قضايا

المثقف والإناء ينضح بما فيه!!

صادق السامرائيطيلة السنوات الماضيات ومنذ الأسبوع الأول لصدورها أواصل النشر على صفحاتها، فبقيت عندي المثقف الصحيفة التنويرية المطلة على متاهات التداجي العاصف في وعينا الجمعي، والمعطل لعقول الأجيال بالضلال والبهتان المقيم.

وقد أشرت سابقا في عدد من المقالات إلى مستوى التعليقات والتفاعلات ومهاراتها وقدرتها على التواصل التنويري النافع، فروح المثقف أن نتعلم من بعضنا، لآ أن نتنافس ونتصارع على صفحاتها، ولا يوجد مَن يعرف، بل لكل مقدار قليل من المعرفة، ومَن يرى أنه يعرف فهو من الجاهلين، الذين عليهم أن يبتعدوا عن ساحة الوهم بالمعرفة.

فلا يوجد إمام للشعر ومرجع، كما يريد البعض من الأخوة أن يتوّج نفسه، وغير ذلك من التوصيفات الوهمية، المشحونة بالحكمية المسبقة والإنفعالية والعاطفية والإتهامية، وبإنحرافات أدري وغيري لا يدري، والممعنة بالنرجسية الفاقعة.

وفي السنوات الأخيرة ظهرت تعليقات عدوانية على صفحات المثقف، يحسب أصحابها أنهم المراجع والفقهاء فيما يذهبون إليه ويكتبونه، ويطرحون أنفسهم على أنهم مقياس المقاييس ومعيار المعايير.

وما يحزن أن البعض يعكس الواقع الذي علينا أن نتصدى له ونغيره على صفحاتها، وهذا سلوك تكريسي وتسويغي للسلبيات الفاعلة في الواقع المقهور بنا وبغيرنا.

فتجد تعليقات إستعلائية خالية من أدب التفاعل والحوار، وبلا قدرة على إكتشاف جوهر ومعنى العبارة والنص، متسطحة ذات نوايا سيئة تبني عليها إستنتاجاتها المنحرفة، المدججة بالعواطف السلبية والروح العدوانية.

وبهذا نقتل الثقافة وندمي قلبها، ويبدو أن أخطر أعداء الأمة هم المفكرون والمثقفون، والذين يسمون أنفسهم نخبا.

فهل نفع الأمة مثقف وهل أنقذها من ويلاتها مفكر؟!!

والجواب ربما لأنهم يعيشون أوهام أنهم الأنبياء والرسل العارفون، وتنتهي عند كل منهم علوم الدينا والأكوان، وتلك طامتنا الكبرى التي تمحق وجودنا!!

فتواضعوا يرحمكم الله، ولنتفاعل بمحبة ومودة وإيجابية صالحة للأجيال، وللحياة الحرة الكريمة العزيزة النبيلة الشمائل والخصال، فالأمم بأخلاقها وحيوية ضمائرها!!

ولنتعلم من بعضنا في مدرسة المثقف الفيحاء لنكون أقوى وأرقى!!

 

د. صادق السامرائي

16\10\2020

 

 

في المثقف اليوم