تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

نهاد الحديثي: ثقافة السلام

عقد في القاهرة مؤخرا، وعلى مدى ثلاثة أيام منتدى من أجل السلام العالمي، توافد العلماء والمختصون من مختلف القارات الخمس، وقدم بعضهم أوراقاً عن السلام وعلاقته بالتنمية، والسلام وعلاقته بالتعليم والتراث، وارتباطه بالرخاء والاقتصاد، أكد الحضورأن أوجه الخير كثيرة، وقد كانت محصورة في الماضي ببناء المساجد والعناية بها كتأمين الماء وأهم متطلباتها، أما اليوم وقد تكفل المحسنون بهذا الجانب، فالمطلوب من الأغنياء أن يقتدوا بمن خلدهم التاريخ بوجود مؤسسات ثقافية وعلمية، فمن الأغنياء من بنى المستشفيات والجامعات غير الربحية خصوصاً في الغرب وفي الولايات المتحدة الأمريكية بصفة خاصة. ولو تذكر كل غني حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له»، لما تردد في توظيف ماله وعلمه وأولاده من بعده لمواصلة المسيرة، ورددوا عبارة شهيرة«إن وضعت المال تحت قدمي زادني علواً وارتفاعاً، وإن وضعته فوق رأسي زادني قصراً وانحناء»كما اكدواا ان السلام هو أنبل ما يسعى له، وأعظم ما يمكن أن ينشر الرخاء والأمن على مستوى العالم، والسلم هو ما تأمر به الكتب السماوية، وما ينادي به كل المصلحين على مرّ التاريخ. لكن الحاصل في العالم اليوم ومنذ وجد الإنسان على هذه البسيطة هو عكس ذلك. وقد قدم أحد المتحدثين في ورقته عن الحروب وتكاليفها الباهظة، فذكر أنها تكلف العالم سنوياً في حدود أربعة تريليونات دولار سنوياً، ولو صرف 6 % من هذا المبلغ سنوياً على مكافحة الفقر لاختفى على مستوى العالم، إضافة إلى ما تخلفه الحروب من قتلى وإعاقات، وتدمير للبيئة والحياة

انّ إرساء ثقافة السلام في المجتمع يحتاج من الجميع توحيد الصفوف في مواجهة انواع التطرّف الفکري المتعدّدة؛ مثل: إقصاء الآخر، منع النزاعات، مؤامرات حزبية وسياسية، وبناء السلام، يتمّ أولاً بتربية النشء الجديد على القيم الفاضلة، مثل التسامح واحترام حقوق الإنسان، فبناء ثقافة السلام مهمة تعددية تطلب تضافر جهود کل افراد المجتمع في کافة القطاعات وهي امتداد للعملية الديمقراطية في المجتمع، وهنا بالإمکان النظر للسلام کمنهجية على اعتباره کنمط حياة او کعملية سياسية او کضرورة بقاء

نحن اليوم أكثر ما نكون حاجة للسلام، وبالأخص في عراقنا الحبيب وعموم المنطقة العربية، والتي لم تتمتع بالسلام منذ عشرات السنين، والحاجة ملحة لجعل السلام عقيدة راسخة على مستوى الأفراد والدول، ومن ذلك تضمين المناهج الدراسية ثقافة السلام بكل مقوماتها.

***

نهاد الحديثي

 

في المثقف اليوم