قراءات نقدية

إنعام كمونة: ساق البامبو للروائي سعود السنعوسي

انعام كمونةوثيقة من بعض الوجع الإنساني

- يقول عيسى في الإهداء:

(" الى مجانين لا يشبهون المجانين، مجانين لا يشبهون إلا أنفسهم، مشعل ..تركي .. جابر ..عبد الله ومهدي ..إليهم وحدهم ")

- إشارة لأسماء تعد رموز لجمهورية عيسى التي اتخذها يوتوبيا ذات بمعيار دلائل غائرة لوجه آخر تثبت وجع تشتت الهوية في بلد عربي أو أجنبي، وما تأبطت ذكرياته من دلالات زمن يكمن في سيرورة الحياة بصيرورة معاناة مستمرة، فيبدو من تذييل الإهداء ب (إليهم وحدهم) تأكيد لرصيده الاجتماعي دلالة وطن هو اصدقائه فقط، سنتطرق بما تجلى منه لاحقا ...

مقدمة:

-عمد الكاتب الى تجزئة الرواية وبوبها بستة أجزاء، لكل جزء مدخل تيمنا بقول يرتكز عليه السرد بكثافة الفكرة ليستقبلها القارئ بالقصد والتأويل والحدس بفضول مطالع ومن وراء الأقوال حكمة يؤمن بها الكاتب ليسرد من جذوتها خلاصة تجربة حقيقية بقصد رؤى مخيلته يشد شغف القارئ لتكملة القراءة واستكشاف مضامينها الحقيقية بأسوب شيق...

- ساق البامبو رواية تناقش عدة قضايا إنسانية، تضئ الجدل عن ظواهر اجتماعية متعرقة الجذور في المجتمعات العربية عامة، تطرق لها الروائي سعود السنعوسي مخاطب الضمير الواعي، ووجدان ذهن القارئ المتحفظ على ما يسمع ويرى ويخنع، بأسلوب خطابي يثير الاهتمام لتعرية الممارسات الغير الإنسانية في مجتمع يختلق المعوقات ويغلق طرق التفاهم، يسد منافذ التسامح بوجه حرية القرار، فيرد كف المصافحة للتعايش بسلام، نظام مجتمع يخنق نفسه بعلل نفسية شتى و انفعالات مكبوتة لا يحق التصريح بها الا همسا، فتتهافت صرخات العيب سترا من محيط يشبههم وخوفا من وصمة عار تأكلهم ...

- هكذا يفصح السارد عن البعض مدعيا حجج متوارثة، بسلطة التعصب العشائري تلاحم مغلق تحت قسوة ضغوط سائدة بمسمياتها التقليدية عادات وتقاليد بدستور جماعي، وقيد أعراف متداول تزج الكثير من أفراد العوائل خصوصا الغنية لطريق مسدود، وكذلك أصحاب المراكز والسلطة، مبررة الحفاظ على اسمها وسمعتها ومستواها الاجتماعي، وخوفا من تفكك لُحمة العائلة أو نبذها من العشيرة، أو حرصا على مصالحهم الشخصية وترابطهم الاجتماعي ، وهذا لا يقتصر فقط على العامة بل هناك مناصرة القانون ودستور البلد بتأصيل دم الهوية فئتين كما في البلد العربي الكويت وما تتناوله الرواية عن ذلك الحيف...

- تتميز رواية ساق البامبو بمحاورها الحركية الزمانية والمكانية وما يرافقها من تكالب الظروف وتغير الأحداث بتوارد مختلف للزمن من ماضي وحاضر، بتمركز محوري لدلالات الزمكان بستة أجزاء، وسلسلة ترابط مستمر يتمظهر مدلوله من عنونة الأجزاء كما في الآتي: الجزء الأول عيسى قبل الميلاد، الجزء الثاني عيسى بعد الميلاد، الجزء الثالث التيه الأول، الجزء الرابع التيه الثاني، الجزء الخامس على هامش الوطن، والسادس وأخيرا عيسى ..الى الوراء يلتفت ...

