تجديد وتنوير

أعطال النخب المثقفة: المثقف في ورشة علي حرب النقدية

خديجة ناصريإن كل متتبع لمسار الفكر الفلسفي العربي المعاصر تمثل أمامه شخوص فكرية بارزة لكل منها وجهة فلسفية تتميز بالفرادة والتنوع سعيا لبث روح التجديد في كيان الفكر العربي، الأمر الذي أسهم في اثراء هذا الفكر سواء من حيث المشارب التي تستقى منها المعرفة أو التيارات الفلسفة التي تفرزها. ولعل من الأمور التي لم تعد تخفى على أي مشتغل في حدود هذا الحقل المعرفي الفلسفي، أنّ "علي حرب" من الوجوه الفلسفية التي جعلت من النقد عنوانا لمشاريعها، بحيث يمارس النقد ساعيا إلى تفكيك ما يتم تداوله من مقولات في كل خطاب أو مشروع إيديولوجي. ومقولة المثقف تعد من أهم المقولات التي اشتغل عليها وعمل على تفكيكها وتعريتها ليظهر ما تستبطنه من أوهام ومغالطات، ومن هنا نتساءل:

كيف تصور علي حرب المثقف؟ وما هي الدواعي التي دفعت به لتقديم قراءة نقدية للمثقف؟ ما هو مفهوم المثقف من منظور علي حرب؟ وما هو البديل المعرفي الذي يقترحه ويشرع له؟ أو بصيغة أدق من هو المثقف الذي يبشر به ويدافع عنه؟

أولا: في مفهوم المثقف عند علي حرب:

يذكر "علي حرب" في كتابه "الإنسان الأدنى" عبارة يقول فيها "إنّ علة كل شيء تكمن في مفهومه بالدرجة الأولى"، ولذا فإنّ تحديد المفاهيم وقولبتها في صيغة أكاديمية من الأمور الواجب الاشتغال عليها لأنّ قوة المفهوم وأثره، كخبرة وجودية، وكتجربة فكرية، وكتركيبة ذهنية، كما يوضح ذلك علي حرب، أنّه يفترع و يقترح إمكانات جديدة للتفكير والعمل، بقدر ما يمتحن بمفاعيله وحيويته والطاقة المبثوثة فيه والقيم التي يشتغل بها وعليها متمثلة في التنوير والتغيير، قدرة المرء على التصنيع والتحويل أو على التخطي والعبور لإعادة البناء والتركيب. ومن هنا تكمن أهمية تحديد الصيغة المفاهمية لمصطلح المثقف في الإطار الدلالي والمعجم الفلسفي الخاص بقراءة علي حرب النقدية.

يعتبر "علي حرب" أنّ مفهوم المثقف، شأنه شأن أي مفهوم آخر، ليس مفهوما بسيطا إنّما هو مفهوم مركب، يؤلف شبكة من التصورات والصور والاستعارات التي تشكل حاشيته أو بطانته، ويندرج ضمن سلسلة من الثنائيات والتعارضات التي تحدد شرط إمكانه. بهذا المعنى فهو يشكل كثافة مفهومية ينبغي اختراق طبقاتها، ويعمل كجهاز مركب ينبغي تفكيك آلياته.

فالمثقف حسب "علي حرب" لا يمكن ضبطه أو تصنيفه ضمن سياق معرفي معين أو تقديمه في صورة أو هيئة محددة المعالم، ويتضح ذلك في قوله: "أعني بالمثقف في المقام الأوّل من تشغله قضية الحقوق والحريات، أو تهمه سياسة الحقيقة، أو يلتزم الدفاع عن القيم المجتمعية أو الكونية، بفكره أو سجالاته، أو بكتاباته ومواقفه، قد يكون المثقف طوباويا أو عضويا، ثوريا أو إصلاحيا، أو قوميا أو أمميا، اختصاصيا أو شموليا، متفرغا لمهمته أو غير متفرغ، وقد يكون شاعرا أو كاتبا أو فيلسوفا أو عالما أو فقيها أو مهندسا، أو أي صاحب مهنة أو حرفة، ولكن أيا كان نموذج المثقف وحقل اختصاصه أو مجال علمه فهو من يهتم بتوجيه الرأي العام، فهذه صفة المثقف ومهمته، بل هذه مشروعيته و مسؤوليته"[1].

بهذا المعنى فالمهمة التي ينتدبها "علي حرب" لا تكمن في اقتراح مفهوم أكاديمي في صيغة لغوية منهجية تعدد خصائص وميزات المثقف، وتبرز المهام التي يجب أن يؤديها بقدر ما يسعى لموضعة المثقف في السياق التاريخي الذي يعيش فيه، وإخضاعه لسلطة الواقع بحيث يغدو المثقف خالق للحقيقة، بالشكل الذي يجعل الأفكار تظل في حالة اشتباك وتواصل دائم مع الواقع، تؤثر فيه وتتأثر به، وبذلك تكون في حالة تشكل مستمر، بحيث لا الأفكار وحدها هي التي تتغير، بل أشكال العلاقة بها تكون عرضة للتغيير كذلك.

