قراءات نقدية

قراءة في مجموعة رائد خليل مع حفظ ألقابه المتألقة

samar mahfod1بفارق من دهشة العبور بين إجفاله الخط الناقد ورهافة الحد المسنون للحرف يمرر رائد خليل مسوغات مشاعره وأفكاره في فضاء حيوات لفظية وبمزيد من الأسئلة المعلقة التي تنطوي عليها أحداثه حيث المد والجذر يتناوبان في عزلتهما على ايقاع الحب والموت والولادة والانتظار في صمت من تملكه الذهول لدخوله عالما يتشكل من أثر انعكاس لحظة لم يكن لها ان تدوم سوى رفه جفن ولعل مجموعته (أنا مع حفظ الألقاب) محاولة في سياق البحث عن الحقيقة العميقة المستقرة في يقين ذاته / كعبور الشهقة.. / تمتد أنفاس الشرود.. / واحظى بباقة لهاث.. / يبحث في اللاشيء عن زمن أخضر وحنين ماطر يحمل الكتابة أسرار اللحظة ويغترف بنقصان العالم الأبدي / / على حافة المحطة .. / برعمت مسامات حقيبتي.. / كان الصفير معدا للوحشة.. / لم يكن له أن ينتسب إلى أي جهة وإنما ينتمي إلى أبدية الترقب / اردد الضوء / بلا نوايا / ومسميات.. / الحب في هذا العصر الملتبس تجربة فريدة ورائد يبحث عن توق يؤرخ سيرته الشخصية أحيانا يبدو وكأنه يخشى الكشف وغالبا يحتضن الصورة ويتأبط وعيا يقينيا ببراءة الحب / "ابق حيث أنت".. / خطواتي تعوم ببراءة / في أسفل الحقيبة.. / ظلي المنتشي يمسك / بساق الحنين..؟ / "ابق حيث أنت".. / في _أنا مع حفظ الألقاب_يخط رائد شكل ما من سيرة مواربة مستخدما عبارات مألوفة لكنه يغزلها من وقائع قابلة للجدل فتتحول إلى مصطلح متعدد الدلالات يحمله هوامش مرتبطة بالسياق العام ويعمل على تجريد الوقائع من أبعادها لا من تفاصيلها بذات الوقت / المرايا تنكسر.. / ولا تترك سوى ذكرى نحيفة.. / كيف استورد نبضاً متوالداً / لنشيد ماعاد يحفظني..؟ / يسبح على نحو حر للخلاص من قلقه وإذا كان إلحاح التأملات لدى رائد خليل وخلافا للسير الذاتية في (أنا مع حفظ الألقاب) التي يوحي به العنوان لم يعطي الشاعر متسعا للحدث في اضطراب المكان لديه / أصابعي ..تحتكم للوتر.. / في جفلة المقامات..! / قد يعيدنا الموقف إلى العلاقة بين المبدع والمتلقي التي لا بد من إعدادها بكثير من الرهافة الأنيقة / لست معكِ..لكنني ضدي.. / اللمسة الجمالية واضحة المعالم والتداخل قائم ومؤكد ينقلنا من أفق إلى أفق أقرب صدقا مع النفس .. / شجرتك عالية.. / وأنا.. / لا أجيد.. / سوى / التقاط أنفاسي..! / لست أعرف إن كان رائد يتعامل مع النص بوصفه غواية خارجة عن التصنيفات ومنطقة خاصة به للتجلي والكشف والإغراق / قبل إزاحة الستار / أبحث عن مكان لظلي.. / ريثما يرتب الضوء أسراره.. / ويكتمل الحضور..! /

780-samarليس ضد العزلة لكنه الانحياز الى بنيات العلاقات اللغوية والنزوع الاليف نحو ذاته الشعرية / مهلكِ.. / مهلكِ.. / دقيقة / صوت.. / فأنا أسير / على عكازين / من صمت..! /

