آراء

الأهداف الحقيقية للقيادات المخفية لثورة "التكتك" في بغداد ومسلحي المحافظات المسالمين!

منير الجلبيلكي نفهم ما جرى ويجري في بغداد و محافظات الوسط والجنوب ذات الاغلبية السكانية من الطائفة الشيعية في العراق، يجب ان نحدد اولا ما هي الحقائق التي يمكن الاستناد اليها لكي نتمكن من القيام بتحليل منطقي وواقعي يمكن الاعتماد عليه لكي يكون مقنعا ومقبولا .

ان بعض هذه الحقائق الثابتة بمعزل عن أي من  وجهات نظر او قبل الدخول في أي تحليل هي :

1- ان ما طرحة الشيخ قيس الخزعلي الامين العام "لعصائب اهل الحق" في مقابلات صحفية وتلفزيونية علنية في الشهرين الرابع (نيسان) والثامن (آب) من هذا العام عن امتلاكهم معلومات استخبارية مؤكدة (وليس تحليلا او قراءة الكف كما نوه هو بوضوح)، من ان الادارة الامريكية من خلال سفارتها في بغداد مع الموساد الاسرائيلي والمخابرات السعودية والاماراتية تخطط وتعمل بشكل فعال ومنظم من اجل البدء بالتحريض للقيام بمظاهرات جماهيرية واسعة تبدأ في بداية الشهر العاشر (تشرين الاول). وبين أنه سيتم رفع شعارات في ظاهرها تعبر عن معاناة جماهيرية حقيقية وجامعة تدعوا للتخلص من الفساد المتفشي في الدولة و المرتبط بالقوى السياسية المشتركة بالعملية السياسية الحالية والاحزاب والحركات السياسية الفاسدة التي اوجدها الاحتلال الامريكي نفسه منذ بدء احتلاله للعراق عام 2003 اواستغلال السخط الجماهيري من البطالة الواسعة والفقر المدقع لغالبية الناس .

ولكنه أكد في حينه بان تظاهرات تشرين الاول ستتحول في اواسط تشرين الثاني الى محاولة لانقلاب عسكري للقضاء على الحشد الشعبي وانهاء جميع العلاقات القائمة حاليا مع ايران وتسليم الحكم الى نفس القوى البعثية المجرمة التي كانت تحكم العراق قبل سقوط بغداد في 9 نيسان عام 2003 .

2- أكد هذه التوقعات السفير السعودي السابق في بغداد ثامر السبهان في الكثير من مقابلاته الخاصة مع مسؤلين عرب وعراقيين مقربين للسعودية، حيث جرى تسريب معلومات تستند على أقواله للصحافة العربية في صيف هذا العام بأن العراق مقبل على تحركات واسعة في المناطق ذات الأغلبية السكانية الشيعية  في خريف هذا العام و تزعزع النظام القائم والنفوذ الايراني في العراق وقد اثبتت احداث تشرين الأول والثاني صحة ما بينه السبهان سرا للمقربين من النظام السعودي. (2)

3- ان جميع هذه التحركات الجماهيرية المطالبة بالتغيير والاصلاحات حدثت في المحافظات ذات الاغلبية السكانية الشيعية فقط وحتى في محافظة بغداد حصل نفس هذا التقسيم حيث جرى في المناطق ذات الاغلبية الشيعية.

ان هذا  شئ غريب جدا ان لم يكن مخطط له ! فهل يعقل بان الفساد الاداري والبطالة الواسعة والفقر المدقع هو في مناطق الشيعة فقط؟ وكان المحافظات ذات الأغلبية السكانية السنية بالأنبار وصلاح الدين ونينوى وكركوك لا يوجد فيها اي فساد اداري في مجالس محافظاتها! و البطالة فيها معدومة! والناس فيها يعيشون في رغد الحياة ! وكأنه لم يحدث في هذه المحافظات أي عمليات قتل جماعي من داعش وتدمير واسع في الكثير من المدن السنية وخاصة التدمير شبه الكامل لغرب مدينة الموصل او مدينة الرمادي بعد القصف الجوي الامريكي لهذه المدن باسم محاربة داعش؟

