أقلام ثقافية

كن سفيرا للإسلام!!

ذات مرة وقبل بضعة عقود، وأنا في عملي، وجدتني أغضب على أحدهم لأنه قد إقترف خطأً، وكان بقربي زميل باكستاني، إنتبه لما بدر مني تجاه الشخص ونظرني بعجب، وبعد أن إنتهينا من إنجاز ما هو مطلوب، أخذني جانبا، وقال: برذر (أخي) نحن في مجتمع لا يعرف الإسلام إلا من خلالنا، فعلينا أن نتذكر بأننا مسلمون عندما نتفاعل معه، ومضى نحن سفراء الدين، شئنا أم أبينا، وأنت سفير العرب أيضا، فعلينا أن نقدم صورة مثالية عن الإسلام!!

حدقت بوجهه بدهشة، وشعرت بالجهل والخطأ!!

ومضى بقوله : أنا أتذكر دائما بأني مسلم وعليّ أن أقدم بسلوكي ما يمثل ديني، وأضاف: كان من المفروض أن تعفو لا أن تغضب، لأن العفو من خلق ديننا!!

هذه المداخلة من زميلي المسلم، أيقظتني، وجعلتني أشعر بمسؤولية كبيرة!!

"أنا سفير الإسلام والعروبة"، ويجب أن لا أغفل عن ذلك، ومن دواعي الإيمان الصادق أن أقدم الدين على أحسن ما يجب أن يكون عليه التقديم، وذلك بالتعبير بسلوكي عن قيَمه السمحاء وتعاليمه السامية الأضواء!!

فقررت أن أعتذر وأصْلِحَ سلوكي، وأعي بأن الآخرين من حولي يرونني، على أني عربي مسلم، ويتم إقران كل ما يبدر مني بهاتين الصفتين، رغما عني!!

ترى ماذا سيحصل في العالم، لو فكر كل مسلم بأن عليه مسؤولية التعبير عن قيم الدين الصالحة بسلوكه وعمله، لأنه يُرى في عيون الآخرين، سفير الدين؟!!

هل سيجرؤ أحدٌ في الدنيا أن يتعرض بسوء للمسلم والإسلام؟

الشر يلد شرا، والخير ينجب خيرا!!

قانون سلوكي ينطبق على جميع الأحياء، ومنها البشر بمعزل عما يتصل به ويعتقده ويراه، فأبسط المخلوقات إذا تعرضتَ لها بسوء فأنها ستُطلق آلة عدوانها، وقس على ذلك، فكيف إذا تسببت في إغاضة البشر؟!!

نحن المسلمون، سلوكنا يؤذي ديننا!!

وخصوصا المسلمون العرب!!

لماذا؟!

لأن المسلمين في الدنيا ينظرون إلى العرب على أنهم أهل الدين والأعرف به وبلغة القرآن، ويتخذونهم قدوة، ويتمثلون سلوكهم الإسلامي، فعندما يقوم العربي بأعمال وأفعال مخلة بقيم ومبادئ الدين، فأن ذلك سيؤثر على سلوكهم.

قد ينكر ذلك الكثيرون، لكن حقائق الواقع تؤكده ، وأن الدين الإسلامي يبدو كما يبدو العرب، لأنهم أصله ومنبعه، ولغتهم لغته!!

فهل سنتذكر دائما بأننا يجب أن نكون قدوة حسنة للمسلمين وغيرهم، كي يستعيد الدين عزته، والعرب كرامتهم وقوتهم؟!!

أم ترانا سنبقى لكل منا دين مُصنّع من إنحرافات تأويلاته وتصورات هواه، والإسلام على الرف والمسلمون تائهون؟!!

 

د-صادق السامرائي

في المثقف اليوم