قضايا
العالم القروي والتحولات الاجتماعية في زمن العولمة
دراسة استكشافية لطبيعة التحولات بالنسق القيمي والاجتماعي بجماعة المربوح - اقليم قلعة السراغنة 2019.
ثمة سؤال راهني يطرح نفسه بإلحاح حول هل التحولات المحتملة بالعالم القروي بسبب تاثيرات العولمة، الباحثة ساسيكا ساسن في كتابها الصدار سنة 2008 اعتبرت العولمة حيوان يصول ويجول بقوة مما يتيح له العبث بكل الخصوصيات، ويساهم في تدمير كل المقاومات الثقافية من اجل بسط نموذج خاص ومعولم مؤسس على قيم السوق والاستهلاك،و هو ما يقود الى طرح جملة اسئلة حول التحولات بمختلف الانساق الاجتماعية والثقافية والقيمية بالعالم القروي اعتباره فضاءا اجتماعيا يتميز بالصلابة والثبات ومقاومة التغيير.
العولمة أنتجت عوالم متغيرة مما يفرض اعادة قراءة الواقع الاجتماعي،و إعادة بناء تصوراتنا انطلاقا من التحولات الجذرية التي مست نسق الهوية لاسيما بالعالم القروي.
بروز الهويات الافتراضية وترسيخ سلوك قاعدي اصبح سائدا ومؤسسا لأنماط سلوك جديدة ممثلة في الانسحاب من الواقع الاجتماعي، والاقامة الدائمة او الشبه الدائمة في عوالم الشبكات الاجتماعية يكشف ان أدوات التنشئة الاجتماعية المحددة في التصور الدوركايمي اصبحت متجاوزة .
العولمة صنعت فجوة كبيرة وعميقة بين الفرد والمجتمع، وما نتج عنها من انسحاب شبه كلي من الفضاءات الاجتماعية وترك القيم الاجتماعية بلا فائدة .
سرعة التحولات الاجتماعية يعقد مهمة البحث السوسيولوجي للامساك بهذه التحولات المتسارعة،او على الاقل تسجيل حالة البطء في سرعة التفاعل من اجل مقاربتها .
العولمة صنعت واقعا جديدا بهويات جديدة، حيت الواقعي أصبح افتراضيا والافتراضي وأصبح واقعيا،هذاهو الواقع المعولم والذي أصبح يغطي مجمل أنشطة الإنسان:
التعليم الافتراضي، الشخصية الافتراضية، التجارة الافتراضية، المتاحف الافتراضية،
القيم الافتراضية، التواصل الافتراضي، الزواج الافتراضي، العنف الافتراضي، المكتبات الافتراضية وحتى عملة افتراضية – بيتكوين –التي أصبحت تشكل تهديدا للعملات الرسمية .
ان العولمة حولت المجتمع الصلب الى سائل، ولعل اكثر التحولات بروزا تلك التي اصابت المجتمع وقيمه وعلاقاته وطبيعته.
في هذا السياق ينجز هذا العمل كرؤية بسيطة وكمقاربة سوسيولوجية لرصد خصوصية مجتمع العولمة واستكشاف خصوصية التحولات المتسارعة التي مست عمق المجتمعات الصلبة وبالتالي احداث شروخ في اسس وجدران الهويات الصلبة .
اولا: دواعي البحث في الموضوع
السوسيولوجيا اذا لم تقدم خدمات فإنها لا تستحق دقيقة من التفكير بحسب بول باسكون[1]، لذا فالجهد السوسيولوجي ينبغي ان يكون وظيفيا متجها لدراسة المشاكل الاجتماعية.
التحولات المتسارعة التي يعرفها المجتمع المغربي لاسيما التحولات المجالية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والقيمية تفرض تفكيرا سوسيولوجيا عميقا،لاسيما التحولات المرتبطة بالعولمة وتاثيراتها وابعادها، من اهم التحولات المسجلة الانتقال من المجال القروي المؤسس على قيم التضامن الالي الى المجالات الحضرية المعقدة والمتشابكة والتي يسود فيها التضامن العضوي وفق مقولات إميل دوركايم .
صحيح هناك تحولات للمجالات الحضرية نتيجة نسبة النمو الحضري وبالمقابل تراجع المجالات القروية وفق مؤشرات المندوبية السامية للتخطيط والتي كشفت المعطيات الاتية:
عدد سكان المملكة المغربية:، 33 مليون و848 ألف و242 نسمة.
عدد السكان: منهم 33 مليون و762 ألف و36 مواطنين .
عدد الاجانب: و86 الف و206 أجانب،
عدد الاسر: 7 ملايين و313 ألف و806 أسرة.
معدل النمو الديمغرافي السنوي، بين العشريتين السابقيتين لـ2014، قد انخفض من 1،38 في المائة إلى 1،25 في المائة.
التوزيع المجالي الحضري، قد ارتفع إلى 60،3 في المائة، بعد ما كانت 55،1 في المائة سنة 2004، وان معدل النموالديموغرافي الحضري: 2،1 في المائة.
هذا الواقع الجديد للمغرب يكشف الانتقال نحو الواقع الحضري بما يفرض حذرا معرفيا في توزيع الجهد المعرفي بما يضمن عدالة معرفية تعطي للعالم القروي حقه من الاهتمام والدراسة .
هو الامر الذي استدعى الاستفادة من الارث السوسيولوجي في مجال الظواهر الحضرية والقروية معا، وبالتالي الاستفادة من خدمات مدرسة شيكاغو[2] .