4- منذ الأيام الاولى للتظاهرات بدء التغير الواضح للشعارات المرفوعة في الساحات، وتحول شعار القضاء على الفساد الى شعار " ايران برة برة!" !! والمطالبات للتخلص من الفاسدين الى مطالبات للتخلص من "الحشد الشعبي"! ! (3) ولم ترفع أي شعارات معارضة للاحتلال الامريكي الجديد؟ أو أي معارضة لتواجد اكثر من 20،000 جندي امريكي يتوزعون في قواعد كبرى كعين الأسد في غرب الانبار والقيارة والحبانية واربيل والسليمانية والسفارة الامريكية في بغداد اضافة الى 9 قواعد ثانوية اخرى، كل هذا اضافة الى السيطرة الكاملة للقوات الامريكية على جميع الاجواء العراقية ؟ ولم تطرح أي شعارات ضد التواجد الاسرائيلي المتمركز في اربيل والسليمانية ومطار بغداد الدولي كما اكده الشيخ الخزعلي علنا ؟

5- تمت مهاجمة جميع مكاتب "الحشد الشعبي" وحرق معظمها في المحافظات الجنوبية وبغداد وعلى الأخص مقرات "عصائب اهل الحق" وقتل بعض قادتها كما حصل في مدينة العمارة كإسشهاد القائد في الحشد الشعبي وسام العلياوي مع اخيه بعد ان هوجم المقر بالقنابل اليدوية وقاذفات ال "ر.ب.ج" من قبل المتظاهرين "السلميين!"، وهوجمت القنصلية الايرانية واحرق قسم منها في كربلاء! ولكنه لم يحصل ولا حتى هجوم على اي مركز او قاعدة امريكية او اي من مكاتب ومقرات الشركات الامنية الغربية المنتشرة في جميع المحافظات العراقية ومنها المحافظات الجنوبية ؟

6- لوحظ التنظيم الدقيق والمنظم على ما سمي "المظاهرات العفوية" وعلى الأخص في وسط بغداد كساحة التحرير والخلاني وجسور الجمهورية والسنك والاحرار. حيث كانت المئات من ناقلات "التكتك" تنتقل بانتظام مدروس وشبه عسكري وهي تنقل المواد الغذائية بكل انواعها وصولا للسمك المسكوف والفواكه والمياه والاغذية الحارة والقهوة والشاي والبطانيات وحتى الملابس الداخلية (1) والتي كانت توزع مجانا على جميع المشاركين، اضافة الى نقل القادة الممولين والمنظمين في الساحات ومواقع التظاهرات ونقل الجرحى مهما كان جرحه الى المستشفيات (حيث كان يدفع مبلغ 100 دولار لسائق التكتك عن كل شخص يوصله الى المستشفى) . لقد كانت ناقلات التكتك كالشرايين الاساسية في جسم الانسان فبدونها كان من شبه المستحيل الاستمرار في مثل هذه التظاهرات التي من الواضح من خلال الافلام التي أخذت في الساحات وعرضت على الانترنت، بانها كانت تكلف عشرات ملايين الدولارات او اكثر منذ بدايتها قبل 50  يوم تقريبا.

استنتاجات وتحاليل:

1- لا توجد ارقام او تقديرات حتى شبه دقيقة لأعداد المشاركين في التظاهرات الجماهيرية الواسعة سواء في بغداد او معظم محافظات الجنوب والوسط، غير ان هناك ارقام تم طرحها تضع اعلى رقم لتظاهرات بغداد بين 20 ألف و70 الف وهي ارقام كبيرة اذا ما اخذنا بالحسبان بأن المظاهرات لم تكن في مدينة بغداد وحدها بل كانت تجري في نفس الوقت في المحافظات الجنوبية والوسطى وشملت مدن ذات طابع ديني / شيعي ككربلاء والنجف، ومن هي القوى الاساسية التي وقفت خلفها؟

مما لا شك به فان النسبة الأكبر من المتظاهرين قد تصل نسبتها اكثر من %80 وعلى الاخص في بداية شهر تشرين الاول كانوا أناس غير حزبيين  ومن الشباب الوطني العاطل عن العمل والمطالب باحداث تغيرات اجتماعية واقتصادية وسياسية حقيقية .