- فكل سيميائية عنوان لجزء دلالة المحتوى بفحوى مكتنز، نستطلع منها فاعلية أقطاب المكان ذهابا وايابا لشخصية عيسى ما بين الفلبين والكويت أما الزمن حلزوني الحركة يبدأ وينتهي لمكان شخصية الأم جوزافين ، ونلاحظ رغم تراكم الأحداث الزمكانية، تظهر بعض الشخصيات خولة، ابراهيم، جابر، وتختفي أخرى بسبب الموت (راشد وصديقه)، ومن مواجهة عيسى لعدة صدمات اجاد الروائي برصد معاناته واصطياد جروحه النفسية بخذلان الأقربون ووطن ينكره ...

- تشكيل تقني لأدوات عرض المواقف والأحداث، مرة بكاميرا خلفية للمشهد ومرة مباشرة الموقف اللحظي وأخرى بمنولوج النفس، فبرع باستنطاق أسبابها ومواكبة تفصيلاتها برؤية انسانية توثيق قرائن ثبوتية لنتائج الحكاية، فاتخذ السيرة الذاتية لشخصية عيسى باستعارة كينونة ساق البامبو وصفاته الطبيعية بسرد حوادث الواقع ونسج الخيال عن شخصية عيسى، بدلالات شاهدة على سلوك الشخصيات ومآسي الأحداث، منها المترجم إبراهيم والمصحح اللغوي أخته خولة راشد وهذا ما يشد القارئ بما يتمثل أمامه وذاكرة تراود الزمن خلال طيف العلاقات...

- ساق البامبو من الروايات الجريئة التي توثق الوجع الإنساني بقصد مباشر، ودعوة واضحة لمعالجة ما تفشى من قطيعة إنسانية، ومن جوهر السرد على لسان الكاتب بصيغة ضمير المتكلم للشخصية نستقرأ أسلوب خطابي كشف المستور وفضح المسكوت عنه، وأزاح الستار عما تكتم عنه الكثير من الحقائق تحت ظل التقليد لموروث ضبابي بأبعاد تجربته الفعلية ومآل معاناته، بفرض تعامل لا انساني بالجبر والإكراه، ولا يمكن المسامحة عليه بمعارضة وتزمت كما في معارضة عائلة راشد بسلطة أمه غنيمة وأخته نورية وعواطف بحق الاعتراف بنسب عيسى ، فنستدل من رؤى السارد، ان رغم التطور الفكري واختلاط أبناء البلد بعديد من الجنسيات والثقافات المختلفة بما تقتضي الحاجة في بلدهم، أو السفر والتطبع بعادات الغرب الا ان بعض العادات تبقى مزمنة السريان، لدرجة أصبحت جزء من تراث الشعوب، وبتوارث من مصدر مجهول الهوية لتلك الطقوس، بدون أعادة النظر بعمق وتروي ومكاشفة النتائج، لإجلاء شوائبها بالتطبع مع الآخر أو قبوله بمواكبة فكر الاختلاط الحاصل بين العروق والتقارب الحضاري بتهجين الأنساب بما لا يعارض الشرع، والسعي لإيجاد حلول وسطية لأجيال جديدة لا ذنب لها بما حدث في الماضي كما في زواج راشد من الخادمة جوزفين، وكثمرة علاقة غير مرغوب فيها، كما حدث مع أبنهم عيسى، بما يُحَمَل الأبناء ذنب لا يغتفر، فتاهوا بين هويتين مختلفتين الأم والأب وضاعت تبعيتهم الوطنية والشخصية والثقافية والدينية والاجتماعية، والقومية والتاريخية وحتى العرقية والسياسية، وفقا لتقاليد تدعيها العائلة وتدعمها عصبية مجتمع بالسلوك والتصرف العقيم، لذا سعى خطاب الروائي بتكتيك السرد لدينامية سلسة بملامسة ذهنية القارئ بحس انساني لإثارة وعي نحو حرية وكرامة الأنسان أينما يكن في الزمان أو المكان وكيفما يعيش لتكون حياة كريمة ...

