تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

دراسات وبحوث

سليم جواد الفهد: التشيع المبكر والغلو.. رؤية عقلانية

نفتتح القول بدرة من درر الفيلسوف الرازي طاب ثراه.  يقول:

"القول بترجيح النقل على العقل محال لأن العقل أصل النقل، فلو كذبنا العقل لكنا كذبنا أصل النقل، ومتى كذبنا أصل النقل فقد كذبنا النقل. فتصحيح النقل بتكذيب العقل يستلزم تكذيب النقل فعلمنا أنه لابد من ترجيح العقل.

(فخر الدين الرازي).

لنبدأ بمقولة محمد أراكون:

"لكي تتحرر من شيء ما ينبغي أن تكشف عن أصله أو جذره الأول-أي كيف تشكل وانبنى لأول مرة- ومن المعلوم إن الشيء يخفي أصله بكل الوسائل وذلك لكي يقدم نفسه بشكل طبيعي بدهي لا يقبل النقاش، ثم لكي يقدم نفسه وكأنه كان دائما موجودا هكذا، وسوف يظل موجودا إلى الأبد. بمعنى آخر فإنه يفعل كل شيء لكي يغطي على لحظة انبثاقه التاريخي، لكي يخفي تاريخيته. هذا ما تفعله كافة العقائد والتصورات الدوغمائية في جميع الأديان”1.

يعتبر الغلو أخطر شكل من أشكال الإعاقة المعرفية وهو الأساس الأول للتحارب الطائفي وعلى المستوى الثقافي هو صراع العقل مع اللامعقول في تجلياته الأسطورية ومنهجه الخرافي.

والغلو تعريفا هو: إلباس البشر ثوب الإله وجعله مقدسا بإشراكه في خصوصية التكوين الإلهي.

وبهذا يكون الغلو خيال وتوهم أسطوري بامتياز.

وهذه الأسطرة تثير الارتباك والاضطراب فهي خلل منهجي يجعل العقل عاجزا عن الربط المنطقي بين واقع الشخصية وبين حقيقتها المحجوبة بالأسطرة فيعزل العقل عن سياقه التطوري الطبيعي ونمط صيرورته المتجددة فيحوله إلى عقل مأزوم سيتمخض في نهاية المطاف عن هوامش تخيلية سخيفة مرتبكة لا رابط عقلاني لها تتشوه بنيتها الإدراكية عبر استلابات إيديولوجية تعادي كل معرفة عقلية.

والغلو بالأصل رد فعل لا عقلاني من مجتمع مهزوم خسر الزعامة والحكم.

هو واقعة اجتماعية مشفوعة بالأضطهاد السياسي لمواجهة الحاكم الظالم المنتصر لكنه رد فعل وهمي هدفه تعويض الهزيمة على أرض الواقع.

وسايكولوجيا يوفر استقرار نفسي كتعويض لخسارة لا يمكن تعويضها واقعيا.

ثم يخرج أصحاب المصلحة لإدامة هذا الواقع واستغلاله لصالحهم عندها تبدأ مسيرة استحمار الطائفة وأصحاب المصلحة هم رجال الدين المنتفعين ونسميهم تجار الدين وهؤلاء مصلحتهم تأجيج الحراب الطائفي ليبقوا سادة الناس من كل الطوائف.

التشيع المبكر ومسيرة التمايز:

استغرقت عملية تمايز العقيدة الشيعية عن جسد التيار الإسلامي العام مدة غير قصيرة من الزمن تعرض خلالها الشيعة عبر سلسلة من المحن لنوع من الانتخاب الطبيعي الذي تمخض في نهاية الأمر عن ثلاث فرق رئسية هي بترتيب حجمها الراهن:

1- الإمامية الأثنى عشرية.

2- الإسماعيلية.

3- الزيدية.

