آراء

الانتخابات الأمريكية وهسترة الشيزوفرينيا الأمريكية المستعصية

الطيب بيت العلويإن انتظار نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية يشبه الانتظار لمعرفة ما إذا كان المهاجم سيضربك بمضرب البيزبول أو بالشاقور.

Caitlin Johnstone المحلل السياسي الأمريكي


دعك ياهذا، بدئا- عن الحديث عن المهزلة الإنتخابية الأمريكية، وعن الشعب الأمريكي الأكثر إستضباعا في العالم، وعنالهزلو- قراطية الأمريكية البالزاكية، التي يتم عبرها التقعير في أذهان شعب الله المختار وساكنة أرض الميعاد، بأن السلطة بين يديه، وأنه يمتلك حق تقرير مصيره، ويعتقد بأن الكلم المقدس لتصويته، هو البلسم والطلسم لترشيد قردانيات مهرجي السيرك الإنتخابي الأمريكي، الذي تحركه الدولة العميقة- تلك الشجرة التي تُخفي الغابة الكثيفة للدولة الديكتاتورية الحقيقية التي لا تعلن عن نفسها– فتلك أحاديث خرافة وأساطير، ما صنعت ليعتقد بها عاقل.

 ومن جهة ثانية، فإنني كعربي وكمسلم وكخبير بما ذلكم الربان السوبيرمان الذي سيقود باخرة التيطانك الأمريكية الغارقة إلى بر الأمان أو من ستُوكل إليه بالإقتراع الشعبي أو بالغش السياسوي، تسيير عجائب البلد الأكثر غرابة والأشد عحبا في العالم، وتناقضا في التاريخ.

 وإستقراء لتاريخ البشرية حتى البارحة، يكفينا اليوم - نحن العرب والمسلمون أننا لا نزال نعاني - منذ الهجمة الأولى على العراق- كيف حول أولائك السيكوبائيين – من جمهوريين وديموقراطيين - المتتابعين ككومبارس في الغرفة الهلامية بالبيت الأبيض، - جغرافية الشرق الأوسط وأفغانستان، وإفريقيا الغربية إلى عوالم مادماكس والأرض الخراب

- وحتى وإن صارت الأمركة بمثابة ضميمة وخلاصة للمراحل الغربية المتنقلة الأخيرة لما يسمى ب السيادة - بمعناها الروماني- التي عشنا نتائجها منذ عشية حرب 1914 ذات الإسم الجديد المسمى ب التغريب وما بعد الحداثة وصولا اليوم إلى الأسرلة- التي يطلق عليه جهلا بالتطبيع- حيث أن الأسرلة هي المصار الحتمي والطبيعي الذي يرتئيه الغرب لشعوب المنطقة /لإعتبارات جد معقدة، ليس مجال عدها وحصرها في هذه العجالة- فإن الأمركة صارت تقاليد يلتف حولها النخب /العولمية – النيوليبرالية/ تمثلها في العالم العربي دول خليجية إنتقلت بقفزة سوبيرمانية من البداوة والجاهلية الأولى ذات القشرة الإسلاموية إلى الأسرلة /وهذا جانب تفصيلي أيضا يحتاج إلى كتاب مطول/

 - والشيء بالشيء يذكر، فلست محتاجا للتذكير بأن الولايات المتحدة- كما عرفتها من الداخل- يمكن تشبيهها بمصحة للإستطباب النفسي- تشمل قارة بأكملها-، حيث التجمعات السكانية، بعضها لبعض عدو مبين/وهو ما سنشاهده عقب نهاية الإنتخابات- التي هي على شكل غيتوهات إثنية ومذهبية وإيديولودجية - منعزلة عن بعضها، لا جامع لها ولا ناظم، سوى الكراهية والرغبة في الثراء السريع المحرم .

