قضايا

لماذا سقطت مكانة ليوناردو دافنشي في تاريخ العلم؟! (2)

محمود محمد علينعود ونستكمل حديثنا عن مكانة دافني في تاريخ العلم، وننتقل للسبب الخامس، والذي مفاده أن كثيراً من مقولات دافنشى تتناول المنهج العلمي المناسب الصحيح، ولديه الكثير مما يقال عن العلاقة بين العقل والتجربة، وما قاله جعلنا نراه سابقاً لفرنسيس بيكون في المنهج الاستقرائي. وكأن هذه الطريقة تقترب إلى حد ما من الطريقة التي استخدمها علماء القرن السابع. من هذه المقولات والتى أوردناها سالفاً: " لا العقل وحده ولا التجربة وحدها تكفى، فالذين يفتنون بالممارسة على حساب العلم كصاحب السفينة التي يقودها بدون شراع أو بوصلة ولا يعرف من أين يذهب . من هذه الناحية نجد أن التفكير المجرد لا جدوى منه "؛ " ويقولون أن تلك المعرفة التي تنبثق من الاختبار هي معرفة آلية،وأن المعرفة التي تتولد في العقل وتنتهي إليه هي معرفة علمية . على أنه يبدو لي أن تلك العلوم التي لا تتولد من التجربة _ وهى أم كل يقين – والتي لا تنتهى فى الملاحظة – أي فى تلك العلوم التي لا تمر في منبعها أو فى سياقها المتوسط أو نهايتها بإحدى الحواس الخمس هى علوم باطلة ومليئة بالأخطاء.

غير أن دافنشى لم يشغل نفسه بتعريف المصطلحات الأساسية مثل " اليقين" و"التجربة" و" الحقيقة " و"العقل". وبالتالي أطلق الأحكام على عواهنها. من تلك الأحكام " اليقين يعتمد على التجربة " مع أن العلم كما يقول " راندال" ليس هناك يقين في عدم وجود مبادئ العلوم الرياضية، ولا عندما ينفصل الموضوع عن الرياضيات .

السبب السادس: إن إجادة دافنشى الثنائية للعلم والفن لم تكن فريدة من نوعها، فقد كانت تلك الثنائية عميقة الانتشار فى عصر النهضة باعتبارها تبدياً مزدوجاً لاهتمامها التوكيدى للعالم، رداً على الأخروية التقليدية لثقافة العصر الوسيط. ولم يكن مشهد عصر النهضة الأسبق زاخراً فقط بأمثلة على الفنانين – العلماء على نطاق محدود؛ بل إن التجوال المرن المتواتر بين الوسائط المختلفة كان هو ذاته جزءً لا يتجزأ من المثل الأعلى الشخصي لثقافة عصر النهضة ألا وهو الإنسان الشامل. وقد اقتسم دافنشى فخره البارز بمواهبه المتعددة مع كل شخصية مبدعة تقريباً فى عصر النهضة .

والأهم فى تقديري هو مواجهة السؤال الذي فرض نفسه فى البداية، ولا بد أن يفرض نفسه في النهاية؛ أعنى السؤال الذي يرتبط بأسباب تراكم النسيان على بحوث ليوناردو دافنشى العلمية بالقياس إلى بحوث جاليليو على سبيل المثال؟

أحسب أن الإجابة أصبحت الآن واضحة من حيث ارتباطها بدرجة الثورة الجذرية التى لم تصل إليها أعمال دافنشى بالقياس إلى جاليليو، حين اكتشف جاليليو قانون تذبذب قانون الأجسام وقانون الأجسام الساقطة ووضع أسس قانون القصور الذاتي، واكتشف البقع الشمسية وقوانين المد والجذر، واكتشف بعض التوابع غير المعروفة للقدماء، واخترع التلسكوب، وقضى حياته يدافع عن نظرية " كوبرنيقوس" فى دوران الأرض حول الشمس، ولقي في ذلك عنتاً شديداً أمام محاكم التفتيش .