وعلى خلاف الخوارج الذين كان انسلاخهم منذ اللحظة الأولى مزامناً لتبلورهم المذهبي- بمعنى أن الزمن لم يضف كثيراً إلى أصول المذهب الخارجي- كانت المذاهب الشيعية تتبلور تدريجيا مع حركة التأريخ وتطور الحوادث السياسية في عملية جدل تاريخية مؤطرة بالدماء والفجيعة. وفي هذا دلالة واضحة على أن المبادىء النظرية للتشيع لم تطرح في نسقها النهائي المعروف قبل التداعيات اللاحقة لواقعة كربلاء الدامية. الحدث الأعظم في تاريخ الإسلام والمسلمين.

هذه المبادىء النظرية ليست أولية في نسيج النص الأول الخالص وإلا لكانت عبرت عن نفسها قبل هذا التاريخ وهو ما يعود بنا لإستحضار دور التشكل الأول للسلطة السياسية (الخلافة) على وجه الخصوص في صياغة الإسلام كما هو بين أيدي الناس اليوم.

في يوم وفاة النبي كان شيعة الإمام علي-أنصاره- أفرادًا معدودين أي "جماعة خاصة" ولم يكن لها أسس سياسية أو مذهبية خاصة تجعلها حزبا سياسيا أو عقيدة دينية أو نحلة خاصة تتميز عن باقي المسلمين. كان الجميع بمن فيهم الإمام علي منخرطا في مسار نظام الخلافة القائمة وظل نشاطهم داخل الدائرة الواسعة هي دائرة المسلمين. وهي الدائرة التي حرص الإمام علي على البقاء داخلها ورفض وجود ميزة سياسية أو دينية تميزه عن باقي الناس حيث كان محور نشاطه بعد خسارة الخلافة هو:

"لأسالمن ما سلمت أمور المسلمين وإن يكن فيها جور علي خاصة"2.

وبعد مدة قصيرة بايع أبا بكر ثم عمر ثم عثمان إلى أن أصبح خليفة بعد مقتل عثمان.

مما لا ينكر أن سابقة الإمام علي في الإسلام  وقربه من الرسول ورصيده التاريخي في الجهاد ضد مشركي قريش أوجد مريدين له متأثرين بشخصيته لكن هذا التأثير لم يتطور ليتخذ شكل مذهب واضح المعالم والتكوين والخطاب أو يتخذ مفهوما إماميا بالمعنى العقائدي والديني الذي اصطبغ به في فترات تاريخية متأخرة.

ولو راجعنا أسماء الذين التفوا حول الإمام علي في فترة البيعة لوجدنا أنهم لم يكونوا شيعة بالمعنى العقائدي أي شيعة يؤمنون بإمامة إلهيه منصوبة معصومة منصوص عليها بل كان لكل واحد منهم حساباته وتقديراته الخاصة بحيث يمكن القول إن الجامع للبعض وخاصة فقراء الصحابة هو الموقف الطبقي من أرستقراطية قريش وللبعض الآخر الاعتبار العائلي والعشائري لا الموالاة القائمة على أساس المشروع السياسي.

ومن الذين التفوا حول الإمام علي واعتبروا من شيعته طلحة والزبير ثم خرجا عليه لاحقا مع عائشة وجرت بينه وبينهما معركة الجمل. فالزبير أنضم إلى الإمام علي حمية بحكم الإنتماء العائلي إذ عده من بني هاشم أما طلحة فله حساباته الشخصية ضد أبا بكر وعمر .

هذا الالتفاف حول الإمام سرعان ما تحول إلى صراع مرير ضد الإمام في وقت لاحق.

أما الأنصار فانضمامهم إلى الإمام علي لم يكن لدواع عقيدية فهم بالأمس بادروا إلى البيعة لسعد بن عبادة وبعدما أقصوا عنها أخذوا يطالبون بالإمام علي لا بصفته معصوما منصوصا عليه بل بصفته الخيار الأفضل أو الأقل ضررا بالنسبة إليهم .كما أن الأنصار لم يكونوا في الصراعات السياسية صفا واحدا فمنهم من حارب مع الإمام ومنهم من حارب مع معاوية في معركة صفين ولا يمكن اعتبارهم كتلة تضامنية واحدة بل أخذت صفة الأنصار تضمحل وتذوب وتقتصر قيمتها على رمزيتها لا على فعاليتها السياسية.