ومن هنا يميز "علي حرب" بين المثقف والمفكر، لأنّ هذا الأخير حسبه صانع أفكار، مبتكر مفاهيم، وخالق بيئات مفهومية، يهتم بتفكيك العوائق الذاتية للتفكير، كما تتمثل في عادات الذهن وقوالب الفهم وأنظمة المعرفة وآليات الخطاب، على النحو الذي يتيح له أن يبتكر ويجدد، وهذا ما يوسع من احتمالات الاختلاف بينه وبين المثقف الذي يهتم بهويته الفكرية على حساب رصده للواقع وصنعه للحقائق وفق معطيات ذلك الواقع، وبتعبير آخر فإنّ المثقف بحسب رؤية "علي حرب"، يقصر اهتمامه على تأكيد نسبه إلى معتقده الفكري، مما قد يدفعه لإنكار الوقائع، أو تعديله للحقائق أو تزييفها لتتلاءم وما يعتقد فيه ويدعو إليه. ثم إنّ التفكير ليس ميزة الفلاسفة وأهل المعرفة وحدهم بل هي ميزة الإنسان، وليس حكرا على أحد دون آخر. ولذلك يفضل التعامل مع الإنسان على أنّه ذات مفكرة بوسعه تقديم أفكار، أو صناعة أشياء، أو بناء تصورات، تسهم في خلق فضاء يكون ورشة عمل تتلاحم فيها إبداعات الإنسان وابتكاراته.

ثانيا: في نهاية المثقف واستقالته (نقد علي حرب للمثقف):

يهاجم "علي حرب" فئة المثقفين في نزعة تعنيفية بلغت حد القسوة والتجريح، وتعدى ذلك في أحيان كثيرة إلى حد التعرية. من خلال هجومه على أفكارهم ونخبويتهم ودورهم، داعيا إلى ضرورة تواضع المثقفين لأنهم بلغوا درجة من الهوان والتفكك والاستقالة بحيث لم يعد لهم أي تأثير على المستوى الواقعي لأنّهم قد أصرفوا في التمسك بهوياتهم والتعلق بأوهامهم، يظهر ذلك في قوله: "فليتواضع المثقفون، بعد أن وصلوا إلى هذه الحالة من الضعف والتضعضع. فالجماهير ليست مادة لعملهم أو آلة لمشاريعهم وأفكارهم. إنّهم لم يعودوا طليعة أو نخبة، ولم يعد بمستطاعهم أن يتصرفوا بوصفهم متعهدي الحرية أو وكلاء الثورة أو أمناء الوحدة أو حراس الهوية "[2]. وقد خلص "علي حرب" إلى ذكر حزمة من أوهام استبدت بعقول المثقفين وعششت في خزائنهم الذهنية حاجبة عنهم شموس الحقيقة وهي:

1- نقد المثقف بما هو نهاية للمشاريع:

انتهى "علي حرب" إلى إعلان موت المثقف كنهاية للمشاريع لأنّ المثقف بات أعجز من أن ينير الناس أو يرسم لهم الطريق والعلة بحسبه تكمن في:

أ- المثقف وثقافة النخبوية:

لقد سكن في عقول النخب المثقفة نزعة نرجسية استعلائية اصطفائية وهذا ما دفع "علي حرب" إلى دعوة المثقفين للاعتراف أنّهم ليسوا قدس الأقداس ولا رسل الهداية بل هم أصحاب مصلحة وسلطة يشكلون مجموعات لا تتقن سوى انغلاقها النرجسي وانعزالها النخبـــــــوي وهي تســـــــعى إلى احتكــــار السلطة والمشروعية، يستخدم المثقف في ذلك سلطته الكلامية والكتابية كوسائل لبلوغ مساعيه وأهدافه التسلطية والاستبدادية، فكثيرا ما نجده مفتونا بشعارات عريضة، يتعامل مع أفكاره بصورة ماورائية أسطورية حيث أنّه يهتم بنسق الأفكار لا بمجريات الواقع، فيشتغل دائما بحراسة الأفكار ومعنى الحراسة التعلق بالفكرة كما لو أنّها أقنوم يقدّس أو وثن يعبد، على ما تعامل المثقفون مع مقولاتهم وشعاراتهم. هذا التعامل هو مقتل الفكرة بالذات، إذ هو الذي يقف حائلا دون تجديد العدة الفكرية واللغة المفهومية، بقدر ما جعل المقولات تنقلب إلى أضدادها في ميادين الممارسة ومجالات العمل، و"علي حرب" ينظر إلى الأفكار على أنّها ليست شعارات ينبغي الدفاع عنها، أو مقولات صحيحة ينبغي تطبيقها، بقدر ما هي أدوات لفهم الحدث وتشخيص الواقع[3]. وهذا ما يستوجب على المثقف التخلص من ولعه وعشقه لذاته وفكره والتفرغ لأداء واجبه المتمثل في الكشف عن الحقيقة ورفع الحجاب عما يخفى من الأمور والوقائع.