- العنوان:

- العنوان "ساق البامبو" مفتتح سيمائي مدهش وجذوة بنائية جميلة للغاية، بحيوية كيان شامل التكثيف لتفاصيل أحداث الرواية، منه يتحفز القارئ للمتابعة بقوة بما يشع من حزمة دلالات تُقَوم اكتشاف معالمه الرمزية وما يخفي من ظلال دال تتيح مساحة دلالاته مزايا تأويل كثيرة لمنتهى تخوم المتن الروائي، بما تمحور فيه من خصوبة إشارات ثرية التعبير وسرد موشى بالصدق، فيغري القارئ بالبحث عن رؤى الكاتب وما تخفي طبقات السرد فيركن شغفه للتفسير والتحليل ...

- كذلك مختزل العنوان تشكيل فني ببساطة رائقة تختزن إحالات رمزية مكتظة الدلالة بإسقاطات معالم وتفاصيل واحاديث ومقولات ملخص لكيان الرواية، تستنبط منها تشبيهات استعارية لمقاربة وصفية بين حياة كائن نبات ساق البامبو ومراحل حياة شخصية (عيسى بن راشد) سارد الرواية، والتي سيتعرف على تفاصيلها قارئ الرواية ...

- ونستخلص من العنوان جوهرية دلالية غائرة نستنبطها من فاعلية طاقة المكان لساق البامبو نتقصاها باستمرارية الزمن وتغيراته الطارئة خلال مراحله المستمرة والمتغيرة، فما عيسى إلا ساق بامبو زرع في مكان ونما في مكان وتاه في مكان واستقر في مكان مما يؤكد عدة دلائل نختصرها في:أولا تهجين النسب دلالة زراعة ساق البامبو في تربة غير تربته = الزواج من الأجانب، دلالة اليتم ساق بلا جذور = رفض العائلة والمجتمع، ثانيا دلالة الذبول بسبب الظروف الغير ملائمة = الضياع النفسي والثقافي والاجتماعي بين هوية بلدين، وبعد هذه الصراعات على القارئ ان يخمن هل يمكن لساق البامبو (عيسى) ان ينبت في ترب مختلفة كما في تربته الأصلية، وهل تلائمه الظروف في مكان آخر ليعيش أم يموت...؟؟؟ فلنقرأ ونستدرك ما آل إليه الشاهد .

- قطاف من بعض فحوى الرواية للاطلاع عليها

- من متابعة أجزاء السرد نستخلص ثيمات عديدة مختلفة مترابطة بقضايا المعاناة الإنسانية لعيسى وشخصيات أُخرى، منها يستجلي القارئ حميمية التعصب بسلطة الأنا الجمعي، والتغاضي اللاواعي بتصدع لبنة الانساب والانتماء، واغتصاب حقوقهم الشرعية بعدم الاعتراف بهم، نستشف من قصدية الخطاب فضح انتهاكات انسانية، مشرعة برهانات العرف الاجتماعي، تحت خيمة العادات والتقاليد، كذلك نرى ان الروائي يترك الحكم للقارئ بإثارته قضية مهمة تفتح شهية النقاش حول شرعية الاعتراف بالنسب مهما تنوعت الظروف..!؟ إحالة لرؤية حضارية بمكاشفة واعية ...

- لنقطف احدى الثيمات من الجزء الأول وهي ثيمة استرجاعية للأحداث بعد ما رجعت جوزافين لبلدها الأم الفلبين رحيل عن الكويت بإبعاد اضطراري بموافقة الزوج راشد لإرضاء عائلته ثم طلاقها فترعرع عيسى مع أهل أمه وبيئة والدته الفقيرة والمختلفة كليا عن عائلة أبيه اجتماعيا وعقائديا وحتى اسمه تغير كما يتحدث في بداية السرد باستعراض عدة أسماء له حيث يخبرنا لنتعرف عليه: "أسمي Jose في الفلبين وهوسيه بالإنكليزي وفي البرتغال خوسيه والكويت عيسى وهي العقدة الأولى التي يختلف عليها الكثير ولا ذنب له فيها، كما يخبرنا في الجزء الأول "عيسى قبل الميلاد" مشهد نستقرئ الكثير من الصفحات عبارات مختلفة بدلالة واحدة، دلالة ضياع هوية الاسم بأبسط مطلب شخصي لصور الحرية ...

فلنتابع ...

