دراسات وبحوث

الأشباح والأرواح (8): النبي محمد.. إرادة الإبداع وقلق الشك واليقين

mutham aljanabi2القلق ليس مصدر الحركة الدائبة للهواجس والشكوك فقط، بل ومعذّب الأنا في معاناتها بلوغ نفيهما باليقين. وعادة ما يتخذ ها النفي في مراحله الأولى صيغة "التنكيل بالنفس"، باعتباره أسلوب الوعي الذاتي المتراكم في نفي الشكوك. ونعثر على هذه الحالة في وحيه الذي خاطبه مرة وهو في أوج التذبذب بين الشك واليقين قائلا:{لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين}[1]، أي لعلك قاتل نفسك غما كونهم لا يؤمنون بما تقول. ذلك يعني أن الشك هنا هو الصيغة المقلوبة لليقين، كما أن الهواجس البالغة حد الجزع هي الصيغة المقلوبة لمعاناة الأنا المحمدية في استصراخها الرغبة الصادقة كي يستمع إليها قومه ويرون ما في "آياته" من بساطة هي عين الحقيقة. بحيث جعله يستغرب لا مبالاتهم الباردة ويستنكرها بقدر واحد. مع أنها بسيطة للغاية. ولا تحتاج إلى كبير عناء من اجل معرفة آلية فعلها. وقد أشار وحيه إلى هذه الآلية ببساطته المعهودة في مخاطبته إياه:{انك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين}. وهي حقيقة! إذ كيف يمكن للمرء إيصال صوته للموتى ولمن ولى الأدبار، أي لكل أولئك الذين لا قلوب حية بين جوانحهم، ولا سمع يسترقون به الإنصات إلى نبضات الحياة. وإذا كان الأمر كذلك، فليس هناك من معنى للجزع وتأنيب النفس، بوصفه اليقين الجديد الذي جعل وحيه يخاطبه لاحقا {وما أنت بهادي العمى عن ضلالتهم}[2]. وإذا كان الأمر كذلك، {فلا تذهب نفسك عليهم حسرات}[3]. وتشير هذه النصيحة إلى بلوغ وحيه الذاتي نقطة القطيعة مع حالة الصم والبكم والعمى التي تصيب البصر والبصيرة في تأمل ما يقول. وهي حالة قد تولد اليأس والقنوط. لكنها تبدو "طبيعية" على خلفية كون الكلام القرآني ليس جديدا في مفرداته. أما كيفية ونوعية قراءته للوجود ومشاكله وإشكالاته فقد كانت مثار السخرية والاستهزاء والتشفي والجفاء.

ويصعب علينا الآن حساب أو معرفة تكرار هذه الحالة. لكن مجرد ارتقائها إلى مصاف الوحي المجسد في "آية" قرآنية يعكس تحول كميتها إلى نوعية. ومن ثم احتوائها على قدر المعاناة الفعلية التي واجهها محمد في محاولاته الحثيثة إقناع العرب الوثنيين بضرورة الارتقاء مما اسماه لاحقا بالجاهلية إلى الإسلام. وأدت هذه المحاولات بصدودها المتكررة إلى أن يخاطبه وحيه يوما قائلا:{كتاب انزل عليك فلا يكن في صدرك حرج منه}[4]. أو أن يقول له:{قد نعلم انه يحزنك الذي يقولون، فإنهم يكذبوك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون}[5]. بل وصل به الأمر في إحدى المرات انه تمنى لو يولي هربا إلى أعماق الأرض السحيقة أو إلى أعالي السماء من اجل أن يمسك بكل ما يمكن مسكه من اجل أن يصرخ بوجوههم:"خذوا ما تريدون أيها الجهلة!". إلا أن إصراره هذا انقلب كالعادة إلى آية تقرأ معاناته الذاتية من خلال توجيه الصراخ والتهمة إليه، كما نراها في عبارة:{إن كان كبر عليك إعراضهم فان استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء فتأتيهم بآية… لا تكونن من الجاهلين}[6].

وقد كان هذا التوبيخ العنيف والنقد العارم موجها ضد كيانه لا كينونته، كما نراه في صعود فكرة الصبر القرآنية وجوهريتها بالنسبة للإيمان والإنسان. إذ نعثر فيها على حالة نفاذ الصبر وتوكيد ضرورته بوصفه فضيلة كبرى. فالصبر إحدى الفضائل، التي رفعتها العرب في مجال الكلمة والرؤية والأخلاق إلى مصاف المطلق. إذ لم يعن اشتقاق الجميل من الجمل (الصبر) سوى الالتقاء الروحي الأوسع لما سيدعوه الإسلام لاحقا بوحدة الجمال والجلال. إذ نعثر على هذه الفضيلة في أول تراكم فعلي ضد اشتداد التحدي والعذاب الداخلي لمحمد في مجرى مواجهته ردود العرب وصدودهم. وليس مصادفة أن نرى تحول فكرة الصبر إلى علامة الإيمان لمن ينوي النجاح وتجنب الخسارة كما في قوله {والعصر. إن الإنسان لفي خسر. إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر}[7].