نصوصه في أنوثة اللفظ تؤسس سيرة المعنى للدهشة أولا وللاختبار الواعي بخراب يتجهز ثانيا / من أعوام.. / أقرؤكِ / (ملخص مانشر..) / ولم أنتهِ.. / إن النظر إلى صورة شعرية محددة أو مجموع صور في نصوص رائد خليل النثرية سوف يأخذك إلى شيء مختلف تماما وهنا مركز الحساسية لدية فنحن لايمكن أن نكون يقينا ثابتا / تجرجركِ الريحُ / شمال الرغبة / جنوب الرحيل / ومازلتِ تدخرين الوقت / في حاكورة الانتظار..! / فنحن لانجد أنفسنا أمام نص مألوف ومتوقع وليس على ملامح النص المجازي فقط بل اعتمد في بعض مفاصله التداعي الحر للرؤى حيث تتدفق الصور بسلاسة الوعي الإبداعي في محاولة لتفسير واستيعاب المفردة بغير ما اقسار او انحياز او تضاد ومغالاة في تحميل النص أكثر مما يحتمل ودون اللجوء إلى تأويلات تخيلية / عندما أثمر موسم الهرب / قطفت ثلثي رجولتي /

يتجلى النص النثري عند رائد بكثير من البناء الضمني المتصالح مع مكنوناته لان هدف المفردة وشرفها ومعنى وجودها وغاية ذلك الوجود أنها سلاح ونور ووسيلة إنقاذ وهو أيضا انحيازها للحق وللفرد الإنسان نواة المجتمع خليته الحية / أنتِ وطني الذي / التصق بي منذ طفولتي.. / وأنا ..لن ابحث عن بديل..! / يغمرك جنون الارتباك لكن لا يجاوبك الصدى الشعر عنده نظرة شاملة الى الحياة والكون "الجمال هو التجلي الحسي للفكر" حسب مفهوم هيغل والإبداع عموما هو ترجمة لناموس الأشياء بجعل المعنى عاشقا لكشف أستار الغفلة ليبدو التجلي في أعلى حالاته لأنه يعيد تشكيل فهم وجوده المطمئن وإعادة ترتيب عناصره في لحظة التحول التي لا تتوقف ولا تستقر بل تقدم بداهتها / الشعر..يريد.. / إسقاط الانتظار.. / أرجوكِ.. / لا تتأخري..ِ / في الديوان موضوع القراءة مجموعة احتمالات جاءت ضمن صور قابلة لتحقيق استجابة بين اللحظة التحريضية التي تولد الجملة الشعرية مع مايقابلها من رؤى مختزنة في عمق الشاعر / حين تسترجل الساعة.. / يصير الوقت بلا يقين..! / في تعرية الدلالة اللفظية وكل ما يمس قامة اللحظة الإبداعية وإلحاحها للخروج من القالب إلى حرية الأبعاد كشفا لمضامين أعمق / ناموا..قبل أن يجرجرني / طيش التبدد.. / فأنا ما عدت أطيق / مواكب الظلام..! /

باحثا في الوعي المكثف يفاجئك بابتكار الضوء الخفي يستعيد عافية النص في بناء نثري طليق لاختراق السائد رافضاً أن يبق في الظل / لكتاب المطر / غلاف جويًّ.. / يضمه.. / ويمطرني.. / تصدمك المفردات البسيطة المتناسقة التي تؤسس مرتكزات دلالية ثابتة بغية الوصول إلى معناً تخيلاً يعتمد اسلوبا واضحاً ومبرمجاً بطريقة جميلة يقيم مزاوجة بين الجواني والبرانى رغم محاولات المواربة التي نجح فيها أحيانا واخفق أحيانا يبقى أن رائد خليل أجاد استخدام صورا بسيطة وعميقة الجاذبية شبيهة بزفرة عميقة ومع ذلك يبدو من الصعب بلوغ تلك المنطقة التي يجتازها المرء بغزارة زبد ما أن تمسك بسرابه حتى تبدو وحيدا من جديد وحيد وممتلئ بالدهشة حيث لا يمكن سوى للحب أن يورق وللإبداع ان يتجلى بلغة متمكنة وقادرة على إيصال المحمول

في المثقف اليوم