ولكن ان هنلك نسبه اصغر بكثير قد لا تتجاوز %20 من الناشطين "المشبوهين" إضافة إلى عدد ليس بقليل من "البعثيين" وأيضاً منظمات المجتمع المدني التي كانت حاضرة بقوة، فضلاً عن بعض الحركات الدينية مِمَّن يُقال لهم "الشيرازيون" و"المهدويون/ اليمانيون" و"الصرخيون". وما أسهم في تجييش الشارع كذلك هو الهجمة الإعلامية غير المسبوقة، والتغطية اللحظية لبعض المحطات المحلية والإقليمية.

غير ان هناك نسبة صغيرة جدا قد لا تتجاوز %1 هي المجموعة المنظمة والقيادية الممولة والمسيرة لهذه التظاهرات سواء في بغداد (1) او في المحافظات الأخرى ويشكلون عصب القيادة الحقيقية والتوجه السياسي للمظاهرات.

2- لقد نشرت «الأخبار» اللبنانية (5) وثيقة أمنية هامة تبيّن دور السفارة الأميركية في بغداد في إدارة التشكيلات السرية، والتي تعمل وفق آلية أظهرت الوقائع على الارض دقة ما ورد فيها حيث كونت لجان مختصة تقوم كل منها بمهام محددة.

فقد كونوا اللجنة العليا للتظاهرات التي تؤدي دور التنسيق والإدارة والتوجيه الميداني، وتحظى بدعم معلوماتي كبير من السفارة، ومن بعض السياسيين والعاملين في الحكومة والأجهزة الأمنية وشركات الاتصالات.

ثم يليها فريق العمليات النفسية يعمل على إرسال التهديدات الإعلامية لإحداث التأثير النفسي وبثّ الشائعات بغزارة إلى الجمهور وتعبئة المتظاهرين، وفريق التحشيد الإلكتروني وهو جيش إلكتروني مدرّب ومنظّم يهتمّ بصناعة المعارضين الإلكترونيين وتعبئة الشارع، وفريق توثيق الانتهاكات وهو فريق مؤثر جداً تلقى تدريبات خاصة في أربيل وعمّان وهو يعمل على رصد الانتهاكات وفبركتها وتضخيم الأخطاء الأمنية كما يتولّى إعداد التقارير التي تؤكد التزام المتظاهرين بقواعد التظاهر السلمي.

وتليها مجموعة الضغط الدولي التي تهتم بتنظيم الوقفات الاحتجاجية أمام السفارات والقنصليات العراقية في دول العالم والترويج لذلك إعلامياً، وفريق الإعلام وهو يهتم بتغطية أنشطة المتظاهرين ورصد الانتهاكات والترويج لها بالتعاون مع قنوات ومواقع محلية وأجنبية، ثم الفريق التقني الإلكتروني وهو فريق تقني متخصص بمعالجة مشاكل الحظر المفروض على شبكة الإنترنت وإيجاد وسائل وتطبيقات بديلة.

هذا اضافة الى فريق الإغاثة وهو فريق طبي يهتم بإخلاء المصابين ومعالجتهم وتقديم الإسعافات الأولية وتوجيه المتظاهرين حول كيفية تفادي تكتيكات قوات فض الشغب ويكون انتشاره في موقع التظاهرات وقرب المستشفيات، واخيرا فريق الدعم اللوجستي الذي يهتم بتوفير بعض المتطلبات الأساسية مثل الطعام والشراب والإسعافات الأولية تحت عنوان «مواطنون داعمون».

