ترجمات أدبية

جامعاتي

ترجمة لقصيدة لإيفغيني إيفتوشنكو

My Universities

saleh alrazuk

جامعاتي / ترجمة صالح الرزوق

لم أسمع بأخبار من أولئك

الذين ينحنون بألوان ناصعة في داخل الإطارات المذهبة،

ولكن  سمعت بكل شخص صورته في البطاقة الشخصية

لا تبدو مشعة وناصعة.

أكثر من تولستوي

علمني المتسولون العميان.

الذين ينشدون في عربات القطارات مدائح عن الكونت تولستوي.

 ومن الثكنات

تعلمت ما لم أتعلمه من باسترناك.

وأسلوبي في الشعر كان "قالبا" ساخنا.

وتلقيت الدروس عن إيسنين

في بارات الطعام السريع حيث الأشخاص ذوو العاهات الذين لا يشتركون بالحروب

مزقوا قمصان البحارة المخططة

بعد أن تقيأوا أسرارهم السخيفة.

ولم أحصل من أبيات شعر ماياكوفسكي

ما يعادل

ما حصلت عليه من درجات السلالم القذرة

ذات قضبان الحديد الملمعة بسراويل الأولاد.

وتعلمت في منعطف طريق زيما

من كبار السن الصامتين

أن لا أخاف من الجروح والخدوش

ومختلف أنواع الندوب.

وتعلمت من  الشوارع المسدودة التي تفوح منها رائحة الهررة،

ومن الأزقة المتعرجة والقديمة

أن  أكون حادا أكثر من السكين،

وعاديا أكثر من عقب سيجارة.

الأماكن الفارغة هي الرعاة الذين يعتنون بي

الوقوف بصف الانتظار هو  أمهاتي الحنونات.

وتعلمت من كل القساة الشبان

الذين جلدوني بالسياط.

وتعلمت من

من المقلدين المتسرعين أصحاب الوجوه الذابلة

الذين لأشعارهم مضمون سام

وفي جيوبهم محتويات تافهة.

وتعلمت من كل حبات الغبار في السقيفة،

ومن الخياطة ألكا

التي قبلتني

في الظلام في مطبخ المصلى.

أنا وحمات ولادة مجموعة من مسقط رأسي

ومن الخدوش والندوب.

أنا مهد أطفال ومقابر،

ومخازن ومعابد.

كرتي الأرضية الأولى أسمال ملفوفة،

دون خيوط غريبة

وبفتافيت من الحجارة الملتصقة بها،

وحينما وجدت طريقي إلى

الأرض الحقيقية

رأيت- أنها مصنوعة من النفايات

وعرضة للركلات.

أنا ألعن لعبة كرة القدم القذرة،

فهم يلعبون بالكون دون أن يراعوا التقاليد،

ولكن كل شيء تافه في الكون،

ألمسه،

هو مدعاة للغبطة والاحترام عندي!.

أدور حول الكون،

كما لو أنه محطة زيما عملاقة،

وتعلمت من الأخاديد على وجه امرأة مسنة،

سواء هي من فيتنام أو من البيرو،

وتعلمت حكمة الشعب

التي يتناقلها الفقراء والحثالة

في كل أرجاء العالم،

ورائحة الأسكيمو الجليدية

وابتسامة الإيطالي غير اليائسة

وتعلمت من هارلم، أن لا أنظر إلى  الفقير الجائع،

وأعتقد أنه أسود

ولكن وجهه مدهون بطلاء أبيض.

وآمنت أن الغالبية تحني

أعناقها بالنيابة عن الآخرين،

وفي  تلك الأخاديد

تختبئ الأقلية كما يفعل أي إنسان يهبط في خندق.

أنا أحمل علامة ووشم الأغلبية.

أود أن أكون غذاءهم وملجأهم،

أنا اسم  من لا اسم له.

أنا كاتب لكل من لا يكتب.

أنا كاتب

صنعه القراء،

والقراء أنا من صنعهم.

لقد دفعت ديوني.

ها أنا هنا

خالقكم و مخلوقكم،

مختارات منكم،

وطبعة ثانية من حياتكم.

وها أنا أقف أكثر عريا من آدم،

رافضا خياطي البلاط النبلاء،

ومجسدا لكل العيوب والنواقص-

ما عليكم وما علي.

وها أنا أقف على أطلال وخرابات

الحب الذي هدمته.

ورماد الصداقات والآمال

تفر ببرود من بين أناملي.

أختنق بالبكم

وبأنني آخر إنسان في الصف.

ومع ذلك مستعد للموت في سبيل أي واحد منكم،

لأن كل واحد منكم هو وطني.

وها أنا أموت من العشق

وأعوي من الألم مثل ذئب،

وإذا كنت أقلل من شأنكم-

فأنا أحتقر نفسي

ويمكن أن أفشل من دونكم،.

ساعدوني لأكون على حقيقتي،

ولا أقف بتكبر،

أو أسقط في السماء.

أنا كيس مشتريات مزدحم

بمتسوقي العالم كله.

أنا مصور للجميع،

ومصور للأشرار.

أنا لوحتكم العادية،

ولكن لا يزال لدينا الكثير للطلاء.

وجوهكم هي متحف اللوفر بنظري،

ومتحف برادو الخاص بي.

 أنا مثل جهاز فيديو،

وفيه أشرطة ممتلئة بكم،

وأنا مفكرة يكتب فيها الآخرون،

وجريدة دولية.

لقد كتبتم أنفسكم،

بقلمي الذي يشبه الأسنان،

ولا أريد أن أعلمكم

وإنما أريد أن أتعلم منكم.

 

.........................

- ترجمها الى الإنكليزية أنتونينا و. بواس، و ألبيرت س. تود و إيفغيني إيفتوشنكو.

- إيفغيني إيفتوشنكو Yevgeny Yevtushenko شاعر سوفييتي، توفي في الولايات المتحدة عام ٢٠١٧.

في نصوص اليوم