ب - المثقف وغياب سلطته الثقافية:

يفتتح "علي حرب" حديثه في هذا السياق بإنكار سلطة المثقف العربي، الذي لم يتسنَ له أن يؤدي ذات الدور الذي تقمصه المثقف الغربي، والسلطة التي يسلط عليها الضوء في هذا السياق هي السلطة الثقافية بالمعنى الذي يساعد المثقف أو الفاعل الثقافي على إجتراح شخوص مفهومية تأطر لكيان مجتمعي قادر على تجاوز الأزمات، لأنّ ما هو حاصل في الوضع العربي أنّه كلما شكلت النخب المشاريع كانت الأسوأ، وأقصى ما يقوم به مثقفونا أن يفاجأوا بما يحدث أو يتفجعوا على المصائب والكوارث، في عالم أضحى يتشكل ويتغير ويتحول على نحو يخالف كل حساباتهم، فهم كما يعبر عن ذلك "علي حرب": "مازالوا غارقين في سباتهم الإيديولوجي لا يحسنون سوى نقض الوقائع لكي تصح مقولاتهم أو نظرياهم، إنّهم يرون العلة في الواقع لا في الأفكار أو في أنماط الفهم أو في طريقة التعامل مع الحقائق. من هنا سعيهم الدائم لمطابقة الوقائع مع مقولاتهم المتحجرة، أو لقولبة المجتمع حسب أطرهم الضيقة أو تصنيفاتهم الجاهزة. بهذا مارس المثقفون ديكتاتوريتهم الفكرية أو عنفهم الرمزي باسم الحقيقة أو الحرية أو تحت شعار الديمقراطية"[4] فالمثقفون يدّعون مثلا الدفاع عن الحرية ويرفعونها شعارا في اعتقاد منهم أنّ بإمكانهم تحرير المجتمعات والشعوب من أشكال التبعية والهيمنة أو من أسباب التخلف والفقر وهم أوّل من يغتالها في أبسط اختبار يلاقيهم، وهذا الاعتقاد يغلب عليه الترويج والاستهلاك لشعارات بغية ازدهار مهنة المثقف، الذي تناسى مهمته الأصلية لصالح مهام أخرى، تلك المهام التي يضطلع بها الكاهن والنبي واللاهوتي والداعية، والسياسي فالمثقفون هم في الغالب الوجه الآخر للسلطة السياسية في ارتكاب المساوئ والمفاسد. إنّهم الوجه الآخر للحاكم الفاسد الذي صنعهم على شاكلته. والأحرى القول كلاهما صنيعة ثقافة بعينها من مفرداتها التأله والانفراد والاستعباد والاحتكار والتكالب والنهب وانتهاك الحقوق[5]. والنتيجة التي يحصدها هؤلاء حسب "علي حرب" الجهل بأحوال العالم وأوضاع المجتمعات المراد تغييرها من جهة، وتغير العالم على نحو يفاجئ المثقفين الغرقى في أوهامهم وجهلهم لقيم الحرية والنهضة والتقدم من جهة أخرى. لذلك على المثقفين أن يتخلوا عن دور الشرطي العقائدي، فحراسة الأفكار يعني مقتلها، وتوظيف طاقتهم وجهدهم بالشكل الذي يساعد على تقديم صورة أوضح لما يجري من أحداث وما يستجد من متغيرات.

2- نقد المثقف بما هو سجين الهوية:

يعني الكاتب بوهم الهوية اعتقاد المرء أنّ بإمكانه أن يبقى هو هو، بالتطابق مع أصوله أو الالتصاق بذاكرته أو المحافظة على تراثه. وهذا الوهم جعل المثقف يقيم في قوقعته ويتصرف كحارس لهويته. سواء كانت هذه الهوية علمانية أو دينية، ولكي يدلل "علي حرب" على موقفه هذا قدّم قراءة نقدية في الخطاب الماركسي على سبيل التمثيل. ففي الخطاب الماركسي ننتقل من الكلام عن تقدم المجتمعات أو على المجتمعات المتقدمة إلى الكلام عن الإنسان التقدمي والفكر التقدمي أو القوى التقدمية. هنا يصبح التقدم كما يقول "علي حرب" تقدمية أي يتحول من فلسفة إلى عقيدة أو ديانة وهنا تتبدى المفارقة في الخطاب التقدمي لدى الماركسيين، فهم سعوا إلى تحرير البشر من عبودية الأديان في حين أنهم تعاملوا مع فكرة التقدم كديانة حديثة يدينون بها. فما هو ظاهر في الخطاب الماركسي هو تقدم التاريخ والمجتمع والفكر، أمّا ما هو متواري في ثنايا هذا الخطاب فهو الوقوف عند زمن معين، هو زمن ماركس الذي جرى التعامل معه كالتعامل مع زمن الوحي لدى الإسلاميين، بمعنى أنه وصل إلى الكمال بحيث أنّ كل ما أتى قبله قد مهد له، وكل ما يأتي بعده يكون امتدادا له. من هنا كانت علاقة الماركسيين بالزمن علاقة رجعية، تماما كما هي علاقة الإسلاميين بأصولهم وهنا مكمن العلة. وقد نتج عن هذا الوهم المستحكم في أذهان المثقفين كنتيجة عملية للتشبث بالهوية الوقوع في وهم المطابقة  وهو وهم ما ورائي مستحكم في عقول المثقفين والمفكرين من عرب وغير عرب، ومفاد المطابقة أنّ الحقيقة جوهر ثابت، سابق على التجربة متعال على الممارسة، يمكن القبض عليه عبر التصورات، والتعبير عنه بواسطة الكلمات، ومن ثمة ترجمته في الحياة العملية وعلى أرض الممارسات. وهذا الاعتقاد ترجم غالبا على نحو سلبي، كما تجلى ذلك في محاولات تطبيق أفكار كالاشتراكية والديمقراطية والوحدة، فضلا عن مقولات زوال الدولة أو نهاية التاريخ أو انتفاء الصراعات بين البشر. هذا الوهم الذي استوطن في عقول المثقفين خلق وضع متأزم بحيث سعوا إلى إخضاع الواقع المتغير والدائم الحراك لمقولات جامدة وساكنة تفتقد الفاعلية اللازمة للخروج من الأزمة، التي تتطلب العمل على نسج أفكار جديدة لا سلخ وتبني أفكار جاهزة تزيد من حدتها وعمقها.

