آراء

إلى السيّد ماكرون (8):

حسين سرمك حسناعترافات الضباط المجرمين الفرنسيين بألسنتهم وفي مذكراتهم- أحدهم أحرق 25 قرية جزائرية في عملية واحدة- جيش الحضارة يحرق ويغتصب ويسلب وينهب

إعداد: الدكتور حسين سرمك حسن


1963 فرنسا 1

يروي العقيد مونتانياك (Montagnac):

«أخبرني بعض الجنود أن ضباطهم يلحون عليهم ألا يتركوا أحدا حيا بين العرب.. كل العسكرين الذين تشرفت بقيادتهم يخافون إذا أحضروا عربيا حيا أن يُجلدوا»

 ويقول النائب البرلماني طوكوفيل (Tocqueville):

«إننا نقوم بحرب أكثر بربرية من العرب أنفسهم.. لم يستطع الفرنسيون هزم العرب حربيا فهزموهم بالتدمير والجوع»

ويقول مونتانياك:

«لقد محا الجنرال لاموريسيير (La Moricière) من الوجود خمسة وعشرين قرية في خرجة واحدة، إنه عمل أكثر انعداما للإنسانية»

ويروي:

«..فبمجرد أن حدّد موقع القبيلة انطلق سائر الجنود نحوه ووصلنا الخيام التي صحا سكانها على اقتراب الجنود فخرجوا هاربين نساء وأطفالا ورجالا مع قطعان ماشيتهم في سائر الاتجاهات، هذا جندي يقتل نعجة، بعض الجنود يدخلون الخيام ويخرجون منها حاملين زرابي على أكتافهم، بعضهم يحمل دجاجة، تضرم النار في كل شيء، يلاحق الناس والحيوانات وسط صراخ وغثاء وخوار، إنها ضجة تصم الآذان.(مدينة معسكر يوم 19 ديسمبر 1841)»

الرازيا كما يسميها الفرنسيون لا تهدف إلى معاقبة المُخطئين وإنما صارت مصدرا لتموين الجيش. كان كل ما يُنهب يباع ويُوزع ثمنه على الضباط والجنود، ربع الغنائم للضباط والنصف للجنود كما يذكر شارل أندري جوليان.[1]

يقول دوكرو (DUCROT):

«ما نُهب في رازيا واحدة كان حمولة 2000 بغل»

1963 فرنسا 2

ويقول النقيب لافاي (LAFAYE):

«كان الضباط يخيّرون الفلاحين بين أن يقدّموا لهم الأكل أو الإبادة، كنا نخيم قرب القرية، يعطيهم الجنرال مهلة لإعداد الطعام أو الموت، كنا نوجه سلاحنا نحو القرية وننتظر، ثم نراهم يتوجهون لنا ببيضهم الطازج، وخرافهم السمينة، ودجاجاتهم الجميلة، وبعسلهم الحلو جدا للمذاق.(تلمسان 17 يوليو 1848)»

يعلق شارل أندري جوليان:

«وتنتشر الرازيا فتصير أسلوبا للتدمير المنظم والمنهجي الذي لم يسلم منه لا الأشخاص ولا الأشياء. إن جنرالات جيش إفريقيا لا يحرقون البلاد خفية. إنهم يستعملون ذلك ويعتبرونه مجدا لهم سواء أكانوا ملكيين أم جمهوريين أو بونابارتيين»

يقول مونتانياك:

«إن الجنرال لاموريسيير يهاجم العرب ويأخذ منهم كل شيء: نساء وأطفال ومواش. يخطف النساء، يحتفظ ببعضهن رهائن والبعض الآخر يستبدلهن بالخيول، والباقي تُباع في المزاد كالحيوانات، أما الجميلات منهن فمن نصيب الضباط.(معسكر 31 مارس 1843)»

ويروي الضابط المراسل تارنو:[1]

«إن بلاد بني مناصر رائعة، لقد أحرقنا كل شيء، ودمّرنا كل شيء..آه من الحرب ! ! ! كم من نساء وأطفال هربوا منا إلى ثلوج الأطلس وماتوا بالبرد والجوع (17 أفريل 1842)...إننا ندمر، نحرق، ننهب، نخرب البيوت، ونحرق الشجر المثمر 5 يونيو 1841...أنا على رأس جيشي أحرق الدواوير والأكواخ ونفرغ المطامير من الحبوب، ونرسل لمراكزنا في مليانة القمح والشعير 5 أكتوبر 1842»

(تذكر واحدة من أغاني الجنود الأمريكيين بعد احتلال العراق:

"الله يخلق .. ونحن نحرق"

1963 فرنسا 3

ويروي الجنرال لاموريسيير:

«...في الغد انحدرت إلى حميدة، كنت أحرق كل شيء في طريقي. لقد دمّرتُ هذه القرية الجميلة.. أكداس من الجثث لاصقة الجثة مع الأخرى مات أصحابها مجمدين بالليل.. إنه شعب بني مناصر، إنهم هم الذين أحرقت قراهم وسقتهم أمامي 28 فبراير 1843»

ويقول مونتانياك:

«النساء ولأطفال اللاجئون إلى أعشاب كثيفة يسلمون أنفسهم لنا، نقتل، نذبح، صراخ الضحايا واللاقطين لأنفاسهم الأخيرة يختلط بأصوات الحيوانات التي ترغي وتخور كل هذا آت من سائر الاتجاهات، إنه الجحيم بعينه وسط أكداس من الثلج (31 مارس 1842).. إنّ كلّ ذلك في هذه العمليات التي قمنا بها خلال أربعة أشهر تثير الشفقة حتى في الصخور إذا كان عندنا وقت للشفقة، وكنا نتعامل معها بلا مبالاة جافة تثير الرجفة في الأبدان (معسكر 31 مارس 1842).»

ويقول الجنرال شانغارنييه (Changarnier):

«إن هذا يتم تحت القيادة المباشرة لبوجو الذي راح جنوده يذبحون اثنتي عشرة امرأة عجوزا بلا دفاع في مدينة الجزائر (18 أكتوبر 1841)»

1963 فرنسا 4

ويقول الجنرال كانروبير ِ(Canrobert):

«ينفّذ جنودنا هذا التدمير بحماس، إن التأثير الكارثي لهذا العمل البربري والتخريب العميق للأخلاق الذي يُبث في قلوب جنودنا جعلهم يذبحون ويغتصبون وينهب كل واحد منهم لصالحه الشخصي، 18 يوليو 1845»

ويقول النقيب لافاي (Lafaye):

«لقد أحرقنا قرى لقبيلة بني سنوس. لم يتراجع جنودنا أمام قتل العجائز والنساء والأطفال. إن أكثر الأعمال وحشية هو أن النساء يُقتلن بعد أن يُغتصبن، وكان هؤلاء العرب لا يملكون شيئا يدافعون به عن أنفسهم (23 ديسمبر 1948).»

 

 

في المثقف اليوم