آراء

أياد الزهيري: تصدير أسلحة الوهم

نحن شعوب العالم العربي خضعنا في السنوات الأخيرة الى عملية تنويم مغناطيسي عن طريق قانون يُدعى (قانون إماتة الاحتمالات الحية،وإحياء الاحتمالات الميتة) . هذا القانون يُثير في ذهن الجمهور أشياء وأمور ووقائع موهومة، لا وجود لها في الواقع، أو لها وجود ضئيل ولكن تُضخم بشكل كبير جداً، حتى يصلون بالمجتمع الى حد الفزع والحيرة، ومن أمثلة ذلك هو أختلاق عدو موهوم، وقد يكون هذا العدو الموهوم مستعد لصداقتنها أكثر مما يكون عدو لنا، ومثال ذلك هو أيران، حيث أُقيمت بها ثورة أسلامية تحررية، يمكن أن تكون عون للمسلمين، فقام الأعلام المضلل بقلب الحقائق وتزيفها، وهو يمتلك أدوات هذا الأعلام، والمسيطر على أكبر أمبراطورياته، والمهيمن على معظم برامجه، والمختار لما يُنشر، والمانع لما لايرغب بنشره، وقد ذُكر ذلك في كتابهم (برتكولات حكماء صهيون)، والذي يمثل لهم خارطة طريق في سلوكهم السياسي، حيث جاء فيه فيما يخص صناعة موضوع الخبر (..ولن ننشر إلا مانختار نحن التصريح به من الأخبار)،كما أنه ينبش التاريخ السحيق وأسقاطه على الحاضر، ووصم الشعب المسلم بالمجوسي وعبدة النار، وبالكفرة، وأستطاعوا بأدارة بوصلة العداء لهم، وضرورة الأطاحة بحكومتهم الأسلامية بأعتبارهم أخطر من اليهود لأنهم رافضة، لذى يكون من الضرورة القصوى التصدي لهم وتأجيل التصدي لإسرائيل بأعتبارها أقل خطراً،بل لاتشكل أي خطر على الأطلاق، بل يمكن التعاون معها بدل حالة العداء، وما تطبيع بعض الدول العربية إلا مصداق لهذا الرأي، وإن أسرائيل لها من الأصل والفصل ما يقترب من أصلنا السامي، وهي دولة لا تكن لنا الأ السلام والمحبة، وهكذا ضُللت الشعوب بوسائل أعلام مثل قنوات العربية والحدث والجزيرة والشرقية وغيرها من قنوات الأعلام المضللة، والتي غرضها هو نقل مشاعر الغضب والكراهية من وجهة أسرائيل الصهيونية الى وجهة إيران الأسلامية، بأعتبارها رافضية، والروافض في قناعة بعض العرب أشد خطراً وأدهى من اليهود،وقد لعب وعاظ سلاطين الضلالة دور مهم وكبير في هذا التوجه الخطير، كما للأسف لعب بعض الأكاديمين المؤدلجين دوراً لايقل خطورة وبشاعة من دور الطائفيين من بعض رجال الدين وإن النتائج الكارثية التي نعاني منها اليوم، وما تقوم به أسرائيل هو نتيجة طبيعية لهذا الخداع والتضليل التي مارستها ضدنا بمساندة الخونة من حكام العرب، وهنا أحب أن أُشير الى مقطع في كتاب (بروتوكولات حكماء صهيون) حيث يوضح طرقهم في مخادعة الشعوب وتضليلها حيث جاء فيها (ولضمان الرأي العام يجب أولاً: أن نحيره كل الحيرة بتغييرات من جميع النواحي لكل أساليب الآراء المتناقضة حتى يضيع الأمميون (غير اليهود) في متاهاتهم، وعندئذ سيفهمون أن خير ما يسلكون من طريق هو أن لا يكون لهم رأي في السياسة: هذه المسائل لا يقصد منها أن يدركها الشعب، بل يجب أن تظل من مسائل القادة الموجهين) . و هكذا تُخدع الشعوب بأدوات محلية وفكر غربي يستهدف تركيع هذه الشعوب، فقد أوهمونا بحروب مع إيران والكويت، وبنزاعات في السودان واليمن، حتى وصلنا إلى درجة الإعياء، ودرجة من الضعف والهوان لا نُحسد عليها (حكومات منخورة، مدن مهدمة، بنى تحتية فاشلة وغير موجودة، شعوب منهكة وفقيرة، أمراض وجهل، وفوضى ) لقد نجحوا في خداعنا وإهامنا بأن هناك عدو مفترض هو إيران، فأنهكونا وأنهكوا أيران معاً بحرب مجنونه، كما أثاروا العداء بين العرب أنفسهم حتى لا يطيق بعضهم البعض، مما ساعد في تباعدهم وتباغضهم، وحان الوقت لإسرائيل أن تقطف ثمار خداعها للعرب، وبدأت آلة الموت الأسرائيلي تسحق العرب تحت سرف آلياتهم العسكرية ولات وقت ندامة.

***

أياد الزهيري

في المثقف اليوم