3- نقد المثقف بما هو رمز من رموز الحداثة:

لقد تسلل إلى معجمنا الثقافي كثير من المصطلحات الفلسفية التي أنتجتها الثقافة الأوروبية والتي كان لها الأثر الكبير في تشكل الثقافة العربية المعاصرة كما كان لها بالغ الأثر في بناء المفاهيم المعرفية في خطاباتنا، من بينهما مفهوم الحداثة، الذي تعاطى معه العقل العربي بشكل سلبي زاد من حدة الأزمة ومن عمقها، ولذا فإنّ "علي حرب" يرى أنّ وهم الحداثة هو من أشد الأوهام حجبا وأكثرها إعاقة للمفكر على خلق الأفكار، إذ هو يحول بينه وبين الاستقلال الفكري أو ممارسة التفكير النقدي. ويعني هذا الوهم تعلق الحداثي بالحداثة كتعلق اللاهوتي بأقانيمه أو المتكلم بأصوله أو المقلد بنماذجه. وهكذا فنحن إزاء سلوك فكري يتجلى في تقديس الأصول أو عبادة النماذج أو التعلق الماورائي بالأسماء والتوقف الخرافي عند العصور. وهذا شأن المثقف العربي على العموم، إنّه أسير النماذج الأصلية والعصور الذهبية. بحيث يستوي في هذا الشأن التراثيون والحداثيون، إذ الكل يفكرون بطريقة نموذجية أصولية. فإذا كان التراثيون على اختلافهم، يفكرون باستعادة العهد النبوي أو عصر الراشدين أو العصر العباسي، أو هم يحاولون احتذاء عقلانية ابن رشد أو واقعية ابن خلدون أو قصدانية الشاطبي. فإنّ الحداثيون على تباينهم يفكرون باستعادة عصر النهضة أو العصر الكلاسيكي أو عصر الأنوار، أو هم يحاولون احتذاء منهجية ديكارت أو ليبرالية فولتير أو عقلانية كانط أو جدلية هيغل أو مادية ماركس[6]. وفي الحالتين فإنّ المثقف العربي يظل أسيرا لرؤى لا تنبع من تجربته ومن واقعه إنما هي تنتمي لفضاء وأفق معرفي مغاير لا يمكن أن يتماشى والواقع العربي الراهن.

4- نقد المثقف بما هو إنسان:

يشدد "علي حرب" من خلال كتابه " الإنسان الأدنى" على ضرورة مساءلة مفهوم الإنسان، بإعادة صوغ مفهوم جديد ونسج صورة ترقى إلى المستوى المنشود للإنسان، من خلال تفكيكه وإعادة بنائه، بفتحه على ممكناته واحتمالاته، ومفهوم الإنسان قد تجلى في الأدبيات المعاصرة في شكلين بارزين واللذان يهيمنان على الساحة الفكرية إن كان في العالم الإسلامي أم في العالم الغربي وهما والكلام "لعلي حرب: "الإنسان بالوكالة عن الله، والإنسان بالأصالة عن نفسه، أي الشكل اللاهوتي المداور وغير المباشر، حيث الإنسان خليفة الله وأشرف المخلوقات والكائن الذي سخر له كل شيء، ثم الشكل العلماني السافر والمباشر، حيث الإنسان يحمل المسؤولية عن نفسه بنفسه من دون مرجعية غيبية، ويقدس نفسه بصفته سيد الطبيعة ومالكها، أو بصفته كائنا أعلى وذاتا متعالية يبيح لنفسه كل شيء بقدر ما يعتبر نفسه غاية كل شيء[7].