التغييرات المنهجية والاجرائية في البحث السوسيولوجي لسوسيولوجيا الحضرية بالمغرب نابع من ضرورة ابستيمولوجية مرتبطة بتغير المجال الاجتماعي والجغرافي، وهو مايفرض لدى البعض تجاوز مرحلة بول باسكون والانتقال من براديغم السوسيولوجيا القروية إلى براديغم سوسيولوجيا المجالات الحضرية والمدينية ( نسبة الى فضاء المدن، وهو صور وموقف له ما يبرره بالنظر الى اتساع المجالات الحضرية، لان هذا لا يعني استمرار تجاهل الواقع القروي واستبعاده من دائرة التفكير والانشغال .
صحيح ان المعطيات الصادرة عن وزارة الاسكان حيت ان عدد السكان المغرب الحضريين تضاعف بـ 40 مرة في ظرف قرن من الزمن، من خلال الانتقال من 442 ألف نسمة سنة 1900، موزعة على 30 مدينة، إلى أكثر من 19 مليون نسمة سنة 2014، الى موزعة على أكثر من 350 مدينة ومركز حضري .لكن هذا لايعني اقصاء العالم القروي، لاسيما انه يشكل سلة للانتاج الفلاحي وخزانا لليد العاملة كما انه يشكل مصدرا لشرعية الدولة لان نسبة التصويت في مختلف المحطات الانتخابية تتجاوز 68 في المئة.
سوسيولوجيا بول باسكون كانت مرتبطة بالعلم القروي وتراهن على تنمية الوعي لدى الفلاحين والساكنة القروية- من خلال أبحاثه التي بدأت بدراسات ومقالات متعددة حول المجتمع المغربي، وخاصة أطروحته حول حوز مراكش، مرورا بتأطيره لطلبة المعهد الوطني للبحث الزراعي، إلى حدود الدراسات التي قام بها حول دار إليغ بتارودانت[3].
الرهانات حول العالم القروي وحجم المخططات المرصودة لتنميته لاسيما برنامج محاربة الفوارق المجالية والاجتماعية ومخطط المغرب الأخضر وبرنامح التنمية البشرية واشكاليات الهجرة والجفاف ونذرة الماء يفترض استعادة زخم سوسيولوجيا بول باسكون وتنميتها واعطاء الاهمية التي يستحقها العالم القروي كمجال خصب للدراسة والمواضيع والاشكالات المرتبطة بالاستقرار الاجتماعي والتحولات الاجتماعية لاسيما في ظل العولمة وتأثيراتها .
ثانيا: اشكالية الدراسة
"ان تكلم ضميرنا فان المجتمع هو الذي يتكلم فينا "العبارة لسوسيولوجي اميل دوركايم قبل اكثر مئة 100 عام، هو تصريح رصين وصلب يشكل اساس رؤية دوركايم لدور وطبيعة المؤسسات الاجتماعية الصلبة، ووظيفتها في بناء الهوية الفردية حين صرح في كتابه “التربية الأخلاقية”: “إن ضميرنا الأخلاقي لم ينتج إلا عن المجتمع، ولا يعبر إلا عنه، وإذا تكلم ضميرنا، فإنما يردد صوت المجتمع فينا”[4] .
القولة الدوركايمية تكشف ان المجتمع هو أساس بناء القيم الاجتماعية، وبناء مواطن صلب ومؤسسات صلبة ومنسجمة مع محيطها العام، وقادرة على ضمان الاستمرارية ومقاومة عناصر وأسباب التغير . العولمة وفق المتعارف عليع في اغلب التحديدات انها بنية شاملة تهدف الى صناعة مواطن عالمي ومستهلك وهو ما يعني معاداة الخصوصيات والعمل على تدميرها تعويضها بهوية واحدة تنسجم مع خصوصية وطبيعة العولمة .
استحضار طبيعة ورهانات العولمة من جهة وطبيعة العالم القروي كمجتمع متضامن اليا وفق الاطر النظرية لاميل دوركايم حيت تعتبر القرية كفضاء يسود فيه التضامن الالي .
استحضار هذين الموقفين يقود الى اثارة اشكالية مهمة تتمثل في مدي صمود التضامن الالي ووحدة القرية امام موجات العولمة .
وهو الامر الذي يقود الى طرح اسئلة توجيهية للدراسة:
هل التصورات الدوركايمية مازالت صلبة وقادرة على تفسير الظواهر الاجتماعية لاسيما بالعالم القروي؟
هل مقولة التضامن الالي مازالت مقولة صالحة للتفسير لاسيما بالعالم القروي؟
هل الظواهر الاجتماعية بالعالم القروي مازالت تمتاز بخاصيات القهرية والعمومية في زمن العولمة
ما هي التحولات الاجتماعية والقيمية والثقافية التي مست العالم القروي؟
هذه الاسئلة تقود الى طرح السؤال المركزي حول طبيعة الهوية بالعالم القروي في زمن العولمة وهو ما يتيح دراسة التحولات الاجتماعية في علاقتها بنسق العولمة .
ثالثا: نطاق الدراسة
الدراسة الميدانية ستنجز في المجال الترابي لجماعة المربوح وهي جماعة ترابية ثم احداثها سنة 1992 بموجب التقسيم الاداري الجديد ويبلغ عدد ساكنتها حوالي 8800 نسمة بحسب الاحصاء الاخير للسكان والسكني لسنة 2014 وتضم احدى عشر دورا وتشكل خليطا من السكان الاصلين والمنتمين سلاليا الى قبيلة اولاد بوكرين وباقي الدواوير انشاءها من طرف السلطات العمومية من اجل حل مشكلة الهجرة القروية حيت ثم انشاء اربعة دواوير وتشمل دوار الجديد والبيادنة ودوار الضيعة ودوار النباكة.