- ثيمة الهجرة ومعاناة الغربة بسبب مآسي الفقر نستقرئ حالة مهينة أن يضغط الوالد على أبنته آيدا الأخت الكبرى لجوزافين لبيع جسدها بلا مبالاة منه لما تتعرض له من اعتداءات جسدية وجنسية وتعنيف لفظي من أجل جلب المال للأسرة، وبعد ان حملت اختها ولزمت البيت يأتي دور جوزافين فتكون الضحية الثانية التي تترك تعليمها بسبب فقر عائلتها و جاءت عن طريق سماسرة اليد العاملة لتشغيلها في الكويت، نلاحظ دينامية سرد لتمهيد الأسباب كمعادل موضوعي لسوء الأخلاق ودلالة على مناخ عائلي مضطرب ...

- ثيمة فلسفة الجدة العصبية والمتعنتة الاعتقادات بالتَطير والأحلام مؤمنة بتطبيق طقوس قديمة متوارثة، رافضة مناقشة تجديد آراء الأجيال بمراحلها الفكرية والمعرفية، احالة دلالية للفكر النمطي التقليدي المتوارث، اجاد الشاعر باختيار الشخصية غنيمة لأرسال اشارة لمدى شرخ التصدع بين الآباء والأبناء...

- الجزء الثاني

- وبسرد الفلاش باك ايضا بلسان الراوي وضمير المتكلم لوعة عيسى نستخلص عدة ثيم للمقاربة بين البلدين الكويت والفلبين وشتان بينهما، أولا:المستوى المعاشي بين الثراء الفاحش والفقر المدقع، يصف مكان سكنهم المحاط بأشجار البامبو والتي شهدت طفولته وسنين مراهقته وشبابه وشاركها أحلامه البريئة وأمله أن يعود لوطن جذوره كما وعدته أمه بوعد والده راشد لها ليعيش بسكينة وترف مثل والده الثري العائلة والأصول في الكويت ...

- كما يبدو ثيمة سهولة قناعة المجتمع وقانون الدولة بإلحاق نسبه لجده فأصبح عيسى ميدوزا في الفلبين، علما سنتعرف بعد ذلك لعدم الاعتراف به حفيد الجدة غنيمة من قبل عائلة والده في الكويت رغم أوراقه الشرعية وانتسابه كمواطن كويتي، نظرا لالتزامهم في العادات والتقاليد، ونلاحظ ذلك مع بنت خالته آيدا التي ولدت مجهولة الأب ونسبت لعائلة إمها ضمن قانون الفلبين ...

- ولننحو لثيمة التباين الطبقي المرفوض حين تزوج الابن الوحيد راشد من الخادمة الفلبينية جوزافين سرا بشهادة صديقيه بوثيقة شرعية، وابنها عيسى ثمرة هذا الزواج الذي ترفضه الجدة بسلطة العادات والتقاليد فتطرد ابنها وزوجته من بيتها الى ان يتخلى عنها ...

- ومن الجزء الثالث

- ثيمة التشتت العقائدي بإهمال التربية الدينية فرغم تعميده بالكنيسة الكاثوليكية لم يؤمن بها وظل باحثا على استقرار روحي فتعرف على بعض التعاليم البوذية من خلال صديق السكن في الفلبين، تعرف على التعاليم الإسلامية من صديقه ابراهيم سالم في الكويت، ومع هذا لم يشعر باي ايمان روحي نستذكر مقولته إن الأيمان بالرب في القلب، دلالة اختلال الاعتناق الديني لديه ببعده عن بيئة أبيه المسلم ....

- ثيمة إشكال هوية أحد أبطال الرواية الأبن عيسى أبن راشد ثمرة الزواج المرفوض من أفراد العائلة بسبب صعوبة مواجهة المجتمع والإفصاح عنه كحفيد، ونكران نسبه أبسط الحلول، ولأنه سيجلب العار لهم واعتباره فأل سيء كما تعتقد الجدة غنيمة ، ورغم مرور جيل وتغير كثير من الأحداث إلا أن الوضع سيتكرر معه بعدم احتضانه كما حدث مع أمه جوزافين وجعله بمنزلة الخادم بسبب ملامح وجهه الفلبينية ما عدا صوته الذي ورثه من الأب يثبت صدق نسبه عند الجدة ...