وعلى أية حال نحن لا ننكر أن بحوث دافنشى التجريبية فيها من الايجابيات ما يذكر لها بالقطع، ولكننا إذا وضعناها تحت مجهر الابستمولوجيا المعاصرة، وخاصة ابستمولوجيا " جاستون باشلار" القائمة على فكرة القطيعة الابستمولوجية، نجد أنها لا تستطيع أن تخلف لنا الأثر الجذري الذي تركته أعمال جاليليو، ولذلك ظلت بحوثه التجريبية بعيدة عن خلق قطيعة ابستمولوجية كتلك التي أحدثها كتاب " محاورات حول النظامين الرئيسيين: البطليموسى والكوبرنيقوس، أو كتاب أبحاث وإيضاحات رياضية فيما يتعلق بعلمين جديدين ينتميان إلى الميكانيكا لجاليليو.

وخلاصة القول أن دافنشى قد أخذ من كل ملاحظات وتجارب السابقين عليه بطرف، واهتم بالرجوع إلى الطبيعة اهتماماً خاصاً، ولكنه ظل في المنطقة الهادئة من الفكر والإبداع، تلك المنطقة التي لا تعرف الحدية في رفض القديم، أو الجذرية في التجديد، فكان نموذجا للوسطية التي لا تثير العواصف ولا تهيج البراكين ولا تتحول إلى زلزال، وإنما تمضى في يسر إلى هدفها الذي يكمل مهمة غيرها .

لقد كانت اكتشافات أو تجليات دافنشى العلمية كنجمة فى تاريخ العلم الحديث لمعت فجأة واختفت؛ وذلك لأنها لم تحول مجرى التفكير العلمى في العصور الوسطى، ولم تحدث تلك النقلة الكيفية فى أدوات البحث عبر تاريخ العلم الحديث، وإن استخدم وسائل وفرضيات علمية تناسب حركة الحياة فى عصره.

ولقد أدرك "راندال" ذلك حين أراد أن يكشف عن مكانة دافنشى فى ظهور العلم الحديث، وقد خلص راندال بعد إطلاعاته واستقصاءاته فى بحوث دافنشى التجريبية، إلى أنه ما من فكرة طرحها دافنشى وتوهم بعض المفكرين والمؤرخين أنه مبتكرها، إلا وكانت معـروفة لـدى الجامعات الإيطـالية فى القرن الخامس عشر.

والأكثر من ذلك كما ذهب راندال، هو أن جماعة من الباحثين قد بينوا أن هناك فرقاً كبيراً بين نظرية الحركة التى أبرزها دافنشى في بحوثه، وبين علم الديناميكا الذى تمكن جاليليو من ترسيخه عام 1632. نعم قد تكون هناك صلة بين فكرة أو نظرية طرحها دافنشى، ونعلم الآن أنه لم يكن هو مبتكرها، وبين علم راسخ تم تأسيسه بعد قرنين من الزمان مثلاً . ولكن يجب ألا يغيب عن بالنا أن جملة التحليلات التي طرأت على الفكرة أو النظرية فى بداية أمرها وعبر مسيرتها الطويلة، قد باعدت بين الفكرة فى سابق أمرها ولاحقه، حتى ليصعب تصور علاقة بينهما .

