قضايا
فخ الحجاب / آنخيليس رميريث فرناندث*
منذ حوالي خمسة قرون أصدرت خوانا ملكة قشتالة والمعروفة باسم خوانا المجنونة مرسوما تم بموجبه منع المورسكيات من التحجب والتملحف. وبعد ذلك ، بعث مورسكيو غرناطة برسالة إلى السلطان العثماني جاء فيها ما يلي:" السلام عليك باسم وجوه أجبرت على الانكشاف بين ظهراني قوم برابرة بعد أن كانت محجوبة عن الأنظار" (لوبث دي لا بلاثا، 1993).
إن الإشارة إلى هذا الأمر الذي وقع خلال القرن السادس عشر كان بغرض توضيح فحوى هذا الكتاب الذي أنا بصدد إتمامه عن طريق اعتماد مفتاحين اثنين: المفتاح الأول هو تقنين الجسد ،خاصة جسد المرأة كجزء أساسي من سياسات تمثيل الأقليات، أما المفتاح الثاني فهو أن هذا القرار الذي يخص النساء يمس بشكل مهين كل المجتمع الإسلامي، الذي يتحدث باسمهن.
لقد أضحى موضوع ارتداء الحجاب أو نزعه منذ القرن السادس عشر قضية سياسية سواء بين الثقافات أو داخل الثقافة الواحدة، يتعلق الأمر إذن بالسيطرة على النساء.
إن القوانين المتعلقة بالحجاب تضيف إلى هذا كله نوعا من التحريف لأنه سواء تلك التي تمنع استعماله أو تلك التي تلزم ارتداءه يتم تطبيقها على أجسام تبدو دنيئة وخاضعة والتي يمكن تقنينها شرعيا.
إن تطبيق هذه القوانين على الجسد يعزز ويعبر عن المكانة الوضيعة التي تحتلها المرأة في التراتب الاجتماعي. وهكذا فإن النساء وأجسادهن يتم اعتبارهن كفضاءات رمزية حيث ترسم المجتمعات نظامها الأخلاقي (ابن حبيب، 2006).
إن المفهوم الأساسي هو تقنين الجسد في إطار تطبيق القواعد التي تجعل من الجسد شيئا طبيعيا، كما هو الشأن بالنسبة للأساليب التي يتم استخدامها لتقنين اللغات.فالنظام الاجتماعي الذي يقوم على التمييز المفرط بين الجنسين ينطبق فيه هذا الأمر أساسا على النساء؛ هكذا يقع في العديد من الأنظمة الإسلامية حيث يبلغ هذا التقنين أوجه في سن القوانين والتشريعات التنظيمية ويحدث هذا أيضا في الدول الأوربية، ولكن سن هذه القوانين يطبق بطريقة مختلفة بين النساء.
إذا كان التقنين الذي يطبق على النساء في الغرب،عموما، يشير إلى خصائص ومميزات تعزز فكرة الشباب الخالد وتحولهن إلى أجساد يتلاعب بها السوق من أجل مصالحه، ففي الأنظمة الإسلامية هي مشفرة وفق نظام أخلاقي كما يؤكد ذلك (لاثريك). وفي كلتا الحالتين تفقد النساء سيطرتهن على أنفسهن فيصبحن في متناول الرجال (لاثريك، 2009).
إن قواعد اللباس، والتي تهدف إلى تقنين جسد الأنثى، تحدد نظاما تراتبيا للنساء، مثلما حدث في القرون الوسطى عندما تم تقنين لباس المرأة (بيريز مولينا، 2004).
وهكذا، فإنه بموجبه تم ضبط أولئك اللواتي يتواجدن على هذا الجانب أو على الجانب الآخر من حدود المواطنة والذي يفصل "الصالحات" من "الطالحات".
إن النساء السيئات اللواتي ترفضن ارتداء الحجاب لا تعتبرن مواطنات لأن أجسادهن تحمل قيما منافية للمواطنة ، أما النساء السيئات اللواتي تتحدين إجبارية الحجاب فهن مواطنات ومسلمات سيئات، بمعنى أن الحجاب يفصل النساء الصالحات من الطالحات، وهنا لا يمكن قبول التجاوز الذي تدعمه هذه الجملة:"إن النساء الصالحات تذهبن إلى السماء (الفوز) والسيئات لا تذهبن إلى أي مكان (الخسارة)".
