قراءة في كتاب

جواد عبد الكاظم: الأب يوسف حبي.. دراسة تاريخية

جواد عبد الكاظم محسنصدر حديثاً كتاب (الأب يوسف حبي؛ دراسة تاريخية في نتاجاته الفكرية) لمؤلفه الدكتور أمير أحمد الشمري ومراجعة علمية من الدكتور عز الدين رسول المدني، وقد تصدره الإهداء إلى روح أبيه رحمه الله، وتقديم للكاردينال لويس روفائيل ساكو بطريرك الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم الذي وصف الكتاب بـ(دراسة أكاديمية تحليلية غطت نتاج الأب حبي على مدى حياته الفكرية) وأضاف أنه (سفر ثمين عن رجل دين مفكر) وقد أبرز فيه المؤلف (سمات الانفتاح عند الأب حبي وسعيه لإشاعة التحليل بغية اكتساب وعي ذاتي ونشر قيم العيش المشترك المتناغم).

وقال المؤلف في مقدمته (أسهم المسيحيون قديما في صناعة التاريخ الثقافي العربي، وبرزت أهميتهم في مجالات لم يهتم بها الآخرون بفضل اتقانهم للغات عديدة)، وكان لهم دور في بناء حضارة الدولة الإسلامية، وحافظوا على ثقافتهم ولغتهم بهدوء، و(كانوا مترجمين للكتب العلمية والأدبية والثقافية ومؤلفين وأطباء ومحققين)، وكان لهم في التاريخ الحديث دور فعال واسهامات مهمة في نشر الفكر والمعرفة).

2884 يوسف حبيوزع المؤلف مادة كتابه على أربعة فصول، تناول في الفصل الأول حياة الأب يوسف حبي المولود في مدينة الموصل سنة 1938م، وتعمد في كنيسة مار أشعيا القريبة من دار سكناه في السنة التالية، ودخل مدرسة مار يوسف الابتدائية بمحلة القلعة سنة 1945م، ودخل السمنير (معهد مسيحي) ليتخرج منه كاهنا في معهد شمعون الصفا الكهنوتي، وكان متضلعا في اللغتين العربية والسريانية ونهما في قراءة الكتب بشكل كبير وملفت للنظر، ودخل الجامعة الأوربانية في روما، وحصل على شهادة البكالوريوس سنة 1957م، ثم الماجستير سنة 1962م، وبعدها حصل على شهادة الدكتوراه في القانون الكنسي من جامعة اللاتران في روما سنة 1966م، وعاد إلى العراق ليتسلم مسؤولية خدمة أكثر من كنيسة في الموصل.

وتحدث المؤلف في الفصل الثاني من الكتاب عن شذرات من نتاج الأب حبي في مجلته (بين النهرين)، إذ بلغت مقالاته فيها سبعين مقالة، بدأت بالعدد الأول سنة 1973م، وآخرها في العدد المزدوج 111-112 سنة 2000م، وهي سنة وفاته.

أما الفصل الثالث فقد خصصه المؤلف لمقالات يوسف حبي المنشورة في الصحافة في خمسة مباحث، هي: تراث وتاريخ المسيحية في العراق، وتراجم لشخصيات مضيئة في كنيسة الشرق، وأثر السريان في الحضارات العالمية، وفكر كنيسة المشرق في التعاليم المسيحية، والإنسان والمجتمع في فكر الأب حبي، وجدولا بالمقالات المنشورة.

وتضمن الفصل الرابع من الكتاب ثلاثة مباحث هي: الأب حبي مؤرخا لكنيسة المشرق، وتاريخ العراق وآثاره المسيحية، والأب حبي محققا ومترجما للكتب، مع جدول بالمصنفات التي ألفها وترجمها وحققها وعلّق عليها.

وختم المؤلف كتابه بكلمة أخيرة وقائمة بالمصادر والمراجع مع ملاحق بصور ووثائق مهمة وذات علاقة بالمترجم له وما ورد في الكتاب.

والمؤلف الدكتور أمير أحمد رحيم الشمري من مواليد مدينة سدة الهندية في محافظة بابل سنة 1985م، وحاصل على بكالوريوس تاريخ من جامعة الكوفة، وأكمل دراسته العليا فيها، فنال شهادتي الماجستير والدكتوراه في التاريخ الحديث والمعاصر، ونشر مجموعة من البحوث، وشارك في عدد من الندوات والورش العلمية والمؤتمرات المحلية والدولية، وحصل على العديد من كتب الشكر والتقدير.

 

جواد عبد الكاظم محسن

 

في المثقف اليوم