وشدة الخلاف في السقيفة لا تحتاج إلى ذكر وسنكتفي بخبر واحد رواه الطبري قال: "ولما رأت الأوس ما صنع بشير بن سعد- أي مبايعة أبي بكر  وبشير من الخزرج - وما تدعو إليه قريش وما تطلب الخزرج من تأمير سعد بن عبادة قال بعضهم لبعض وفيهم أسيد بن خضير -وكان أحد النقباء- والله لئن وليتها الخزرج عليكم مرة لازالت لهم عليكم بها الفضيلة ولم يجعلوا لكم معهم فيها نصيبا فقوموا فبايعوا أبا بكر .

فقاموا إليه فبايعوه، فأكسر على سعد بن عبادة وعلى الخزرج ماكانوا أجمعو له من أمرهم"3.

وحتى فقراء الصحابة من المؤمنين الذين عرف عنهم تدينهم اللافت وانجذابهم إلى الإمام علي وتحلقهم حوله منذ زمن النبي وكانوا يشكلون ما يمكن تسميتهم "أنصار علي" من أمثال أبي ذر وسلمان والمقداد. فهؤلاء أيضا اعترفوا بالسلطة القائمة رغم قولهم بأولوية الإمام علي في السلطة وانصاعوا لأوامرها وتسلم بعضهم مناصب عدة فيها مثل تولية عمار الكوفة في زمن عمر وتولية سلمان الفارسي المدائن أي خضعوا بالكامل لأمرة هذه السلطة وصاروا جزءا من تاريخها وتكوينها.

معنى كلمة شيعة؟

حدود التسمية:

أما كلمة شيعة فترد في خلافة عثمان إلى نهاية خلافة الإمام علي بمعناها القاموسي فيقال: 'الكوفة شيعة لعلي والبصرة شيعة لعثمان'. وفي كربلاء بعد عشرين سنة من الخلافة الأموية كان الإمام الحسين(ع) يخاطب جيش الكوفة:

"يا شيعة آل أبي سفيان" ويصعب تعيين الزمن الذي أستقر فيه الاسم علماً على الفرقة. وهناك تداخل تزميني بينه وبين ظهور اسم القدرية بحيث يصعب الجزم إن كانت هي أم الشيعة الفرقة الثانية بعد الخوارج إذ ترجع أوليات القدرية إلى زمن معاوية وكان مؤسسوها الأوائل من التابعين الذين اتصلوا بعصر الصحابة.

حين أشاع معاوية بذور العقيدة الجبرية في خطبته الشهيرة بصفين والتي قال فيها: "الحمد لله الذي دنا في علوه، وعلا في دنوه، وظهر وبطن، وارتفع فوق كل ذي منظر، هو الأول والآخر، والظاهر والباطن، يقضي فيفصل، ويقدر فيغفر، ويفعل ما يشاء، إذا أراد أمرًا أمضاه، وإذا عزم على شيء قضاه، لا يؤامر أحدًا فيما يملك، ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون، والحمد لله رب العالمين على ما أحببنا وكرهنا".

وقد كان فيما قضاه الله أن ساقتنا المقادير إلى هذه البقعة من الأرض، ولفت بيننا وبين أهل العراق، فنحن من الله بمنظر، وقد قال سبحانه وتعالى: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} انظروا يأهل الشأم، إنكم غدًا تلقون أهل العراق، فكونوا على إحدى ثلاث خصال: إما أن تكونوا طلبتم ماعند الله في قتال قوم بغوا عليكم، فأقبلوا من بلادهم حتى نزلوا في بيضتكم وإما أن تكونوا قومًا تطلبون بدم خليفتكم وصهر نبيكم، وإما أن تكونوا قومًا تذبون عن نسائكم وأبنائكم، فعليكم بتقوى الله والصبر الجميل، واسألوا الله لنا ولكم النصر، وأن يفتح بيننا وبين قومنا بالحق، وهو خير الفاتحين".