وفي الحالتين لم يكن الإنسان إلاّ الكائن الجشع الذي يسخر سائر الموجودات لخدمة مطامعه وسعيه لإشباع رغباته في نرجسية متعالية، فكما يقول "علي حرب" فإنّ "الإنسانية ليست هي المستهدفة، بل أمست المشكلة والورطة والمحنة، فالأجدى فتح ملف الإنسان، لأنّه ليس المفتاح ولا الضحية وإنّما هو الجلاد وجرثومة الفساد بمركزيته ونرجسيته، بشراسته وهيمنته"[8]. وبدلا من أن نعتبر الإنسان هو الحل لابد من النظر إليه على أنّه مكمن العلة وسبب ما يعيشه العالم من تصدع و شتات، ليصل إلى القول: "الأجدى أن نعكس الآية لنفكر بطريقة مغايرة، فما نقدسه ونصطفيه وندافع عنه من المبادئ والقيم هو مصدر ما نشكو منه من العلل والآفات أو المشكلات والمعضلات، بمعنى إنّ إنسانيتنا هي مصدر ما يفاجئنا ويصدمنا من أعمال الفساد والإرهاب والاستئصال، بقدر ما هي منبع الجشع والتكالب أو السطو والنهب أو الكره والحقد أو المكر والغدر أو الدناءة والخسة أو العهر والفحش، فضلا عن التوحش والهمجية والبربرية "[9].

وقد يبدو "علي حرب" في هذه الصورة القاتمة التي رسم من خلالها تقاسيم الشخصية الإنسانية في زمننا الراهن بما تستبطنه من مساوئ وما تختزنه من مفاسد، متشائما ويرمي بالبشرية إلى الهاوية و شفى النهاية المأساوية للنوع البشري إلاّ أنه يعتقد أنّ ما نحتاج إليه هو "التمرس بخلقية جديدة يعاد معها بناء الذات على نمط مغاير، بالانخراط في مراس وجودي، بالعمل النقدي المتواصل والمزدوج على الذات، وتوظيف للإرث النقدي التنويري وللمكتسبات العقلانية التداولية، التي يقل معها تعظيمنا لذواتنا، بقدر ما تقوى قناعتنا بمحدوديتنا وتناهينا، لكي نمارس تواضعنا الوجودي"[10]. و"علي حرب" يقر جازما بأننا كائنات استثنائية وسط الطبيعة لما يتمتع به النوع البشري من ميزات، ولكن في المقابل فإنّ ما يخلفه هذا الكائن من كوارث وخرائب، لا يترك أي مجال للشك أو التردد في القول أنّ الإنسان لا يختلف عن غيره من الموجودات إن لم نقل أنّه أدنى مستوى وأحط قيمة ومنزلة ومن هنا تبرز الحاجة لإعادة النظر في مفهوم الإنسان نفسه.

ثالثا: أدوار المثقفين عند علي حرب:

قبل الحديث عن دور المثقف الذي سطره "علي حرب" وأطر كيانه نحاول بداية أن نعدد أصناف المثقفين وأنواعهم في البيئة العربية، والذين يسعى لمجاوزتهم من أجل بناء مفهوم جديد للمثقف، يلتزم بمهام جديدة.

1- أصناف المثقفين:

أورد "علي حرب" في معرض حديثه عن أوهام النخب وأعطالها نماذج من المثقفين الذين أمسوا حسبه "آخر من يفكر فيما يحدث ويتشكل، وأقل من ينتج في مجال الأفكار التي يتداولونها في خطاباتهم، وأضعف من يؤثر في مجريات الأحداث والأفكار، إنّهم باتوا الأقل فاعلية، ليس على المستوى السياسي والمجتمعي وحسب بل أيضا على المستوى الثقافي أيضا"[11]. فمن المثقف الاصطفائي العقائدي صاحب القضية النضالية الذي يدعو إلى مقاومة الغزو الثقافي والاستعمار الفكري، ولكنه عاجز عن التجديد والابتكار، لأنّ إرادة العقيدة تغلب عنده على إرادة المعرفة، ولأنّ هاجسه هو المدافعة والمحافظة لا غير. وبصفته كذلك، أي مروجا لا منتجا للأفكار، فإنّه يزيد الغزو الثقافي غزوا ببياناته الهجومية أو بخطاباته التبجيلية التي تخلو من الأصالة والجدة والفرادة. في حين أنّ ما يهم المثقف المفكر هو إشكالية المعرفة وتجديد أدوات الفكر. إلى المثقف النخبوي الطليعي الذي يحيا دائما داخل أوهامه النظرية، وأطيافه الفكرية، وتهويماته الأيديولوجية، لتزداد بذلك عزلته وهامشيته، فرغم الهزال المعرفي والوجودي الذي صار إليه المثقف ما زال يصر في سعي دؤوب لخداع الناس وإيهامهم بأهمية دوره، كممثل للحقيقة، أو كداعية للقضية الوطنية أو القومية، أو كصوت للحرية والديمقراطية أو كمدافع عن حقوق الأمة....الخ ليتغير العالم على خلاف ما يريد له وهذا يدلل في بلاغة على جهل المثقف بكل ما سعى لتغييره، ويدلل من جهة أخرى على جهله بمجتمعه، بقيم الحرية والعدل والديمقراطية، جهل بمفاهيم الدولة والسلطة والمؤسسة. ورغم تهاوي كل مشروعاته الإحيائية والتنويرية، لم يدفعه ذلك لتغيير طريقة تعاطيه مع الواقع، أو يرشده للتخفيف من حدة اعتداده بمعتقداته وتمسكه بأيديولوجياته، أو يكفه عن ادعاءاته وتهويماته لدوره، كضمير للأمة، أو كطليعة للشعب أو كفرد في صفوة مستنيرة، مع أنّ الواقع أضحى يحاصره ويحرض ضده بعدما تكشفت له هشاشة ادعاءاته، وزيف أطروحاته، لذا يتوجب على المثقف أن يتخلى عن دوره الرسولي والنخبوي، كوصي على الحرية والحقيقة والعدل، لكي يغادر هامشيته وعزلته الراهنة، بعد فشله في أداء هذه المهام. ويمكن القول في هذا السياق أنّ "علي حرب" قد طرح هذه الرؤية متأثرا بما ذهب إليه "مشيل فوكو" من أنّ وظيفة المثقف لا تتعلق بما يجب أن يقوم به الناس، بل أن يبدد ما ألفوه، ويضعه موضع المساءلة. إلى المثقف الداعية أو المبشر الذي يقوم بمحاكمة مجريات العالم محاكمة أخلاقية، انطلاقا من تصورات وتهويمات مآلها نفي الوقائع والقفز فوق الحقائق، في حين أنّ المطلوب والمأمول، ممن يشتغل بالفكر، أن يعيد التفكير في منظومته العقائدية أو عدته الفكرية لكي يفهم ما يحدث أو يعقل ما لا يعقل أو يستبق ما يقع، حتى لا يفاجأ بما لا يتوقع. فالذي يفهم الواقع، يسهم في تغييره وإعادة تشكيله على صعيد الفكر بالذات، وذلك بقدر ما ينجح في إنتاج أفكار ومفاهيم تمتلك وقائعيتها وتغدو هي حدث بحد ذاتها. إلى المثقف النضالي الذي أنتجت تجاربه وأفكاره مزيدا من الاستبداد والتخلف، إلى المثقف الأصولي الذي يعلن "العودة إلى الأصول، فيما هو يعيش في الزمن الحديث والعالم المعاصر، ولكن بالطبع بصورة مقلوبة، سيئة أو عقيمة أو مدمرة"[12]، والذي فرخت رؤاه الإرهاب والقتل والدمار، إلى المثقف البيروقراطي الذي ما فتئ يستخدم أدوات مستهلكة في إدارة الواقع وبناء المجتمع، وهذه النماذج للمثقف على تنوعها اشتغل أصحابها بعبادة النصوص أو الأصول والمراجع، ليفتكوا بحيوية مجتمعاتهم وقواها، فبدل أن يقدموا الحل أصبحوا جزء من المشكلة.

2- من أجل تجديد التزام المثقفين (المثقف الوسيط):

إنّ النماذج المعرفية السائدة منذ عصر التنوير لم تعد تفي بقراءة ما يحدث. بل هي استنفذت طاقتها وفقدت مصداقيتها، بما فيها هذه الأنماط التي مثلها المثقف، فمع استنفاذ عالم الحداثة تنتهي أشكال معرفية متوارثة ونماذج ثقافية مسيطرة ومهمة تاريخية طوباوية، لكي تنشأ أشكال ونماذج وأدوار جديدة تطوي القديمة وتستوعبها في صيغ جديدة للعمل التاريخي وللفعل الثقافي.

إذ لم يعد بوسع المثقف كما يرى "علي حرب" أن يمارس وكالته الفكرية عن المجتمع أو وصايته الخلقية على الناس. فالمثقف في عصر الوسائط وسيط بين الناس، يسهم في خلق وسط فكري أو عالم مفهومي أو مناخ تواصلي، أي ما من شأنه أن يزيد المجتمع من إمكانات التواصل والتبادل والتعارف. أما الدور النخبوي التحريري أو التنويري، فقد أنتج التفاوت والاستبداد والاصطفاء والعزلة عن الناس والمجتمع، فما يتوجب على المثقف الالتزام به الإقلاع عن انتداب نفسه للمهام العظمى التي تتعدى حقل الثقافة والمعرفة "فالمثقفين العرب في معظمهم أنتجوا ممارستهم الفكرية بما يجافي دورهم المفترض، تخلوا عن وظيفة التنوير والإبداع والنقد، وانصرفوا عنها إلى ممارسة وظيفة التبرير والتسويغ والشرعنة، تبرير آرائهم في المؤسسة (السياسية) وتسويغ موقفها، وشرعنة وجودها ووظيفتها"[13]. كما يتوجب عليه أن يهجر دائرة الرؤية الرسولية التي تحجزه في نسيج عنكبوتي يغلفه التوهم بالتفوق على الآخرين، في مقابل الانفتاح والانبساط على العالم وممكناته، لبناء رؤية أكثر شفافية ومصداقية عنه.