إن السيئات هن اللائي لا يذهبن إلى أي مكان. أنا لا أتحدث فقط عن القوانين التنظيمية العادية، لكني أتحدث أيضا عن عشرات القواعد والقيود التي تخضع لها أجساد النساء المسلمات.
وكخلاصة لهذا الكتاب، فإنه يمكن القول إن الحجاب والآن النقاب يشكلان عنصرا أساسيا لتبعية
المرأة وممارسة السلطة الذكورية والاستعمارية عليها. يتعلق الأمر بتبعية مزدوجة، من جهة، تلك التي تقنن أجساد النساء في جزء كبير من الأنظمة الإسلامية، ومن جهة أخرى، تلك التي تخلق عناصر استعمارية ومجتمعات تابعة ووضيعة وذلك من خلال ممارسة الرقابة على جسد النساء من طرف ثقافات أخرى، الثقافات غير الغربية.
في كلتا الحالتين، هناك تقنين شكلي تحدده القوانين وآخر غير شكلي يمكنه أن يحضر دون الشكل الأول، إلا أنه يظل أساسيا له لأنه يهيئ جسد النساء لهذا التقنين. في البلدان الإسلامية يجب على النساء أن يظهرن عفافهن واستحقاقهن للمواطنة وذلك بتغطية بعض أجزاء أجسادهن أي "عوراتهن" في جميع الأماكن. على الرغم من أن التمييز بين الرجل والمرأة لا يقتصر فقط على العالم الإسلامي، إلا أن هذا الأخير يبدو متميزا بأسس نظام أبوي محض ولا يقر بالمساواة في الحقوق . إن تغير الشروط القانونية والاجتماعية والسياسية للنساء في العالم الإسلامي متعلقة بمصالح نخب معينة وبأصحاب السلط. إن نموذج القيم المتعارف عليه يعتبر إسلاميا إلى حد كبير، والذي ينتهي مجسدا في جسد النساء، يفرض نفسه على أنه المثل الوحيد الذي يتم الاقتداء به.
إلا أن سمات الأصالة ليست إلا تعيينات اعتباطية مرتبطة بمختلف المشاريع السياسية (نريان فرناندث كاستيو، 2003). حيث يرجع الإصرار على الأصالة في العالم الإسلامي إلى ضرورة التميز عن المستعمر السابق. وبهذا المعنى سيكون هناك نوع من الشوق لتشكيل هوية مستقلة ما بعد مرحلة الاستعمار (توهيدي، 2006). الأمر الذي يجعل النساء سجينات هذه الثقافة الأصيلة كثمرة للمشروع السياسي لهذه الدول، في مواجهة للقوى الخارجية وكذلك في لعبة القوى الداخلية.
لقد تغير في السنوات الأخيرة شكل هذا المشروع السياسي للأصالة سواء في الدول الإسلامية أو في بلاد المهجر ومهد الطريق لمسار الأسلمة مع فاعليين حقيقيين حيث تتم إعادة إدراج جسد النساء ضمن قاعدة تعتبر الحجاب ليس فقط واجبا ولكن عنصرا مركزيا لإسلامية الرجال والنساء؛ كما تعتبر المرأة في المجتمعات الإسلامية وأيضا في بلاد المهجر جسد ا يجب عليه أن يمثل الهوية والاختلاف. ويحتفظ الرجال المسلمون أيضا في بلاد المهجر بالسلطة والحق في عدم إظهار انتمائهم؛ في حين على النساء المسلمات أن يحملن عبء الهوية وأن يظهرن انتمائهن للإسلام، مما يجعلهن الوجهة المفضلة للتدخلات التي تهدف إلى التقنين في سياق يرمي إلى تقنين تواجد الإسلام عن طريق سن قوانين لأجسادهن.
