أقلام ثقافية

جويل جرجوس: أدوار غير منطقية

يطول الطريق ويمضي العمر، وتموت الأحلام بين الأشواك. تأخذنا الحياة في رحلة معقدة، بداخل الألم والعذاب المرير. تدخلنا في متاهات لا نهاية لها. وترسم لنا جسراً بين الحقيقة والخيال، تأخذنا احاسيسنا إلى هذا الجسر، فنصعد بلا تردد. لكننا في منتصفه ...نقع

تدخل أرواحنا بحالة إدراك للواقع، فنفقد الشغف في تفاصيل الحياة. يالها من مسرحية مشوّقة. تقود الأصحاء فيها إلى الجنون. تفرض عليهم أدوارًا غير منطقية تضع أمامهم السعادة على طبق طائر فلا يمسك بها أحد...

لم أختر أن أشارك بهذه المسرحية لقد وجدت نفسي على خشبة المسرح دون سابق إنذار... وجدت بقربي مجموعة من الوحوش تتاجر بضمائرهم للبقاء على قيد الحياة. رأيت العديد من الأيادي التي صفقت للباطل. كانت تحمل في يديها سيوفًا مسنونة. تقطع بها لسان الحق ...

لقد أخضعتني هذه المسرحية اللعينة. لا زلت مجبرة على الاستمرار والخضوع لدوري، وسأبقى مجبرة على هذا، لأن وجودي على هذا المسرح لم يكن من اختياري. وبهذا استنتج بأن النهاية... ليست بيدي أيضًا. كل ما علي فعله... هو المحاربة. يجب أن أحارب كل شيء بلا رحمة

وأول الأشياء هي أحلامي الوردية!!

لقد كذبت الشعائر الإنسانية، وسقطت سطور الروايات الرومانسية. و تهشّم وجه الحرية...

لن أسجن بين قضبان الأمل، ولن أخضع لهذه الخدع السحرية.

استيقظي يا صغيرة... إن العمر يمضي... والمسرح ممتلئ بالوحوش.

والبقاء للطغاة فقط ...

***

جويل جرجوس

 

في المثقف اليوم