دور الموساد في أحداث 11سبتمبر : لم يغفل هشام كمال دور الموساد وتورطها في هذه الأحداث فخصص لذلك الفصل الرابع من الكتاب الذى استدل فيه بمجموعة من الأعمال الإجرامية والإرهابية التي قام بها الموساد ضد المصالح الأمريكية والغربية خلال القرن العشرين لتحقيق مصالحهم ودفع أمريكا لاتخاذ مواقف عدائية ضد الدول العربية والإسلامية، ثم تطرق بعد ذلك لمجموعة الإسرائيليين الذين ألقت السلطات الأمريكية القبض عليهم لصلتهم بالهجمات ثم تم الإفراج عنهم دون إبداء أسباب مقنعة لذلك التصرف الغريب، ثم ألقي الضوء علي علاقة شركات الاتصالات اليهودية الأمريكية بهذه الهجمات وعلمها المسبق بها حيث أرسلت رسائل تحذيرية للعاملين الإسرائيليين بالبرجين تحذرهم من هجمات إرهابية بالأبراج قبل ساعتين من الأحداث، هذا بالإضافة إلي المعلومات التي كانت متوفرة لدى الموساد عن هذه الهجمات قبل حدوثها بعدة شهور.

6- أدلة براءة الخاطفين وحقيقة تنظيم القاعدة : تحت هذا العنوان فند الكاتب هشام كمال بالفصل الخامس كل ما قيل من ادعاءات من الإدارة الأمريكية حول تورط تنظيم القاعدة في تنفيذ هذه الهجمات، وأكد من خلال الوثائق والمعلومات التي عرضها بهذا الفصل عدم قدرة تنظيم القاعدة علي شن مثل هذه العمليات داخل أمريكا وأن أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة ليس إلا أداة من أدوات الـ CIA التي ضخمت من قدراتهما لإقناع الرأي العام العالمي بانهم السبب المباشر وراء كل أحداث العنف والإرهاب في العالم وبالتالي يتسنى لها إلصاق هذه التهمة بالمسلمين، كما أماط اللثام عن الاتصالات واللقاءات السرية التي جرت بين أسامة بن لادن ومسئولين من الـ CIA قبل وبعد أحداث 11 سبتمبر وأكد أن بن لادن لم يعترف في أي شريط مما أذيع له بمسئوليته عن هذه الهجمات واكتفي فقط بمباركتها والثناء علي من نفذوها، ولكن الأمريكان كانوا يزيفون ما يقوله ويدعون اعترافه بالمسئولية عنها .

وبالنسبة للخاطفين المزعومين فقد أكد من خلال قوائم المسافرين للطائرات المختطفة والمعلنة من شركات الطيران المالكة لهذه الطائرات خلو هذه القوائم من أسماء الخاطفين الذين كشفت عنهم الإدارة الأمريكية وأيضا" خلو هذه القوائم من أي راكب عربي أو مسلم . كما ثبت بعد ذلك أن مجموعة من الخاطفين الــ 19 منهم من مات قبل الأحداث ومنهم من غادر أمريكا قبل الأحداث بسنوات وعاد إلي وطنه ومنهم من ثبت أنه حي يرزق بعد هذه الأحداث التي يفترض أنه لقي حتفه فيها، وكلها أمور تدل علي زيف وكذب الادعاءات الأمريكية وتلفيقها للتهم دون أي دليل لنفي تورطها بالأحداث وإلصاق الجريمة بالمسلمين بأية وسيلة ..

وهنا  نتساءل: هل كانت أحداث 11 سبتمبر الإرهابية مؤامرة دبرتها الولايات المتحدة الأمريكية لتتخذها ذريعة ومسوغاً لفرض هيمنتها الامبراطورية على العالم ؟!.

والواقع الفعلي يؤكد أن الفاعلين الحقيقيين، من قادة تنظيم القاعدة، قد اعترفوا هم أنفسهم بأنهم وراء هذا الحدث، بل أضافوا إلى الاعتراف الفخر والمباهاة، ومن اقترف ثم اعترف لا يجوز الدفاع عنه بحال من  الأحوال .