- كذلك طرح الروائي قضية الـــ (بدون) في الكويت ثيمة فقدان الهوية، من خلال شخصية غسان احد اصدقاء راشد المقربين من العائلة، نقرأ من سيرته: ولد ونشأ وترعرع في الكويت، مؤلف الأغاني الوطنية وعازف على العود أثناء الاحتلال العراقي كان يعمل مع زمر الثوار وأحزاب الدفاع عن الكويت، ورغم ما قدم من تضحيات حينذاك لم تبرر وطنيته في دستور البلد، وغير معترف به كمواطن من الدرجة الأولى، دلالة سمة التمايز الغريب والعلني الذي يحط من كرامة الأنسان ويبغض وجوده كمواطن ينتمي لمسقط رأسه ، يعيش بلا حقوق وترفضه عائلة حبيبته (هند) حين يتقدم طالبا الزواج منها، والتي هي أخت صديق العمر راشد تبعا لقانون العادات والتقاليد، وأيضا كي لا يتلوث نسب العائلة ويمس كيان الأسرة ...

- ثيمة الاهداء فيه الكثير من المشاعر الحميمية لأصدقاء عيسى " الراوي" ايحاء لمرح الشباب دلالة محبته لهم نعتهم بالمجانين، عبارة عفوية دعابية التعبير قالها عيسى حينذاك، ساخرا من طيش الموقف بلقائه الأول مع مجموعة شباب من الكويت أثناء رحلة ليلية في سفرهم لبلد أمه الفلبين، وسوف يلتقي معهم في بلد أبيه لاحقا بتدبير الصدف، و رغم قصر مدة التعارف وطبيعته الطارئة بانسجامه العابر معهم بقى أثرها في نفسه، سيتعرف القارئ خلال السرد وما تضمنته ذكريات لن ينساها، وسنرى استمرارية العلاقة تحكمها الظروف في بلد صغير مثل الكويت أضافة ما سيتبقى من ذكرى هويته العالقة في جذور ولادته وتعاطفهم معه فما يختزن إلا ما تبقى من ودهم وتواصلهم بإسم هويته ...

- ومنه نستنتج ثيمة علاقات صداقة متقطعة باستمرار الزمن نستبصر منها روح الشباب المحب للتغيير بعيدا عن سلطة الوالدين وقيود المجتمع وضغوطه التقليدية، مما حرى به التنويه عنها بالإهداء لهم في مقدمة الرواية عرفانا لهم ...

ختام:

- ينتهي السرد بالتفات عيسى لوطن أمه بعد محاربته بعدة طرق وقطع رزقه بنفوذ اخواته وموافقة جدته فيعود للفلبين كملاذ استقرار ليكْون أسرة، يتزوج بنت خالته وينجب ولد يشبه سمار وملامح والده يسميه راشد، هكذا يسدل السنعوسي الستار على أحداث الرواية بقصد اعادة التاريخ بروتين المعاناة، للدلالة على تكرار ضياع الهوية مع راشد الأبن أيضا، فهل يثبت هويته المسروقة ...؟؟؟؟ نترك القراءة لإطلاع القارئ.

- رغم طول الرواية إلا أنها لا تمل بما تجلى بها من صدق المشاعر وتفاعل الكثير عما تحمله من رسالة خطية لعدة مواضيع مترابطة أبدعها الكاتب بسرد الأحداث بسلاسة بسيطة متينة المعنى جميلة التعبير، تترك للقارئ فترة توقف وتأمل واستبصار وتأويل، برؤى بصرية للصورة الخيالية لنستكفي من الحدث آفاق الرؤيا بحقيقة تأثر كفلم سينمائي نتابعه بعيوننا وقلوبنا، انسياب الأحداث ببنية ترابط لأهمية الموضوع، وطريقة طرح الفكرة بأسلوب مؤثر يمسك شغف القارئ بمتعة المتابعة ممسك بخيط الحدث بلا متاهة تقطع سلسلة أفكاره ليُقلِب رأيه ويحفز رؤياه وهناك مثل معروف يقوله العارفين تذكرته بمقصود الرواية: (هذا ما جناه علي أبي)...

 

قراءة: إنعام كمونة

 

في المثقف اليوم