أقلام ثقافية

رسالة الى صديقي الكاتب الساخر

alwan husseinبعد التحية والتقدير، تعرف مدى حبي ومودتي الكبيرة لك ولا أخفي إعجابي الكبير بما تكتب بأسلوبك الساخر ولغتك المميزة وصراحتك وجرأتك غير المألوفة . إنك ياصديقي الكاتب الساخر تستند الى تراث طويل لكتاب وشعراء كتبوا كل على طريقته الخاصة بما يسمى الكوميديا السوداء وهو نوع من الكتابة يعتمد على المفارقة والدهشة لخلق نوع من الصدمة في وعي قارئه أشتهر فيه كتاب كبار منهم خالد القشطيني وحسن العاني وشلش العراقي وأحمد رجب ومحمود السعدني  وزكريا تامر ومحمد الماغوط ومؤنس الرزاز وآخرين غيرهم .

هذا النوع من الكتابة الذي يوظف النكتة والفانتازيا ويعتمد المفارقة والسخرية كأسلوب فني يشبع حاجة نفسية كونه يعبر عن المكبوت في اللاوعي . كتابة مطلوبة بل وظرورية كونها تدفعنا للتفكير والتأمل ولكونها سلاح فعال ومجرب في فضح ظواهر أو حالات شاذة، في حالتنا العراقية نحتاجها لفضح سياسي الفرهود والنهب غير المسبوق في السياسة العراقية لتعرية اللصوص وكشف فسادهم وكذبهم وتناقضاتهم أمام الناس، كل هذا جميل ورائع أذا لم تخدش الحياء العام أو تكون السخرية مقصودة لذاتها والأهم أن لا تتطاول على رموز مقدسة لدى طائفة من الناس . أنا ياصديقي الكاتب الساخر من المتابعين لما تكتب، سعيد بقدرتك على إقتناص اللحظة وتصوير الموقف بلغة لا يتقنها غيرك، هذا الإعجاب لا يلغي تحفظي ورفضي تناولك شخصية تاريخية ولأسمها (معاوية بن أبي سفيان) بطريقة تهكمية ساخرة لا تليق بها وبك، فبغض النظر عن رأيك به فهو يمثل عند طائفة كبيرة من المسلمين رمزا ً دينيا ً مقدسا ً كونه من كتبة الوحي وصحابي كبير ألخ، ستقول لي خلافه مع علي بن أبي طالب وبأن الحق مع علي وأقول لك لا يعنيني ولا يعني هذا الكلام الكثيرين وقناعتك الدينية تخصك وحدك وحين لا تحترم رموز الاخرين تدفعهم الى موقف مماثل من الرموز المبجلة لديك وتكون قد أسهمت وعن وعي وتصميم بخلق حالة من التشنج وبث روح الكراهية، بعدها كيف نتحث عن الإرهاب الذي يجد ضالته في البيئة الصالحة أوليست الكراهية والحقد تلك الأرض المناسبة لإحتضان الإرهاب والإرهابين للفتك بالناس الأبرياء؟ أن دماء الناس ليس موضع مساومة ولا أحد يزايد على أحد، دم العراقيين مسؤوليتنا جميعا ً، كل كلمة تقال في غير موقعها تكون رصاصة وقنبلة تقتل وتسفك دما ً بريئا ً. الأجواء متشنجة والغرائز متفلتة وثمة من له منفعة بإيقاع المزيد من الضحايا وحاشى ان تكون منهم لكن لا تنس بأنك تكتب وتنشر في مواقع مقروءة من قبل الجميع وماتكتبه يؤثر سلبا ً أو أيجابا ً في صياغة وعي جمهرة كبيرة من الناس والكلمة الطيبة صدقة حسب الحديث الشريف . يقال بأن الأختلاف في الرأي لا يفسد للود عادة ً وكل ما أرجوه ان يظل الود مابيننا موصولا ً وتظل كلماتك مشعلا ً ويظل صوتك مدويا ً عاليا ً من أجل الفقراء والمحرومين والمغيبة أصواتهم خدمة للحقيقة والوطن، عراقنا الجميل الذي نحب مع خالص الود .

 

علوان حسين

 

في المثقف اليوم