وبذلك لم يكن راندال جائراً على دافنشى حين قال عنه أنه لم يكن عبقرياً أو عالماً، بمعنى أنه أتى بنظرية علمية أو أبتكر شيئاً لم يكن قائماً في عصره، والسبب في ذلك يرجع إلى أنه كان يهتم بقضية أو مسألة ما من غير أن يظهر ميلاً إلى تأسيس بناء منظم لمعرفة دقيقة. ولعل موهبته الفنية التى ترتكز على التفاصيل والمفردات وكل مال هو عينى وحقيقى، وهى موهبة تتجلى من خلال دقة ملاحظاته، هى التى دفعت به إلى تحليلات ودراسات تفصيلية لجوانب فرعية. وغنى عن الذكر أن الإسهاب فى تحليل جانب أو فى تفصيل الحديث فى ناحية فرعية لا يعنى الإجابة عن المشكلة التى سعينا إلى دراستها ابتداء. فالمشكلة أو الظاهرة العلمية كل معقد، ولا يتم تفسير الكل من خلال جزء أو بضعة أجزاء منه. صحيح أننا كثيرا ما نتناول الأجزاء المفردة بالدراسة والتحليل لأجل أن نصل إلى نظرية عامة. ولا ضير فى ذلك كله متى كان سعينا يؤدى بنا فى نهاية المطاف إلى تحقيق ما كنا سعينا إليه منذ البداية. ولكن لم يكن ذلك حال دافنشى على وجه الخصوص . نعم أننا نلحظ تدرج الفكر عنده من الجزئيات والخصوصيات إلى الكليات والعموميات. ولكنه لم يبلغ مراده قط، أو على الأقل لم يكن ذلك سيره في ذلك الطريق ليوصله إلى نتائج يمكننا اعتبارها علماً بالمـعنى الصحيح لكلـمة علـم.

ويستطرد "راندال" فيقول: "ولكن إذا لم تكن لدافنشى مكانة أو إسهام في ظهور العلم الحديث، باعتبار أنه لم يؤسس نظرية علمية هامة كتلك التي جاء بها جاليليو فإن الإنصاف يقتضى على الأقل أن نفرد له مكانة هامة في ظهور معرفتنا لتاريخ العالم الحديث، وذلك لكونه على حد تعبير راندال يمثل العدسة المجمعة التي عملت على استقطاب تيارات فكرية عديدة كانت متأججة في بداية عصر النهضة، وكان من فرط تأثره بما يدور حوله أن تمكن من تقديم كتاباته مصورة على أوضح ما تكون عليه صوره لجملة المذاهب والنشاطات الفكرية التى برز العلم الحديث من بين ثناياها " .

هذا هو التفسير الابستمولوجى لأسباب تراكم النسيان على بحوث دافنشي العلمية، وهو أنه لم يتخلص كلية من فكر السابقين عليه في منهجه التجريبي، وبالتالي لم يحقق التغير الجذري كما حققه العلماء اللاحقون عليه والأخص جاليليو . وبالتالي لم تبرح بحوثه العلمية أرض التاريخ الحديث للعلم لتحدث قطيعة أو ثورة على القديم كله كما فعل اكتشاف قوة البخار أو المحرك الآلي في العصر الحديث.

وثمة نقطة أخرى جديرة بالإشارة، وهى أننا إذا كنا قد عرضنا لأسباب هذا التراكم على بحوث دافنشى العلمية، من خلال النظرة الداخلية للعلم، فلابد لنا من أن نعرض لأسباب هذا التراكم من خلال النظرة الخارجية للعلم – أعنى العوامل الاجتماعية، خاصة وأن العلم كما يذكر الدكتور " فؤاد زكريا" :" ليس ظاهرة منفردة تنمو بقدرتها الذاتية وتسير بقوة دفعها الخاصة، وتخضع لمنطقها الداخلي البحت، بل إن تفاعل العلم مع المجتمع حقيقة لا ينكرها أحد، فحتى أشد مؤرخي العلم ميلاً إلى التفسير الفردي أو الداخلي لتطور لا يستطيعون أن ينكروا وجود تأثير متبادل بين العلم وبين أوضاع  المجتمع الذى ظهر فيه، حتى ليكاد يصبح القول بأن كل مجتمع ينال من العلم بقدر ما يريد .

