قراءات نقدية

الجنس في الأدب العربي.. ثيمة أم هوية تجنيس!؟ (2)

ali mohamadalyousifالجنس ثيمة الذكورة والانوثة: نصل الآن الى القاسم المشترك الذي يجمع الادب الذكوري والانثوي في الثيمة الجنسية –كموضوع فقط وليس هوية تجنيس ادبي– وأصبح الآن عندنا استخلاص من عرضنا السابق، ان تسمية الادب الذكوري والأدب الانثوي خطأ اصطلاحي دارج، ونحن هنا نأخذ بهذا التقسيم في تجزئة التسمية لمقتضى سياق الدراسة فقط، فنقول وبلا تحفظ أيضا ان القاسم المشترك الذي يجمع غالبية المؤلفات الذكورية والانثوية الادبية، الموضوع وليس الهوية الشخصية، هو ثيمة (الجنسانية والجنس)، سواءٌ في الشعر والقصة والرواية تحديداً، هو الاشتغال على موضوعة الجنس بكل تفرعاته وممارساته وفي مختلف جوانب تناوله أدبياً، الحب، الغرام، الغزل، العلاقات الجنسية،الخيانة، والممارسات المثلية وارتباطها بالاسرة والمجتمع، وما عدا الرواية نجد " كماّ" شعرياً كبيراً يتخذ من الجنس والجنسانية مرتكزاً ثابتاً سواء في المنتج الشعري الذكوري او الانثوي، فتجد الرجل يتغزّل بالانثى وتعرية مفاتنها و جسدها، واثارة غرائزها بدءاً من عيونها وشعرها ووجهها ونهديها، وصولاً الى ما تحت سرة بطن المرأة وأردافها وغنجها ودلالها وانوثتها الناعمة، حتى في المشية واحيانا ينحدر الشاعر او السارد القصصي والروائي نحو الجنسانية في التعبير. سواء في الممارسات الجنسية المثلية (الشذوذ والسحاق). او المطالبة بحرية الجنس والحصول على الّلذة.

ونجد بالمقابل ثيمة جنس وجنسانية المرأة في الابداع واضحة بالاحتفاء المحترق بالرجل بدءاً من الفحولة الذكرية، ومقبولية الوجه وتقاطيعه، وكلامه الناعم مع المرأة، والخشونة الذكرية المرغوبة في حدودها المقبولة لدى المرأة، وتأجيج عاطفة القبل، ويتفرع الجنس في العلاقة الزوجية ومحاولة المرأة الاستحواذ على الرجل الذي تحبه بكل المغريات والاحتفاظ به تحسّباً من وقوعه في ورطة الخيانة الزوجية، بعكس ذلك ذكوريا تصّور لنا بعض الكتابات استماتة الرجل في الغيرة على زوجته التي تتمتع بقدر كبير من الجمال، وقدرة المؤانسة المثيرة بمفاتن جسدها، لئلا يفقدها وتسقط في وحل الخيانة الزوجية كذلك.

اذن ثيمة الجنس والجنسانية اصبحت موضوعاً جوهرياً مشتركا في الادبين الذكوري والانثوي، فأشعار نزار قباني الغزلية الجنسية في المرأة وتعريتها من ملابسها، والذين اقتفوا اثره، ونهجوا منهجه التقليدي الجنسي، من شعراء وادباء اصبح لديهم ثيمة الجنس مرتكزاً بؤريا جوهريا في المنجز والنص المكتوب شعريا وسرديا، فهو الذي يستقطب القارئ ويشدّه الى النص المكتوب المقروء والمشاهد ايضا، والشيء ذاته نجده لدى شاعرات اتخذنّ ثيمة الغزل والجنس مجاراة للميراث الشعري الذي تركه نزار قباني وآخرون، مع فارق يظهر احيانا في تقمص دور الانثى من قبل الذكر وبالعكس، وابرز مثال هو ما فعله نزار قباني في قصائد عديدة له كتبها على لسان المرأة لعل اكثرها ذيوعاً قصيدته المغناة من قبل نجاة الصغيرة وتلحين الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب قصيدة "أيظن".

