قضايا

التعليموفوبيا

سهاد حسنبات التعليم في العراق يشكل عائقا مهما نحو ارضاء الميول والاتجاهات، حتى ظهرت فكرة التخوف وعدم الانضمام الى مؤسساته الحكومية كالمدرسة مثلا. تجد التلميذ يخطط لعالمة الاكاديمي الذي يريد ان ينظم ألية وعندما يلتحق بذاك العالم، يدرك ان ما كان يخطط له هو محظ خيال ليس الا. من الجدير بالذكر ان (بعض) تلك المؤسسات لا تابه لتحقيق مستوى الطموح وانما الى الماديات فقط ولا تسعى الى التصحيح او المعالجة. بات التلميذ يتخوف من شيء يدعى مدرسة ولذا يهرع في التسرب وخاصة في مناطق الارياف. ظاهرة التسرب احد اهم المشاكل المهمة التي تواجه الساحة العراقية الريفية اليوم بل والحضرية ايضا. الاسوار الخلفية لمدرسة ما باتت نعيما للتلميذ كونها تساعده على (الهرب)، وجحيما الى المجتمع الاكاديمي ككل. اساءة استخدام التربية او التعليم او كلاهما من ابرز المسببات لذلك الخوف والتسرب. استغربت خلال زيارتي لبعض المدارس (الحضرية) التابعة لقضاء عفك (يبعد حوالي 25 كم من شمالي المحافظة)- محافظة الديوانية ان اللبس والخلط بين مفهومي التربية والتعليم كان كبيرا وملفتاً للأنظار. اذ ترى ان البعض يبدا بتطبيق مفهوم التربية دون التعليم، او التعليم دون التربية او غياب الاثنان معا. فما بالك بما يحدث في المجتمعات الريفية  اذا كان الحال كذلك في الحضرية؟! . الأسوأ من ذلك ان المدارس الثانوية تسير على خطى المدارس الابتدائية. كانت هنالك عبارة ما زال صداها يرنو في مسامعي خلال تلك الزيارات المعهودة  "احفظ المادة مثل أسمك وتعال".  الكثير من المدرسين وايضا المعلمين وراء مفردة "احفظ"  وليس افهم او ناقش. هنا انا اسلم ان عملية صنع التلميذ الالي هي من اكبر العمليات التي تخرجها الكثير من المدارس العراقية. التلميذ الالي هو ليس من صنع اليابان لأنها من اكبر الدول المنتجة للروبوتات (الرجال الالين)، بل هو منتج عراقي تقوم بتخريجه غالبية المدارس العراقية، وظيفته الاساس هي الحفظ فقط الامر الذي سيودي الى فقدان تلك المعلومات بصورة او بأخرى في نهاية الفصل الدراسي. ذلك سيندد بحصول كارثة ثقافية كون المدارس الابتدائية وتلك الثانوية يقعان في بداية السلم الاكاديمي، ونحن نعرف جميعا ان البداية يجب ان تكون صحيحه لأنها بداية لكل شيء لاحق. مصطلح التعليموفوبيا هو مصطلح جديد لأنه غائب في القاموس التعليمي عند البحث عنة ولكنة حاضر في البيئة العراقية المدرسية. المقترحات التالية تساعد الى حد ما بتجاوز (ازمة) التعليموفوبيا:

1- تطبيق مبدا التربية اولا والتعليم ثانيا.

2- الزيارات المكثفة للمشرفين الى المدارس من اجل تبادل الخبرة والمعالجة.

3- الزيارات المكثفة لمدراء المدارس الى كادرهم التعليمي من اجل الاطلاع وابداء الارشاد.

4- تطبيق مبدا الفهم وليس الحفظ.

5- الالتزام بخطوات بدليل المعلم/المدرس كونه البوابة الاولى لتلافي المشاكل المذكورة انفاً.

6- استخدام مبدا الاقناع الذي يوفر قوة العلاقات والانجاز في حال تطبيق خطوات جديده غير معهودة عن ذي سابقها.

7- الالتزام بالوقت المحدد لكل درس وعدم تجاوز وقت راحة (Rest) التلميذ/ الطالب من اجل استعادة النشاط والحيوية.

8- استخدام وسائل الايضاح كالسبورة والقلم والصور والرسوم وغيرها.

9- استخدام لغة الجسد كونها لغة لتوصيل الفهم والمادة للمستمع كحركة اليد، تعابير الوجه، حركة الجسم ...الخ.

10- التخطيط المسبق للمادة والمهارات لان (بعض) المدرسين/ المعلمين يدخل الصف التعليمي وهو يصرخ (اليوم شعدنا) وليس بالتحية وجلب الخطة.

11- محاولة اشراك جميع الطلبة (على قدر الامكان) في المادة المقدمة وليس الاعتماد على بعض الوجوه وتجاهل الاخرى.

12- الاستفادة من تجارب المدارس الاوربية عن طريق متابعه الوسائل الاجتماعية مثل اليوتيوب كوننا نعيش في ضل الشبكة العنكبوتية.

 

سهاد حسن

 

في المثقف اليوم