آراء
علي الدباغ: مؤشر الديمقراطية العالمي 2021

تنشر مجلة الإيكونيميست البريطانية مطلع كل عام مؤشراً لوضع الديمقراطية في دول العالم المختلفة والذي يستند إلى مؤشرات يحوي كل منها على خمس فئات قيمتها من 0-10 ويتم جمع درجات تلك الفئات الخمسة وتقسم لينتج منها المعدل والدرجة التي حصلت عليها كل دولة في المؤشر.
يوفر مؤشر الديمقراطية التابع لوحدة الاستخبارات الاقتصادية لمحة سريعة عن حالة الديمقراطية في جميع أنحاء العالم في 165 دولة مستقلة وإقليمين. وهذا يغطي تقريبا جميع سكان العالم والغالبية العظمى من دول العالم. يستند مؤشر الديمقراطية في تصنيفه على الفئات الخمسة التالية1:
1- العملية الانتخابية والتعددية
2- عمل الحكومة
3- المشاركة السياسيّة
4- الثقافة السياسية
5- الحقوق المدنيّة.
يتم تصنيف كل بلد على أنه أحد أنواع الأنظمة الأربعة التالية:
1- ديمقراطية كاملة
2- ديمقراطية معيبة
3- نظام هجين
4- نظام استبدادي
يسجل هذا الإصدار الرابع عشر من مؤشر الديمقراطية (أول إصدار كان عام 2006) مدى تقدم الديمقراطية عالميا خلال عام 2021 وقد أطلق على تقرير هذا العام التحدي الصيني.
تعكس نتائج التأثير المؤشر التأثير السلبي المستمر لوباء كوفيد -19 على الديمقراطية والحرية حول العالم للسنة الثانية على التوالي، وقد أدى الوباء إلى انعكاس كبير وغير مسبوق على الحقوق المدنية والحريات بين الديمقراطيات المتقدمة والأنظمة الاستبدادية على حد سواء، من خلال فرض عمليات الإغلاق والقيود المفروضة على السفر.
التحدي الصيني هو عنوان تقرير مؤشر الديمقراطية لهذا العام والذي يركز على مقدار التحدي الذي تشكله الصين للديمقراطية (من منظور غربي)، ولنموذج الحكم الذي يتطلع إليه معظم الناس في العالم خلال القرن الماضي.
يعتبر التقرير إن الصين تعتبر تحديا سياسيا يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالنجاح الاقتصادي المذهل الذي حققته الصين في الثلاثة عقود الماضية والذي حقق خلالها الاقتصاد الصيني نمواً بمعدل ثلاثة أضعاف نمو الاقتصاد الأمريكي مما حوّل الصين من دولة نامية فقيرة إلى دولة اقتصادية وقوة عظمى مع ثاني أكبر ناتج محلي إجمالي في العالم، وأصبح حكام الصين أكثر ثقة حول إعلان التفوق المزعوم لنظامهم على نظام الغرب واستشهد قادة الصين بالوباء كدليل على تفوق نظامهم السياسي على النموذج الديمقراطي الليبرالي.
وفقًا لهذا المقياس للديمقراطية، فان أقل من نصف (45.7٪) سكان العالم يعيشوا الآن في دول ديمقراطية من نوع ما، حيث ان هناك انخفاضاً ملحوظا عن عام 2020 (49.4٪).
ويشير التقرير الى ان نسبة قليلة من سكان العالم (6.4٪) يتمتعوا بدول ذات ديمقراطية كاملة في انخفاض عن عام 2020 حيث كانت النسبة 8.4٪ بعد أن انخفضت دولتين (تشيلي وإسبانيا) الى مستوى ديمقراطيات معيبة.
فبينما انخفض عدد "الديمقراطيات الكاملة" إلى 21 دولة في عام 2021، مقارنة بـ 23 دولة عام 2020، يشير التقرير ايضا الى ان أكثر من ثلث سكان العالم (37.1٪) يعيشون في ظل حكم استبدادي.
