ملف المرأة

امــرأة رمــاديـة / فـوزية أميـن

أزاحت ستائر الوهم المسدلة

وغشاوة سنين

عن نافذة قلبها المتصدّع..

وأطلّت..

بيأسٍ و وجل

على ذكرياتٍ مؤرقة

مضرّجة بالكآبة.

ما أقسى التوغّل..

في دروب قلبها المعتمة.

هندست بعينين ذابلتين

مثقلتين بالأنين

خرائبَه المهجورة

لا تسكنُها سوى العناكب

يعلوها دخان..

مغلّف بسموم الهجر

ما أقسى أفول البريق

من نظرتها..

نظرة الأسى القاتمة.

اشتمّت بهزيمة وحسرة

رائحة نزيف

من تعاريج الزّمن المرّ.

امتعضت.. حتى النّخاع

أدركت انتحار آمالها.

كيف تزهر؟؟

وقد بذرتها في أرضٍ قاحلة؟!

ما أقسى خيبتها..

خيبة روحها الحالمة.

ابتلعت غصّة المهانة

تحشرج دمعُها

تفاقمت وتيرةُ أوجاعها.

شاخ صبرها..

نضب معينُه .

نضحت جوارحها ينابيع ألم

ما أقسى التّلبّد..

في مقلٍ دمعَها كاظمة!

أطلقت العنان

منهكا..

ملتحفا بالسواد

تائها..

مُنَكَّهاً بالمرار

من علقم الذكرى

لسيرورة حبلى

بشهيق مبحوح

بآهات الصّمت.

ما أقسى وشم الغبن..

في فهرس سنوات ظالمة.

تراءى لها..

شاحبا..

في أفق الاستكانة

منشطرا..

طيفُها المترنّح الحائر..

مقشعرّا..

من برود المشاعر

وجموح القسوة

في حضور شهرياري غاشم.

ما أقسى التمزّق..

في أغلال عزلة ناقمة!

تآكلت تضاريس قلبها

المستوحش ..

في ليالي الصقيع

نزفت روحها..

المكلومة..

من مخالب الخيانة.

تقيّأت جراحُها

المثخنة..

من هدر الكرامة..

ما أقسى التسمّم..

بأحاسيس القهر العارمة!

اندثرت جذوة حماسها..

لاحتضان فجر بهي .

تلاشت بانكسار..

من جوانحها..

ألوانُ الطيف.

غدت امرأة رمادية

انطفأ وهجها الأسطوري.

ما أقسى الحطام..

لعنفوان أنوثة ناعمة.

انهمرت شظايا غيظها المجتر

أحرقت نافذة الصّمت المُواربة

تبدّدت مسافات الرّهبة

صرخت..

أخيرا..

بعلوّ صوتها..

"أيتها الشّمس المشرقة

اسطعي..

شقّي ثنايا كياني المظلمة

ويا بارقة الأمل اليقين..

اصعقي..

بعثري دعائم العشّ الهزيل

ويا بسمة الرّبيع

انثري الزهر الجميل

ويا ألوان الطّيف

ذوّبي بدفئك الزّاهي

صقيع حرماني..

أجّجي براكين ثورتي

داريتها طوال سنين..

وما عدت لها كاتمة."

 

 

خاص بالمثقف، ملف: المرأة المعاصرة تُسقط جدار الصمت في يومها العالمي

 

العودة الى الصفحة الأولى

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد :2053 الخميس 08 / 03 / 2012)

في المثقف اليوم