و الجماعة هي جماعة قروية يمارس اغلب سكانها النشاط الفلاحي والعمل في التجارة والبناء وفي انشطة الاقتصاد الغير المهيكل بالمدينة.
رابعا: الاهداف من الدراسة
الدراسة تروم الى استكشاف مجمل التحولات الاجتماعية والقيمية والثقافية بمجال الدراسة خلال الفترة الزمنية 2019، وذلك من اجل فحص مدى صلاحية مفهوم التضامن الالي لدوركايم ومدى قدرته على فهم واستيعاب التحولات الناتجة عن العولمة وتاثيراتها الكبيرة والشاملة . فالأهداف الاساسية لمدرسة شيكاجو هي تفسير التحولات الاجتماعية الكبيرة التي رافقت النمو الكبير الذي عرفته المدن الأمريكية، خاصة مدينة شيكاغو. من خلال دراسة عدة مؤسسات اجتماعية كأسر المهاجرين ووصفوا مونوغرافيا أحيائهم، وتحليل الجرائم المنتشرة بهذا الوسط الحضري.
التركيز على اليومي والعياني من خلال رصد تفاصيل الحياة اليومية بالمدينة جعل من هذه المقاربة المنهجية تتجاوز التفسير الغائي للظواهر الاجتماعية، وذلك باعتماد تحليل موضوعي للواقع الاجتماعي، وهو ما أعطى شهادة ميلاد للسوسيولوجيا التجريبية الأمريكية التي أثرت كثيراً في العديد من الباحثين في مجال العمل الإجتماعي الذين كانوا يتابعون دروسهم بجامعة شيكاغو.
خامسا: جمع المعطيات والمنهج المعتمد
من اجل دراسة الموضوع الخاص بالتحولات بالعالم القروي لاسيما بالجماعة القروية المربوح 2019 بإقليم قلعة السراغنة .
الأسلوب الوصفى التحليلي: لوصف وتحليل رؤية أفراد العينة
المنهج النسقي: اظافة الى المناهج المعتمدة اعلاه فيمكن الاستعانة بخدمات المنهج النسقي حيت النظر إلى الظواهر المدروسة ليس من خلال بنيتها أو وظيفتها بل من خلال اتساقها أي النظر إليها كأنساق.
فالمنهج النسقي يعمل على بناء نموذج من التفكير يتسم بالشمولية وقادر على دراسة التفاعلات الدينامية –وليس السببية- وإدراك الأنساق ليس باعتبارها مجموعات ساكنة بل مجموعات متحولة
فالتحليل النسقي يتطلب تحديد العناصر الأساسية لنسق الفعل الاجتماعي، بمعنى انه لا يكفي دراسة الجمعية كنسق مغلق معزول عن سياقه العام،وانما دراسته في ترابطاته الخارجية مع باقي مكونات النسق العام مما يساعدنا في ايجاد النموذج التفسيري لنتائج الدراسة .
سادسا: تشخيص استكشافي لمجال الدراسة والظو اهر الاجتماعية فيه
6-1: طبيعة المنازل بمجال الدراسة .
الزائر العادي لجماعة المربوح يلاحظ بدون ادني مجهود طبيعة العمران بالجماعة وطغيان البنيات الاسمنتية وبروز البنيات العالية بدل المنازل الترابية الممتدة والكبيرة .
و من اجل تعميق البحث في هذه النقطة تم انجاز بحث ميداني من اجل احصاء طبيعة البنيات انواعها باحدى دواوير الجماعة وهو دوار اولاد عثمان:
و قد خلص البحث الى النتائج والنتائج الاتية:
عدد المنازل الكلية: 321 منزل
عدد المنازل الطينية: 80 منزل
عدد المنازل الاسمنتية: 220 .
عدد المنازل المختلطة: 21.
من خلال نتائج البحث المنجز حول طبيعة البنايات يتضح هيمنة البناء الاسمتني وبداية اختفاء البنيات الطينية والتي كانت تمتاز بكبرها وكبر ابوابها حيت وصلت النسبة المئوية لهذا النوع من البناء حوالي 70 في المئة .
الحضور الكثيف والمتسارع لأنماط البناء والتعمير في المجال القروي يعكس تحولات عميقة في رغبة القروي في الاستفادة من المساحات، اظافة الى مواجهة التغييرات المناخية لاسيما في فترة الفيضانات، وفي استجواب لبعض السكان اكدوا ان سبب اختيار البناء بالاسمنت والصلب كما هو الحال في البناء بالعالم القروي ورغم تكلفته المرتفعة فان الفوائد منها متعددة وكثيرة وقد تم تحديدها في العوامل الاتية وفق نتائج المقابلات التي اجريت مع عينة من السكان:
مواجهة مخاطر الفيضانات .
جودة السكن.
الاقتصاد في الارض.
استقلالية داخل الاسرة حيت يتم منح كل سرة جزء من البناية بما يضمن الاحتفاظ بوحدة العائلة وفي ذات الوقت الاستقلالية. .
مشكل الامن وتفادي السرقات.
بالرجوع الى النتائج المتوصل اليها عبر تقنية المقابلة يتضح حجم التحولات الكبيرة والتي مست جوهر الفعل الاجتماعي ونسق القيم الخاصة بالعائلة وانتقالها من العائلة الكبيرة الى الاسرة النووية ولكن في ظل هيمنة العائلة وبقاءها مجتمعة في نفس البناية.