"شرح ابن أبي الحديد ج11 ص497".

لقد أراد هو وأتباعه إشاعة أن ما يفعلونه لا ناقة لهم فيه ولا جمل وإنما بإرادة مسبقة من الله.

ولمواجهة هذا الخط ظهرت فئة من المتكلمين وعلى رأسهم غيلان الدمشقي الذي قال بقدرة الإنسان على خلقه أفعاله وكانت حجتهم قرآنية وعقلية في ذات الوقت فمن الناحية القرآنية يؤكد القرآن بأن الثواب والعقاب قانونه: (بما كنتم تعملون).

ومن الناحية العقلية (كيف يعذب الله عز وجل الإنسان على فعل لا قدرة له على خلقه) وإنما كتبه الله عليه؟

سميت هذه الفئة التي تدافع عن قدرة الإنسان على خلق أفعاله بالقدرية وهم أسلاف المعتزلة.

وتفيد وثيقة التحكيم في صفين اقتران اسم شيعة الإمام علي وشيعة معاوية: (هذا ما تقاضى عليه علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان وشيعتيهما فيما تراضيا عليه من الحكم).

الظاهر من جمع شيعة علي وشيعة معاوية في نص واحد والتسوية بينهما وجود تماثل في التكوين الداخلي لكل من الطرفين المتقابلين وتشابه في طبيعة الرابطة بين التابع والمتبوع أو الناصر والمنصور . فلم يكن التشيع مصحوبا بإيديولوجية خاصة تفرض عصبية متماسكة ولم يكن التشيع حينذاك بمثابة هوية أو فرقة ذات تكوين ورابط متميز. بل يمكن القول إن التشيع كان عبارة عن موالات سياسية مرنة تجعل الإنتقال من طرف إلى الطرف المضاد في غاية السهولة مثلما حصل مع زياد ابن أبيه.

يذكر الصفدي في "الوافي بالوفيات" إن زياد ابن أبيه كان (أولا من شيعة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وكان عامله على فارس، ثم إنه بعد موت علي صالح معاوية، وادعاه وصار من شيعته، واشتد على شيعة علي، وهو الذي أشار على معاوية بقتل حجر بن عدي وأصحابه، وأغلظ للحسن بن علي رضي الله عنهما في كتاب كتبه له)4.

حيث يستنتج من النص أن تشيع زياد للإمام علي يماثل تشيعه لمعاوية لاحقا ما يعني أن التشيع للإمام كان عبارة عن شكل من أشكال الولاء السياسي لا أكثر.

كذلك الذي حصل في معسكر الإمام علي قبل التحكيم وبعده وانشقاق الخوارج يوحي بأن المشايعة والتشيع حينذاك كان مناصرة مرنة وهلامية تتمحور حول نصرة الإمام علي من دون أن تتحول إلى عقيدة أو مذهب.

إذن غياب المضمون العقائدي عن التشيع المبكر  يعني بكل وضوح غياب الفهم المخصوص لشخص الإمام علي بجعله صاحب مواصفات وقدرات خارقة وحالة ذهنية ودينية ذات ميزة إعجازية كما صار لاحقا.

ومن خلال هذا الفهم تكون العصمة-التي أضيفت للإمام علي وأولاده- فيما بعد فكرة غير واردة على الإطلاق وغير متداولة بالتأكيد يكشف عن هذا الجدل الدائم في صفوف أتباعه وفرض البعض رأيهم عليه وانقلاب البعض الآخر وتمردهم عليه عسكريا.

ولا أظن إن تفسير ذلك -كما يدعي الشيعة اليوم- بخبث النيات وسوء الأدب في التعامل مع مقام الإمامة كافي في الفهم والتحليل.

والصحيح والواقعي أن الناس تعاملوا مع شخصية الإمام علي بصيغة بشرية عادية لا تملك صفات استثنائية أكثر مما تحتمله أو تتوقعه العادة في شخص آخر .