وهذا ما دفع الكاتب أن ينهي كتابه الموسوم ب:"أوهام النخبة أو نقد المثقف "بدعوة فصيحة فصاحة نقده للمثقفين وأوهامهم: "الأجدى بالمثقف أن يشتغل على ذاته وفكره، لكي يتحرر من أوهامه النخبوية (...) مختصر القول: ليس المثقف للأمة والمجتمع. إنّه فاعل فكري يسهم في عقلنة السياسيات والمعلومات والممارسات (...) باختصار أشد: المثقف وسيط للحد من الاستبداد والطغيان، بقدر ما ينجح في خلق وسط فكري (...) وأما الدور القيادي النخبوي قد أفضى بالمثقف إلى المؤخرة (...) والقول أنّ المثقف يمكن أن يلعب دور الوسيط الفكري، ليس مجرد اعتباط لأنّه إذا كان العالم يتعولم اليوم من جراء ثورة الاتصالات (...) والاتصال يحتاج إلى وسيط (...) من هنا فإنّ المثقف (...) يشكل وسيطا بامتياز"[14]. وبهذا يتلخص دور المثقف في أطروحة "علي حرب" إلى دور الوسيط في زمن العولمة والاتصالات بعد أن جرده من أدواره الطلائعية والرسولية، ونفض عنه أوهامه النخبوية وخلع عنه ثوب الحرية والحداثة المزيف. وليس له أن يؤدي هذا الدور إلاّ بالعمل على تجديد ذاته وكما يقول "علي أومليل "في كتابه "السلطة الثقافية والسلطة السياسية": "حين يتحدث الكتاب عندنا عن دورهم الرائد في عملية التغيير، فإنّ عليهم أن يثبتوا هذا الدور، وأن يستحقوه، حتى تكون لديهم هذه السلطة الفكرية التي يتأسون على عدم الاعتراف لهم بها، ولكي يستحقوها لابد من نضال طويل وعسير، وهو قبل كل شيء نضال من أجل الديمقراطية بالديمقراطية"[15].

إنّ الوضع الذي يمر به المفكر العربي هو نتيجة لترسبات فكرية تشكل كومة من أفكار ومقولات أصابها العفن، لم تعد صالحة للاستهلاك أو التداول، لهذا فإن الخروج من هذا الوضع يستلزم التحلي بعقلية منفتحة تسهم في بناء فكر مجنون، لا يعترف بأي حدود، يخترق كل العوائق والحواجز المفروضة عليه، يتخلص من الأغلال التي تكبله، في سبيل تحقيق حريته ليمارس فاعليته ويثبت كينونته ويكون المثقف في هذه الحالة كما قال عنه ميشال فوكو:" إني أحلم بالمثقف الذي يحطم الأفكار والبديهيات الكونية، ذلك المثقف الذي يحدد ويكشف ضمن عطالات الحاضر وإكراهاته نقط الضعف والمنافذ، وخطوط القوة، المثقف الذي ينتقل باستمرار دون أن يعرف بالضبط أين سيكون وما سيفكر فيه غدا، لأنّه مغرق الانتباه في الحاضر"[16].

وعلى هذا فإنّ الثقافة العربية بحسب "علي حرب" يتوجب عليها أن تستثمر كل مجهوداتها لخلق ثقافة تكون بمستوى الأحداث التي يشهدها العالم الراهن وتساير الوتيرة المتسارعة التي يعرفها على كل المستويات، وفي المقابل يعتقد أنّ الثقافة الغربية بكل ما تحمله من قيم تشكل ذلك النموذج الحي والفاعل للثقافة، وهذا ما يزيد من مسؤولية المثقف العربي الذي يتوجب عليه التأسيس لثقافة تكون بذات الحجم، ليس بسلخ هذا النموذج وتطبيقه، بل بنسج نموذج يحاكي النموذج الغربي ويؤدي ذات مهامه، وقد يفوت الأمر ذلك لمجاوزته والعمل على إثرائه والإضافة عليه.

وبناء على هذا يؤتي نقد "علي حرب" للمثقف الذي أضحى فاقدا للفاعلية التي تمكنه من استيعاب ما يشهده العالم من متغيرات من جهة والمساهمة في إثرائه بتقديم البدائل واقتراح الحلول من جهة أخرى. فالعالم أضحى يتغير على نحو مخالف لكل ما يتوقعه المثقفون الغرقى في أوهامهم والعالقين في عالم من التعالي تستوطن مساكنه النرجسية والاصطفائية التي استبدت بعقول المثقفين الذين يتصرفون على أنّهم أرباب الحقيقة ورسل الهداية وحراس الحق، وهذا ما أبعدهم خطوات لا يمكن عدها عن فهم هذا الواقع.