فقد كانت المواجهة الفعلية ضد الوثنية العربية تتسم بالشمول من حيث آفاقها ومضمونها التاريخي والروحي. أنها لم تكن معركة عابرة في رمال متحركة، بقدر ما كانت معركة ضد صحراء الروح القاحلة. من هنا ثقلها الشديد. كما نعثر على هذا الإحساس في عبارة {إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا}. وهو ثقل يفترض الثبات في المواقف. بمعنى تربية الإرادة لا كسرها. مما جعل من مواقفه المتغيرة والمتبدلة والمتنوعة والمختلفة قوة متوحدة من حيث النية والغاية. من هنا بدايتها بالصبر وانتهاءها به. فقد طالبه وحيه مرة بالصبر والهجران الجميل قائلا {واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا}[8]. واستحثه مرة أخرى بقوله {فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون}[9]. وألزمه في أخرى بالثبات فيه لأنه لا مضيعة مع الصبر كما في قوله {واصبر إن الله لا يضيع اجر المحسنين}. فقد أوصلته تجارب التحدي الذاتي إلى أن المرء لا يستطيع بلوغ مرام الخير الكبير دون الصبر. وهي فكرة حددها الوحي بعبارة تقول بأن، {ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها إلا الصابرون}[10]. وإذا كانت هناك صعوبة في بلوغ المرام، فإن الأرض واسعة للصابرين، وضيقة لمن لا صبر له كما في قوله {ارض الله واسعة وإنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب}[11].

لقد أوصله وحيه الذاتي في مجرى الصراع والتحدي الشامل للوثنية إلى حقيقة بسيطة تقول، بأن الصبر هو الجوهر الروحي للأعمال الكبرى. ذلك يعني أن حجم المعاناة الدائمة لمحمد غالبا ما كانت تضعه أمام شكوك واسعة وعميقة بجدوى ما يقوم به أمام الآذان الصماء والأعين العمياء والبصيرة الميتة للعرب الجاهلية. إذ لا تعني "ارض الله الواسعة" سوى محاولة الخروج من ضيق الأرض النفسية التي كانت تخنقه بين الحين والآخر. وقد عصفت به هذه النتيجة فيما يبدو بحيث اختمرت في مطالب ثلاثة كبرى سجلها الوحي. الأول وهو إتباع ما يوحى إليه كما في قوله {اتبع ما يوحي إليك واصبر}[12]. والثاني تعلم الصبر بوصفه شوكة العزيمة كما في قوله{فاصبر كما صبر أولوا العزم من الأنبياء}[13]. والثالث تحويل الصبر إلى أسلوب بناء الإرادة الشخصية كما في قوله {يا أيها الذين آمنوا تصبروا وصابروا واتقوا الله لعلكم تفلحون}[14]. إننا نعثر في هذا التدرج التاريخي للوحي أيضا على تراكم المعاناة وحجمها في تربية الإرادة الفاعلة بمعايير الحق المتسامي. بمعنى الانتقال التدريجي والصعب من قلق العقل والوجدان إلى يقين الإرادة الفاعلة. ولا يمكن بلوغ هذا التحول حالة الصفاء والهدوء التام. مما يشير بدوره إلى أن الوحي العميق هو صراع حاد لا يهدأ في كل مسام الروح والعقل والجسد.