3- ان التجربة العراقية الحالية هي ليست التجربة الاولى من نوعها التي خططتها وتقوم بتنفيذها الادارات الامريكية خلال السنوات العشرة الاخيرة، فهي نسخة مطورة لما خطط له ونفذته إدارة أوباما/بايدن وجرى تنفيذه في جورجيا عام 2009 ثم في سوريا عام 2011 تليها تجربة اوكرانيا عام 2014 والآن تعاد على ما يظهر في ثلاث دول دفعة واحدة، وبدأت في بداية تشرين الاول في العراق لتنتقل في اواسط الشهر نفسه الى لبنان، ثم لتصل لايران في الايام الاخيرة.

4- فما هي شعارات و الأهداف المطلوبة من هذا الحراك ؟

هناك طرفان اساسيان مشتركان ولهم نوعان من الاهداف المختلفة في واقعها اختلافا جوهريا  :

مجموعة الطرف الاول وهي الاقل تاثيرا تمثل اهداف الاغلبية الاوسع من المشتركين في التظاهر (قد يكون % 80 ) وتطالب بالتخلص من المحاصصة الطائفية للعملية السياسية، وإنهاء الفساد ومحاكمة الفاسدين الممثلين للأحزاب التي كونت مجلس الحكم عام 2003، وإيجاد فرص عمل لملايين العاطلين وتوزيع الثروات بشكل واسع على غالبية الشعب من خلال إيجاد صناعات ومشاريع صناعية وطنية عراقية وتوفير الكهرباء والماء الصالح للشرب، غير ان هذه الأغلبية لم يكن لها اي سيطرة على سير التحرك وشكلت قاعدة الجنود البسطاء في التحرك والتي سقط معظم الضحايا منها.

اما الطرف الثاني الذي يمثل حوالي %20  فهو من "البعثيين" وبقايا الدواعش وبعض منظمات المجتمع المدني المرتبطة والممولة من مصادر غربية فضلاً عن بعض الحركات الدينية مِمَّن يسمون  "بالشيرازيون" و"المهدويون/ اليمانيون" و"الصرخيون" وكانوا يكونون القاعدة المنظمة والمنفذة لمشروع السفارة الامريكية والمخابرات الاسرائلية واموال الامارات والسعودية، ويقود هذه المجموعة ويسيرها نسبه صغيرة جدا لا تتجاوز %1 هي المجموعة المنظمة والقيادية والممولة والمسيرة لهذه التظاهرات سواء في بغداد (1) او في المحافظات الاخرى ويشكلون عصب القيادة الحقيقية والتوجه السياسي للمظاهرات وهم القادة الحقيقيون والمطبقين للمخطط الامريكي الاسرئيلي المخطط له.

لقد بدا واضحاً في التظاهرات الأخيرة أن هذا المخطط التدميري يسير كما هو مرسوم له، إذ تفاجأ الكثير من المتظاهرين الحقيقيين بوجود مسلحين ملثمين وسطهم - وخاصةً في محافظات ميسان وذي قار والديوانية - بحجة حمايتهم!!، وسرعان ما قام هؤلاء المسلحون والمندسون التابعون لجهة سياسية معروفة بعدائها للحشد باختطاف تلك التظاهرات والبدء بتحريض العديد من المتظاهرين وتحشيدهم وتوجيههم باتجاه مقرات فصائل الحشد الشعبي لاقتحامها وإحراقها وقتل من فيها!!(4)

ان اهداف هذه المجموعة هو القضاء على الحشد الشعبي تحت شعارات حل "المليشيات"، وإنهاء جميع العلاقات بين العراق وايران تحت شعار "ايران برة برة"، وغلق الحدود العراقية-السورية بإغلاق معبر البو كمال -القائم لقطع الطريق البري لمحور المقاومة من إيران الى سوريا ولبنان، والابقاء على ال 20،000 جندي امريكي والمراكز الإسرائيلية الثلاث، وإلغاء الاتفاقيات التجارية الاخيرة الهامه مع الصين، وارجاع البعث الداعشي للسيطرة الكاملة على الحكم من خلال الانقلاب العسكري كما جرى في انقلابي أعوام 1963 و 1968، و تمرير صفقة القرن باسكان مئات الألوف من اللاجئين الفلسطينيين غرب الانبار، وصولا الى تطبيق مشروع اوباما / بايدن للتقسيم الثلاثي للعراق.