وفي هذا التبادل المزدوج في التقمّص – كما في السينما ربما اكثر- ينعدم بشكل تام امكانية تجنيس الشعر الى ذكوري وآخر انثوي كهوية وليس كموضوع وثيمة فقط. ونجد اليوم تسابقا حثيثاً في مجال ادخال موضوعة الجنس واحيانا الجنسانية في المنتج الادبي شعراً وقصة قصيرة، ورواية وحتى في الفنون التشكيلية. وعن هذا التوظيف للجنس في الاعمال الادبية كمرتكز بؤري درامي استطاعت بعض الروايات حيازة مراتب عليا في رواج الاكثر مبيعا وانتشاراً قرائياً في التداول.

نموذج الجنس الاباحي في الرواية

رواية كتبت لصاحبها ومؤلفها الطيب صالح "موسم الهجرة الى الشمال" ونالت شهرة واسعة ونجومية ادبية عالمية ولاقت رواجا عربياً، ترجمت الى عدة لغات اجنبية . فتحت باب تناول الجنس المكشوف كموضوع اثير في الرواية العربية، وان كانت رواية الطيب الصالح تشتغل في معلن جنسي، على مستور خفي هو محاولة الانتقام الشرقي من الغرب الذي كان مستعمرا مستبّداً سارقاً لموارد وثروات البلدان المتخلفة الفقيرة، بضمنها بلدان الوطن العربي. وقل مثل هذا في تناول زكريا تامر في قصصه الجنسانية المثلية والشذوذ الجنسي والاغتصاب وشعر عدنان الصايغ يأتي في نفس البوح الجنساني والاباحي،وادباء آخرين يتعذر حصرهم، وفي صدد تناول الجنسانية بمختلف مظاهرها في الادب العربي، نشير الى كتاب وادباء المغرب العربي امثال عبدالله الطايع، والشاب الكاتب هشام طاهر مواليد 1989 الذي حاز على جائزة افضل رواية مثلية لسنة 2013 والكاتب المغربي عبدالله الطايع هو اول كاتب مغربي عربي يجاهر بمثليته، وان محمد شكري اول من قدّم المثلية في شكلها العادي، كما اشتغلت روايات محمد لفتاح ومأمون لحبابي وهشام طاهر على المثلية الانثوية.

ومن الباحثات الكاتبات اللواتي عبرن حاجز الجنس الى الجنسانية الروائية المصرية نوال السعداوي، والمغربية فاطمة المرنيسي، واللبنانية غادة السمان، واكثرهن شهرة الآن الجزائرية الروائية احلام مستغانمي. ومؤلفاتهن لاقت رواجاً في المبيعات واقبال قرائي منقطع النظير.

نخلص من عرضنا السريع الذي مررنا عليه ان ثيمة الجنس الادبية التي يشتغل عليها الذكور والاناث من الادباء والكتاب والفنانين تلغي حدود ما يسمى ادبا ذكوريا وآخر انثويا.وثيمة الجنس والجنسانية في الادب عالميا متداولة منذ قرون عديدة، ولو اننا نحن العرب وبلاد فارس والهند قديما سبقنا الغرب في هذا المجال الادبي في تناول الجنس والجنسانية في ابرز مؤلف خالد ادهش العالم منذ اكثر من ثمانمائة عام هو كتاب الف ليلة وليلة وحكايات شهرزاد وقصصها في الجنس والجنسانية لشهريار الذي أخذت عقله، ونجد الجنس العفيف او العذري في مؤلف ابن حزم الاندلسي طوق الحمامة، وفي اشعار الشريف الرضي، وابن الفارض المتصوف وابن عربي ورابعة العدوية في شعرها التصوفي الملّغز، وبعض كتابات الجاحظ في مؤلفه (القيّان) وكتاب كليلة ودمنة لابن المقفع، ونزهة الجلساء في اشعار النساء للسيوطي، واشعار النساء للمزرباني. كذلك نجد في رباعيات الخيام الفارسية عملاً شعرياً خالداً يتخذ نزعة جنسية وجودية. كما كان لنا السبق في الجنس شعريا منذ امرؤ القيس وعمر ابن ابي ربيعة، وتلاهما العشرات في العصرين الاموي والعباسي من شعراء الجنسانية والجنس ابرزهم ابي نؤاس وابي العتاهية، وبشار بن برد فله قصيدة جنسية غاية في خلاعة تصوير العملية الجنسية بين الرجل والمرأة. جرت عليها في السعينيات من القرن الماضي تعليقات وتحليلات معمّقة قام بها عمالقة الادب العربي مثل محمد النويهي وذو النون ايوب وغيرهما على صفحات مجلة الاداب اللبنانية.