وهذا دليل من كتاب الإمام علي إلى عامله: "ومن كتاب له عليه السلام إلى المنذر بن الجارود العبدي وقد خان في بعض ما ولاه من أعماله أما بعد فإن صلاح أبيك (غرني) منك، و(ظننت) أنك تتبع هديه وتسلك سبيله فإذا أنت فيما رقي إلي عنك لا تدع لهواك انقيادا، ولا تبقي لآخرتك عتادا تعمر دنياك بخراب آخرتك وتصل عشيرتك بقطيعة دينك. ولئن كان ما بلغني عنك حقا لجمل أهلك وشسع نعلك خير منك. ومن كان بصفتك فليس بأهل أن يسد به ثغر أو ينفذ به أمر أو يعلى له قدر أو يشرك في أمانة)5.

تأمل كلمة (غرني) و(ظننت) فمثل هذه الكلمات لا ينطق بها معصوم قط.

وهذه هي الحقيقة فالغلو في الإمام علي وأبنائه تولد في سياقات سياسية أخرى وجاء استجابة ورد فعل لاحق على فهم غيبي جديد تحت ضغط واضطهاد السلطتان الأموية والعباسية.

هذا كله يبين أن الروايات مهما بلغ عددها التي تتحدث عن تشيع ذي خصائص عقائدية ومنظومة فهم ديني مكتمل العناصر والرؤى منذ زمن النبي هي روايات جاءت لتلبي ذهنية وحاجة زمن الراوي الذي جاء بعد زمن الإمام علي بفترة طويلة أي هي حاكية عن زمان الراوي لا زمن مضمون الخبر أو كما يسميه الشيخ ميثاق العسر "أدلة ما بعد الوقوع".

وإيصال مضمون هذه الروايات إلى النبي وأقواله هي ممارسة مألوفة ومعروفة لدى أكثر المذاهب الإسلامية التي تعمد بعد اكتمال منظومتها الفقهية إلى تسويغها بمفعول رجعي من أقوال النبي والأحداث التأسيسية الأولى في الإسلام لإكسابها شرعية مقدسة. وهكذا فعل الشيعة في رواياتهم وهي روايات عمدت إلى التغطية على معطى التشيع التاريخي وفضاء نشؤته وتطوره الخاص ليتم سلخه عن التاريخ وسلخ التاريخ عنه وإظهاره أمرا منجزا ومكتملا منذ بداية الدعوة الدينية الإسلامية.

في حين أن التشيع في تشكلاته اللاحقة ليس سوى منتج تاريخي اتخذ توصيفات ووضعيات مختلفة متفاوته وأنه لم يكن في زمن الإمام علي أكثر من ميل سياسي اتسم بهشاشة وتقلب لافتين داخل معسكره ولم يأخذ صورة موحدة في التاريخ بل كان محل صراع وتنافس بين تياراته المتعددة حتى زمن الإمام محمد الباقر الذي أرسى عقائد الإمامة في النص والعصمة والنسب وأسس أصولا وفقها وحديثا.

الأمر الذي ستكتمل بنيته المذهبية مع الإمام الصادق ويأخذ أسم المذهب الجعفري. أي مذهب الإمام جعفر الصادق.  

حين نصل إلى هذا الفهم العقلاني للتشيع نستطيع تفهم الآخر المختلف حينها فقط يبدأ حوار البحث عن مشتركات العقيدة وأسس الأتفاق لتجاوز الخلاف.

***

سليم جواج الفهد

........................

1- محمد أركون، قضايا في نقد العقل الديني: كيف نفهم الإسلام اليوم. ترجمة: هاشم صالح. دار الطليعة.بيروت، 2009.ط4. ص280.

2- نهج البلاغة ،دار الذخائر ،قم،ج1،ص 116.

3- تاريخ الأمم والملوك بيروت، دار الكتب العلمية،1997،ج2، ص243.

4-الصفدي ،الوافي بالوفيات ،دار إحياء التراث /بيروت، ج 15، ص8.

5- خطب الإمام علي (ع) - ج3 - ص132.

في المثقف اليوم