بينما زاد عدد "الديمقراطيات المعيبة" بواقع واحد إلى 53، فإن 93 دولة الباقية في المؤشر منها 59 تصنف على انها "أنظمة استبدادية"، ارتفاعًا من 57 في عام 2020، و34 مصنفة على أنها "أنظمة هجينة"
انخفاضًا من 35 في عام 2020.
كان تدهور النتائج في المؤشر لعام 2021 نتيجة لانخفاض متوسط النتيجة الإقليمية في معظم دول العالم
باستثناء أوروبا الشرقية، التي حافظت على مستوياتها وان كانت عند مستوى منخفض.
أيضا كان هناك انخفاضات كبيرة بشكل خاص في أمريكا اللاتينية (-0.26) وأمريكا الشمالية (-0.22) وآسيا وأستراليا (-0.16).
سجلت أوروبا الغربية انخفاضًا طفيفًا في متوسط درجاتها الإقليمية، بلغ 0.07، لتكمل المنطقة في
انخفاض مطرد على مدار العقد الماضي.
تأتي النرويج في أول الترتيب في مؤشر الديمقراطية بينما تحتل أفغانستان أدنى الترتيب حيث تمثل دول
أوروبا الغربية سبعة من العشرة الأوائل بفضل درجاتها العالية جدًا في العملية الانتخابية والتعددية،
المشاركة السياسية والحريات المدنية.
وتحسنت أكثر من عشر دول تحسنًا في مؤشر الديمقراطية، هي زامبيا، إندونيسيا، قطر، مولدوفا، الهند،
جمهورية الكونغو الديموقراطية، والجبل الأسود، وغيانا، وأوروغواي، وفي المرتبة العاشرة دولة الإمارات العربية المتحدة وسنغافورة معاً.
عانت أمريكا اللاتينية من انتكاسة كبيرة في عام 2021. فقد تراجع المستوى في أكبر تراجع منذ أول تقرير في 2006 حيث تراجعت 5 دول منها من ديمقراطية كاملة الى ديمقراطية معيبة و3 منها من معيبة الى هجينة و1 منها من هجينة الى استبدادية، إضافة الى تراجع سبع دول منها في درجاتها.
كانت تونس الضحية الرئيسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في عام 2021، مسجلة انخفاضًا بمقدار 0.60 نقطة في المجموع من 6.59 إلى 5.99 وتراجع 21 مرتبة في التصنيف العالمي وإعادة تصنيفها على أنها "نظام هجين" بدلا من "الديمقراطية المعيبة".
درجات مؤشر الديمقراطية 2021
ديمقراطيات تامة
ديمقراطيات معيبة
دول بأنظمة هجينة
دول بأنظمة استبدادية
شكل رقم-6 ترتيب الدول العربية على مؤشر الديمقراطية لعام 2021 مقارنة مع 2020
يرسم تقرير مؤشر الديمقراطية حول العالم للعام 2021، صورة قاتمة للمنطقة العربية، فعلى الرغم من ان هناك تقدما في معدل درجات معظمها عدا تونس ولبنان، لكن تظل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في أدنى المراتب من بين جميع المناطق التي يغطيها التقرير، في ظل وجود خمس دول من أصل عشرين منها، ضمن أدنى مستويات التصنيف، ويشير التقرير أيضا، إلى أنه ومن بين الاثنين والعشرين دولة عربية، هناك 17 دولة تقع ضمن تصنيف الدول الاستبدادية.
من الخط البياني المرفق نلاحظ التراجع الحقوق المدنية والمشاركة السياسية والانتخابات والتعددية عبر العالم
***
السفير علي الدباغ
....................
المصدر: وحدة الإستخبارات في الإيكونوميست البريطانية EIU
https://pages.eiu.com/rs/753-RIQ-438/images/eiu-democracy-index-2021.pdf?mkt_tok=NzUzLVJJUS00MzgAAAGCv_Jt1nl1vdfVF6svhto4LA58X1BlJ-hgVG41pZPIs3F5vvEao--nuFqh5AvYzsJ4t9T119SwvTyewQqg5mW05thX_1_vIbXjmmfuEzh59sd6tQ