أقلام ثقافية

المفهومية عند مالك بن نبي (2)

moamar habarأفكار بن نبي .. يواصل صاحب الأسطر، عرضه لمحاضرة بن نبي حول المفهومية، التي ألقيت بمدينة باتنة، سنة 1972، أمام طلبة المدرسة العسكرية للأسلحة المدرعة، وتمتد من صفحة 67 غلى صفحة 98، ودائما ضمن كتاب "في الحضارة وفي الإيديولوجيا، نصوص غير معروفة"، لمالك بن نبي. وتمحورت أفكار الكاتب، التي ضمها كتابه في النقاط التالية..

الأسلحة الخفية للصراع الفكري.. بن نبي حين يتحدث دوما عن الصراع الفكري، يتطرق إلى الجهة غير المرئية منه، باعتبارها الأهم والأخطر والأكثر فاعلية، لذلك تراه يتحدث عن القائمين على الصراع الفكري في صفحة 68، ويصفهم بقوله: " فهم لايظهرون تلاعباتهم حين يستعملون أسلحة خفية، هي أكثر خفاء من الأشعة اللامرئية: إنها أسلحة الأفكار".

ويؤكد نفس الفكرة في صفحة 78، ويقول: "الصراع الفكري هو صراع فيه الأسلحة المستعملة غير مرئية، تتموضع بالنسبة لأسلحة ملموسة".

الصراع الفكري من طموحاتنا.. والصراع الفكري عند بن نبي ليس لعبة أو تسلية، بل طموح مجتمع، يسعى لتحقيقه، لذلك تراه يركز عليه في صفحة 69، ويقول: "الصراع الفكري هو نوع من الحديث عن طموحاتنا نتطلع إلى تحقيقها والدّفاع عنها ضدّ كل محاولة تخريب أو تقديحسالتي يجب الدفاع عنها وحمايتها".

المفهومية.. يرى بن نبي في صفحتي 70-71، أن المفهومية "تنظم الحياة داخل الكيان الإجتماعي الذي يكون محملا بطموحات لايقدر على تحقيقها إلا إذا حقق الشروط الثلاث، وهي حالة التوتر، حالة إندماج، حالة توجيه معين".

وعلى سبيل المثال، يرى في صفحات 71-74، أن القوات العربية في حرب 5 جوان 1967، كانت أكثر من القوات الصهيونية، لكن النتائج غير مغايرة، والسبب في ذلك، أن الجندي العربي ينقصه التوتر اللازم.

والمثال الذي أثاره بن نبي، يثير الجنود الذين يستمعون له، باعتبار أن حرب 1967، مر عليها 5 سنوات فقط، وما يدريك قد يكون الجنود أو القادة، قد شاركوا في الحرب، ويمكنهم إستحضار أيام الحرب، وإعادة دراستها وتحليلها من زاوية الصراع الفكري، الذي ربما يسمعون به لأول مرة.

وهذه الحالات الثلاث يشرحها بن نبي، ضمن صفحات الكتاب، لمن أراد أن يعود إليها.

إندماج المجتمع.. يرى في صفحتي 74 – 75، أن المجتمع عندما لايكون في حالة إندماج " يكون المجتمع عندئذ في حالة إندماج ناقص، بمعنى في حالة لزوجة ورخوة يسهل فيها الولوج".

الهدف المدروس.. بن نبي لايعترف بالعشوائية كحل دائم، ولو أصابت هدفها، لذلك تراه يقول في صفحة 75، لأن يصيب المجتمع هدفه بطريقة مدروسة خير له من أن سيصيبه بطريقة عشوائية.

رائحة الصراع الفكري.. يقول في صفحة 80، أن رد الفعل من منظور الصراع الفكري "سيكتسي طابعا غير ملموس، غير مرئي، غير مسموع ويكون عديم الرائحة".

أمكنة الصراع الفكري.. يرى في صفحة 84 "إذا كانت الأحداث تتوالى وتتكاثر في المكان والزمان، فهذا معناه أن الصراع الفكري سيكون عندئذ مرتكزا على أرضية صلبة".

بذور الصراع الفكري.. ومن التاريخية، يعطي مثالا عن الصراع الفكري في الجزائر، فيقول في صفحة 93 "إن تاريخ الجزائر قبل الثورة كان يمثل أرضية خصبة لكل أنواع البذور".

ويبدو، وبعد كل هذه العقود التي مرت، أن الجزائر مازالت أرضية خصبة، لكل أنواع البذور، بما فيها البذور المدمرة والمهلكة.

مراصد مراقبة الأفكار.. يرى في صفحة 86 "فإذا كنا نفهم بأن هناك مخابرات تقوم بمراقبة تنقل الأسلحة من الشرق إلى الغرب، ومن الشمال إلى الجنوب، فإنه سيوجد بالمثل مراصد لمراقبة عبور الأفكار".

وبعد هذه العقود، نقول أن هناك أيضا، مراصد لقبول الأفكار، ونشرها، ومنع كل فكرة فاعلة أصيلة تنفع المجتمع. وفي المقابل مراصد تمنع أفكار المجتمع من الانتشار، وتخنقها، وتشوهها.

 

 

في المثقف اليوم