كما ان الانسان القروي اصبح يتعامل مع الارض بمنطق نفعي وحسابي من اخلال الاستفادة من البناء افقيا وهو ما يتيح له الاستفادة من مساحات كبيرة، كما يتم تسجيل حضور البعد الامني وهو ملاحظة تستحق الكثير من الاهتمام والدراسة اي ان العالم لقروي الامن والمستقر بدا يفقد هذه الميزة .
6-2: غياب البدادز وتغير طريقة اعداد الاطعمة
الدراسة سجلت ملاحظة اساسية هو هو ان دوار لعرج ويضم حوالي 250 منزلا انه بكل الدوار لا يعد هناك سوى 12 بدوزا ( البذوز هو مصطلح محلي يعني كومة كبيرة يتم فيها تجميع الازبال الخاصة بالمنزل ويغلب عليها المواد العضوية الناتجة عن روت البهائم والرماد الناتاج عن الطبخ ).
فغياب البدادز اي كومات النفايات يكشف تغير نمط الحياة بالمجال القروي من حيت طريقة اعداد الطعام وطريقة تربية المواشي والدواجن.
وهو ما يعني تغيير طريقة اعداد الاطعمة والخبز حيت اصبحت الاسر تعتمد على الافرنة الغازية وهو ما يعني انتهاء المرحلة التقليدية بما يخلق تشابها مع نمط الحياة بالعالم الحضري .
6-3: انماط اللباس
من الملاحظات الاولية لانماط اللباس هو طغيان اللباس العصري والذي غالبا ما يحمل علامات تجارية اما الجلباب فقط اصبح وجوده قليلا ومن اجل الوقوف على عملية انواع اللباس حضرنا عرسا بتاريخ 25 يوليوز 2018 حيت تم تسجيل المعطيات الاتية:
عدد الحضور والمدعوين 130 شخص
عدد المرتدين للباس العصري: 95
عدد المرتدين للباس التقليدي وعبارة عن جلباب وعمامة 35
اما النساء فيطغى لباس سبه موحد ومحتشم وعبارة عن جلباب وغطاء للراس.
غير ان الملاحظة الاساسية الخاصة باللباس في مجال الدراسة هو التشابه الكبير الى درجة التطابق في المناسبات الدينية وفي يوم الجمعة حيت يسود اللباس التقليدي .وهو ما يفسر وحدة شكلية مازالت قائمة دواخل الفضاءات القروية وتتمظهر في اللباس في المناسبات الخاصة لاسيما الدينية منها .
6-4: التماسك والروابط الاجتماعية .
في المنظور الدوركايمي فان القرية تشكل فضاءا اجتماعيا يسود فيه التضامن الالي المؤسس على قيم التشابه والوحدة والخضوع القهري للقيم الاجتماعية، فالروابط الاجتماعية تظهر بشكل كبير وملحوظ في المناسبات الخاصة والاستثنائية حيت يعتبر التضامن بالعالم القروي مؤشرا على حسن التدين وصدق العبادة، أي ان القروي مدعو بقوة الواجب الديني ان ينخرط بدون وعي في التضامن الجمعي والتواجد بالقرب من إصابته مصيبة او مكروه، لاسيما في حالات المرض او الموت .
فالتضامن وفق المنظور السوسيولوجي مؤسس على مبدأ التطوع اي تخصيص بعض من وقت الإنسان الخاص من أجل عمل عام يفيد الاخرين عبر التزام اخلاقي وليس التزام وظيفي.
فالتطوع باعتباره تضحية من اجل الآخرين هو قيمة دينية اولا،وان التعبد هو القدرة على التضحية بالذات ومصالحها من اجل الدين ومن اجل القيم الاسلامية ومن اجل الآخرين ([5]).
وان كان مفهوم التطوع يطرح الكثير من الإشكالات السوسيولوجية والفلسفية ان اعتبرنا التطوع كواجب أخلاقي على الفرد اتجاه الاخرين في إطار ما سمي في الفكر الفلسفي بالغيرية الايجابية ([6])،وهو ما يجعل بناء علاقات ايجابية مع الآخرين وللآخرين هو واجب سياسي وأخلاقي .
اعتبر جيرارد ميسنيل Gerad Mesnil لا يمكن تخيل عمل جمعوي بدون تطوع بحكم ان التطوع هو الذي يمنح الفعل التديني هويته واصالته،فغياب التطوع يفقد العمل الجمعوي باعتباره فعلا خيريا لفائدة الآخرين هويته وأصالته في نظر مسنيل [7].
يسجل في مجال البحث ان التضامن مازال قائما ويعتبر مؤشرا اساسيا لقياس درجة التدين والغيرية قوة التماسك الاجتماعي والاهتمام بالاخرين، وهو ما يكشف ان العالم القروي مازال يقاوم التغييرات القادمة عير موجة العولمة التي تنشر قيم قيم النفعية ومبادئ السوق وتمجد انتصار القيم الفردانية على الاقل في المناسبات الدينية والاجتماعية وفي الكوارت الطبيعية مثل الفيضانات على الاقل في محطات خاصة واستثنائية مثل الوفيات .
بمجرد وفاة شخص يتم إعلام الفقيه او المؤذن والذي يقوم بالاذان وبعدها سماع القران الكريم عبر مكبر الصوت حتى يتم نشر الخبر[8] .
بعد ذلك يترك القرويون مشاغلهم مهما كانت، ويلتحقون بالمسجد حيت يبدأ العمل عبر تقسيم المهام وبشكل منسجم ودون اي ضجر حيت:
فريق يقوم بالتخصص لحفر القبر وإعداد لوازم الدفن.
فريق يتكفل بتوفير الكفن ولوازم غسل الميت.