إن التقنين - الشرعي الاجتماعي - للحجاب والنقاب يشغل أهمية مركزية في ممارسة السلطة الذكورية والاستعمارية؛ إذ إنه يذكي من سيطرة المسلمين عن طريق مراقبة جسد المرأة وذلك من خلال خطابات وقواعد وتقنينات وتوصيات تشكل كلها نموذجا ذا طابع معياري وهو كيف يمكن أن تظهر النساء؟
في الدول الأوربية قام الفاعلون (من سياسيين ووسائل إعلام ومثقفين) بتحري واستقصاء المعنى الحقيقي للباس الشرعي وبحثوا، بالخصوص، عن حجج تدعي حظره. وقد كان لهذا أثر كبير جعل بعضهم يتحدث عن إسلاموية بعض الممارسات ذات الصلة باللباس الأنثوي وهو ما خلق مرة أخرى نوعين من السيطرة: سيطرة ذات طابع جنسي وأخرى ذات طابع ثقافي، فالنساء المسلمات باعتبارهن مسلمات ونساء في نفس الآن يتجردن من حقهن في تأويل الإسلام بطريقة صحيحة.
لقد تمت إعادة النظر إلى الإسلام على أنه إسلام مادي يتناسب مع المصالح المحلية والوطنية وعلى أن الحجاب ضروري مثلما وقع في العديد من البلدان الإسلامية خلال فترة الاستعمار الأوروبي. وبإعادة هذا الطرح، فقد تمت نسبة مجموعة من الدلالات إلى الحجاب من طرف الدول دون الاستماع إلى اللاتي يهمهن الأمر. وهكذا يتم التضييق عليهن فلا يستطعن تأكيد دواعي ارتدائه وبالتالي يضحين سجينات لدلالات تشربنها من آبائهن محاولين الفكاك منها.
أعتبر من جهة، أن الحجاب قد تحول إلى آلية أساسية لخلق ماهية النساء اللواتي يجب أن تكن خاضعات. ومن جهة أخرى، أضحى وسيلة لمراقبة مجموع المسلمين حيث تخضع النساء بمجرد ارتدائهن الحجاب.
إن تطبيق تقنين اللباس تنتج عنه تأثيرات فورية وفعلية سواء في بروخاس أو طهران أو كالاباكار. ويضع جزء من السكان رجالا وبعض النساء في وضعية تمارس فيها السلطة والمراقبة على جزء آخر من السكان متكون فقط من النساء من أجل تطبيق هذا التقنين. وهنا تتقاسم الدولة مع مجموعات أخرى حق إمكانية الممارسة الشرعية للعنف عن طريق ضمها نهائيا لبعض السكان وإقصائها للبعض الآخر.
إن النزوع لوضع القوانين التي تعاقب الشرائح الاجتماعية والحاجة الماسة إلى تشريع مجموعة من مظاهر الحياة يطال بالخصوص بعض المهاجرين وبعض الأقليات . إن التنظيم القانوني ينمي الشعور بالسيطرة والرقابة التي تتم بواسطة رفض تلك الشريحة التي لا تطبق القانون. ويقوم التنظيم القضائي أيضا بإرساء عالم سكني فسيح يوجد قسرا خارج القانون ويتكون أساسا من النساء المسلمات رغم أنهن لا يرتدين الحجاب. لقد أضحى تقنين ارتداء الحجاب أداة واضحة تكشف عن عدم المساواة بين ال(هم) وال (نحن) وتنظيما للمظهر الخارجي، جاعلا علاقة السيطرة بدهية لأنه يفرض نوعا من الظهور عبر زرع صورة يجب على الشخص أن يطابقها أو أن يشبهها.
إن فرض ارتداء الحجاب أو منعه هو أمر يعرض النساء مؤقتا ودائما للتحديد بين ما هو مشروع وما هو غير مشروع. وفي حالة منع ارتداء الحجاب خاصة في أوساط المهاجرين يتم النظر إلى أن ثقافة الآخر متأخرة، وينسب لغطاء الرأس معنى عدم المساواة بين الرجل والمرأة. وفي النهاية، على المسلمين إنقاذ أو تحرير النساء من الثقافة الخاصة بالرجال (أبو لوغود، 2002)؛ واعتبار ذلك بمثابة انتصار للحضارة أمام البربرية أو الوحشية.إن المرأة التي ترتدي الحجاب لا تشبهنا وبالتالي عليها إزالته لكي تتطابق معنا.
