تكريمات

أبجديات سماوية خالدة

كلك الشعر والوفا والعهود      أيها السر مذ حباك الوجود

تتسلى على رماح الشظايا           وتغني كما ترى وتجود

ليت شعري يقول شيئا جديدا      كل شعري إليك نقص أكيد

فالقوافي تموت دونك حبلى       إن تشظت ففيضها مسدود

كيف نزهو بألف ظلم تولى           وعلينا يجف نهر وعود

يابسات شفاه شعر المنايا           وتنامت على أسانا القيود

رب فيض يقول هذا شعاع          رب ظل يموت كيف نسود

غربة الشعر علمتنا أسانا                 فبكينا أماتنا الصيهود

ليت سلمى تفيض عطفا علينا      لا سعاد  ولا منى أو خلود

لعبة الحكم علمتنا بكانا              نحن نبكي وشعرنا مطرود

فغريب أراك لست بعيدا                 وقريب إليك قلب ودود

افلق الشعر كل سيل عتيد           وتنامى على صداك البعيد

ليس من مات دون أهله شيئا    إنما الميت في قرانا الشهيد

تتعالى على الضمير الخطايا     كم بلتنا على الجراح اليهود

حين أودت خرائب الذل نجما        فتباهى على العناد يزيد

غصة الدهر هكذا سوف تمضي     نصف شعبي طواه جوع عنيد

فصرخنا وليس يسمع مجد           وتعبنا وضاع ذاك البريد

لاحياه رأيت ممن تنادي              بلغ الصمت لاشهاب وليد

سوف تبقى تئن تبكي عراقا          ذبحته من الطغاة القيود

نكبة الدهر قد يساوي عظيما       عنده اليوم حيث فيه البليد

ألف سيف يكر بل ألف شمر              يتمادى وكربلاء تعود

كيف يصفو المقال والقتل درب    أين يسمو كما تظن السعود

غانيات وألف سر مباح             ونزيف طواه منك النشيد

ياسماوي ألف عذر غنائي            وغنائي إليك سر وحيد

تشمر النار كي تضيء سحابا   إنما الخوف في قراك العميد

تفضح الخيل لو دنت لسباق       كلت الريح بل تطيح الغمود

كم نطقت البيان جيلا وجيلا       قلته الحق إذ تموت القرود

كيف أوثقت خيطها في دروب        حيث رؤياك في صداك الجدود

حجة الشعر حين تطوي رحالا     والمعالي إليك تلك الشهود

حين قوضت سيدا من مناه             وتمردت حين مل العبيد

صرت كهلا وكيف تيأس يوما       ياسماوي مل منك الحديد

لا طغاة تعيش عمرا طويلا        حيث تهوى صروحها وتبيد

تسمعن العراق صرعى جباه             كل يوم وما أتاه جديد

تفتل الدين قبلة في صدانا              إنما الحق للإله السجود

ياسماوي كل أم تراها                  مثل يحيى الحياة أم ولود

إن قومي تموت في القهر لكن         سوف تصحو يعود يوما ثمود

كل شعر إليك يبقى صغيرا         كل شعري فلن تزف الوفود

إيه يحيى وكل مبدع شعر      سوف يرقى ولن يموت القصيد

مبدع الدهر انه الشعر صوت       حين أبدعت هكذا هل تحيد

حاتم الدهر حين جاد بخيل          أنت في الدم واللسان تجود

امرؤ القيس كان يحلف عهدا    ليس يؤذيه في الرهان الحسود

أنت أعطيت كل شي جميل       وعلى الصمت طل نهر ورود

أنت تدري الحياة عمرا قصيرا     أينما عشت قد أتاك النفود

لن تبيع العراق في بحر در      ليس تغويك في الحياة النقود

حين باعوه في مزاد رخيص          حين آذاه ذاك ذئب حقود

فزنود الرجال تبقى سدودا         سوف تحميه في  الصراع الزنود

أتمنى بقبلة منك يحيى                        فوق عينيك قلتها لا أحيد

أنت تبقى إلى العراق نشيدا                ألف طوبى إليك هذا النشيد

 

شعرالدكتور صدام فهد الاسدي

...........................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (عدد خاص: ملف تكريم الشاعر يحيى السماوي، الخميس 1/1/1431هـ - 17/12/2009)

 

 

في المثقف اليوم