فريق يتكفل بتوفير وليمة الغذاء والعشاء للضيوف م، حيت كل دوار يتوفر على صندوق خاص بالموت وهو صندوق تضامني.
واهم خاصية تميز تدبير هذه حالات الوفاة هو عدم التمييز وهو سلوك ديموقراطي للقبيلة اي ان التعامل الذي تحضى به عائلة ميت من أسرة فقيرة هو نفي التعامل الذي تحضي به عائلة من الأعيان.
6-6: انتشار قيم الحرية وسط الشباب .
من الملاحظات الظاهرة للعيان هو انتشار قيم الحرية لدى الشباب ويتجلى ذلك من خلال حالات التمرد التي تسود لديهم عبر اختياراتهم لأنماط ونوع اللباس والذي يعكس حالة من الخروج عن قيم وعادات المجتمع، فالشباب القروي اصبح يعادي الجلباب والعامة وربما اصبحت مجرد لباس للمناسبات الدينية وليست لباسا وظيفيا، اللباس على الطريقة العصرية يعني مؤشرا على التحرر والتمرد على قيم القبيلة والجماعة معا.
كما ان طريقة الزواج اصبحت خاضعة لمعايير خاصة غير تلك التي كانت سائدة من قبل، ان ان الشاب لا يحق له في الاعتراض على الزوجة التي اختيرت له من طرف العائلة.
6-7: العمل والانشطة المهنية
يعتبر النشاط الفلاحي والزراعي النشاط الرئيسي بالعالم القروي، وبالرجوع الى مجال الدراسة وتحديد بدوار اولاد عيسى والمكون من 298 اسرة، وبعد اجرء دراسة مسحية واستكشافية لمهن الاباء خلصنا الى المعطيات الاتية:
ان جميع الاباء يشتغلون بالقطاع الفلاحي وان البعض مهم يزاوج بين الفلاحة والتجارة .
نتائج الدراسة الاستكشافية تتوافق مع تصورات يشير ميشيل روبيرMichel robert الذي اعتبر ان السوسيولوجيا القروية تعرف بالنسبة إلى حقل اشتغالها، فمجال الاشتغال هو الذي يمنحها التعريف المحتمل . وفي ذات السياق يبرز هنري مندراس([9] Henri mendras بأنه إذا لم يتم ربط السوسيولوجيا القروية بسوسيولوجيا فلاحية متخصصة، فإنها سوف تعرف بحقل دراستها الذي هو المجتمعات القروية[10]
6-8: تدبير النزاعات
اهم ما يميز العالم القروي هو امتلاكه لاستقلالية في تدبير خلافاته عبر مؤسستي "الجماعة "و " الفقيه"
بالنسبة للفقيه يعتبر المرجع الأول والسلطة الاولى في الدوار لان مهمته هي قيادة الناس إلى الخير، وانه صاحب الفتوى وانه الحكم بين الناس في خلافاتهم ونزاعاتهم الدنيوية .
فدور الفقيه لم يكن محصورا داخل الكتاب القرآني، بل امتد إلى بيوت تلاميذه، فقد كان سلطة حتى في غيابه حيت يقوم الآباء بإخافة أبناءهم في حالة ارتكاب فعل غير مقبول، بادعائهم أنهم سيخبرون الفقيه بما فعل الأبناء، فالفقيه - اظافة إلى مهمة تحفيظ الأطفال القران الكريم وتربيتهم ومعاقبة كل من خالف القواعد والآداب العامة حتى ولو كان الأمر في المنزل .
غير ان هناك تحولات كبيرة بدأت تعرفها مؤسسة الفقيه، وهو ما يعني ان سلطة تقليدية بدأت في الانهيار،وحلت محلها قيم معولمة تتجسد في اللغة ونمط اللباس ونمط الاستهلاك ووسائل التعلم . من خلال هيمنة واكتساح التعليم الأولي المسير من طرف الجمعيات حيت يتم تعليم الأطفال تعليما عصريا مبنيا على القيم الجديدة حيت تأخد الرياضيات والفرنسية الصحة الأكبر وأصبح تدريس القران حصة ثانوية .
فالمسخ والكراك واللوحة والحصيرة والمحضرة والاربعائية([11]) والتخراج والصلصال كلها مفاهيم اندثرت، وحلت محلها قيم جديدة ومعولمة.
يبدو ان حجم التحولات بالعالم القروي كانت كبيرة بسبب العولمة وما تبعها من تحولات ادت الى بداية انهيار سلطة الفقيه كسلطة تقليدية محافظة وغياب الكتاتيب القرآنية تعكس ان هناك تحولا اجتماعيا عميقا في بنية المجتمع القروي المحافظ، واستبدال القيم التقليدية الشعبية المحافظة بقيم جديدة وهي القيم الليبرالية حيت الرغبة في تعلم اللغات الأجنبية والحساب بدل تعلم القران، كما ان هناك تحولا في هرمية السلطة الاجتماعية حيت انتقلت السلطة من "الجماعة " المجسدة في أعيان القبيلة والفقيه إلى الجمعية كتنظيم حداثي عقلاني، يستمد مقوماته من حرية الأفراد وقناعاتهم وليس من العادات والتقاليد الاجتماعية .
كما ان مؤسسة الجماعة والمشكلة من اعيان القبيلة بدأت تفقد دورها المجتمعي نتيجة المنافسة الكبيرة من طرف مؤسسات جديدة مثل الجمعية والمنتخبين باعتبارهم سلط جديدة مضادة لسلط الجماعة .