إذ لم تكن المطالبة الدائمة بالصبر ورفعه إلى مصاف الفضيلة المطلقة سوى الوجه الظاهر لباطن النقد الدائم في شخصية النبي محمد ومعاناته الذاتية. فالوحي ليس كلاما ساريا للعقل واللسان، بل معاناة الإبداع المكثفة للظاهر والباطن. وفيه تنعكس عوالم محمد، وكذلك الأبعاد الأكثر إثارة وحساسية في مجرى صراعه من اجل الحق. إننا نرى فيه شخصية محمد الظاهرة والباطنة، ودهاليزها الخفية المكشوفة أمام النفس العلنية والملأ. فالوحي أشبه ما يكون بأشعة ريتنغن في كشفها لكسور الروح ومعاناتها في المواقف. ففي هذه المواقف تتكشف معاناة محمد التي أفنته أحيانا أمام قلق العقل وحيرة الضمير واندهاش الوجدان. لكنها كانت تصنع في الوقت نفسه حدس اليقين المتنوع في التوبيخ والنقد والمطالبة والكف والعمل، أي عالم كينونته المتصيرة في المواقف. فتارة يدعوه بالمجاهرة والتحدي بعبارة:{اصدع بما تؤمر واعرض عن المشركين}، وتارة يذكره بما ينبغي فعله بالخروج عن لهو الحصول على تأييد من لا يعتد به كما في قوله {عبس وتولى. إن جاءه الأعمى. فأنت عنه تلهى. كلا أنها تذكرة}[15]. وتارة ينهره بعدم طرد {الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه فتكون من الظالمين}[16] لا لشيء إلا لأنهم فقراء أو ألحوا على شيء يلهيه عن شيء. وتارة يوضح له حدوده الخاصة باعتباره كيانا عاجزا عن تغير طبيعة الأشياء كما في قوله {أفأنت تسمع الصم أو تهدي العمى ومن كان في ظلال مبين}[17]. وتارة يحدد له حدود العدالة الأبدية القائمة وراء تمنيات المرء وإرادته كما في قوله {فأما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون، أو نريك الذي وعدناهم فإنا عليه مقتدرون}. وتارة يضعه عند حدود الإدراك الواقعي لقدراته الذاتية، بمعنى مطالبته بألا يدرج المستقبل في صلب ما يريد، انطلاقا من أن المستقبل فعل لا تحدده مشيئة الفرد أيا كان، بمعنى تحرير الرؤية من اعتبار الأنا كلية القدرة في التحكم بالغيب كما في قوله {ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله. واذكر ربك إذا نسيت وقل "عسى إن يهديني ربي"}[18]. وتارة يأمره بان لا يجعل أحكامه جزء من رغبات الآخرين أيا كانت منزلتهم منه، كما في قوله "حرام علي"! لتهدئة زوجته حفصة بعد أن عثرت عليه وهو يواقع مارية القبطية على فراشها كما في قوله {يا أيها النبي لم تحرّم ما احلّ الله لك فتبغي مرضاة أزواجك والله غفور رحيم}[19].

كما نرى انتقال وحيه إلى أعمق أعماق معاناته الذاتية التي تجعله أحيانا يشعر بالإحباط وأحيانا يتنازل عن قيمه الكبرى أو ينزلق عن مسار "الصراط المستقيم". وتكشف هذه المعاناة عن أن بلوغ اليقين لم يكن هينا أو سهلا. لقد كان بلوغ اليقين سلسلة من الاقتراب والابتعاد عن جادة الصواب، والإشراك والإيمان، وإتباع الهوى والابتعاد عن الحق، والوقوع في شراك المنافقين والكفرة. ولم يكن هذا الخروج عن "صراط" الاستقامة أمرا غريبا بسبب ما تواجهه الإرادة المعذبة في مجرى تحديها الفاشل لجدار الصمت، وانعدام المبالاة، والغرور، والانغماس في الرذيلة، والتقليد. فقد خاطبه وحيه الذاتي مرة قائلا: {إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضلّ وما لهم من ناصرين}[20]. وأنّبه مرة أخرى على محاولاته أن يكون خليلا لمن تحداهم في صلب دينه الجديد كما في قوله: {لولا إن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا}[21]. بحيث جعله ركونه في إحدى المرات اقرب إلى الوقوع تحت تأثير قريش، مما جعل وحيه يوقفه عند حده مخاطبا إياه:{إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد}[22]. بحيث حذره مرة بحدّ العقوبة كما في قوله {ولقد أوحينا إليك والى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين}[23]. من هنا تحذيره الصارم إياه بعبارة {ولئن اتبعت أهواءهم بعدما جاءك من العلم، ما لك من الله ولي ولا واق}[24]. وبالتالي مطالبته إياه بإتباع الشريعة التي هو عليها وأن لا {يتبع أهواء الذين لا يعلمون}[25]. بينما طالبه في حالة أخرى بعبارة {يا أيها النبي اتق الله! ولا تطع الكافرين والمنافقين}[26]. وأمره في حالة أخرى بعبارة {فاستمسك بالذي أوحي إليك، انك على صراط مستقيم}[27]، وأكملها بأمر إضافي يقول فيه {واتبع ما يوحى إليك من ربك}[28]. إذ تعكس هذه الأوامر طبيعة وحجم الهواجس المتنافرة والعواطف المتقلبة والالتباسات العملية التي كانت تثير في أعماقه أحيانا الشك بكل ما كان يقوله ويفعله. ووجدت هذه الشكوك انعكاسها في وحيه الذي خاطبه مرة قائلا:{فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك، فاسأل الذين يعرفون الكتاب من قبلك}[29]. بل وحاول إقناعه بأن ما يجيئه هو {الحق من ربك فلا تكونن من الممترين}[30]. وأحاله إلى "أصحاب الكتاب"، انطلاقا من أنهم {يعلمون انه منزل من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين}[31]. ووصلت به الشكوك مرة بحيث خاطبه الوحي قائلا:{لا تكونن من الذين كذبوا بآيات الله فتكون من الخاسرين}[32]. ويشير هذا الخطاب إلى حد القطيعة الممكنة في أعماقه التي تراكمت في مجرى التحدي العنيد من جانب العرب الوثنية. فقد كان يشعر أحيانا وهو في خلوته وبين إتباعه بأنه وحيدا. بحيث جعلته هذه الحالة يود ويرغب ويسعى للحصول على تأييد من أي كان من اجل تلبية شعور الفوز والحق. بينما كان تأمل تجاربه ومعاناته الداخلية يوصله إلى إدراك قيمة اليقين المجرد عند حالات الهبوط والسقوط والجزع. بمعنى افتراض البقاء ضمن الإيمان، واليقين بأن المطلق هو الله وحده. من هنا مخاطبة الوحي إياه: {ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك، فإن فعلت ذلك فانك إذا لمن الظالمين}[33].