وتاريخ العلم يقدم أمثلة كثيرة تثبت أن المجتمع حدد بقدر معقول من الدقة نوع العلم الذى يحتاج إليه، وهذا لا يتنافى على الإطلاق مع تأكيد أهمية العبقرية الفردية للعالم ودوره الأساسي فى الكشف العلمى، فلا أحد يزعم أن العالم مجرد أداة يستعين بها المجتمع لتلبية حاجاته، وأن الكشوف العلمية يمكن أن تتم على أيدي أناس ممن تتوافر لديهم عبقرية كبيرة، ما دامت تظهر فى المجتمع المناسب، بل إن هذه أحكام باطلة تبخس العالم حقه، وتصوره كما لو كان وسيلة فى أيدى قوة غيبية تتحكم فيه تحكما تاما، حتى لو كان المرء يطلق على هذه القوة الغيبية اسما يبدو فى ظاهره علميا وهو حاجة المجتمع.

وحقيقة الأمر، هى أن الكشف العلمي يحتاج إلى تضافر العاملين معا – حاجة اجتماعية وعبقرية ذهنية، وكل ما فى الأمر أنه عندما تتوافر الحاجة الاجتماعية لا يكون من الصعب ظهور العبقرية الذهنية . ذلك لأن أفراد البشرية الذين يعدون بالملايين لا يخلون فى كل عصر من عباقرة. ولكن من المهم أن يأتي العبقري فى وقته وفى أوانه، وأن يلبى حاجات عصره .

ومن المؤكد أن دافنشى كان عبقرية ظهرت فى غير أوانها ؛ أعنى فى وقت لم يكن المجتمع الإيطالى في عصره مهيأ لقبول كشوفه وبالذات التى فيها نظرة مستقبلية، فكانت النتيجة أن لمعت عبقريته فجأة، ثم انطفأت كالشهاب البارق دون أن يترك وراءه تأثيرا باقيا فيها. فها هو ذا مؤرخ الفن الإيطالى " إدموندو سلمى" يقول : " لقد بدت بحوث دافنشى العلمية غربية فى نظر مجتمعه، مما جعل يدا مجهولة لرجل من رجال القرن السادس عشر تكتب على هامش موسوعة ليوناردو دافنشى أعمال مجانين، ولم يكن " فازارى" (أحد مؤرخي الفن فى القرن السادس عشر) بعد مرور نصف قرن من الكتابة عن ليوناردو دافنشى يجد كلمة مناسبة يصف بها أعماله العلمية سوى كلمة أعمال مجانين وأمزجة وأهواء .

ويمكن أن نفسر سوء فهم الناس لبحوث دافنشى العلمية فى عصره على حد تعبير "كروا ذر" إلى أنه كان يكتب هذه البحوث بطريقة عكسية، كما تبدو الكتابة فى المرآة، لأنه كان أعسر يكتب من اليمين إلى الشمال، ويحتاج من يقرأ  بحوثه إلى تمرين، بل قد يكون من الصعب أحيانا حل شفرتها وفك رموزها حتى بمساعدة مرآه .

ولم يكن السبب فى ذلك إلى أنه كان عليه أن يخفى أفكاره عن أي شرطة دنيوية أو عن أي رقابة كنسية. فلم تكن سلطة البابوية تمتد إلى الدول – المدن الإيطالية الفخورة مثل فلورنسا أو ميلانو، حيث عاش وعمل. كذلك لم تكن الكنيسة المعاصرة ولا الحكام الإقليميون مثل لودفيكو سفورزا – دوق ميلان غير متعاطفين مع بحثه على الإطلاق. كان تكتم دافنشى خاصاً بطريقة عمل ذهنه: ففي تدوينه لملاحظاته كان يتواصل مع نفسه، ولم يرد لأي شخص أن ينظر من فوق كتفه . كانت ملاحظاته انعكاسات ذهنية مكثفة بصورة غير عادية، وكان لابد أن تنأى عن الضوء العام .

