قراءات نقدية

مرور عابر في نص كوني للشاعر الفذ عبد القادر رابحي

معنى الراهن .. يدثر (آلاء) بالوجع ومآقي دجلة

هُنَا مَنْفَى صُخُورٍ رَخْوَةٍ.. وَ هُنَاكَ.. فِي أُفُقٍ حَزِينٍ ..جَذْوَةٌ لِخُطَى غُبَارٍ مَلَّ مِنْ تَجْرِيبِ غَرْبٍ مَاتَ هَذَا الجِيلُ فِي أحْضَانِهِ..."

من هذا القفل / المفتاح يبدأ ذهولي وإعجابي بهذا النص " الكون " للناقد، الشاعر الفذ عبد القادر رابحي ..،في هذه البنيوية / التفكيكية، هذه القراءة الفلسفية التكاملية الإجرائية في " حقل ومحفل النص معا ." هذه القراءة" الفعل " القراءة " (الاستقرائية) التي أعادت إنتاج النص، قرأتَ (جيكور) السياب / ثورة " مظفر النواب " أباريق البياتي المهشمة .. ومسحتَ دموع (ألاء) بنت شاكر السياب الذي أحزنته كثيرا مثلما أحزنت (مشروطية العملية (الماورائية) لغائية (التضاد) في هذه القراءة (الكون) الناقد، الشاعر المرهف / عبد القادر رابحي،العائد من دمشق المتاخمة / لدجلة // لرياح تهب من (بغداد) فجاء الشاعر، الناقد عبد القادر رابحي في ' القراءة الكون) محملا بالغبار، وبالدموع المتحجرة على مشارف (ألاء) وهي (رميم) في (انبعاثية) لا تفارق وجدان الشاعر / الناقد / عبد القادر رابحي.

 .تحضرني اللحظة ثلاثية (رولان بارت) في استقرائية الأمكنة الزمكانية في (حقل النص) ثلاثية رولان بارت تصنف النص إلى ثلاثة فروع /

نص القراءة الأحادية

نص القراءة المتعددة ولكن المحددة

نص القراءة المتعددة اللامحدودة.

في (كونية) الناقد / الشاعر عبد القادر رابحي إنتاج للمعنى بكل المقاييس في عملية إسقاط مدهشة ..

الشاعر / الناقد عبد القادر رابحي لا يذر المساحيق على، -(الجيو – نصية) على لسان الساسة بشكل عبثي أو اعتباطي، بقدر ما يحافظ على نسل " (النصية) لديه ،ويكون الذر في مفاهيمه الإبداعية " ذاك " الذر " بمعنى الحفاظ على النص واجتثاثه بوعي من نسله سالما معافى دون عاهة ..وفي سياقات الفهوم اللسانية والوجدانية وعلى تخومها .

 من منطلق هذا الوعي الإدراكي يثمّن الشاعر الناقد عبد القادر رابحي الدكتور الأكاديمي، منهجية رؤاه النصية ، .، ولا يعبث بأوثانه وأصنامه، وإن وٌجدتْ، فهي لدى الشاعر الناقد جغرافية وفيزياء نصية .

من قرأ كتبه ودراساته الأكاديمية والنقدية المتعددة

وكذا دواوينه التسعة مثلا   (محل حديثنا) يدرك هذا البعد:

- الصعود إلى قمة الونشريس، دار الغرب للنشر و التوزيع، وهران، 2004.

2- حنين السنبلة، منشورات الاختلاف، الجزائر، 2004.

3- على حساب الوقت. دار الغرب بوهران، 2006.

4- السفينة والجدار. منشورات ليجوند. الجزائر. 2009.

5- حالات الاستثناء القصوى. منشورات ليجوند. الجزائر.2010.

6- فيزباء. منشورات ليجوند.الجزائر. 2010.

7- أرى شجرا يسير. منشورات ليجوند.الجزائر. 2011.

8- مثلما كنت صبيّا. منشورات اتحاد الكتاب العرب. دمشق.2011.

9- مقصّات الأنهار. منشورات الوطن اليوم. العلمة. الجزائر.2016

 ومنها ديوانيه "فيزياء" و 'حالات الاستثناء القصوى' مثلا يدرك هذا البعد الدلالي في تعاطيه مع الصورة الشعرية .

هو ذاك المشرّع والمشرّح للنص ولمناحيه، ومأموله، من كوة شاعر مرهف وناقد طبيب يشخص الدلالة في مراحلها الأولى ويواكبها بعين شاعر وناقد في ذات الوقت قبل أن تصيبها وكعة دلالية أو(مضموناتية) هو الذي يضمن لمسارها جدوى البقاء، وصيرورة التجنّح نحو وصوب المأمول ..

مع توفّر الخاصيتين الرؤيويتين لدى الشاعر والناقد والدكتور الأكاديمي المشبّع بالتشريع المنهجي معا .. لتبقى تضاريسه تضاريس  وإن بغتْ ، فيلجمها ويروضها بمفعول إدراكه لحيثية الترويض والتلجيم 

تحية إكبار إليك، أيها الشاعر الكبير، الناقد المتمكن، في مشروطيتك هذه التي أيقظت مشاعرنا ووجداننا في (قراءة وثائقية) في بنيتها الخارجية والداخلية، في (تفكيكيتها (لتضاريس المعنى).

 إذا كان (رولان بارت) يذهب في المظاهر الإنسانية مثل (الأزياء والموضة)على أساس أنها لغة صامتة غير منطوقة، فإن (كونيتك) هذه لوحة ناطقة .. ترسم تجاعيدها (وآهاتها وزفراتها مياه دجلة وبقايا مداد التتار ..في معنى الراهن وفي تضاريس ماض يُبعث من جديد ليوقظ ويذكي مشاعرنا ووجداننا. ..

التناص هنا دثر الغائب بالحاضر وأسقط الجميع على الراهن تحية تقدير وإجلال وإكبار، أستاذنا الفاضل . عبد القادر رابحي

من عابر وقارئ بسيط لنص : منظمومة كونية للدلالة .. وعيارات من صلصال سرمدي ومن فوهة بركان يتأجج بلا توقف ..

 

كتب : أحمد ختاوي

 

في المثقف اليوم