ولكن، ورغم اعتراف الفاعل بفعلته، إلا أن هناك العديد من الأدلة والشواهد التى تؤكد وبقوة وجود شبح (مؤامرة) فى الموضوع، حيث يعتقد ثلاثة أرباع العرب والمسلمين على الأقل، أن عمليات 11 سبتمبر الإرهابية سكتت عنها، إن لم تكن ساعدت في التخطيط غير المباشر لها المخابرات المركزية الأمريكية نفسها، على غرار ما حدث في اليابان عندما ضُرب الأسطول الأمريكي في قاعدة "بيرل هاربر" العسكرية الأمريكية فى صبيحة يوم 7/11/1941، ليكون ضربها مبرراً لإعلان أمريكا الحرب على اليابان واستعمال القنبلة الذرية فى هيروشيما.

فقد أتت تفجيرات سبتمبر لتؤدي الدور نفسه بطريقة أو بأخرى فى تبرير غزو الولايات المتحدة للعالم الإسلامي وللخليج العربي عبر بوابة العراق المستباح. ومن ثم القضاء على الانتفاضة الفلسطينية التي باتت تهدد بشكل لا يقبل الجدل، ليس أمن إسرائيل فحسب، وإنما وجودها ومهمتها في المنطقة العربية، وكذلك بالجملة القضاء على هذه الصحوة الإسلامية القومية المتنامية، والتي تمد الانتفاضة على الأقل بالدعم المعنوي البالغ الأهمية .

وقد أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد (إبسيوس1 رايد) لمصلحة صحف مجموعة كنوست الكندية ونشر فى 12/9/2006 أن واحداً من كل خمسة كنديين يعتقدون أن اعتداءات 11 سبتمبر دبرتها مجموعة نافذة من مسئولين أمريكيين بارزين، وأن هذه المجموعة تقوم حالياً بحماية أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة !.

وكان تقرير أحداث 11 سبتمبر، الذي صدر بعد أكثر من ثلاث سنوات من الأحداث موضعاً للتشكيك، بل والاستنتاج بأن ثمة مؤامرة وذرائع لاستخدام الأحداث وافتعالها من أجل حرب لاحتلال دول والسيطرة على العالم وتحقيق مصالح للشركات النفطية والصناعية الكبرى. ويعتقد ديفيد راي جريفين، الذي أصدر كتابا في مناقشة التقرير، أن اللجنة المكلفة بإعداده لم تكن تدير تحقيقاً فعلياً، وثمة أسباب برأيه تدعو إلى مراجعة التقرير وفحص النتائج المستمدة من الدلائل المتوفرة. وقد صرح عدد من أعضاء إدارة بوش علناً بأن هجمات 11/9 قدمت فرصاً عظيمة .

وفى يوم 14 أغسطس 2006 " كتب الأكاديمي والمحلل الأمريكي اللامع بول كروجمان في النيويورك تايمز في معرض انتقاده سياسات إدارة الرئيس جورج بوش الابن: " ندرك اليوم أنه منذ البداية لم تر إدارة بوش ومعها حلفاؤها في الكونجرس أن تهديد الإرهاب معضلة يجب حلها، بل سانحة سياسية يجب استغلالها" (94). وهذا الرأي ليس جديداً، فقد سبق أن ظهر خلال السنوات الفائتة العديد من المقالات وصدر العديد من التعليقات بهذا المعنى عن محللين واستخباراتيين وساسة كبار، منهم الرئيس السابق جيمي كارتر نفسه يوم 25 أكتوبر 2004م. ولكن ما يكتشفه العالم مع مرور كل يوم أنه لو لم تقع أحداث 11 سبتمبر من تلقاء نفسها لوجب تنظيم   وقوعها .

وقبل سنة من 11/9/2001 نشرت وثيقة بعنوان (إعادة بناء دفاعات أمريكا) من قبل منظمة تسمي نفسها مشروع من أجل قرن أميركي جديد PNAC  ويقودها عدد من الشخصيات الرئيسية في إدارة بوش. وتطالب هذه المنظمة بزيادة الإنفاق على الأغراض العسكرية، لأن السلام الأمريكي ينبغي أن يرتكز على أساس آمن هو التفوق العسكري الأمريكي المطلق، ويمكن لهذا التحول أن يحدث بشكل أسرع إذا تعرضت الولايات المتحدة الأمريكية لـ(حدث كارثي محفز – مثل بيرل هاربر جديدة)، وبعد حدوث الحادي عشر من سبتمبر، قال الرئيس بوش وبعض مؤيديه إنها شكلت بيرل هاربر جديدة .