أردت تأسيس القطيعة مع سطحية النزعة الليبرالية الجديدة التي تدعي أن المسلمين يهينون النساء، وبأن هدف القوانين التي تتعارض وارتداء الحجاب في أوروبا ترمي إلى الحد من الخضوع وتبعية الأصول. تلك الفكرة تتناسب ومصطلح الإسلاموفوبيا الذي يسعى إلى الحفاظ على التبعية المجردة من الحقوق وغير المتحررة من السكان المسلمين )برابو، (2011؛ كما تلائم نظاما اجتماعيا محافظا على تعزيز تقنين لباس النساء المسلمات لأنهم يدرجونهن في زاوية التبعية مشيرين باستمرار إلى أخلاقهن.
وفي الأخير، أردت من خلال هذا الكتاب أن أقدم مجموعة من التوضيحات لماهية تنظيم جسد المسلمات عن طريق سن لباس لهن - الحجاب أو النقاب - المتعلق بخصوصيات المجتمعات الإسلامية، مظهرين بأن بنيات واستراتيجيات وطرق مراقبة النساء تسير في منحى متعارف عليه لدى المسلمين - حيث يلزم ارتداء الحجاب - ولدى البلدان التي تقل فيها نسبة الإسلام - حيث يمنع استعماله -.
عن طريق هذا الكتاب، أردت تبيان وجود نوعين من السيطرة على النساء. من جهة النوع المتعلق بالإسلاموفوبيا ومن جهة ثانية، النوع المتعلق بالنظام الأبيسي. معنى مصطلح الإسلاموفوبيا هو العداوة أو الإحساس بالكره اتجاه المسلمين والتي تؤثر سلبا على النساء لانحدارهن من تلك الجاليات، وكذلك لاعتبارهن رمز التباين الثقافي. وهكذا، يعطي مصطلح الإسلاموفوبيا صورة مشوهة عن النساء لتبرير كره الغرب للمسلمين، بحيث يتحدثون عن المسلمين بطريقة سيئة وينعتون المسلمات بالتابعات، كما يعتبر الإسلام محتضن الثقافات الهمجية. وأما بالنسبة لتواجد المسلمين في المجتمعات الغربية، فيتعين على هؤلاء الرحيل أو التخفي.
تعتبر النساء الهدف المفضل لغضبهم الناتج عن العنصرية، جزئيا، بسبب ارتدائهن للحجاب الذي يمنح لهن رؤية واضحة أكثر من الرجال.
إن مسالة تقنين ارتداء الحجاب في أغلبية الظروف، حيث يشكل الإسلام نسبة قليلة، جاءت بالضبط لتوضيح ظهور مصطلح الإسلاموفوبيا حيث تتحالف العنصرية مع التمييز الجنسي؛ لكن النساء هن كذلك هدف السيطرة الأبيسية وسط جاليتهم.
