قراءات نقدية
تلخيص لمسرحية "عطيل" لوليام شكسبير
تحكي مسرحية "عطيل" قصة مواطن مغربي عربي أسمر البشرة اسمه "عطيل". وهو شخص أمين، صريح، محب للخير ومتواضع يكره الخيانة والكذب. وتحكي قصة هذه المسرحية، للكاتب الإنجليزي وليام شكسبير، أنه عاش حياة تعيسة مع أعدائه في العمل وخاصة "رودريجو" حيث كان يحب الفتاة الجميلة التي تدعى "ديدمونة"، والتي وقعت في حب "عطيل"، فحقد عليه مما دفعه إلى محاولة الانتقام، فاستغل "إياجو" المخادع الفرصة، فأصبح يبتز "رودريجو" وفي نفس الوقت يستمتع بالانتقام من "عطيل"، إلا أنه كان يتظاهر بالأمن والصدق وحسن النية معه. ولما علم أن "ديدمونة" فرت من منزل أبيها لكي تتزوج من "عطيل"، ازداد حقده فتوجه إلى أبيها بمعية "إياجو" ليخبراه بهذا الأمر المؤلم، ولم يتحمل "برابنسيو" ذلك فطلب من رفاقه مرافقته ليتأكد من صحة الخبر، لكنه سيتفاجأ عندما يعترف له "عطيل" بصحة الخبر، فقبض عليه، غير أن "عطيل" قد تقبل كل ذلك وواجه الأمور دون خوف، فرافقه إلى حيث سيتم إصدار الحكم. وهناك اعترف بحبه ل"ديدمونة" والتي فعلت نفس الشيء كذلك، كما أكدت لأبيها أن "عطيل" لم يستعمل معها أي سحر كما يظن هو، بل قد أحبته وأعجبت به عندما كان يأتي إليه ليقص عليه بعض المغامرات التي عاشها في صغره، مضيفة أنها أحبته نظرا للمخاطر التي مر بها ومبينة له أنها ترى وجه "عطيل" في عقله ولا تهتم بالمظاهر. وقد تبين أن "عطيل" بادلها نفس الشعور لأنها أعجبت بتلك المخاطر التي كانت السبب في حبها له على الرغم من كونه فقيرا وغير وسيم وتفضيله على سائر معجبيها. وفي تلك اللحظة بالذات، تأثر الأب من كلامهما وشعر بالحسرة والندم فوافق على زواجهما .
وهكذا عاش كل من "عطيل" و"ديدمونة" حياة سعيدة ومليئة بالأفراح والمسرات والحب الحقيقي. وعندما تم تكليف "عطيل" بالإبحار لمحاربة القوات التركية، قررت "ديدمونة" مرافقته، وأمر "الدوق" بتكفل الدولة بالإنفاق عليها نظرا لكون عطيل فقيرا. وهكذا استمر حبهما الصادق إلى اليوم الذي همس هذا الشيطان الآدمي المسمى "إياجو" في أذن "عطيل" مدعيا أن زوجته تخونه مع شخص اسمه "كاسيو"، فلم يشك "عطيل" في كلامه لأنه كان يعتبره صديقا أمينا؛ فطلب منه إحضار دليل يؤكد كلامه. فكان أول دليل هو دفاع "ديدمونة" عن "كاسيو" عندما طرده "عطيل" من عمله. وقد دافعت عنه بإصرار لا لشيء إلا لأنه كان مرسول الحب بينها وبين "عطيل"، وذلك من باب الاعتراف بالجميل. وأما الدليل الثاني فهو المنديل الذي كان أول هدية أهداها "عطيل" لزوجته، إلا أن هذا المنديل قد سقط ذات مرة في المنزل فوجدته "إميليا" زوجة "إياجو" فاستغلت الفرصة لتعطيه إلى زوجها الذي كان يصر عليها باستعارته منها بحجة نقل الزخارف المنقوشة عليه كي يطرزها على منديل يود شراءه لها. لكنها لم تكن على علم بأن زوجها يطمح إلى تدبير مكيدة ضد حبيبتها "ديدمونة" لأنها كانت تحبها وتخلص لها كل الإخلاص.
و هكذا كان هذا المنديل الدليل الواضح الذي أقنع "عطيل" بخيانة زوجته فصمم على قتلها لا لكي ينتقم منها بل ليخلص المجتمع منها، فقتلها. ولكنه يتفاجأ عندما تؤكد له "إميليا" براءة زوجته بعد موتها مبينة أن زوجها هو صاحب هذه المكيدة ؛ إلا أنها قد ماتت مقتولة من طرف زوجها بعد أن أخبرتهم بالحقيقة. هذا وقد كان "إياجو" الشرير قد تسبب في قتل كل من "رودريجو" و"كاسيو" وزوجته "إميليا" و"ديدمونة"، بالإضافة إلى "عطيل" الذي قتل نفسه ندما وحسرة على تسرعه في قتل حبيبته.
بقلم: ذ. لحسن الكيري
كاتب وباحث في قضايا الترجمة والتواصل – الدار البيضاء – المغرب.