5- كما ان هناك مجموعة أساسية من ضمن الاجهزة الحاكمة شاركت بشكل فعال في مخطط السفارة الامريكية، ضم رئيس الجمهورية برهم صالح الذي كان قد زار اسرائيل مرات عديدة وكان قائدا فعالا في استفتاء مسعود البرزاني عام 2017 لانفصال كردستان العراق عن العراق، والذي يحمل هو وجميع أفراد عائلته الجنسية البريطانية . كما يضم وزير الدفاع نجاح الشمري مع رئيس "جهاز مكافحة الإرهاب" طالب الشغاتي الذان كانت مهمتهما الاولى المسندة لهما توريط الحشد الشعبي في الاشتراك بضرب التظاهرات بقوة السلاح من خلال تقديمهم  نصيحة "خبيثة" الى مجلس «الأمن الوطني»، بعد ساعات على بدء التظاهرات، من إطلاقهم نداء بضرورة إسناد مهمة "لجم" المتظاهرين إلى "الحشد الشعبي" في ظلّ عجز قوات "الشرطة الاتحادية" عن ذلك.

هذا اضافة الى اشتراك مسؤولين عسكريين كبار اخرين جرت اقالتهم خطوات استباقية ومنهم إقالة الساعدي التي مثّلت خطوة استباقية خلطت أوراق مَن كان يعاونه، إلا أن آخرين بقوا على رأس عملهم، وهم اشتغلوا على أمرين أساسيين: بث إشاعات عن أن «الحشد» هو من يستهدف المتظاهرين، وقد برز ذلك من خلال اتصالات أجراها قائد عمليات بغداد جليل الربيعي (الذي أقيل من منصبه بموجب القرارات الأخيرة) بعدد من الصحافيين والناشطين، أبلغهم فيها أن «من يقتل هم عصابات الحشد الخارجة عن الدولة.

6- ان كل عراقي وطني وواعي يجب ان يسند بشكل واضح الأهداف الوطنية للطرف الوطني الاول، وان يقف بشدة معارضا لأهداف المجموعة الثانية ويكشف أهدافها التي في حقيقتها اهداف الاحتلال الامريكي والمصالح الاسرائيلية.

ان الوقوف بشكل واضح  وصريح ضد مشاريع وأهداف المجموعة الثانية لا يعني اطلاقا اسناد لأحزاب وقوى الفساد المكونة للقوى القديمة في العملية السياسية الحالية و التي نشأت مع الاحتلال أو ممثلهم الحقيقي خلال الـ16 سنة الماضية رئيس الوزراء الحالي عادل عبد المهدي، حيث ان الوقوف مع شعارات واهداف المجموعة الاولى هو ضمان للموقف الوطني المعادي للمشروع الأمريكي/ الاسرائيلي.

7- ان هناك عدم وضوح في فهم المواقف السياسية الحقيقية لرئيس الوزراء عادل عبد المهدي الذي اتى به محور "سائرون" وأسنده فريق "فتح"، حيث كنت قد تطرقت الى الظروف المحيطة بتنصيب عبد المهدي رئيس للوزراء في مقالتي بعنوان " لماذا رشح عادل عبد المهدي ؟ " (6) ويمكن الرجوع للمقالة.