عند اتخاذ القرارات النظرية والسياسية يتم حصريا تبني أحد هذين التفسيرين، لكن كليهما يعد جزئيا: فإذا ما اختير محور الإسلاموفوبيا الذي يرى أن النساء المسلمات - بالحجاب أو دونه - هن ضحايا لسيطرة عنصرية معادية للإسلام فإنه يتم التغاضي عن ظاهرة اللامساواة بين الجنسين في عادات وممارسات هذه الجماعات. وهذا الموقف يعطي للحجاب مفهوم مقاومة الغرب. مما لا شك فيه أن القول الذي يسند السيطرة على النساء المسلمات إلى محور الاستعمار وما بعده يركز على الاختراق الفظ لهذه المجتمعات التي كانت مستعمرة في يوم من الأيام، وكذا على التشكل المستمر للعلاقات الاجتماعية وبين الجنسين انطلاقا من هذه التجربة، لكنه يتغاضى عن الإيديولوجيات والعادات والمجتمعات الإسلامية. أما إذا ما تم اختيار المحور الأبيسي أي، إذا ما تم اعتبار النساء المسلمات هن أساسا ضحايا السيطرة في مجتمعاتهن وأن الحجاب هو نتاج هذا النظام الأبيسي فإنه يتم تجاوز علاقات السلطة التي شكلت روابط الغرب بالإسلام ويتم تبرير العنصرية المطبقة ضد الإسلام بظاهرة اللامساواة بين الجنسين في المجتمعات الإسلامية. وأما القيود المطبقة على المسلمين فيتم النظر إليها على أنها دعوى إلى التمدين؛ فالغرب يحاول اجتثاث هاته الممارسات التي تهمش المرأة. وينتهي الاهتمام في هذا المحور في الواقع إلى إستراتيجية خطابية للإسلاموفوبيا. هذا بالإضافة إلى أن هذا الموقف التحرري الذي يرمي إلى إزالة الحجاب بالنسبة للنساء، ولو بالقوة، لا يساهم في تحرير النساء المسلمات فقط، بل إنه يرتبط والسيطرة الأبوية (المرأة كربة أسرة) للنساء الغربيات أنفسهن، بحيث إن هؤلاء لا يدركن بأنه ليس من قبيل الصدفة أن يتركز تقنين البلدان الغربية لوضعية المسلمين على النساء ويقبلن، بل ويشجعن أن تطبق القيود على أجسادهن دون أن يدركن أن هذا من شأنه أن يعزز شرعية تطبيع المس بجسد الأنثى بما في ذلك جسدهن.
بالإضافة إلى ذلك، فإن التركيز على نساء من ثقافات أخرى باعتبارهن إمعات يخفي ممارسات السيطرة في مجتمعاتهن، ويبطل مطالبهن كنساء.
وأخيرا، فإ ن اختيار محور وحيد لا يسمح بتحليل "مؤامرة إخضاع" (لوغونس، 2008) النساء، مما يساهم في إضفاء شرعية على النظام الأبيسي. في مناطق أخرى من العالم، قامت النساء بتحليل كيف أنه، على سبيل المثال، تلك الممارسات الإمبريالية في الولايات المتحدة الأمريكية تجاه النساء ذوات البشرة غير البيضاء شكلت التبعية، لكن بإدراج العادات المستمدة من الثقافة الأم، والتي تعطي بالمثل نموذجا لمكانة المرأة. إن التصور المتبنى للعالم الإسلامي كماهية ثقافية سابقة عن هامش الأحداث التاريخية والمتوارث عن الاستشراق، أعاق إلى حد الآن هذا النوع من وجهات النظر.
إن التصدي للسيطرة المفروضة على النساء المسلمات كما هو الحال بالنسبة لنساء العالم لا يمكن أن يتحقق من خلال فرض، حتى وإن بطريقة قانونية، نموذج تحرري ليبرالي لسن أبدا جزءا منه. هذا النوع من الاستبداد المستنير النسوي هو بالفعل استبدادي، لكن لم يكن نسويا. وكما تقول مارنيا لازرق (2009، 131) بتعبيري الخاص: " ليس لأي أحد الحق في أن يجعل من نفسه وصيا على ارتداء النساء للحجاب، ولا الحق في الشعور بالرضى عندما يقمن بإزالته؛ والنساء فقط هن اللواتي لهن الحق في ذلك".
بقلم: آنخيليس رميريث فرناندث*
ترجمة. لحسن الكيري
كاتب، مترجم، باحث في علوم الترجمة ومتخصص في ديداكتيك اللغات الأجنبية - الدار البيضاء - المغرب.
....................
*كاتبة وأستاذة جامعية إسبانية بجامعة مدريد المستقلة. متخصصة في الأنثروبولوجيا الاجتماعية. وهذا النص مقتطف من كتابها الموسوم بعنوان:" La trampa del velo. El debate sobre el uso del pañuelo musulmán" بمعنى: "فخ الحجاب: النقاش حول ارتداء الحجاب الإسلامي". وقد صدر في مدريد سنة (2011) بواسطة دار نشر معروفة هي كاطراطا.