ترجمات أدبية

روبرتا ألين: امرأة أجنبية

قصة: روبرتا ألين

ترجمة: د.محمد عبدالحليم غنيم

***

تحت سماء ضبابية، تتجول امرأة أجنبية بمفردها في يوم الإجازة في السوق الصباحي بينما يقوم الباعة بترتيب الفواكه والخضروات. ثمرة فاكهة تسقط من سلة المهملات وتُسحق تحت قدم من الرمل تجذب عين المتسول. تمسح النساء أيديهن على مآزر قذرة بينما تشم الكلاب أقدام المارة. أسراب من الذباب تلطخ ثمار الجوافة الناضجة. بينما يرفع بائع ذراعيه لضبط القماش المشمع فوق كشكه، يكشف قميصه المرتفع عن بطنه ندوبًا سوداء كبيرة. راكعة وسط الحطام، أم ترضع طفلًا من صدر يشبه الكمثرى المتعفنة. أم شابة تجري في السوق وهي تصرخ أن طفلها قد ضاع. صبي يبيع قطة مولودة حديثًا. يضع القطة في كيس ورقي ويغلق عليها. يقوم بتمزيق الثقوب في الكيس بأسنانه حتى تتمكن القطة من التنفس. عندما يضحك، تتشبث قصاصات من الورق بلسانه. وسط الضوضاء والغبار والضجيج، كان على الرجال الرابضين تحت أكياس رمادية ضخمة، وأعينهم ملقاة على الأرض، أن يمروا بصفوف من الأقفاص المليئة بالببغاوات والكناري وخنازير غينيا والطيور. فتاة في كشك خضروات تمسك أنفها وتمسحه بطرف فستانها البالي. خلف الأكشاك والشاحنات توجد منازل قديمة في الشوارع الضيقة المتعرجة. تحتوي جميع شرفات الطابق الثاني على نفس الدرابزين من الحديد المطاوع، الملتوي  إلى الخارج. لكن المرأة الأجنبية لا ترى أي شيء من كل هذا. هي قلقة فقط على صديقها. هل كان مخلصا؟ هل ستغادر طائرتها إلى الوطن بعد ظهر اليوم؟

المؤلفة : روبرتا ألين / Roberta Allen . فنانة تشكيلية وكاتبة روائية أمريكية ولدت روبرتا ألين فى نيويورك عام 1945 م، في العشرين من عمرها، سافرت بمفردها إلى أوروبا وعاشت لفترة وجيزة في أثينا وأمستردام وبرلين، ثم في المكسيك. على مر السنين، سافرت، غالبًا بمفردها، إلى منطقة الأمازون البيروفية وإندونيسيا وتركيا ومصر ومالي وبلدان في أمريكا الوسطى. ألهمت أسفارها العديد من قصصها. وهى مؤلفة لثمانية كتب، بما في ذلك مجموعات القصص القصير. كانت روبرتا ألين عضو هيئة التدريس في المدرسة الجديدة لسنوات عديدة، كما قامت بالتدريس في جامعة كولومبيا. كانت زميلة تينيسي ويليامز في الرواية عام 1998. وهى أيضا فنانة تشكيلية معروفة، عرضت أعمالها في جميع أنحاء العالم. وعرضت أعمالها في متحف متروبوليتان للفنون.

***

في نصوص اليوم