فتدبير الخلافات لم يعد نقاشا داخليا داخل الدوار موكول الى الى الفقيه وسلطة الجماعة حله كما كان في الماضي وانما اصبحت اغلب النزاعات يتم تدبيرها الى مؤسسات الدولة.
6-9: قداسة المسجد ونمط التدين البسيط
أهم ملاحظة يمكن الانتباه إليها، وسهولة إثباتها أن التدين بالعالم القروي مرتبط بالكرم والولائم . فالشخص الأكثر تدينا ليس هو الشخص الأكثر فقها، ومعرفة بأصول الدين وبإحكامه وبفقه السنة وبالمذاهب الاربعة، لكن هو الشخص الأكثر كرما، إي من ينظم ولائم دورية لسكان الدوار حيت وبعد صلاة المغرب يذهب سكان الدوار إلى منزل الشخص صاحب الوليمة، ويتم إعداد الشاي في إطار مرح بين الجميع مع تقسيمهم إلى قسمين، قسم يوجد به الفقيه وحفظة القران الكريم والأعيان والضيوف والقسم الثاني من شباب الدوار وباقي سكانه .
التدين الشعبي بالعالم القروي هو تدين اجتماعي لا يمكن فصله عن السياق العام، فان الحياة اليومية للفلاح هي حياة خشنة مليئة بالعذاب والمعاناة، وتحصيل الرزق في ظروف صعبة ومعقدة لاسيما في فترات الجفاف وقلة المطر مما يجعل القروي المتدين يلجأ إلى خيارين:
كثرة الدعاء بالصبر: حيت نجد الدعاء الأكثر ترددا والأكثر استعمالا هو دعوة الله بالمزيد من الصبر حتي يستطيع القروي تحمل المزيد من قساوة الحياة العذابات المرتبطة بها، بهذا يصبح التدين اداة وظيفية لرفع منسوب التحمل والقدرة على الصمود والبقاء في واقع صعب وصلب .
القيام بصلاة الاستسقاء: حين يحس القروي بصعوبة الموسم ألفلاحي بسبب انحباس المطر، يلجا إلى الله من اجل الغيت ويكون ذلك في صلاة الاستسقاء، وهي فعل اجتماعي ديني ينطلق من المسجد في مسيرة على الإقدام نحو المصلى ويكون الأطفال في مقدمة المسيرة رافعين الواحهم الخشبية على رؤوسهم بينما الكبار يسيرون حفاة رافعين اكفهم إلى السماء من اجل تلبية طلبهم .
الملاحظة الأساسية المستوحاة من القيام بصلاة الاستسقاء هو ان القروي ليس شخصا صداميا ولا احتجاجيا، وحتى في اقسى لحظات أزمته، لا يحتج على الدولة وعلى مؤسساتها وإنما يتوجه إلى الله .
6-10: التواصل والاتصال ووسائل الترفيه
تظهر مواجات الحرية لدى الشباب القروي بشكل واضح من خلال كثافة الانخراط في شبكات التواصل الاجتماعي وبحسب دراسة استكشافية في الموضوع عبر استخدام تقنية المقابلة فقد كانت النتائج كمايلي:
95 في المئة من المستجوبين يتوفرون على هاتف ذكي ويملكون حسابات على شبكة الفيس بوك .
02 في المئة يتوفرون على هواتف غير ذكية
03 في المئة لا يتوفرون على هواتف
فالأرقام والنتائج المحصل عليها تمنح مؤشرات مهمة لتحليل وتفسير أسباب ودواعي الانخراط في عالم الانترنيت، كواقع اجتماعي جديد أصبحت له جاذبية لا تقاوم . وهو ما يفسر حركة النزوح الجماعي من الواقع المعيش إلى الواقع الافتراضي .
فغالبية المستجوبين يستعملون الانترنيت في التواصل والترفيه بمعدل يتجاوز 90 في المئة من المستجوبين مما يجعل الرقم دال على ان أسباب الانخراط واستعمال شبكات التواصل وفضاءات الانترنيت هي فضاءات من اجل البحث عن المتعة والهروب من واقع ربما يبدو صعبا وقاسيا، او بسبب الامتيازات الداخلية الممنوحة داخل هذا العالم الجديد حيت الحرية والمرونة في ان يفعل المنخرط ما يريد وقتما يريد .
فهذه الفضاءات تتيح مساحات حرية كبيرة، كما ان الولوج إليها ليس مكلفا يكفي هاتف نقال وتعبئة او حتى الجلو س في مقهى او بالقرب منها من اجل الولوج إلى عالم مفتوح، كما ان هذه العوالم اللامتناهية تمنح لزوارها كل ما يطلبه، وما يحقق له رغباته حتى تلك الرغبات والتي كانت محاطة بكافة أشكال المنع والتحريم .
الواقع الافتراضي هو واقع للحرية تغيب فيه سلطات المجتمع والدولة معا، كما انه يمنح هوامش كبيرة للفعل والحركة والتحرر من كل الالتزامات يكفي ان يزعجك شخص معين فيتم حذفه او تعليق التواصل معه، لان الأمر لا يحتاج الى اقل من عشر ثوان .
ان نسبة 3 في المئة من مستعملي الانترنيت لهم أهداف معرفية وبحثية وهي نسبة قليلة واغلبهم من الطلبة والتلاميذ الدين يلجؤن الى الانترنيت كأداة وظيفية من اجل انجاز عمل او واجب مدرسي، أي ان البحث عن المعرفة ليس حافزا داخليا بقدر ماهو نتيجة أكراه خارجي .