"والموقف المتزمت من الحب والعشق الذي عبر عنه بعض المؤلفين العرب القدامى في رسائلهم وكتبهم كالغزالي الذي درس في مؤلفه آداب النكاح وكسر الشهوتين، عاطفة الحب والعشق عادّاً اياها خروجا عن طريق الصواب، وأبي بكر الرازي الذي تعامل مع العشق بوصفه بليّة، ونصح بالابتعاد عنه وتجنبه ورأى انه حظ المخنثين واشباه الرجال والذين ليس لديهم اية مشاغل، ولا يتبّعون سوى شهواتهم التي يرغبونها في اشباعها بأي ثمنٍ، اما ابن سينا فعدّه في جملة الامراض مثل اختلاط الذهن والهذيان والرعونة والحمق وفساد الذكر وفساد التخيّل، وداء الكلب، والمنخوليا.في حين ان التراث الشعري والسردي والشبقي العربي يحفل بـ(كم) غزير من قصائد الحب والعشق والجنس والقصص الايروتيكية المثيرة، بل ان كتاب الشيخ النفزاوي "الروض العاطر في نزهة الخاطر" يعد واحداً من اربعة كتب اساسية في الحب الجنسي في التراث الكلاسيكي العالمي الى جانب ملحمة اوفيد (فن الهوى) والملحمة الفارسية (انانجارانجا) والملحمة الهندية (كاماسوترا) "(1).

وبمرور الاعوام تراجعت عشرات بل مئات من الاعمال الخالدة التي اشتغلت على ثيمة الجنس العذري، قيس بن الملوح، جميل بثينة، ليلى الاخيلية وكثير عزّة وعلى ثيمة الجنسانية خاصة في العصرين العباسي الاول والثاني، وبما عرف التشبيب بالجواري والغلمان.

ففي العاصمة بغداد ايام العباسيين والقاهرة ايام الفاطميين، ومن بعدهم السلاطين، نرى بيوتا للأثم تقوم ودورا للدعارة تشيّد ونرى النساء الساقطات يقمن هذه البيوت باسم الدولة وفي حمايتها ونرى المواخير والحانات في عصر الرشيد والمأمون والمعتصم والمتوكل. تنقلب الى دور للدعارة في العصر البويهي، ثم يقرّ ذلك الوضع الشاذ الغريب في بلد اسلامي كالعراق، ثم تنتشر العدوى الى مصر الفاطمية فيذكر صاحب كتاب (الخطط) بيوت الفواحش التي كانت تجبى عليها الرسوم(2).

ويتحدث احد المؤرخين الانكليز عن هذه الفترة (العصر العباسي والفاطمي) فيقول : يمكنك ان تتصور الفساد الذي يحيق بالرجل والمرأة على السواء نتيجة سهولة الطلاق. وقد وجد في مصر عدد كبير من الرجال تزوجوا في مدى عشر سنوات نحو عشرين او ثلاثين زوجة كما ان هناك نساء لسنّ متقدمات في السن صرن زوجات لاثني عشر رجلا. او اكثر على التوالي، وقد سمعت عن رجال اعتادوا ان يتخذوا زوجة جديدة كل شهر، فهو يختار من بين نساء الطبقة الفقيرة امرأة حسناء، او امراة مطلقة ترضاه زوجا اذا دفع لها صداقا عشر شلينات(3).