كما شدد "علي حرب" من خلال نقده للمثقف على ضرورة إعادة بناء الإنسان نفسه، لأنّه بحسبه علينا أن نفتش فينا عما هو إنساني قبل أن نفتش عن المثقف، فالذي مات فينا هو الإنسان، فما أصبح يظهر للناظر له هو الإنسان الذي تسكنه الأنانية والقسوة والضغينة والدناءة والوضاعة والفظاعة وغير ذلك من الصفات التي يعددها "علي حرب" والتي تمس و تقدح في الإنسان، وهذا بسبب الطمع والجشع والركض خلف الثروة والشهرة والاستبداد والسلطة والسيادة التي تشكل مجمل مطامع هذا الإنسان والتي ليس لها حدود يستخدم في سبيل الوصول إليها كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة وهذا ما أنتج عالم تسكنه نفوس مريضة ومهوسة، أنتجت ثقافة مريضة وفاسدة. الأمر الذي جعل المثقف هو الآخر يؤدي أدوار مزيفة، يتخذ اسمه ذريعة لخدمة أغراض شخصية متمثلة في الغالب في السلطة والثروة، يستخدم أفكاره للترويج لمهنته، كل هذه الأمور وغيرها هي المصوغات التي بنى عليها "علي حرب" أطروحته القائلة بموت المثقف الذي لا يعني الموت الطبيعي كما نفهمه إنما موت المثقف هو موت على مستوى الأفكار وتخليه عن أداءه لأدواره الحقيقية. الذي يتمثل حسب "علي حرب" في دور الوسيط الذي يعمل على خلق مساحة وفضاء للتواصل بين الأفراد، دون السعي لتقمص دور الوصي عليهم وذلك لا يتم إلا بإبداع عدة فكرية، تشكل أدوات يتعامل بها الإنسان في ترتيب علاقاته مع نفسه ومع الآخرين ومع العالم الذي يعيش في كنفه.

 

خديجة ناصر – ماجستير فلسفة

الجزائر

............................

قائمة المصادر والمراجع:

-علي حرب، أوهام النخبة أو نقد المثقف، المركز الثقافي العربي، الطبعة الثالثة، المغرب، 2004 م.

-علي حرب، ثورات القوة الناعمة في العالم العربي، من المنظومة إلى الشبكة، الدار العربية للعلوم ناشرون، الطبعة الثانية، لبنان، 2012 م.

-علي حرب، الإنسان الأدنى، أمراض الدين وأعطال الحداثة، دار فارس للنشر والتوزيع، الطبعة الثانية، الأردن، 2010م.

-علي حرب، المصالح والمصائر، صناعة الحياة المشتركة، منشورات الاختلاف، الطبعة الأولى، الجزائر، 2010م.

- عبد الإله بلقزيز، نهاية الداعية، الممكن والممتنع في أدوار المثقفين، المركز الثقافي العربي، بيروت، 2000م.

- علي أومليل، السلطة الثقافية و السلطة السياسية، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، 1996م.

- مشال فوكو، هم الحقيقة، ترجمة مصطفى كمال وآخرون، منشورات الاختلاف، الطبعة الأولى، الجزائر ،2006م.

الهوامش

[1] علي حرب، أوهام النخبة أو نقد المثقف، المركز الثقافي العربي، الطبعة الثالثة، المغرب، 2004، ص38.

[2] علي حرب، أوهام النخبة أو نقد المثقف، مصدر سابق، ص55.

[3] حوار مع علي حرب. حصة "إضاءات"، على قناة العربية، من تقديم الصحفي "تركي الدخيل"، يوم الخميس22-12-2011م، متوفر على موقع اليوتوبhttp://www. youtube.com: ، تاريخ الإطلاع على الحوار في الموقع: 04-04-2015م.

[4] علي حرب، أوهام النخبة أو نقد المثقف، مصدر سابق، ص43.

[5] علي حرب، ثورات القوة الناعمة في العالم العربي، من المنظومة إلى الشبكة، الدار العربية للعلوم ناشرون، الطبعة الثانية، لبنان، 2012 م، ص138.

[6] علي حرب، أوهام النخبة أو نقد المثقف، مصدر سابق. ص

[7] علي حرب، الإنسان الأدنى، أمراض الدين وأعطال الحداثة، دار فارس للنشر والتوزيع، الطبعة الثانية، الأردن، 2010م، ص10.

[8] المصدر نفسه، ص15.

[9] المصدر نفسه، ص25.

[10] المصدر نفسه، ص14-15.

[11] علي حرب، أوهام النخبة أو نقد المثقف، مصدر سابق، ص96.

[12] علي حرب، المصالح والمصائر، صناعة الحياة المشتركة، منشورات الاختلاف، الطبعة الأولى، الجزائر، 2010م، ص22.

[13] عبد الإله بلقزيز، نهاية الداعية، الممكن والممتنع في أدوار المثقفين، المركز الثقافي العربي، بيروت، 2000م، ص62.

[14] علي حرب، أوهام النخبة أو نقد المثقف، مصدر سابق، ص 131-132.

[15] علي أومليل، السلطة الثقافية و السلطة السياسية، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، 1996م، ص257.

[16] مشال فوكو، هم الحقيقة، ترجمة مصطفى كمال وآخرون، منشورات الاختلاف، الطبعة الأولى، الجزائر ،2006م، ص15.

 

في المثقف اليوم