كما نسجل النسبة الكبيرة لمستعملي الانترنيت من اجل متابعة الأنشطة الرياضية،و هو مؤشر دال على مركزية الرياضة وأنشطتها لاسيما كرة القدم والتي اصبحت نشاطا يوميا .
النتائج المحصل عليها تكشف ان الفيس بوك هو الفضاء الأكثر استعمالا من طرف رواد الانترنيت ومستعملي الشبكات الاجتماعية، حيت ان نتائج المقابلات التي أجريت مع البعض من المستجوبين بينت ان الراشدين يستعملون الفيس بوك، في حين المراهقين يستعملون اليوتوب والسنابشات .
بمعنى ان شبكات التواصل بمختلف أشكالها أصبحت هي البيت الجديد حيت الإقامة فيه اكثر من الإقامة في الواقع الفعلي مما، فالإقامة بمثل هذه المدة الزمنية من شانه التأثير على قيم وسلوكيات المرتادين .
ثمة فرضية تنتصب أمامنا حول أسباب اللجوء وبهذه الكثافة او الهجرة الجماعية نحو فضاءات الانترنيت ان صعوبة التحرك داخل الواقع الفعلي يتم تجاوزها بالمجال الافتراضي حيت الحرية والسرعة والمرونة فالمنخرط ينتقل كيفما يشاء ويقرا ما يريد وينتقد كيف يريد انه فضاء للحرية بلا حدود وهدا احد السباب القوية والمؤثرة في عملية الانتقال والهجرة نحو النيت .
من يفضلون الانتقال من فضاء الى فضاء أخر مما يعكس وجود حافزية وإغراءات كبيرة تتمثل في مساحات الحرية والمرونة للمنخرطين في التحرك والاختيار والانتقال دون اية شروط مسبقة او اكراهات خارجية .
يبدو ان الهوية الافتراضية قد أدخلت تغييرات كبيرة على الحياة الداخلية للأسر، لأنها وفرت فضاء مريحا للفرد في عوالمه الزرقاء، بعيدا عن مراقبة وتدخل العائلة وقيمها واشتراطاتها القسرية . وضع ساهم في تكريس العزلة داخل الفضاء الأسري ورفع من منسوب العزلة الاجتماعية، وساهم في تفكك النسيج العائلي والأسري، كما أن العلاقات الالكترونية زاحمت العلاقات والمجالس العائلية.و الأسرية .
اصبح الحديث عن القرية الكونية، إشارة الى تصغير الكبير/ العالم وتكبير الصغير/ الفرد، فالعالم اصبح قرية، مما منح الكثير من الوهم للافراد على التجوال فيها بسهولة حيت الدخول والخروج متى يشاء الفرد ودون أي عناء .
بمجرد الدخول إلى القرية - الفضاء الصغير والمعزول والمعرف سكانه وتضاريسه وحتى تفاصيل حياته اليومية - فان الزائر سيضيع وربما يجد صعوبة من الخروج نظرا لتعقد مسارات التفاعل داخل شبكة تلتهم كل شئ بما فيها التهام الهويات الصلبة .
فالإنسان الافتراضي الذي لا يحمل أي بعد سوى افتراضيته، بعيدا عن كل القيم والمعايير والعادات القديمة والتي كانت تشكل عبئا عليه، عكس الواقع الافتراضي يمنحه حرية لإعادة تشكيل هويته وفق مايريد وليس وفق مايريد المجتمع؟؟
الحاجة الى الحرية يقود الى تورة على المؤسسات بما في دلك الأسرة والمدرسة والحزب والنقابة والجمعية وكل المؤسسات الاجتماعية المخولة بجعل الانسان كائنا اجتماعيا وسياسيا مرتبط بقيم مدينته وجماعته وبلده؟؟؟
الفضاء الافتراضي هو فضاء للحرية يمنح فرصة اكبر للتعبير عن الذات بعيدا عن الرقابات الاجتماعية والمؤسساتية، فحجم الأرقام وعدد زوار الشبكة يعكس بالضرورة ان المواطن كان يحتاج الى فضاء للحرية لاسيما بالعالم القروي حيت غياب وسائل وفضاءات الترفيه.
كما سجلت الدراسة ان الحضور البارز للمقاهي العصرية بمجال الدراسة حيت يتواجد بجماعة المربوح حوالي 5 مقاهي عصرية تخصص غالبا لمشاهدة مباريات كرة القدم.
سابعا: السوسيولوجيا القروية: الحاجة الى نفس جديد.
اذا كانت السوسيولوجيا لحضرية تهتم بحياة المدينة والنسق الثقافي والاجتماعي العام داخل المدينة كفضاء مشترك للعيش والحياة المشتركة.
وهو ما يعني إن علم الاجتماع الحضري قد استطاع تحويل "المدينة" إلى موضوع سوسيولوجي مع مدرسة شيكاغو، بل إن اسم هذه المدرسة ارتبط في علم الاجتماع بالمدينة التي نشأ فيها، وعرف روادها الأوائل بكتاباتهم الحضرية والمنهجية أكثر مما عرفوا بأي شيء آخر.
"اما علم الاجتماع القروي فقد جعل من القرية كنسق عام مجالا وموضوعا للدراسة حيت اصبحت القرية ظاهرة اجتماعية، فالسوسيولوجيا القروية تجعل من المجتمع القروي هدفها الأثير الذي تتوجه إليه بالدرس والتحليل
رغم صعوبة تحديد القرية كفهوم سوسيولوجي بسبب تعدد معايير التمييز، فهناك من يعتمد المعيار الاحصائي وهناك من يعتمد المعيار السوسيو مهني الخاص بنوع النشاط .
