آراء

بكر السباتين: انتخابات 2024 الرئاسية الأمريكية على محك محاكمة ترامب

الرئيس الأمريكي الخلافي الأسبق دوناند ترامب سلم نفسه أخيراً- الخميس الماضي- إلى السلطات بمقاطعة فولتون بولاية جورجيا التي يسيطر عليها الجمهوريون؛ ليطلق سراحه لاحقا بكفالة بقيمة 200 ألف دولار بعد نحو 20 دقيقة من حجزه في سجن المقاطعة، حيث أخذت بصمات أصابعه وصورته الجنائية التي بدا فيها متجهماً يائساً، ليصبح أول رئيس أمريكي تؤخذ له صورة جنائية.. غير أنه حولها بدهاء إلى فرصة ثمينة داعمة لمشروعه الانتخابي كما سنرى لاحقاً .

والمعروف أن ولاية جورجيا تابعة للجمهوريين ما يعني بأن قرار المحكمة الخاصة بترامب سينطق به محلفون قد يكون معظمهم من الجمهوريين، ويفترض أن يؤثر ذلك على اتجاه المحاكمة وبالتالي إدانة ترامب، هذا إذا علمنا بأن محاكمته أجلت إلى ما قبل الانتخابات الرئاسية والمقرر إجراؤها يوم الثلاثاء 5 نوفمبر 2024.. بغية إخراج ترامب -وفق ترامب- من المشهد السياسي مع انه رشح نفسه لانتخابات الحزب الجمهوري الجارية لتمثيل الجمهوريين في الانتخابات الرئاسية القادمة؛ لذلك فإن خصمه السياسي جو بايدن كشف عن نيته الترشح للرئاسة مع نائبته كامالا هاريس.

ووصف ترامب لائحة الاتهام في مقابلة متلفزة بأنها "ذات أبعاد سياسية"، مضيفا أنه "كان يمكن إصدارها قبل قرابة ثلاث سنوات، ولكن تم تفصيلها لتوجّه الصفعة الصحيحة في منتصف حملتي السياسية".

ومنذ أشهر، يخوض ترامب حملة سياسية لدعم ترشحه للانتخابات الرئاسية لعام 2024.

لذلك ربط ترامب مصيره بنتائج الانتخابات الرئاسية القادمة فيما لو تحقق فوزه، وبالتالي استغلال صلاحياته كرئيس في إلغاء الأحكام التي قد تصدر بحقة.

وملف ترامب متخم بالقضايا الخطيرة التي يمكن اختصارها في أربع قضايا ما لبثت تلاحقه إلى الآن، وهي:

-محاولة قلب نتائج انتخابات 2020، والهجوم التخريبي الذي شنه أنصاره على مبنى الكابيتول في السادس من يناير 2021.

- تهمة التجسس.. حيث أظهرت مذكرة التفتيش الصادرة بحقة أن السلطات الفيدرالية كانت تحقق مع ترامب في إتلاف مستندات حساسة، وعرقلة قوانين العدالة، وانتهاك قانون التجسس، بما يشمل رفض إعادة وثائق الأمن القومي، ما يمكن أن يؤدي لسجنه أو توقيع غرامة عليه.

وتصل عقوبة انتهاك قانون التجسس بحد أقصى إلى السجن مدة عشر سنوات، ويتعلق ذلك بإساءة استخدام الوثائق التي تضر بالأمن الوطني للولايات المتحدة.

- ضبط تسجيلات خطيرة لترامب خلال اجتماع عام 2021، ظهر فيها بأنه احتفظ بمعلومات عسكرية "سرية" لم تُرفع عنها السرية، وفقاً لنص التسجيل الصوتي الذي حصلت عليه شبكة CNN.

وكان ترامب يشكو في الاجتماع من رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي. وعُقد الاجتماع بعد وقت قصير من نشر مجلة "ذا نيويوركر" قصة لسوزان غلاسر توضح بالتفصيل كيف أوعز ميلي، في الأيام الأخيرة من رئاسة ترامب، إلى هيئة الأركان المشتركة بضمان عدم إصدار ترامب أوامر غير قانونية، وإبلاغه إذا كان هناك أي قلق.

- تقديم رشوة لممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانيلز التي اعترفت بأقامة علاقة جنسية مع ترامب، وإنها حصلت على 130 ألف دولار من محاميه قبل انتخابات عام 2016 مقابل صمتها بشأن هذه العلاقة التي أنكرها ترامب حيث تلقى طلباً من المحكمة للشهادة ضد محاميه.

وقبل خمسة أشهر من بدء الانتخابات التمهيدية لاختيار المرشح الجمهوري لانتخابات 2024، يزداد التأييد لترامب فيما تلقي عدة قضايا جنائية بظلالها على محاولته العودة للبيت الأبيض.

وعقب ذلك، قال ترامب للصحفيين في مطار أتلانتا إن اعتقاله يمثل "يوماً حزيناً للغاية بالنسبة لأمريكا وتدخلاً في الانتخابات".

وأضاف: "ما حدث يعد استهزاء بالعدالة. لم أرتكب أي خطأ".

وفي وقت لاحق، نشر ترامب أول تغريدة له على منصة "إكس" منذ 8 يناير 2021، حيث شارك صورته الجنائية التي التقطت له في السجن وكتب عليها: "تدخل في الانتخابات.. لا تستسلم أبدا!".

فترامب لديه القدرة على تحويل الكبوات إلى فرص ثمينة.. فخلال 72 ساعة حصل على تبرعات وصلت حتى ذلك الوقت إلى 7 مليون ومئة الف دولار دعماً لحملته الانتخابية.

ويواجه ترامب حرباً شرسة تقودها الدولة العميق التي تؤيد مواقف الديمقراطيين الليبرالية على نحو دعم المثلية وتأجيج الحرب الأوكرانية التي وعد ترامب بإيقافها.

***

بقلم: بكر السباتين

28 أوغسطس 2023

في المثقف اليوم