كما كنت قد بينت في عدد من مقالات سابقة ان عبد المهدي كان قد غير "ديانته السياسية" خمسة مرات حسب ما اقتضته مصالحه الشخصية منذ خمسينيات القرن الماضي وقرر ان يتحول الى الجنسية الفرنسية. لقد انتهى الأمر بخروجه من "المجلس الاعلى" بعد انقسام المجلس عام 2018 وهكذا انتهى ليصبح شخص مستقل من اي حزب "بالاسم" كما لم يرشح نفسه لانتخابات مجلس النواب، ولقد سمحت نتائج انتخابات 2018 لعبد المهدي لكي يحقق حلمه ويصبح رئيس للوزراء. فقد أراده مقتدى الصدر الذي كانت سيطرته كاملة على كتلة سائرون واعتبر عبد المهدي كشخص لا حزب له وبالتالي يمكنه السيطرة عليه. أما كتلة فتح فقد وافقت على الترشيح لمنع الانشقاق عن الصدريين الذي قد يؤدي الى صراع دموي يفرض عليها. اما الامريكان فهم بالتاكيد قد ايدوه عندما لم يستطيعوا في حينه فرض العبادي، وايران لا تراه عدوا على الرغم من معرفتها بأنه ضمن المعسكر الامريكي، فهذا هو واقع العمل السياسي العراقي المعقد.

ان عادل عبد المهدي قد حقق حلمه السياسي بان يصبح رئيس للوزراء، غير انه سيبقى حليف المخططات الامريكية بدون تردد، وعدم اشتراكه حاليا ومباشرة ضمن المشروع الامريكي لا يعني اطلاقا وقوفه ضد مشاريعها، ولذا يجب أن تكون القوى الوطنية حذرة جدا من انقلابه عليهم فهذا هو دينه السياسي الثابت .

8- وانطلاقا مما بينته أعلاه فانه يجب ان يكون واضحا بان ممولي و قادة وموجهي التظاهرات في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب (اي %1 من قيادات التظاهرات) هم في حقيقتهم لايختلفون في ما يرفعونه من شعارات وإرهاب عن قيادة برنارد ليفي لما أطلقوا عليه اسم الثورة الليبية التي لم تنتهي كوارثها منذ 9 سنوات، والثورة السورية التي قادها الاخوان المسلمين وداعش والنصرة لنشر الديمقراطية في سورية، أو ثورة "الياسمين التونسية" التي قادتها حركة النهضة /حركة الإخوان المسلمين والتي تحولت لتقود عملية "اصدقاء الشعب السوري" التي كانت عاملا أساسيا في الكوارث السورية والتي أدت الى قتل مئات الالوف من مدني الشعب السوري والتدمير الهائل لمعظم المدن السورية.

ولكن في نفس الوقت فيجب ان نفهم بان ال %80 من الوطنيين المخلصين المشتركين في التظاهرات العراقية هم لا يختلفون عن الجماهير الوطنية الكبرى التي اشتركت في انتفاضات الشعب التونسي والمصري والليبي، والتي تم سرقت أهدافها المرفوعة واحلامها منهم بسرعة فائقة اضافة الى تدمير ليبيا وسوريا واليمن بعد ان خدعوا ببرنارد ليفي والاخوان المسلمين والموساد الاسرائيلي والشركات والمصالح الامريكية والبريطانية والفرنسية وباسناد ومال قطري وسعودي واماراتي.

 

منير الجلبي- محلل في المحاور السياسية والطاقة

...............................

مراجع:

1- القائدة الهولندية بخوذتها البيضاء

https://www.facebook.com/100021136541736/videos/425457564835458/

2- الاخبار- الرواية الأمنية لتظاهرات العراق: رعاية أميركية _ إماراتية وتمويل سعودي

https://al-akhbar.com/Iraq/278376?fbclid=IwAR1zAckEQ1jcXYZT5rg8sRZX0v9n9pigp1neEAk4Yrhk1zPrbgQc7X6gaHI

3- رأس الحشد الشعبي هو المطلوب!!

http://burathanews.com/arabic/articles/357940

4- صائب خليل

https://www.facebook.com/saiebkhalil

5- التشكيلات السرية في «تظاهرات تشرين»

https://al-akhbar.com/Iraq/278375/التشكيلات-السرية-في-تظاهرات-تشرين

6- "لماذا رشح عادل عبد المهدي ؟"- منير الجلبي

http://www.albadeeliraq.com/node/1496

 

 

في المثقف اليوم