اختلف علماء الاجتماع فيما يتعلق بتحديد مفهوم واحد متعارف عليه للريف، ويرجع ذلك إلى اختلاف الخصائص البيئية والديمغرافية والاقتصادية في كل دولة.
الرهان الاساسي ليس هو استعادة وهج سوسيولوجيا بول باسكون بتنشيط حركة البحث السوسيولوجي حول العالم القروي ومن اجل العالم القروي.
دراسة العالم القروي يعني دراسة الاشكاليات والتحديات المرتبطة به لاسيما الاشكالات البنيوية المرتبطة بنذرة الماء والتحولات المناخية والتحولات الاجتماعية بسبب تأثير العولمة على النسق الاجتماعي والقيمي. وهو ما يعني يعني توفير جهد وظيفي من اجل الاستفادة من امكانيات العالم القروي في افق تحقيق فعل تنموي وضمان الاستقرار الاجتماعي للإنسان القروي .
الدكتور الفرفار العياشي المغرب
...............................
اميل دوركايم، التربية الاخلاقية، ترجمة السيد محمد بدوي، المركز القومي للترجمة 2015، ص 98 .
عبد الرحمن المالكي، الثقافة والمجال دراسة في سوسيولوجيا التحضر والهجرة في المغرب، منشورات مختبر سوسويولوجيا التنمية الاجتماعية، جامعة سيدي محمد بن عبد الله، كلية الأداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز، فاس، 2015، ص 114-11
فوزي بوخريص، الاندماج الاجتماعي والديموقراطية: نحو مقاربة سوسيولوجية، مؤسسة مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث، ص 5-6
4- زكية، داود، ترجمة: مصطفى المسناوي، «زرع النماذج وغياب التجديد»، حوار نشر بمجلة «لا ماليف/LA MALIF » العدد 49 يناير/ فبراير 1978. تمت إعادة نشره بالمجلة نفسها، العدد 166، ماي 1985، ترجمه إلى العربية: مصطفى المسناوي، نشر بـ: بيت الحكمة، مرجع سبق ذكره، ص 4
5- Henri MENDRAS، « Sociologie du milieu rural »، dans Georges GURVITCH [dir.]، Traité de sociologie، Paris، Presses universitaires de France، 1958، 2 volumes.، p. 316 dans Marcel Jollivet، «La « vocation actuelle » de la sociologie rurale»
6-A hmed، Zouggari. «Le Métier de Sociologue selon Paul Pascon » Hommage à Paul Pascon، Op.Cit; P 299
7- Mendras، H (1968) la sociologie rurale، institut d’etudes politique- Paris، Amicale des eleves، p 66.
[1] 6 - hmed، Zouggari. «Le Métier de Sociologue selon Paul Pascon » Hommage à Paul Pascon، Op.Cit; P 299
[2] عبد الرحمن المالكي، الثقافة والمجال دراسة في سوسيولوجيا التحضر والهجرة في المغرب، منشورات مختبر سوسويولوجيا التنمية الاجتماعية، جامعة سيدي محمد بن عبد الله، كلية الأداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز، فاس، 2015، ص 114-11
[3] زكية، داود، ترجمة: مصطفى المسناوي، «زرع النماذج وغياب التجديد»، حوار نشر بمجلة «لا ماليف/LA MALIF » العدد 49 يناير/ فبراير 1978. تمت إعادة نشره بالمجلة نفسها، العدد 166، ماي 1985، ترجمه إلى العربية: مصطفى المسناوي، نشر بـ: بيت الحكمة، مرجع سبق ذكره، ص 4
[4]-اميل دوركايم، التربية الاخلاقية، ترجمة السيد محمد بدوي، المركز القومي للترجمة 2015، ص 98 .
[5]ان قصة محاولة دبح ابراهيم لابنه اسماعيل تقربا الى الله يعكس خلفيات وجوهر الفعل الديني المؤسس على فيم التضحية بما يملك الانسان بما في ئلك التضحية بالنفس والمال والجهد او ما يسمى بالجهاد .
[6]مفهوم الغيرية الايجابية او العلاقة الايجابية مع الاخر هو موقف فلسفي يدافع عن العلاقات الانسانية الايجابية بين الفرد والاخرين وقد دافع عن هذا الموقف الكثير من الفلاسفة بدءا من افلاطون وصولا الى جيدسدورف وكاستون بيرجي وموريس ميرلوبونتي وجوليا كريستيفا وماكس شيلر .
[7] فوزي بوخريص، الاندماج الاجتماعي والديموقراطية: نحو مقاربة سوسيولوجية، مؤسسة مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث، ص 5-6
[8] ظاهرة اصبحت عامة بمختلف دواوير اقليم قلعة السراغنة أي الاذان والقران الكريم في مكبر الصوت للاخبار بحالة وفاة .
[9] Henri MENDRAS، « Sociologie du milieu rural »، dans Georges GURVITCH [dir.]، Traité de sociologie، Paris، Presses universitaires de France، 1958، 2 volumes.، p. 316 dans Marcel Jollivet، «La « vocation actuelle » de la
[10] Mendras، H (1968) la sociologie rurale، institut d’etudes politique- Paris، Amicale des eleves، p 66.
[11] وان الاطفال كانوا يؤدون مبلغ بسيطا يوم الاربعاء ويسمى بالاربعائية هي مبلغ من المال يحمله الصبي الى الفقيه، والمبلغ يختلف باختلاف وضعية الصبي فهو مؤشر على الحالة المادية للاسرة، فالمبلغ المهم يعني ان الاسرة غنية والمبلغ البسيط يعني ان الاسرة فقيرة