قضايا

ادم عربي: الوحدة بين الفلسفة والعلم؟

ادم عربيالفلسفة وتاكيدا على اهميتها في وعينا وثقافتنا وحياتنا هي كيف ينظر المرء الى العالم وكيف يفهمة ويتصوره، من هنا تبرز اهمية الفلسفة في حياتنا وما هي الا لاقامة الدليل ان حاجة البشر لا تنتفي اليها، فان كان لا بد من تعريف مختصر لها، فهي علم الواقع والذي ضاق به كل علم .

انها علم القوانين الموضوعية العامة لهذا العالم، فالطبيعة وللواقع من القوانين الموضوعية في شموليتها وكليتها ما يؤكد الحاجة للفلسفة . ان الفلسفة العلمية تتطلب استكشاف وصياغة تلك القوانين في كليتها، ان فهم الطبيعة والعالم كاجزاء غير متصلة مع بعضها البعض مدعاة لفهم جزئي لهذا العالم، لان كل جزئية لها قوانينها الخاصة، لكن ان اردنا فهما شموليا فلا بد من قوانين عامة تشترك فيها كل تلك الاجزاء . في سيعنا نحو المعرفة لا بد ان نقر بوجود الحقيقة الموضوعية الكبرى، والتي مفادها وجوهرها ان هذا العالم الذي نعيش هو وحدة واحدة، على كثرة تنوعه، حتى تتولد الحاجة لنا في ايجاد علما شامل وموحد، يسعى الى اكتشاف قوانين كونية عامة، اوسع واشمل من قوانين الاجزاء (كيماء، فيزياء..الخ) ولا بد لهذا العلم ان يكون الفلسفة العلمية والتي تبحث عن المعرفة بمقياسها الموضوعي العلميي .البرق وسببه وكيف نتغلب على اثاره المدمرة؟ ان فهمنا للبرق كظاهرة طبيعية مادية فمن السهل التغلب عليها بطريقة مادية ولا اسهل من استخدام مانعة صواعق، اما وان فهمنا تلك الظاهرة فهما ميتافيزيقيا سببه غضب السماء فلا من طريقة للتغلب عليها الا بالتقرب من السماء وبالصلاة مثلا، وبتلك الطريقة لا نتغلب على الظاهره اي بالصلاة لا يمكن التغلب على الظاهره .

وفي اشكالية المعرفة لا بد من تعظيم اهمية التجربة العلمية في معرفة القوانين الموضوعية المادية في سعينا نحو المعرفة، وهذة القوانين الموضوعية المادية هي الطريق نحو نجاح اي عمل نقوم به، ان الانسان لا يستطيع ضمان فعل ما يشاء ما لم يكن عارفا بالقوانين المادية لاي فعل، ولا بد من التجربة التي تتوافق مع الواقع لاقامة الدليل على صحته، حاول ان تقطع نهرا مشيا على الماء كما المسيح لتعرف عاقبة من لا يعرف قوانين الطفو على الماء. الفكرو التفكير ينبغي لهما أن يراعيا، تلك القواعد والمبادئ، وأن يستمسك بها إذا ما أراد صاحبه الوصول إلى الحقيقة،  لذلك نقول كيف جاء المنطق الى راس الانسان  بتلك المباديء والواعد؟، باعتقادي ان له مصدر واحد لا غير وهو التجربة العلمية والممارسة للانسان في صراعه مع الطبيعة، وان النجاح والفشل في تجارب الانسان العلمية قيد الصراع وبالصراع هما ما فرضا على الانسان ان يكون منطقيا، والمنطقية لم توجد ولم تنشا لدى البشر الا بصفة كونها شرط بقائه .

 

د. ادم عربي

في المثقف اليوم