أقلام ثقافية

تفكير ثابت وزمن متغير!!

الكثير من المقالات التي نقرؤها والتصريحات التي نسمعها، ذات نمطية واحدة مكررة ومعادة عبر الأنظمة الحاكمة المتوالية.

فلغة الخطاب اليوم هي ذات لغة خطاب أنظمة سابقة.

أحزاب تتكلم بذات المفردات التي كانت تستخدمها أحزاب أنكرتها ومحقتها ورفضتها وعارضتها.

كتابات فيها العديد من مفردات الأنظمة التي فعلت ما فعلت وإنتهت.

إنها نفس الآليات التفكيرية ومفردات التعبير.

تصريحات مريرة وكتابات شريرة وعدوانية.

فأصحاب أنظمة اليوم يتقمصون سلوك وتفكير أنظمة الأمس.

المفردات متشابهة متطابقة

الأفكار نفس الأفكار

النفوس بعينها

التوجهات ذات إتجاه واحد

وهذا يعني أن الذي يدير الأمور واحد ولم يتغير، وما يتغير هو الوجوه والمسميات اللازمة لتنفيذ الأوامر المطلوبة والمرسومة.

فكل ما يتحقق في مجتمعاتنا ينضوي تحت آليات التدحرج إلى الهاوية، التي يتم الإبداع في تنمية مخاطرها وتأجيج نيرانها.

وهكذا نجد مجتمعاتنا على مدى أكثر من نصف قرن تتدحرج، وقوة جذب الهاوية تزداد إقتدارا على تعاظم فظائع ما تقوم به وتحققه من أفانين الويلات.

أنظمة بعد أنظمة والإنجاز خراب وخسران وفساد وإفلاس ما بعده إفلاس!!

والمواطن ينزف دمه وعمره ومعتقده وروحه وتأريخه ووجوده، ويمضي في دروب الفناء المعبدة بالأشلاء والجماجم، والخيبات والدماء والدموع والآهات.

والمتسيسون يخادعون أنفسهم والناس من حولهم، ويتمنطقون بالسيادة والسلطة، وما أفلحوا في إقامة أبسط أسس العدل والكرامة، وإنما صار دستورهم الأعلى فساد!!

 

د-صادق السامرائي

في المثقف اليوم