تجديد وتنوير

مع اللغوي والمفكر العروبي السوري زكي الأرسوزي

ولد زكي الأرسوزي سنة 1900في مدينة اللاذقية السورية وتعلم في مدارسها ثم سافر الى فرنسا وهناك أتم دراسته الجامعية، وبعد ذلك عاد الى وطنه الأم، سوريا وعمل موظفاً ومعلماً.

انخرط الارسوزي في النضال الشعبي القومي العروبي ضد الأتراك وقوى الانتداب الفرنسي وبسبب ذلك غمد في السجن مرات كثيرة، ولكن السجن لم ينل من عزيمته وارادته فواصل كفاحه ونضاله والتمسك بحلمه السياسي القومي بتحرير الأرض العربية من خلال النهضة العربية السياسية.

شارك الارسوزي في الأندية والأنشطة الثقافية والمؤسسات الاجتماعية والسياسية، وانتسب الى قائمة "عصبة العمل القومي" وأسهم في تأسيس وانشاء حزب "البعث" واصدار صحيفة"البعث" السورية. وفي سنة 1968توفي قبل أن يتحقق حلمه القومي الثوري.

شق الارسوزي حياته الأدبية بكتابة الرسائل، ايماناً منه بتصحيح وجه التاريخ عبر اللغة، واهتم بصورة خاصة باللغة وسعى الى تصحيح الانحطاط العربي وصيانة اللغة والثقافة والهوية العربية، ووضع اللغة العربية الحديثة في موقعها ومسارها القويم من حيث التهذيب الأدبي والعلمي.

وتقديراً لدوره البارز والهام في الحياة الثقافية والسياسية السورية والعربية، أعيد في سبعينات القرن الماضي نشر واصدار أعمال زكي الارسوزي الكاملة في ست مجلدات، ضمت العناوين: "العبقرية العربية في لسانها، اللسان العربي، رسالة اللغة، رسائل البعث العربي، الجمهورية المثلى، مقالات ودراسات".

زكي الارسوزي مفكر عربي قومي وسياسي بامتياز، ومثقف عضوي مقاتل ومحارب في سبيل الحرية والحب والجمال والتسامح الديني والتعددية الفكرية. شارك بقوة ونشاط في حياة سوريا الثقافيه، وامن بالمعنى الوجودي للعروبة، أرضاً وشعباً، حضارة ولساناً، والتزم بقضايا وهموم أمته ومجتمعه وقوميته، وهو صاحب مشروع فكري،فلسفي، قومي، ديمقراطي عميق ومستديم.

خلاصة القول، زكي الارسوزي وجه ثقافي مشرق حاول عقلنة السياسة وتهذيب الأخلاق والحفاظ على القيم الجماعية وتقويم اللغة والتاريخ، وطمح دوماً الى تقديم أفكار تغيرية جديدة، أكثر حداثة وقدرة على أحداث التغيير والثورة في عقل وعالم الانسان العربي.

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1274 الجمعة 01/01/2010)

 

 

في المثقف اليوم