لقد " استثمرت إدارة بوش دماء ضحايا العملية الإرهابية للسمسرة السياسية وخلط الأوراق، بهدف الانطلاق في تنفيذ برنامجها الاستراتيجي المبيّت، لإقامة نظام عالمي جديد بزعامتها يخدم مصالحها الاستراتيجية الاقتصادية ومصالح احتكاراتها عابرة القارات ومتعددة الجنسيات. هذا البرنامج الذي تسعى إدارة الإمبريالية الأمريكية لتجسيده كونياً منذ انهيار وتفكك الاتحاد السوفييتي وأنظمة النمط السوفييتي في أوروبا الشرقية، واحتكار جبروت القطب الأوحد الاقتصادي والعسكري لفرض الهيمنة عالمياً، وخاصة في المناطق الهامة استراتيجياً كمنطقة الشرق الأوسط، وقد جاءت عملية التفجيرات كهدية من السماء لأرباب العدوان في البيت الأبيض للبدء في تنفيذ مخططهم الاستراتيجي، فإذا اتخذ الامبرياليون قبل انهيار الاتحاد السوفييتي من محاربة الشيوعية في بعض المناطق والبلدان ذريعة لتبرير عدوانيتهم باسم الدفاع عن الحرية والديمقراطية، فإنهم بعد تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر اتخذوا من محاربة الإرهاب أو الحرب الكونية ضد الإرهاب ذريعة للبدء بتجسيد الخطة الاستراتيجية الإمبريالية الأمريكية للهيمنة عالمياً .

ويؤكد الكاتب الفلسطيني "ياسر الزعاترة" أن " هجمات 11 سبتمبر قد وفرت لخطاب المحافظين الجدد، أو لنقل برنامجهم المعد مسبقاً فرصة الانطلاق، لكن الأكيد أيضاً هو أن عدم وقوع تلك الهجمات، أو لنقل وقوعها بشكل آخر أقل قوة ودموية لم يكن ليغير في البرنامج المذكور الذي كان قد تبلور كفكرة منذ عام 1997م في سياق ما عرف بمشروع قرن إمبراطوري أمريكي جديد، وقبله رسالة المحافظين الجدد لرئيس الوزراء الإٍسرائيلي "بنيامين نتنياهو" في العام 1996م .

خلاصة ذلك البرنامج الذي صاغه ليكوديو الصهاينة، بالتعاون مع أصدقائهم من المحافظين الجدد، وتجار السلاح، والنفط، هو ضرورة ضمان سيطرة الولايات المتحدة على العالم خلال القرن الجديد بسطوة القوة العسكرية، على أن يبدأ المشروع من العراق، كمحطة لإعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط، والسيطرة على منابع النفط، وصولاً إلى التمدد نحو آسيا الوسطى وحوض بحر قزوين .

في الأبعاد الكامنة كانت خلفية المشروع، هي القناعة بأن هذا الوضع العربي، القائم على هزاله وضعفه، لا يمكن أن يمرر مشروع التسوية والهيمنة الصهيونية على الشرق الأوسط، وأن مشروع أوسلو لن يحقق المطلوب، مما يعني ضرورة إعادة تشكيل المنطقة وتفتيتها، على نحو يجعلها أكثر قابلية لتمرير المشروع. ونتذكر في هذا السياق ما عرف بدراسة هارفارد الشهيرة التي فضحت عملياً هذا المخطط وتوجيهه من قبل الصهاينة لحساب مصالح الدولة العبرية.

من هنا لم يتردد الرئيس  بوش الابن بعد ساعات قليلة من هجمات 11 سبتمبر في تحديد وجهته السياسية نحو أفغانستان، ومن ثم العراق، حتى قبل أن يجزم أي أحد بهوية من يقف خلف الهجمات. والنتيجة هي أن البرنامج كان معداً في الأصل، بل إن ذلك هو بالضبط ما يبرر الكثير من الشكوك التي ساورت البعض بشأن الهجمات عبر مقولة المستفيد منها، وعبر الحديث عن تواطؤ وربما تساهل في تعقب المشبوهين بتدبير الهجمات رغم توفر معلومات عن نيتهم تدبير عمليات داخل الولايات المتحدة، الأمر الذي لا يمكن استبعاده على قاعدة أن الأجهزة الأمريكية، ربما اعتقدت بأن هناك عملية تلوح في الأفق، يمكن استثمارها، من دون أن تتخيل أنها ستكون مدوية، كتلك التي ضربت الولايات المتحدة صبيحة 11 سبتمبر" ... وللحديث بقية !

 

د. محمود محمد علي

رئيس قسم الفلسفة وعضو مركز دراسات المستقبل – جامعة أسيوط

 

في المثقف اليوم