إننا نقف أمام خط بياني متعرج يعكس تعرج محمد في معاناته التي جعلته مرة يتزحلق عن جادة الحق وينحرف عنها مرة أخرى، بل ويدغدغ الشرك مزاجه وتأمله، بما في ذلك استعداده لطاعة الكافرين وتكذيب ما جاء هو به. إذ لم تعن "نحن ثبتناك" و"الله رادك إلى معاد" و"إن أشركت لتكونن من الخاسرين" و"اتق الله" و"لا تطع الكافرين" و"لا تكونن من الممترين" و"الذين كذبوا"، سوى الصيغ المكثفة لحجم المعاناة والشكوك التي كان تعتريه. لكنها في الوقت نفسه تشير إلى أن الشكوك الكبرى على قدر الغايات. وأنها حالما تحرق العقل والوجدان، فإنها تتحول إلى يقين متسام!

 

ا. د. ميثم الجنابي

...................

[1] القرآن: سورة الشعراء، الآية 3.

[2] القرآن: سورة الروم، الآية 53.

[3] القرآن: سورة فاطر، الآية 8.

[4] القرآن: سورة الأعراف، الآية 2.

[5] القرآن: سورة الأنعام، الآية 33.

[6] القرآن: سورة الأنعام، الآية 35.

[7] القرآن: سورة العصر، الآية 1-3.

[8] القرآن: سورة المزمل، الآية 10.

[9] القرآن: سورة الروم، الآية 60.

[10] القرآن: سورة القصص، الآية 80.

[11] القرآن: سورة الزمر، الآية 10.

[12] القرآن: سورة يونس، الآية .109

[13] القرآن: سورة الاحقاف، الآية 35.

[14] القرآن: سورة آل عمران، الآية 200.

[15] القرآن: سورة عبس، الآية 1-2، 6،10-11.

[16] القرآن: سورة الأنعام، الآية 52.

[17] القرآن: سورة الزخرف، الآية 40.

[18] القرآن: سورة الكهف، الآية 23-24.

[19] القرآن: سورة التحريم، الآية 1.

[20] القرآن: سورة النحل، الآية 37.

[21] القرآن: سورة الإسراء، الآية 74.

[22] القرآن: سورة القصص، الآية 85.

[23] القرآن: سورة الزمر، الآية 65.

[24] القرآن: سورة الرعد، الآية 37.

[25] القرآن: سورة الجاثية، الآية .18

[26] القرآن: سورة الأحزاب، الآية 1.

[27] القرآن: سورة الزخرف، الآية .43

[28] القرآن: سورة الأحزاب، الآية 2.

[29] القرآن: سورة يونس، الآية 94.

[30] القرآن: سورة يونس، الآية 94.

[31] القرآن: سورة الأنعام، الآية 114.

[32] القرآن: سورة يونس، الآية 95 .

[33] القرآن: سورة يونس، الآية .106

 

 

في المثقف اليوم