وبرزت ثيمة الجنس والجنسانية عالميا لدى العديد من عمالقة الادب العالمي، بعض هذه الاعمال قامت بتسليع جسد المرأة جنسيا، والوصول بالجسد الانثوي مراحل التسفيل الانحطاطي، وتعريته تماماً من اية قيمة اخلاقية او اجتماعية ترجمتها في نماذج من الاباحية الجنسية، وسأختار نموذجا واحدا في جنس ادبي هو الرواية، لكاتب ايطالي شهير هو البرتومورافيا، في احدى اهم رواياته " أنا وهو " ويقصد بـ"هو" العضو الذكري، ترجم الرواية الى العربية الكاتب المترجم الفلسطيني "وائل زعيتر" الذي كان مقيما في ايطاليا في السبعينيات، وناشطاً سياسياً من اجل حقوق وطنه المغتصب، فكانت نتيجة ذلك اغتياله على يد الموساد الاسرائيلي، كما فعلت مع الروائي الفلسطيني الاخر قبلهُ (غسان كنفاني) . نشرت رواية "أنا وهو" دار الاداب اللبنانية. استخدم مورافيا ثيمة الجنس الاباحي من منظومة الجنسانية، في تسفيل امتهاني فاضح للحّط من قيمة الجسد الانثوي، وجعل منه تسليعا حيوانياً، بقرة تخور في شبق جنسي اثناء عملية التسافد البيولوجي. نظرة دونية لجسد المرأة. لا نجد مثيلاً تشبيهياً له، في ادنى قصص حكايات التخلف لدى بعض شرائحنا العربية، ولايوجد وجه مقارنة او مقياس باحتشامها عن تعابير البرتومورافيا، لكن يبقى في كل الاحوال حكمنا على الرواية حكما اخلاقيا شرقيا، وليس حكما جنسانيا غربيا كما تناولها الكاتب الكبير جورج طرابيشي بالنقد الادبي -النفسي، وكتبت الروائية المغربية ثريا نافع روايتها (فضاء الجسد) بذات المنحى والمضمون.كما ان في الآونة الاخيرة اكتسحت احلام مستغانمي قائمة الروايات الجنسية في اكثر من رواية لعل في مقدمتها(عابر سرير).

ويصف الكاتب الايطالي البرتو مورافيا مشاعر صبي مراهق فيقول : كانت مسألة طبيعية ان يرى "اوجستنيو" امه تخلع ثيابها امامه، وكان طبيعيا للغاية ان تنحني فوقه على فراشه، وهي في ملابس النوم الشفافة فيتدلى ثدياها من فتحة القميص، ثم تطبع على جبينه قبلة. كل هذه اشياء مرت باوجستنيو في الماضي بصورة عادية جدا اما اليوم فلم يعد الامر في سهولة الامس، فقد اصبح الغلام يطيل النظر الى امه وهي تستبدل ثيابها ويراقبها بشغف، وهي تتزّين عارية امام المرآة ويحدق فيها بمزيد من الرغبة وهي تخلع جواربها. كل شيء اصبح واضحا امامه بشكل مختلف تماما عن الامس (4)

وفي العهر الجنسي نسوق هذه الابيات لشاعر مغربي: سألتها ان نكمل العشق/ نظرت إليّ باسمةً/ محركة لسانها على اطراف الشفايف/ لا أعرف إلا حديث اللمس واذا الملابس تهرب من حجزها/ وايديها تعانقني/ شفاهها تقتنصني / والنيران تحرقني/ وسيفي يبرز يريد الدخول في غمدها/ شعرت أني الذئب وهي الفريسة/ تناديني من اجل افتراسها/ قبلتها تارة/ وتارة بيدي لامست نهدها/ وارتويت خمرها/ دون وعي مني طرحتها ارضا.

الرواية والسرديات غير الجنسية:

ربما يتساءل البعض أنّ الاعمال الجنسية والجنسانية "تمثل كمّا" استثناءيا بالنسبة لروائع واعمال خاصة قصصية لم تتناول ثيمة الجنس كبؤرة ارتكاز محوري في درامية الرواية، وبناؤها الهيكلي الفني والسردي، كما في اعمال نجيب محفوظ، يوسف ادريس، غالب هلسا، صلاح عيسى (روائي مصري)، جمال الغيطاني، يوسف القعيد. عديدة الاسماء العربية تناولت قضايا سياسية واجتماعية صرفة، عن الدكتاتورية، وسيسيولوجيا قضايا المجتمعات العربية، وفي كتابات عمالقة شعراء وروائي امريكا اللاتينية مثل ماركيز، ويوسا، وبورخيس كقاص وشاعر، وبابلونيرودا كشاعر ايضا. واعمال روائية عربية مميزة خالدة مثل اعمال غائب طعمة فرمان، وعبدالخالق الركابي، ولطفية الدليمي، محمد خضير وعبدالرحمن مجيد الربيعي من العراق، وكذا الحال في لبنان وسوريا والاردن وفلسطين بما يتعذر علينا درج اسماء بعضهم لكثرتهم، اعمال على مستوى رفيع. وبدوري ارجع واقول ان كل هذا الابداع الروائي والقصصي الكبير عربيا، يندرج في خانة الابداع الذكوري او الانثوي، كثيمة وليس هوية تجنيس ثقافي اوبايولوجي ذكوري وانثوي، يقوم على اعتبارات ونظريات النقد الادبي ومن ناحية الكم فقط. ولا نعدم وجود الجنس او الجنسانية في طيات وثنايا تلك السرديات، ولكن مع هذا، تبقى هذه الاعمال الكبيرة سواء لامرأة او رجل خارج تجنيس ادب ذكوري وادب انثوي كهوية ابداع. وكما ألمحت قبل قليل لم تخل معظم هذه الاعمال من الجنسية او الجنسانية، كثيمة لا مركزية يقوم عليها البناء الهيكلي الفني والجمالي. لكننا نجدها مبثوثة ومنثورة بين تضاريس وثنايا المشاهد الدرامية والسرد في تتبع ورصد حركة الشخوص داخل القص والرواية والسرديات الاخرى، هاجسها الفات نظر القارئ حول موضوعة الجنس التي تستهويه، ويدخل احيانا هذا التوظيف الجنسي داخل السرديات من اجل تسويقها كمبيعات بضاعة استهلاكية اكثر من توظيفها فنياً جمالياً.الملاحظ ان الروايات المطلوبة قرائيا هي التي تشتغل على ثيمة الجنس في تناول بؤري، او التي تشتغل على ثيمة السياسة بما يضطلع تكميل المنحى الايديولوجي في التوظيف التعبوي. وبينهما في الاهمية والاقبال التداولي يأتي تناول القضية الدينية روائيا وادبيا.

ولا يفوتني في ختام هذا الجزء من الدراسة، الاشارة الى الاسفاف الجنسي الشعري على الفيس بوك ذكوريا وانثويا متبادلاً. فهل يبقى لدينا بعد كل الذي مررنا عليه سريعا مسوّغا مشروعا حقيقيا في تساؤلنا اين هي الفروقات الادبية النقدية والفنية ما بين الادب الذكوري والادب الانثوي!؟ باعتقادي لدينا ادب عربي فقط، ومحموليته الانثوية او الذكورية هي بـ"الاسم" لصاحب العمل الادبي فقط، وثيمة اشتغالهما المشتركة التي تجمع بينهما هو الجنس او اية ثيمة اخرى مطروحة على الطريق يلتقط توظيفها الرجل او المرأة لا فرق .وقد يختلف الامر معنا في الآداب الاجنبية إذ توفرت لديهم مواضعات نقدية متفق عليها تقدم لكل جنس ادبي ذكوري او انثوي مميزاته الفنية الخاصة به، وهذا موجود ومتفق عليه عندهم حسب رأيي.

 

علي محمد االيوسف

...................

(1) عواد علي، المسرح ومثقفو عصر التنوير في العالم العربي، مجلة افكار الاردنية، ص 19.

(2) محمد عبدالغني حسن، ملامح من المجتمع العربي، دار المعارف، ص 46 نقلا عن غالي شكري، ازمة الجنس في القصة العربية،ص 62.

(3) أ.و.لين، انجليزي يتحدث عن مصر، ترجمة فاطمة محجوب، كتب للجميع، ص46، نقلاعن غالي شكري، مصدر سابق، ص64.

(4) غالي شكري، ازمة الجنس في القصة العربية، مصدر سابق، الهيئة المصرية العامة للتاليف والنشر، 1971، ص58-59.

 

 

في المثقف اليوم