، وأن الولايات المتحدة هي بلد خرافي الثراء المالي والقوة العسكرية الضاربة في أركان الدنيا الأربعة، وفي نفس الوقت أغنى دولة في العالم بفقرائه المائة والعشرين مليون يوازون مستوى بانغلاديش والموزامبيق، والستون مليون الذين يعيشون دون ما تحت الصفرودون مستوى أدنى الدول الفقيرة في العالم الثالث

ومن هذه الزاوية، - فماذا سيُنتظر من عصابة معتوهي البيت الأبيض الذين ما فتؤوا يحبكون المؤامرات بالأمس ضد سيادات الشعوب منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ويضرمون النيران في مناطقنا العربية والإسلامية وفي كل مناطق العالم، سوى التباري في مجال جر العالم إلىمحرقة كونية جماعية- من بوش وأباما وترامب أو بايدن.

وهناك ملفات ساخنة عالقة تؤرق الدولة العميقة حيث سيظل يتبارى في حلبتها كل من الجموريين والديموقراطيين حتى فيما بعد الإنتخابات - في تقديم أفضل الحلول الأقل كلفة في المال والعتاد والأرواح مع مراعاة إرضاء اللوبيات المتناحرة داخل الدولة العميقة، ويبدو أن ميكي دونالد هو الأكثر شراسة وتعنثا في التفاوض لضمان مصالحه أولا ومصالح محيطه المقرب ومصالح فئاته المناصرة له، في حين أن الديموقراطيين مطالبون بتقديم تنازلات للدولة العميقة تفاديا لفضيحة الخسارة المشينة مرة ثانية أمام الميكي دونالد

- كما ستكون مهمة الكومبارس القادم الي البيت الأبيض هي:

- تصفية الملف الإيراني لصالح مشروع الأسرلة للمنطقة - فبادين يتفخر منذ باكورة شبابه بأنه أكثر صهيونية من اليهود المتصهينين، مضيفا بأنه يحسد كل يهودي في إسرائيل على يهوديته

- إشعال فتائل النيران ضد روسيا، بتطويق كل أوروبا الشرقية وخاصة دول البلطيق، كحديقة خلفية لروسيا الإتحاد- بعد فشل كل الثورات الملونة في العهد البوشي والأوبامي-

- تطويق ما يسمي ب طريق الحريروالعمل على بتره، بهدف عزل الصين عن روسيا /كمخطط قديم لكل من كيسينغر وبريزينسكي/ وإرباك العلاقات الجيو- سياسية المحتملة القادمة ما بين الصين/ روسيا/ سوريا/ إيران والدول الموقعة في مؤتمر شنغهاي الدولي للتعاون الدولي الصادرة عام 2001 ضد هيمنة القطب الواحد

- إستكمال التوترات الإقليمية التي بدأها ترامب في كل مناطق العالم وخاصة في أمريكا اللاتينية/فانزويللا/ وكوبا وبوليفيا/

- ويكفي متابعة الأحداث الساخنة في كل مناطق العالم بسبب الجشع والعته الأمريكي، لنرى المهام العسيرة الملقاة على عاتق القادم الجدي إلى البيت الأبيض، أيا كان مذهبه وطيفه.

- ومن هذه الزاوية، فإنه واهم من يعتقد بأن أي مهلوس سيأتي إلى بالبيت الأبيض، سيجعل الكرة الأرضية تُدر لبنا وتُمطرعسلا - وخاصة في مناطقنا العربية والإسلامية التي تقع داخل المخطط القديم للغرب التلمودي التي يجب أن تدمر فيه حضارات وديانات وثقافات متعارضة مع التصور الإغريقي- الروماني- اليهودي- الماسيحاني

- ومن هنا على خبراء الأنثروبولوجيا والإستشراق السياسي والديني في منطقتنا أن يتسا ءلوا: لماذا تكلفت الولايات المتحدة لما بعد الحرب العالمية الثانية ـ بتخريب وتدمير حضارات الشرق، منذ حروب كوريا في بداية الخمسينات والفيتنام في الستينات وغيرها من الحروب الأمريكية منذ نهاية الحرب العالمية التي ركزت - للغرابة على تدميرالحضارات الشرقية وإبادة شعوبها، منتهية بالشرق الإسلامي مع الهجمتين على العراق / لؤلؤة الشرق الإسلامي وبوابته/ وأفغانستان، وتدميرليبيا وسوريا وخلق الدواعش؟ ولصالح من؟: إنها الباطلوجية الشيزوفرينية الأمريكية المستعصية.

 

د. الطيب بيتي

 

 

في المثقف اليوم