وعلاوة على ذلك كانت بحوثه غير مسلسلة، ولم تكن معدة للنشر، وكثيراً ما كان يدون آراءه فى موضوعات غير الموضوع الذى يكتب فيه، وفى نفس الصحيفة مما يربك القارئ، وهو يعتذر عن ذلك حيث ينقل عنه " كرواذر" قوله:" ستكون هذه مجموعة غير مرتبة، مكونة من صفحات كثيرة، وإني آمل أن عيد كتابتها مرتبة حسب الموضوعات التى تعالجها، وإني اعتقد قبل أن أنتهي من كتابة هذه المذكرات، أنى سأكرر الشئ الواحد عدة مرات، ولذلك أرجو ألا يلومني القارئ، لأن الموضوعات كثيرة والأفكار تأتيني، فأضطر لكتابتها والذاكرة لا تستطيع أن تعيها .

ويعلق مؤرخ العلم الشهير"كرواذر" على ذلك فيقول "يدل هذا القول على أنه كان يود أن لا يجعلها صعبة وغامضة. وكثيراً ما كان شرحه غير واضح، وكانت النتائج التي يصل إليها تأتى بمعلومات جديدة لا يجد لها اسماً" .

ومن ناحية أخرى، فقد كانت صعوبة إتمام أي بحث علمي فى عصر دافنشى أشد مما في العصور التي تلت، لأن تطور الأسلوب العلمي كان لا يزال ناقصاً، كما كانت لا توجد فى عصره جمعيات أو معامل علمية. يمكن أن تطبق أو تجرى فيها التجارب، ولم تنشأ تلك المعامل للبحوث إلا بعد إنشاء المصانع، ولو كان هناك علماء للبحوث العلمية المنتظمة الذين تعلموا النظام من المصانع لعاونوه على إتمام بحوثه، وكان في وسعه أن يعبر عن قوانين الميكانيكا بأسلوب عصري تام، لكنه لم يستطع ذلك لأن تنظيم العمل، ومن ثم الفكر لم يتقدم كثيرا فى معمل الفنان والصانع الماهر فى عصرة .

وفى دعوة دافنشى إلى تطبيق العلم الرياضي على الأبحاث الطبيعية، كان هناك عاملاً اجتماعياً واقتصادياً وراء ذلك؛  فقد كان ظهور طبقة التجار فى عصر النهضة الأوربية، وإزدهارهذه الطبقة فى المدن الأوربية على حساب طبقة النبلاء الإقطاعيين، باعثاً للحاجة إلى تطبيق الحسابات الرياضية على المعاملات النقدية التي كان يقوم بها هؤلاء التجار. ذلك لأن إدارة الأعمال التجارية تقتضى معرفة واسعة بالعد والحساب، وتحتاج من رجل الأعمال إلى نظرة تجريدية صارمة، بدونها لا يكون ناجحاً فى أعماله. وحين يشيع التعامل بالنقود ويتغلغل فى حياة الناس اليومية، ويحل محل المقايضة بالسلع، يكون معنى ذلك مزيدا من التجريد، إذ أن النقود أشبه بالرموز الرياضية، من حيث أنها لا تعنى فى ذاتها شيئاً. بل إنها تكتسب معناها كله مما يستعاض به عنها في التعامل النقدي.وهكذا اكتسبت الأعمال التجارية صبغة مجردة بفضل انتشار المعاملات المالية، واستخدام الكميات والمقادير النظرية الخالصة في حسابات التجار.

ومن خلال ذلك كان العلم في عصر دافنشى يسير فى اتجاه مماثل، حيث يرمى إلى الاهتمام بالعلاقات الرياضية بين الأشياء، لا الصفات النوعية أو الكيفية الكامنة فيها. لذلك لا نتعجب حين نجد دافنشى يدعو إلى اتخاذ الدقة الرياضية والتجريد الكامل مثلا أعلى يهدف إلى تحقيقه فى كل بحث فى الطبيعة.

 

د. محمود محمد علي

رئيس قسم الفلسفة وعضو مركز دراسات المستقبل – جامعة أسيوط

 

في المثقف اليوم